لحظة يازمن


محمد المساح
الشعر
أن ننظر إلى النهر الذي صيغ من زمن وماء فنتذكر أن الزمن نهر آخر وندرك أننا ضائعون كالنهر وأن الوجوه ماضية مثلما يمضي الماء. أن تشعر بأن اليقظة حلم آخر يحلم بأنه لا يحلم وأن الموت الذي تقشعر منه جلودنا هو ذلك الموت الذي تلقاه كل ليلة والذي يدعى سباتا.. أن نرى في اليوم أو في العام رمزا لأيام الإنسان وأعوامه فنجعل إهانة الأعوام موسيقى وهمسا وعلامة.. أن نرى في الموت حلما وفي الغروب ذهبا حزينا◌ٍ: ذلك هو الشعر الخالد الفقير¡ فالشعر عائد مثلما يعود الفجر والغروب¡ أحيانا يرنو ألينا في الأماسي وجه من أعماق مرآة.. على الفن أن يكون كالمرآة يكشف لنا وجهه عينه.. يروى أن عوليس وقد سلم الأعاجيب بكى ولها عندما لمح “إيثاكا” خضراء متواضعة فالفن “هو إيثاكا” تلك قد اخضر بالخلود لا بالأعاجيب¡ وهو أيضا مثل النهر الذي لا ينتهي يجري ويمكث بلور “هيرافليطس” المتقلب الذي هو عينه وهو الغير¡ مثل النهر الذي لا ينتهي.
بورخيس
لحظة الشعر/ العريقي ج15

قد يعجبك ايضا