في أول أيام العيد.. أطفال يشترون ألعاب المسدسات البلاستيكية وكأنهم يحاكون حروب الكبار

في أول أيام عيد الأضحى المبارك يتجه معظم أطفال صنعاء وغيرها من المدن اليمنية إلى اقتناء مسدسات وألعاب نارية بلاستيكية.. هكذا كانت المشاهد في كثير من الحارات التي مررنا بها صباح يوم العيد.. نسبة كبيرة من الأطفال يحملون أسلحة بلاستيكية وكأنهم يحاكون حروب الكبار .. تفاصيل كثيرة تجدونها في ثنايا التحقيق التالي:

انعكست على الأطفال
فمنذ مارس 2015م واليمن يتعرض لعدوان دمر وقتل وشرد ومعارك على الأرض في عدن وتعز وأبين ولحج وشبوة والجوف ومارب وإب وغيرها من محافظات البلاد كل هذه الأحداث الدامية والأليمة انعكست على الأطفال وسلوكهم. وقال عارف الشميري في حديث مع الثورة: إن الأطفال في صنعاء تحديدا أصبحوا يفضلون اقتناء ألعاب نارية بلاستيكية.
تشبه أسلحة الحرب
وفي حارة الفجر بمديرية بني الحارث بأمانة العاصمة التقينا بعدد من الأطفال كانوا يلعبون بمسدسات بلاستيكية وسألنا أحدهم ويدعى «أسامة محفوظ» 10 سنوات عن سبب شرائه المسدس البلاستيكي فأجاب «نحن نفضل الألعاب النارية عن أي ألعاب أخرى لأنها تطلق رصاصات وأصواتا تشبه الأسلحة المستخدمة في الحرب.
أما الثاني ويدعى صفوان صادق الخليدي 9 سنوات فرد وهو يلوح بمسدسه قائلا «نواجه طائرات العدوان التي تقصف صنعاء كل يوم».
فريق الدنبوع
في حارة عمر بن عبدالعزيز بأمانة العاصمة كان عدد كبير من الأطفال يلعبون في الشارع وتوقفنا بضع دقائق لنشاهدهم كان عبدالوهاب الحبابي 12 سنة يرأس فريق ما يسمى بالقوات المعادية فيما سلطان يحيى 11 سنة على رأس فريق قوات صد العدوان وبدأت المعركة بين الفريقين وحسمت خلال دقائق لصالح فريق قوات صد العدوان.. وفي نهاية المعركة أطلقوا على عبدالوهاب الحبابي «الدنبوع».
يصنعون مشاهد
في أغلب حارات وشوارع صنعاء ومدن أخرى توجد مشاهد متعددة يصنعها الأطفال وجميعها تحكي الواقع الذي يعيشه اليمن منذ بداية العدوان وحتى الآن.. تحدث تباينات واختلافات لكنها لا تؤدي إلى الاشتباك بالأيدي أو بالحجارة أو بأي أداة قد تسبب إصابة ما أو أذى لأحد.. أصوات تتعالى ومشاجرات بين بعضهم البعض لكن سرعان ما يعودون إلى اللعب والضحك.
في معركة
عبدالمجيد الوصابي قال إن تأثير الحرب واستمرار العدوان والقصف له تأثير سلبي على الأطفال فقد تحولت كرة القدم وألعاب تقليدية أخرى غير مهمة لدى الأطفال وفي معظم الأحيان يصنعون مشاهد ويمثلون بأنهم في معركة مستخدمين الأسلحة النارية البلاستيكية.
محلات ألعاب
وليد الزيادي أحد أصحاب محلات ألعاب الأطفال قال «لم يعد الأطفال يقبلون على شراء ألعاب السيارات والدمى وغيرها بل أصبحوا يقبلون على شراء المسدسات وما إلى ذلك من ألعاب الحروب.
الاقتتال الداخلي
فيما يؤكد الأخ جبران البصلاني بأن الحرب والعدوان والاقتتال الداخلي له تأثيرات سلبية على نفسيات الأطفال فليجأون إلى شراء أسلحة بلاستيكية هروبا من الخوف بداخلهم نتيجة الانفجارات والقصف المستمر على صنعاء وكل اليمن.
طفل 3 سنوات
وسيم طفل لا يتجاوز عمره الـ3 سنوات يقول شقيقه سلطان 12 سنة: إن وسيم من عشاق الأسلحة النارية الحقيقية.. فكلما شاهد شخصا ما يمر من الشارع وهو يحمل سلاحا «آلي» يتوجه (وسيم) نحوه بسرعة ويطلب منه إعطاءه (الآلي) فيضطر الرجل لأن يعطيه للحظة ثم يستعيده ويغادر وهو يضحك.
اعتقد بأن الجميع يتفق معي بأن كل أطفال اليمن قد كبروا قبل أوانهم بفعل الأحداث التي شهدتها اليمن منذ 2011م وانعكاساتها على الأطفال من الناحية النفسية.
وبالتالي تجعلهم يتغيرون في سلوكياتهم على الواقع.. وبالفعل أن القصف المستمر كانت له الآثار الأكثر ضررا على الأطفال.

قد يعجبك ايضا