رحيل الأستاذ هشام باشراحيل أبرز رواد الصحافة الأهلية


استطلاع /أسامة الغيثي –
فجع الوسط الصحفي والإعلامي يوم السبت الموافق 16يونيو2012م برحيل الصحفي الكبير الأستاذ هشام علي باشراحيل – ناشر ورئيس تحرير صحيفة الأيام- الذي وافاه الأجل بأحد المستشفيات في العاصمة الألمانية برلين بعد صراع مرير مع المرض عن عمر ناهز 69 عاما حافل بالعطاء الزاخر في المجال الصحفي وبهذا المصاب الجلل نعت وزارة الإعلام والمؤسسات التابعة لها ونقابة الصحفيين اليمنيين وعدد منظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية فقيد الأسرة الصحفية اليمنية الأستاذ هشام باشراحيل .
ووصفت بيانات النعي مناقب الفقيد وإسهاماته المتميزة في تعزيز وتطوير الصحافة اليمنية عبر مؤسسة الأيام التي تمثل إحدى أهم مؤسسات العمل الصحفي الأهلي في اليمن .
وبهذه الفاجعة الكبيرة خسرت الصحافة اليمنية خسارة فادحة بفقدانها إحدى القامات الصحفية المرموقة وأبرز رواد الصحافة الأهلية الذي أسس لصحافة حرة ومستقلة قريبة من قضايا الناس وتطلعاتهم.
واستطاع الفقيد أن يجعل من صحيفة الأيام أبرز صحيفة يمنية أهلية ومدرسة صحفية خاصة لارتباطها بهموم الناس ومتابعة شأنهم حتى صارت لسان حال المواطن البسيط في مختلف مناطق اليمن..”دنيا الإعلام ” قامت بإجراء الاستطلاع التالي مع عدد من زملائه إليكم الحصيلة:

شخصية بارزة ..
* عبد الباري طاهر – نقيب الصحفيين سابقا- قال: هشام باشراحيل رئيس تحرير صحيفة الأيام في إصدارها الثاني بعد قيام الوحدة عام 1990م والأيام في إصدارها الثاني لعبت دورا مهما جدا وكان ربان سفينتها الفقيد هشام وكان أيضا ضمن طاقم الإصدار الأول لصحيفة الأيام وفي الإصدار الثاني كان هشام وتمام هما الأساس لعبت الأيام دوراٍ مهماٍ جداٍ في خدمة الخبر واحتلت مرتبة متقدمة جدا في صياغة الخبر والتعليق عليه, وقد تعرض هشام باشراحيل لمحن كبيرة منها الحرب التي طالته في منزله في صنعاء والحرب في عدن وإيقاف الصحيفة دون الاحتكام إلى القضاء والصحيفة حتى اليوم موقوفة, وهناك مطالب لنقابة الصحفيين ومن شخصيات بارزة أن يتم تعويض الصحيفة والإفراج عن حارس الصحيفة عبادي المرقشي ولا شك أن إعادة الاعتبار للصحيفة هو نوع من التحية للصحافة اليمنية وإنصاف أيضا للفقيد الكبير هشام الذي مات وهو ينتظر العدالة ..رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون.
مواقف وطنية شجاعة ..
* الصحفي رياض شمسان قال: فقيد الوطن الأستاذ هشام باشراحيل كان علماٍ بارزاٍ من أعلام الصحافة اليمنية.. والفقيد الغالي هشام باشراحيل ينحدر من أسرة عريقة مشهود لها بالأخلاق الحميدة والكفاءة العلمية والنزاهة والثقافة الواسعة وخاصة في مجال الصحافة.. وكان الفقيد العزيز هشام باشراحيل قد جاء امتداداٍ لوالده الفاضل الأستاذ محمد علي باشراحيل عميد الصحافة اليمنية ?رحمه الله? الذي أسس صحيفة ?الأيام? اليومية بعدن عام 1958م التي كانت من أشهر الصحف في عدن آنذاك حتى توقفت بعد الإستقلال عام 1967م.
وبعد قيام الوحدة اليمنية المباركة في عام 1990م وفي ظل النهج الديمقراطي قام الفقيد الغالي هشام باشراحيل بإعادة إصدار صحيفة الأيام يومياٍ بانتظام والتي حققت نجاحات كبيرة في داخل الوطن وخارجه حيث كانت كمية النسخ المطبوعة يومياٍ من صحيفة الأيام أكثر من سبعين ألف نسخة يتم توزيعها في عموم محافظات الجمهورية عبر شبكة توزيع حديثة خاصة بمؤسسة الأيام ..وكذا توزيعها خارج الوطن والحقيقة أن صحيفة ?الأيام? حظيت برواج كبير وإعجاب الآلاف المؤلفة من كافة شرائح المجتمع اليمني … وذلك لما كانت تتضمنه صفحاتها من مواد صحفية قيمة وأخبار ومقالات وتحقيقات وغيرها التي كانت تتبنى قضايا وهموم وتطلعات المواطنين وهو ما كان يحرص عليه الفقيد الأستاذ هشام باشراحيل رئيس التحرير وذلك من خلال استقطابه لكوكبة من الكتاب والصحفيين الجهابذة أمثال الأساتذة ?نجيب بابلي, عبده حسين أحمد, عبد الرحمن خباره? وغيرهم .. الذين كانوا يدخلون قلوب الناس بدون استئذان بكتاباتهم الوطنية القيمة وهكذا واصل الفقيد الغالي بنجاح منقطع النظير إصدار صحيفة ?الأيام? مسجلاٍ بذلك أروع المواقف الوطنية الشجاعة.. والتي لم يتمكن من مواصلتها نتيجة للمشاكل التي تعرض لها وبدورها أثرت سلباٍ على صحيفة ?الأيام? التي توقفت عن الإصدار حتى يومنا هذا.. ولكن بإذن الله تعالى نأمل من الأستاذ تمام محمد علي باشراحيل شقيق الفقيد الغالي هشام باشراحيل أن يعمل على إعادة إصدار ?الأيام? من جديد.
وأخيراٍ ندعو الله جل شأنه أن يتغمد الفقيد هشام باشراحيل بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وجهة نظر..
* أحمد الحبيشي – رئيس تحرير صحيفة 14 اكتوبر – يقول : صحيفة الايام كانت متميزة بانفتاحها على كل الاراء والأفكار وكل المواقف وكل المشاريع وهذا التميز يعود إلى فترة التأسيس عندما صدرت صحيفة الأيام برئاسة عميد دار الأيام المرحوم محمد علي باشراحيل والد ناشري الأيام الحاليين هشام وتمام باشراحيل نستطيع القول أن صحيفة الأيام كانت مستقلة بقدر كبير مما يتيح لها عدم التحيز إلى وجهة نظر أخرى وإلى موقف دون آخر وإلى مشروع سياسي بعينه واستقلالية صحيفة الأيام ميزتها عن كثير من الصحف التي تدعي أنها مستقلة ولكنها لا تستطيع أن تخفي انحيازها لإيديولوجية معينة أو حزب معين أكثر من الحزب الذي يتبنى هذه الإيدلوجية ويمول هذه الصحيفة تحت شعار أن هذه الصحيفة مستقلة .
ويردف: حقيقة أن أبرز ما ميز صحيفة الأيام أنها مستقلة وسط مجموعة كبيرة من الصحف التي تدعي أنها مستقلة بينما هي صارخة في حزبيتها وصارخة في شموليتها حتى لا تجد في كثير من الصحف التي تضع في ترويستها أنها صحيفة أسبوعية مستقلة لا تجد وجهة نظر أخرى غير وجهة نظر معينة وفكرة معينة وهوية حزبية وأيديولوجية معينة أكثر من الصحف التي تنطق بلسان حال الأحزاب التي تتبنى خطها بعض الصحف التي تدعي أنها مستقلة .
ويضيف الحبيشي :نحيي صحيفة الأيام على أنها مستقلة وأعطت أنموذجاٍ لاستقلال الصحافة وسط سيل من التدنيس والتزييف الذي يحاول أن يسيء إلى مهنة الصحافة تحت شعار أنها مستقلة ..فاستقلالية الصحافة تعني تنوعها وتعددها وتعدد الآراء الموجودة فيها ولا تعني في أي حال من الأحوال هذا الكم الهائل والغث من الصحف التي تدعي أنها مستقلة ولا نجد فيها غير رأي واحد وفكر واحد ومشروع وحزب واحد يطل علينا بين وقت وآخر من بين سطور هذه الصحف المسماة مستقلة..وبهذا المصاب الأليم الذي أصابنا برحيل هشام باشراحيل ندعو الله بأن يتقبل هذا الفقيد بواسع رحمته وغفرانه ويسكنه فسيح جناته ومن ثم ندعو الله أن يديم على صحيفة الأيام استقلاليتها وأن يجعل منها نموذجاٍ حياٍ للصحافة المستقلة قولا وفعلا.
مهنية عالية ..
* فضل العقيلي – رسام كاريكاتير وكاتب صحفي- قال : أعتقد بل أجزم أنه إذا ما سألنا أنفسنا نحن معشر الصحفيين لماذا كانت مؤسسة الأيام والصحيفة الأم الصادرة عنها الأيام ناجحة تحت إدارة ناشرها ورئيس تحريرها المرحوم هشام باشراحيل فإن الجواب على هذا السؤال سيكون بكل بساطة أنه ورث هذه المؤسسة الإعلامية من والده الإعلامي المعروف الراحل محمد علي باشراحيل مؤسس «الأيام» الذي علمه – إلى جانب صياغة الخبر – أسرار الإدارة وهي سبب نجاحه في إدارة مؤسسة الأيام واسعة الانتشار ونتيجة لمهنيته العالية التي عكستها مضامين صحيفة الأيام عانى الفقيد هشام باشراحيل خلال مسيرة قيادته لصحيفة الأيام الكثير من الصعوبات والمضايقات فتارة يتهم بأنه انفصالي وتارة مع الحراك… إلخ هذه المضايقات التي لم يتحملها قلبه حتى وافاه الأجل في مشفاه في ألمانيا. رحم اللِه فقيد الوطن والصحافة اليمنية هشام باشراحيل وأسكنه فسيح جناته إنا للِه وإنا إليه راجعون.
ابتسامة أب..
* بشرى العامري-صحفية – تقول: التقيت بالأستاذ هشام باشراحيل رحمة الله عليه لأول مرة في العام 2005 م تقريبا للعمل كمراسلة لصحيفة الأيام بصنعاء حينها كنت متهيبة من لقاء عملاق كباشراحيل صاحب أكبر مدرسة صحفية في اليمن منذ خمسينيات القرن الماضي وأنا مازلت أحبو بصعوبة في بلاط صاحبة الجلالة , التقيته في مكتب الأيام بصنعاء كانت تعلو على وجهه المجهد ابتسامة أب حنون طلب مني الجلوس فورا كنت مرتبكة وخجولة حينها , شجعني بكلمات لن أنساها ما حييت قال لي : تملكين قلما رائعا وحسا مرهفا في الكتابة ولك مستقبل كبير في الصحافة ..سألته عن نوعية الاخبار التي يريد مني تغطيتها أو المواضيع التي يريد مني الكتابة فيها , وأخبرته ان أغلب الصحف لديها توجهات معينة للكتابة فضحك من حديثي ونظر إلي قائلا بوثوق 🙁 صحيفة الأيام تختلف عن كل الصحف كل ما يحدث أمامك وترين أنه يصلح خبرا اكتبيه و أرسليه .. يا بنتي لو اثنين في الشارع تضاربوا على قضية ما انقلي الحدث ولو صادفك قاتل أبي ولديه قضية أو مظلمة اكتبيها على الفور … نحن لسنا ضد أحد ولا نكتب لأحد نحن ننقل صوت المواطن نحن صوت من لا صوت له … لا تهمنا أحزاب ولا سياسات ولا تعنينا أخبار المسئولين والوجاهات .. الكل في بلاط الأيام سواسية … ونحن مع الحقيقة أينما كانت).
وتضيف العامري:عملت بعدها مع صحيفة الأيام بحرية لم أعهدها مطلقا لا في السابق ولا في اللاحق من أعمالي كصحفية ومراسلة لعدد من الصحف والمواقع كانت كل اخباري تنشر بغض النظر عن محتواها ولم يكن يحذف منها حرفاٍ أو يضاف إليها وكانت تصلني خطابات أو تعليقات تلفونية من الأستاذ هشام تشجعني أو تنبهني الى خطأ أو معلومة أو صياغة معينة ولم يقل لي يوما لماذا كتبت عن تلك الجهة أو ذاك الشخص لا نريد أخباره او نحن لسنا مع ما يطرحه من الناس , وكان نقده كله حول المادة وطريقة كتابتها, ومع الأيام ومع آل باشراحيل صنعت اسمي وأصبح لقلمي مكان محترم بين الصحفيين , وحظيت كتاباتي بمصداقية عالية .. لأنني كما يصفني البعض خريجة مدرسة الأيام وباشراحيل .

قد يعجبك ايضا