فاجعة منى .. جريمة بلا عقاب

* تكرار حوادث الحج الدامية دليل على فشل الحكومة السعودية في إدارة الحج

ما يقارب الــــ 2000 قتيل وجريح هي حصيلة حادث تدافع الحجاج في مشعر منى..هذه الفاجعة غير المسبوقة التي شهدت انتقادات واستنكارات واسعة باعتبارها الأكثر مأساوية وعددا حيث وجهت أصابع الاتهام إلى سوء تنظيم الحج من قبل المملكة العربية السعودية والتهاون بسلامة وأمن الحجاج..
وفي هذا المنوال أكد علماء ودعاة على ضرورة أن يتم التحقيق وبشكل شفاف في هذه الحوادث ومحاسبة سلطات المملكة على الإهمال والتقصير لأن الحادثة مأساوية ولا يجب أن تمر بسلام حتى لا يتكرر المشهد مرة أخرى..كما طالبوا بتحرك إسلامي لتفادي ذلك مستقبلا.

في المستهل يخاطب العلامة إبراهيم العلفي سلطات المملكة السعودية بالقول :اتقوا الله يا ملوك النفط والمملكة ومسؤولو الحج في ضيوف الرحمن اتقوا الله في هذه الأنفس التي جاءت ملبية لأمر الله وندائه إلى بيته الحرام كيف صعدت أرواحهم إلى بارئها على وقع تدافع سببه اهمال الحج وتنظيمه ليذهب الآلاف ضحايا بلا ذنب نتيجة سوء تنظيمكم للحج وإدارته بشكل مسؤول غير مبالين بتداعيات ذلك وكم من أنفس أزهقت نتيجة ذلك القصور وأنتم على علم بالملايين التي أقبلت على بيت الله العظيم والتي تأهبت نحو منى لرمي الجمرات وسط طريق ضيقة حتى ينتهي ملوككم من رمي جمراتهم مما زاد الطين بلة وتسبب ذلك بتدافع الآلاف من الضحايا الأبرياء رجالا وشيوخا وأطفالا ونساء في صوة مؤلمة للغاية بدت معها أكوام البشر تموت تحت الأقدام .
كارثة إنسانية
وأضاف متسائلا: من المسئول وإلى من نرفع الشكوى ومن يقتص لكل تلك الضحايا ولدمائهم وشبابهم وأطفالهم ونسائهم¿..
وتابع : حتى في الحج لم يعد يأمن الإنسان على روحه فأين هي معايير الأمن والسلامة لهؤلاء الأبرياء الذين ما برحت فاجعة الرافعة قائمة حتى تلاها حريق فندق ينزل فيه الآلاف من زوار بيت الله الحرام وما إن نجوا من ذلك كله حتى لقوا حتفهم في فاجعة منى ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ويلمح العلفي إلى شكوك كثيرة لدى الناس حول هذه الحوادث المتتابعة ومن يقف وراءها ..هل هي الصدفة¿ أم انها من فعل فاعل لأن كلها تسير في طريق اللامبالاة والإهمال الذي يجب ألا يترك دون محاسبة أو عقاب.
مجلس إسلامي
من جانبه يقول العلامة عبد الله الديلمي: إن تدفق الحجاج على منى يجب أن يدار بشكل منظم وأفضل نتيجة للتزاحم والإقبال الكبير خاصة اليوم الأول بعد المبيت في مزدلفة من قبل زوار بيت الله الحرام.
وأضاف : إذا كانت السعودية غير قادرة على هذا التنظيم فلتعتزل إدارة مناسك الحج خصوصا بعد الحوادث الكارثية التي تعرض لها الحجاج في بيت الله الحرام بعد سقوط الرافعة وما خلفته من 109 قتلى وأكثر من مائتي جريح وحادثة حريق فندق الحجاج وآخرها الكارثة المأساوية التي حدثت بمنى وما خلفته من آلاف القتلى والجرحى ..
 داعيا إلى ضرورة تشكيل مجلس إسلامي من مختلف الدول العربية والسلامية لتولي مهمة إدارة الحج وتنظيمه وضرورة التحقيق العاجل بخصوص تلك الحوادث المتكررة.
أمن وسلامة الحجاج
وأما الداعية فضل الأبي فيقول: ما الفائدة من قول السعودية بأنها تنفق ملايين الدولارات على موسم الحج ولا يظهر ذلك الضخ على أمن وسلامة الحجاج¿!! وتنظيم الحشود وعدم تعثرهم وتدافعهم.
وأكد الأبي: إننا أمام إدارة فاشلة في الترتيب والتنظيم وقد كشف ذلك الضحايا التي أزهقت أرواحها وتحولت إلى ركام من الجثث مكدسة بصورة مأساوية والتي فضحت سوء تلك الإدارة وعدم مسؤوليتها وقدرتها على حماية الحجاج.
إلزامية العقاب
ومضى يقول : ومن العجيب الرد اللامسؤول عن ذلك من خلال تصريحات بعض المسؤولين في المملكة لتغطية فشلهم في إدارة الحج بأن الحجاج لم يلتزموا بالقواعد والتعليمات معززين تلك الأكاذيب بأنهم نشروا مائة ألف شرطي لحماية نحو مليوني حاج.
وختم الأبي بالقول : نقول لهم لا تستهينوا بعقول الناس وبأرواحهم ففشلكم في الإدارة هو وراء موت تلك الأرواح الطاهرة التي لم ولن تغتسل أيديكم من إلزامية المحاسبة والعقاب والله من وراء القصد.. وإن غدا لناظره قريب.

قد يعجبك ايضا