جملة هزيلة من كتاب العجز!

علي ربيع


علي ربيع –

على اعتبار أنهم يقرأون وكهرباؤهم لا تنقطع أعتقد أن رئيس حكومتنا ووزيري دفاعنا وأمننا قرأوا في منوعات الأخبار هذا الأسبوع أن محكمة بريطانية حكمت على مواطن بريطاني بالسجن أربعة أشهر لسرقته حذاء امرأة ماتت في حادث سير وأنا أسألهم: في رأيكم هل يستحق الذي سرق ضوء المدن اليمنية وتسبب في قتل عدد من اليمنيين في المستشفيات أن تلقوا عليه القبض أو حتى تكفونا شره بإتاوة من أي نوع!
> لعلكم قرأتم أو سمعتم عن استقالة أحد وزراء أوباما هذا الأسبوع لأنه تسبب في حادث مروري نحن لا نريد من وزير الكهرباء الاستقالة من منصبه ولا الانتحار على طريقة الساموراي فالاستقالات ليست ضمن قاموس الثقافة الاجتماعية في بلاد العربان الميامين نريده أن يعيد لنا الكهرباء بأي طريقة حتى عن طريق الغبار المتطاير من “صحن الجن” أما إيقاف المحطة فليس حلا ولكنه جملة هزيلة من كتاب العجز.
> كمواطنين لا تعنينا المبررات والأسباب لا تعنينا الجدعان ولا نهم ولا آل شبوان نريد الكهرباء أن تعود ولا يهمنا كيف ستعود ومن أين تعود¿ وعلى رأي الفنان عادل إمام ” مش أنتم الحكومة¿” نحن في الأخير ندفع قيمة استهلاك التيار من دم قلوبنا وعلى حساب ضروريات أخرى يعني ليست صدقة من الحكومة ولا مكرمة باذخة من بلاد الأراضي المنخفضة!
> في 21فبراير الماضي ذهبت للإدلاء بصوتي للرئيس هادي لأني أحلم بالطمأنينة وأريد الأمن واستمرار الخدمات ولا أعرف اليوم طريقة معينة للتعبير عن رأيي فهل أن أنصب خيمة في بوابة اللجنة العليا للانتخابات حتى يعيدوه لي¿ لا أخفيكم سرا أشعر بخيبة أمل كبيرة ولا طريقة أملكها للاحتجاج غير الكتابة.
> إن من لا يتحين اللحظة للإنجاز ستتحينه اللحظة ذاتها للسقوط والعاجز لا يبني دولة فضلا عن أن يحميها. الجيش والأمن الذي لا يحمينا لا يعنينا وعشرات الوحدات والألوية العسكرية والأمنية المختلفة الأسماء إذا لم تكن قادرة على ردع عشرة أشخاص أو مائة شخص في الجدعان ونهم فكيف ستكون قادرة على حماية التراب الوطني وحراسة كيان الدولة¿
> حياة المواطن اليمني تغرق في الجحيم مرضى الغسيل الكلوي يموتون ثلاجات الجثث في المستشفيات تعفنت مصالح الناس توقفت طلبة الامتحانات الأساسية والثانوية في شد نفسي رهيب بسبب رومانسية الشموع المنعكسة على أسطر كتبهم ولكم أن تتخيلوا كيف يمكن أداء امتحان في فصل دراسي في مدينة ساحلية في ظل توقف المروحة عن العمل أقول المروحة لأن المكيفات لم تدخل في قاموس التجهيزات المدرسية في اليمن حتى الآن.
> لابد من وجود دولة وأول عنوان يدل على وجودها هو الأمن وردع الإجرام بقوة القانون دعونا من المناكفات والبذاءات السياسية دعونا من طيش النخب وعصابات السياسة المتحكمة بالبلد التي لا يعنيها الوطن ولا مواطنوه إلا بقدر ما يمكن أن توظفه في مزادات السياسة القذرة لتسجيل الأهداف والنكاية بالخصوم.
> أحد الأصدقاء تساءل بحرقة أليس الذين يقطعون الكهرباء أكثر خطرا من تنظيم القاعدة الإرهابي¿ وأدعى أن تجيش لهم الجيوش ويجتثوا من الأرض¿ قلت له هم في درجة واحدة غير أن القاعدة تحتل أولوية أمنية في حسابات السفير الأمريكي أما رماة الخبطات وحراسها في مأرب فلا يشكلون أي تهديد على منظومة الطاقة في نيويورك أو لوس أنجلوس!!
> صديق آخر تساءل: هل إرسال قوة أمنية مدرعة لفض اعتصام في شارع في عدن أكثر أولوية وإلحاحا من إرسالها لتحرير محطة كهرباء مارب الغازية من رماة الخبطات وإعادة التيار إلى المستشفيات والمنازل والمعامل أقول له للأمانة: سمعت قبل كتابة هذه الأسطر أن قوة عسكرية توجهت أخيرا لتحرير خطوط الكهرباء من الخبطات ونتمنى ألا تصاب بأي خبطة غادرة.
> شخصيا أقترح على سكان صنعاء إنشاء صندوق خاص بعهدة أي عاقل حارة (أزكي عاقل حارتنا) ونورد إليه مائة ريال مخصومة من قيمة فواتير كل منزل شهريا وندفعها لرماة الخبطات في الجدعان وآل شبوان ونهم ليست إتاوة حاشا لله ولكن بدل ريف أو صحراء أما إذا تكرمت الوزارة بتولي الأمر وأضافتها للفواتير تحت بند”بدل خبطات” فستفعل خيرا وتكفينا (محانبة) عقال الحارات على رئاسة الصندوق.
> دامت مواطيركم حنانة والعاقبة لدينا بماطور أبو كيلو والسلام ختام.

قد يعجبك ايضا