يــوم الحســم

محمد النظاري –
اليوم يصل بنا قطار الدوري العام لكرة القدم لأندية الدرجة الاولى للموسم 2011 /2012م إلى محطته النهائية فبعد 25 أسبوعاٍ من التنافس الكروي بين 14 نادياٍ يمثلون مختلف المحافظات وخلال تلك الفترة سعت الأندية إلى أن تكون في المقدمة لنيل اللقب وهاهي الجولة الـ26 من عمر الدوري هي من تحدد الفائز مما يدل على أن الدوري اليمني ليس محسوماٍ من أول جولة كما يتخيل البعض فالعام الثاني على التوالي تبقى هوية البطل مؤجلة إلى النفس الأخير.. وهذه إيجابية لدورينا وتحسب كنقطة مضيئة لنجاحه.
اليوم الأحد 15 يوليو 2012م سيجد أحد الأندية الثلاثة المتنافسون على اللقب ضالته فالثلاثي يدخلون اليوم الجولة الأخيرة وهم متقاربون جداٍ جداٍ فالعروبة يمتلك 46 نقطة يليه شعب إب وله 45 نقطة بفارق الأهداف عن -ابن محافظته- الاتحاد الذي له 45 نقطة إذاٍ فهذا الثالوث يسعى حثيثاٍ لحصد أكبر البطولات اليمنية.. والشيء المؤكد بأن المتعثر منهم سيفقد فرصته للحصول على ذهب البطولة.
نحن اليوم أمام لقاءين هامين الأول سيجمع العروبة باتحاد إب والثاني شعب إب بالتلال وعلى ضوء نتيجتيهما ستتضح صورة بطل الدوري اليمني.. ومع انطلاق اشعة شمس هذا اليوم يشرع الجميع بالتخمينات فكل الاحتمالات واردة لتتويج أحدهم وتأجيل التتويج أيضاٍ وارد على اعتبار أن لائحة المسابقات تستبعد الاهداف – المدفوعة والمقبولة- للتتويج أو الهبوط ومن هنا فإن جولة اليوم جداٍ مثيرة.
من يكون بطل الدوري في نسخته العشرين¿ ففرص الفوز متقاربة بين الثلاثي – شعب إب الاتحاد إب العروبة – فلكي يتوج الشعب بطلاٍ فليس أمامه سوى الفوز على ضيفه التلال بملعب الكبسي بالمقابل لا يوجد خيار امام حامل اللقب – العروبة – للحفاظ على لقبه سوى الفوز على الاتحاد في المباراة المصيرية بينهما عصر اليوم بملعب 22 مايو في مدينة إب شريطة تعثر الشعب بالتعادل أو الخسارة أمام ضيفه التلال أما الاتحاديون إذا ما أرادوا انتزاع اللقب الأول فليس أمامهم غير الفوز على العروبة.
أما إذا ما انتهت مباراة العروبة بالاتحاد بالتعادل مع خسارة الشعب من التلال فإن الثلاثي سيكون مع دوري مصغر لحسم اللقب لأن الجميع سيتوقف رصيده عن 46 نقطة وهنا تكمن الإثارة الحقيقية التي تعطي انطباعاٍ مميزاِ للدوري اليمني وسيسهم هذا بلا شك في إعطاء نتائجه مصداقية لدى الأطر الكروية الخارجية.
الجميل اليوم أن أبناء اللواء الاخضر أمام انتظار لتتويج أحد نادييهما العريقين -الشعب الاتحاد- وهو ما يعطي البطولة رونقاٍ إبياٍ خالصاٍ فلو كسبها الشعب فهي العودة من جديد وان ظفر بها الاتحاد فهي الباكورة الجميلة.. المهم للجمهور الإباوي أن يحصل عليها أحدهما .. أما العروبة فيسعى للتأكيد من أن بطولة العام الماضي ليست من قبيل الصدفة بل هي نتيجة حتمية لنتائجه على الميدان.
ولهذا ولكي تكتمل فرحتنا بالدوري الملتهب بجولته الأخيرة فما على الاتحاد العام إلا ان يشدد ويراقب بأعلى شخصياته اللقاءين ولعل لقاء الشعب بالتلال هو الأجدر بالمراقبة كون التلال لا يحتاج الى النتيجة وبالتالي فعليه ان يلعب بنزاهة ليعطي الحق لأصحابه.
لجنة الحكام عليها كذلك اختيار طاقم التحكيم بعناية تامة وان تحرص على انتقاء الاسماء التي لم تدر أي لقاء للفرق الثلاثة في الجولتين الاخيرتين -على أقل تقدير- وان يكون كل الطاقم من محافظات لا ترتبط بهوية البطل المحتمل تتويجه حتى لا يتكرر ما حدث في مباراة الاتحاد بالتلال حينما رفض فريق الاتحاد ان يحل باشراحيل مساعداٍ عوضاٍ عن الشريف الذي عوض فؤاد السيد في الساحة كذلك على اللجنة ألا تجازف بحكام أداروا اللقاءات الاخيرة في الموسمين الأخيرين لأنهم بلا شك لن يلقوا ترحيباٍ وان كانت قراراتهم صحيحة… هذا إذا ما تم الاتفاق على الطاقم اليمني أما إذا كان التحكيم خارجياٍ فإنه لن يقدم أداءٍ افضل من حكامنا بقدر ما أن الضغوط المسلطة عليه ستكون منعدمة مقارنة بحكامنا.
الإعلام عليه أن يكون محايداٍ في الطرح غير منحاز الى نادُ بعينه حتى يتقبل الجمهور هوية الفائز باللقب وينبغي عليه أن يساعد قيادة الاتحاد ولجنة الحكام والفرق المتنافسة على العمل في إطار الرياضة فقط بعيدا عن الزج بالدوري في متاهات غير كروية.
المهم أن الدوري قد نجح لحد الساعة ونجاحه النهائي مرهون بجدية اتمامه بصورة حسنة وهنا يجب ان تتضافر جميع الجهود فالنجاح لا يستطيع أن يحققه الاتحاد اليمني منفرداٍ اذا لم تعاونه الأندية المتنافسة والجمهور والإعلام فعليه الرقابة التامة وعلى الفرق التنافس الشرف والنزيه وعلى الجماهير التحلي بالروح الرياضية وتقبل النتائج كيفما تكون.. وعلى الإعلام تهيئة الأجواء المناسبة.
وإذا كانت البطولة مطمعاٍ للجميع فإن الهروب من الهبوط لا يقل أهمية ولهذا فإن هوية الفريق الرابع الذي سيرافق -شعب صنعاء اهلي تعز نجم سبأ- الى دوري الثانية ستكون معقدة وهي تنحصر بين فريقي -وحدة عدن شباب البيضاء- وان كان الوحدة أوفر حظاٍ لكونه يمتلك 31 نقطة ويكفيه التعادل لضمان البقاء فيما يبحث الشباب – ب29 نقطة- عن لقاء فاصل بوحدة عدن من خلال فوزه وانتظار خسارة الاخير… وكما أننا نطالب بالنزاهة في إحراز اللقب نتمنى أيضاٍ أن تكون موجودة في تحديد هوية رابع الهابطين.. متابعة ممتعة نتمناها لعشاق الفرق التي تلعب اليوم وقد نكون في الغد مع بطل متوج إذا لم يتأجل الحسم .

قد يعجبك ايضا