المشاكل الصحية في لجان الامتحانات.. معاناة مستمرة


الثورة / عبدالناصر الهلالي –
حالة من الارتباك تعيشه الطالبة رنا كلما دخلت إلى فصل الامتحان.. تتطور فيه الحالة إلى إغماء بمجرد قراءة اسئلة الامتحان يصاحب ذلك ألم في البطن من شدة الخوف.
في لجنة الامتحان لا يوجد فريق صحي للتعامل مع تلك الحالات التي تتأثر في الامتحانات.. وزارة التربية تعيش حالة الاستنفار التام حتى تظهر النتائج¡ وكذلك المنازل¡ والمجتمع.. وزارة الصحة. فقط لا تلتفت لهذا الحدث الكبير الذي تشهده اليمن ويبدو أنه لا يوجد تنسيق بين وزارة التربية¡ ووزارة الصحة. اللجنة الامتحانية تنتظر رنا حتى تفيق من الحالة الصحية التي ألمت بها¡ وتستأنف معها حل الامتحان.. وفي حالة مشابهة «لرنا» يتم إسعافها إلى أقرب مستشفى ويكون وقت الامتحان قد انتهى¡ وبذلك تضيع أو يضيع الطالب عاما◌ٍ¡ والسبب عدم تواجد على الأقل صحيين لتجاوز هذه المعضلة كما يقول مدير مركز امتحاني في أمانة العاصمة.
كثير من الطلبة يواجهون هذه المشكلة في كل عام تبدأ معه الامتحانات غير أن إحصائية بعدد الحالات التي تتعرض لمشاكل صحية ناتجة عن الامتحانات لا تتم¡ والسبب عدم وجود دور لوزارة الصحة في هذا الحدث الذي تشهده البلاد.
شائف غالب في امتحان مادة الرياضيات العام الماضي تعرض لمشكلة صحية أدخلته في حالة هستيريا¡ وكل الذي تم من أجل علاجه هو صب الماء على رأسه لكي يعود إلى حالته الطبيعية.. وكان حينها مدير المركز في ريف جبل حبشي يتمنى لو أن صحيا◌ٍ متواجد في اللجنة¡ وليس دكتور¡ لتجاوز الطالب المشكلة¡ وأكمل الإجابة على أسئلة الامتحان.
وأضاف مدير المركز الامتحاني في عزلة «بني عيسى»: «لو أن وزارة الصحة تهتم بهذا الحدث الكبير¡ وتقوم بدورها في المدارس كما تقوم بدورها في المباريات الكروية لما حرم الطلبة من الامتحانات بسبب المشاكل الصحية¡ لم يعد يدري المواطن شيئا عن دور وزارة الصحة إذا كانت تهمل نصف مليون طالب بدون تواجد في لجان الامتحانات فأين تتواجد.. لا تواجد لوزارة الصحة في أي مكان.. هكذا جرت العادة على الأقل والإنسان في هذه الوزارة لا يسوى أرخص حيوان في البلد.. الكثير من الطلبة ولا سيما في أوساط الفتيات يتعرضون لمشاكل صحية أغلبها تكون حالات انهيار بسبب صعوبة الامتحان أو عدم هدوء الطالب والطالبة حتى يتمكنوا من قراءة الأسئلة بشكل جيد وهذه مسألة طبيعية لا يستطيع البعض التغلب عليها¡ الأمر الذي يؤدي في المحصلة إلى حرمان الطالب من الامتحان وفي أضعف الأمور إلى حرمانه من المعدل الذي كان يحلم به وتحلم به الفتاة.
الجانب النفسي أيضا◌ٍ يؤثر بشكل كبير على الطلبة حتى قبل الدخول إلى لجنة الامتحان والخوف الشديد يلعب دورا سلبيا بالتأكيد ويستمر هذا العامل المستبد بالطلبة رفيقا لهم حتى نهاية الامتحانات ولو تواجد الأخصائيون النفسيون لتخلص الناس من هذه المشكلة التي تؤثر على كثير من الطلبة.
الملاحظ في لجان الامتحانات أن المراقبين يزيدون من حدة التوتر والخوف لدى الطلبة دون مراعاة للحالة النفسية التي يكون عليها الطالب قبل دخول الامتحانات وفي هذه المشكلة تتحمل وزارة التربية والتعليم الوزر الأكبر يلي ذلك وزارة الصحة التي لا تهتم بمشاكل الطلبة الصحية والنفسية في الامتحانات¡ الأمر الذي يؤثر حتى على المجتهدين حد قول بديع ناشر أخصائي علم نفس.
ويضيف: «الطالب بحاجة إلى اهتمام صحي ونفسي قبل أن يدخل الامتحان حتى يتهيأ لذلك بشكل جيد»¡ وزارة الصحية مطالبة ليس بالتأهب الأقصى فقط بل أيضا◌ٍ بالاهتمام والتواجد في مراكز الامتحانات لكي يتجاوز الطلبة المشاكل الصحية.

قد يعجبك ايضا