العام الأول من عمر ثـورة 21 ســبتمبر .. مراجـعة وتقييم

قوى الهيمنة الدولية وأدواتها في المنطقة عملت على تدمير منظومة القيم في المجتمع اليمني
العــدوان الظالم وصــل إلى مســـتوى الإبادة الشـــاملة

ســـحب المجـاميــع المســلحة يجــب أن يشــمل كل الأطــراف

تحـت مســمى الهيــكلة دمــروا الجيـش وزرعــوا مرتـزقتـهم
اللجنـة الثـورية العليا تتحمل كافة أعبـاء الســـلطات الشـــاغرة

جميع القـوى الوطنيـة مشـــاركة فـي تحمل المســـؤولية ومعنيـة بالدفـاع عن الوطن

عام كامل من الأحداث العاصفة والتحولات الكبيرة اكتملت أيامه التي حملت في طياتها أحزان وأفراح, انكسار ونجاح, تحالفات وصراعات مفاجآت ومفارقات سقط فيها من سقط وفاز من فاز.
عام كامل حمل أعباءه وتبعات أحداثه شعب أنهكته أعوام سبقته من الاستنزاف والتخريب المتعمد لحياة ما يزيد عن 25 مليون إنسان فماذا يقول عن ذلك احد رموز هذا العام¿
في هذا الحوار الصريح والساخن الذي أجريناه مع العلامة/ محمد مفتاح عضو اللجنة الثورية العليا – رئيس اللجنة التحضيرية لحزب الأمة – والذي جعل حوارنا معه شيقاٍ وشفافاٍ وقادنا إلى مراجعة شاملة للأحداث التي مررنا بها خلال عام الثورة الأول وإليكم ما خرجنا به:

• كان عام الثورة الأول عاصفاٍ بكل ما تحمله الكلمة من معنى .. ما الذي تتوقعونه للعام الجديد¿
– عام 2015-2014م فعلاٍ كان عام تحولات حقيقية كبيرة في اليمن والمنطقة ومن هذه التحولات ان المؤامرة التي لم تكن واضحة للشعب اليمني ظهرت إلى السطح فقد كان ممنوعاٍ على الشعب اليمني أن يحقق أي نهضة علمية أو اقتصادية أو استقرار سياسي, ومورس عليه عمل ممنهج بقصد تدمير منظومة القيم التي يتميز بها من قبل قوى الهيمنة الدولية وأدواتها في المنطقة, وكانت السعودية أهم هذه الأدوات المباشرة, ففي هذا العام ومن 21 سبتمبر إلى اليوم ظهرت هذه المؤامرة إلى السطح ودخلت قوى الهيمنة الدولية مباشرة في العدوان الهمجي على الشعب اليمني وشنت عليه حرب إبادة شاملة في كل المجالات بالتزامن مع حصار اقتصادي ومعيشي حصار بري وبحري وجوي, وتدمير لمقومات الحياة للمجتمع واعتداءات في منتهى الفظاعة, وصلت إلى مستوى الإبادة الشاملة, وما وثق من جرائم تمزيق أجساد الآلاف من أبناء الشعب اليمني ودفنهم تحت ركام منازلهم دون تفرقة بين الأهداف المدنية والعسكرية خير دليل على ذلك .. بل إن معظم الأهداف إن لم يكن 99% هي أهداف مدنية ترتبط بمقومات الحياة للمواطنين وبممتلكاتهم وبالممتلكات الخدمية العامة للشعب اليمني.
تحرير قرارنا
• كيف تنظرون للعام الجديد, وهل سنشهد عاماٍ حافلاٍ آخر بمثل هذه الجرائم¿
– العام القادم سيحمل بشرى الانتصار لأن العدوان تم التدبير له والشعب اليمني منشغل بالتحولات والمتغيرات ووصل هذا التدبير إلى مستوى خطير من الإتقان.. حيث بدأوا بخلخلة المؤسسة العسكرية والأمنية تحت مسمى هيكلة الجيش, الذي كان من نتائجه تدمير البنية الحيوية للجيش اليمني عن طريق دس وزرع عدد كبير من أدوات العدوان الخارجي على اليمن داخل هذه المؤسسة .. بحيث وصلت عناصرهم إلى رتب عالية وقادة وحدات, ووصل تدبيرهم إلى أن صار وزير الدفاع جزءاٍ من أدوات هذا العدوان, كما تم تدمير القوة الدفاعية الحقيقية للجيش بما في ذلك تدمير قوات الدفاع الجوي من خلال تعطيل منظومات الدفاع الجوي بعمل مدروس وممنهج من قبل أدوات العدوان الخارجي على شعبنا .. بل إن من كان يسمى رئيس الدولة أصبح جزءاٍ من هذه الأدوات, وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة وكذلك جزء كبير من وزرائه كانوا شركاء في ذلك.
معركتهم الأخيرة
– هذا الإعداد الكبير للعدوان على الشعب اليمني بلغ مداه ووصل إلى مرحلة الانكشاف والعري وهم اليوم يخوضون معركتهم الأخيرة بعد أن انكشفت أوراقهم للشعب اليمني, لذا أتوقع أن نشهد في هذا العام انتصاراٍ كبيراٍ سيحققه الشعب اليمني, ويكفينا في هذه المرحلة من تاريخنا أن نحقق الانجاز الأهم في تاريخ الشعب اليمني والمتمثل بتحررنا من التبعية والارتهان للخارج, بهذا الانجاز وحده نستطيع أن نبني دولتنا ونستطيع أن نحقق نهضة حقيقية للمجتمع اليمني لأن القرار أصبح قرارنا وليس قراراٍ يصنع لنا من الخارج.
يوجد شغور
• اليمن تعاني منذ تسعة أشهر تقريبا من الفراغ الدستوري .. كيف تقيم الأداء الثوري بصورة إجمالية¿ أين أخفق وأين نجح من وجهة نظرك¿
– لا يوجد فراغ دستوري على الإطلاق يوجد شغور فقط في مواقع السلطة – (الثورة) اعني كمؤسسات الأستاذ/ مفتاح مواصلا: الذي حصل أن الإعلان الدستوري غطى هذا الفراغ, وكان المفترض أن تباشر اللجنة الثورية العليا مع قيادة الثورة وشركاؤها في تنفيذ ما تضمنه الإعلان الدستوري وبالذات الشق المتعلق بتشكيل المجلس الوطني والمجلس الرئاسي والحكومة.. ولكن حجم المؤامرة والأداء الضعيف للقوى السياسية في الداخل عطل هذا المنجز الهام الذي لو تم لكنا قد قطعنا شوطاٍ في الخروج من المرحلة الانتقالية وصولا إلى انجاز الانتخابات وإعادة البلد إلى المسار الطبيعي.
– لا يوجد فراغ دستوري, يوجد شغور في مواقع السلطة, مثلاٍ لا توجد حكومة مكتملة ولا رئيس حكومة, ولم تتشكل هيئات السلطة, ولذا فإن اللجنة الثورية العليا تتحمل عبء غياب جميع هذه الهيئات.
العدوان المباشر
• وما الذي يعيق استكمال بقية الخطوات ويمنع الوصول بالوضع المؤسسي للمرحلة المناسبة¿
– كنا على وشك تنفيذ الإعلان الدستوري وكان الشهيد القائد المرحوم / عبدالكريم الخيواني مسؤول اللجنة المشرفة على فحص أوراق المتقدمين للمجلس الوطني وفي اليوم الذي أنجز الخيواني مهمته في فحص هذه الأوراق تم اغتياله, وأعقبت ذلك تفجيرات إجرامية دموية كبيرة في جامع الحشوش وبدر, وبعدها باشر العدوان الخارجي في تدخله العسكري المباشر وقصف المطارات والمعسكرات والبنى التحتية في اليمن, فدخلت البلاد في مرحلة الدفاع عن النفس والوجود وعن آدمية هذا الإنسان وحقوقه في أرضه وبلده, وبالتأكيد وفي مثل هذا الوضع صار من الصعب أن نستكمل تنفيذ الإعلان الدستوري.
• (مقاطعاٍ) تعني تبدلت الأولويات¿
– نعم صار دور اللجنة الثورية العليا بجانب قوى الثورة يستدعي أن نكرس جهودنا للدفاع عن المجتمع اليمني وعن كرامة هذا الإنسان وآدميته التي استبيحت ولا زالت تستباح بهمجية غير مسبوقة.
قوى الثورة معنية
• ( قوى الثورة) أوردت هذا المسمى في أكثر من فقرة واصفاٍ إياها بأنها المعنية ومن تقوم بالدفاع عن الشعب اليمني.. ماذا عن بقية القوى الوطنية في الداخل هل هي بعيدة عن هذا المشهد¿
– كل القوى الوطنية شريكة في الدفاع عن كرامة المجتمع اليمني وإنسانيته, ولكن قوى الثورة معنية لأنها المسؤول الأول بموجب الإعلان الدستوري, وكل من ساهم وشارك في الدفاع عن الشعب اليمني وعن حقه بأن يعيش بكرامة على أرضه يؤدون واجبهم الوطني, والحمد لله الشعب اليمني هو من يدير المعركة وهو من يتحمل التضحيات الكبيرة وهو من هب إلى كل الجبهات مدافعا عن نفسه.. بل وعن قياداته ورموزه وعن قواه.
لم أصفه بالعائلي
– * كنتم من ضمن الفريق الذي وصم المؤسسة العسكرية (الجيش) بالعائلي وعملتم معهم على هيكلته .. في ظل هذه الظروف وما استجد تغير موقفكم تجاهها من السلبي إلى الايجابي .. هل هذا الموقف ناتج عن قناعة أم ضرورة فرضتها المواجهة مع العدوان الخارجي¿
– – أولا أنا لم اصف الجيش اليمني نهائيا بأنه عائلي ودائما أنا احمل التقدير والاحترام للجيش وكنت أقول أنها مؤسسات وطنية ولكن يساء استخدامها وتوظيفها لصالح فئات وأفراد, وكنت أنادي بإعادة هيكلة تحترم وتعيد الاعتبار لهذه المؤسسات, لكن لأن المؤامرة الخارجية كانت كبيرة ولديها أموال ونفوذ واسع وغطاء دولي استطاعت أن تخترق هذه المؤسسة وتعبث بها, ولم نكن حينها قادرين على الدفاع عنها الآن نستطيع بإذن الله سبحانه وتعالى وبتعاون جميع شرفاء وطننا أن نبني جيشاٍ وطنياٍ مهنيا احترافيا ومؤسسات أمنية وطنية بحيث يشعر كل فرد في هذه المؤسسات بأنه ملك للشعب اليمني بأكمله ويشعر كل مواطن بأن هذا يعبر عنه وأنه رمز له ولبطولته وصموده.
لا ينفع معهم الحوار
• تميزت الأيام الأخيرة بالتصعيد العسكري ورفض هادي للمباحثات السياسية مع أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام مشترطين تنفيذ القرار (2216) أولا.. هل ترون أنه لا يزال هناك أمل في العودة للحوار¿ خاصة بعد وصول بحاح وبعض أعضاء حكومته مؤخراٍ إلى عدن¿
– عبدربه منصور هادي وشركاؤه في الخيانة والعدوان لا أرى أنه ينفع معهم الحوار, هؤلاء ارتكبوا جرائم بشعة في حق المجتمع اليمني.
الحوار يجب أن يكون بين القوى السياسية داخل المجتمع اليمني أما كل من تورطوا حتى وإن كانوا محسوبين على قوى سياسية فإنه لا يجوز أن تعطى لهم قيمة سبق وتنازلوا عنها بوقوفهم بجانب العدوان الذي مزق أجساد الآلاف من اليمنيين وحولها إلى أشلاء ودفنها تحت انقاض منازلهم, ودمر البنية التحتية من مطارات وموانئ ومرافق خدمية عامة, وحاصر الشعب اليمني وجوعه وفتك به وجرح عشرات الآلاف من الناس, بالنسبة لهؤلاء أنا ادعو إلى أن ينبذوا وأن يطلبوا للمحاكمة وأن تتم ملاحقتهم وجلبهم إلى العدالة, أما الحوار فيكون بين القوى السياسية الفاعلة والموجودة على الأرض.
فيروس العمالة
• وبالنسبة لعودة بحاح¿
– كون المدعو بحاح يأتي إلى عدن على طائرة حربية أجنبية وبحماية خارجية وبإشراف من المخابرات الصهيونية والأمريكية .. هذا لا يعطيه أي قيمة ولا شرعية .. هو جزء من أدوات الغزو والاحتلال .. كنا قد عولنا أنه يمكن أن تكون لديه ذرة من الإنسانية والوطنية ولكن للأسف اتضح أن بريق المال – فيروس العمالة- اخترق مناعتهم الوطنية وقضى عليهم وأصبحوا مجرد أدوات للعدوان على بلادهم.
يد اليمنيين طويلة
• الحالة اليمنية اقتربت كثيراٍ من محاكاة المشهد الليبي .. هل نحن مقدمون على مشهد ليبي جديد في اليمن – حكومتين وبرلمانين وجيشين وعاصمتين¿
– نحن مقدمون بإذن الله على يمن متحرر من التبعية والارتهان الشعب اليمني دفع ثمن هذا التحرر من دمه وجسده وقوته وتحمل معاناة كبيرة, وإذا أراد العدوان الخارجي أن يفرض علينا النموذج الليبي فلن نسمح له ونقول لهم كل بلد فيه مشكلة, إذا كان باليمن جنوب فلمملكة آل سعود جنوب وإذا أرادوا أن يأتوا بالخليجيين – إماراتيين وقطريين وبحرينيين ليفسدوا في بلادنا فنحن وإياهم في جزيرة واحدة ويد اليمنيين طويلة وستصل إلى دورهم وقصورهم, وثأرنا لدى هؤلاء كبير فقد ارتكبوا أبشع المجازر في حق الشعب اليمني واستباحوا بلادنا لمدة ستة أشهر بالقصف الجوي المتواصل الذي لم يتوقف ليوم واحد.
– يد اليمنيين طويلة وتستطيع أن تطالهم فإن كفوا عن عدوانهم على الشعب اليمني وعن محاولاتهم في فرض خياراتهم عليه وفرض الفوضى والعنف على الشعب ما لم فإن النار ستنتقل إليهم وما أمسى في جارك سيصبح في دارك.
رهاننا على مظلوميتنا
• ستة أشهر من الحصار والقصف المتواصل والقتل والتدمير لكل مقومات الحياة في ظل موقف دولي متخاذل يصل حد التواطؤ, بالمقابل الشعب اليمني يعلن رفضه للاستسلام ويقدم التضحيات كل يوم .. على ماذا تراهنون¿
– الرهان على مظلومية الشعب اليمني وشجاعته وبسالته وصموده, وبدأ المعتدون بدفع الثمن من أرواح أولادهم وبناتهم للقتال في بلادنا لكي يفرضوا خياراتهم وإملاء اتهم على الشعب اليمني.
بدأوا يدفعون الثمن ولن يسلموا من شر هذا العدوان ومثلما أوجعونا فقد صرنا قادرين على إيلامهم, والمعادلة قد تحولت لصالح الشعب اليمني, كان لهم التفوق في بداية الأمر ولكن الآن بدأوا يفقدون هذا التفوق.
وأما بالنسبة للموقف الخارجي فإننا لا نعول على أحد لأننا نواجه أكبر إمبراطورية مالية فاسدة منفلتة وغير منضبطة ولا تخضع لأي إدارة مؤسسية وخضوعها الكلي لأمزجة طغاة فاسدين سيعبثون بهذه الأموال, لذا رهاننا أولاٍ وأخيرا على مظلوميتنا وتوكلنا على الله وثقتنا به, رهاننا وثقتنا بقدرات شعبنا على الصمود والصبر والاستبسال وعلى قدرتنا بالرد على المعتدي حتى يتوقف ويدفع ثمن عدوانه أو يسقط تحت أقدام مجاهدينا الأبطال.
سوء الإدارة افتك
• اثبت الإنسان اليمني قدرة غير عادية في القتال هذا أمر لا خلاف عليه .. لكن في الجبهة الاقتصادية وموضوع الحصار والفشل في تحقيق خرق ولو بسيط.. ألا يوحي لك هذا الأمر بأن هناك خللاٍ ما وربما عجز لدى المعنيين بالتواصل مع الأطراف الدولية¿
– اشعر بأن هناك سوء إدارة في مجتمعنا اليمني ومقتنع بهذا وأحاول مع زملائي إصلاح هذا الخلل وناقشت ذلك معهم في محاولات عديدة لإصلاح هذا الخلل, وقد أرسلت عدة رسائل إلى أكثر من جهة مسؤولة ملخصها أن سوء الإدارة افتك في الجبهة الداخلية من عدوان الأعداء وقاذفات حقدهم وصواريخهم.
– الشعب اليمني الآن هو الذي يدير حياته اليومية بما لديه من حكمة وتبصر ووعي وبعد ستة أشهر لاشك أن الشعب تمرس على معالجة الصعوبات واجتيازها وإيجاد البدائل لها ونأمل وندعو إلى تحسين الأداء الإداري على مختلف الأصعدة – في الجبهة القتالية والملف الأمني وملف الحياة اليومي للمجتمع – في مختلف مرافق الدولة ونسعى إلى ذلك وندعو ونأمل أن يتحسن الأداء.
الوضع سيتغير
ـ أنا أؤكد لك أنه بعد ستة أشهر الوضع سيتغير كثيراٍ على مختلف الأصعدة ونحن على عتبات النصر بإذن الله ومجاهدونا الأبطال الآن على أبواب مدينة نجران وفي نهاية الأسبوع الماضي كانت الاشتباكات في أطراف مدينة نجران وكذلك على أعتاب جيزان ومشارف أبها, هذه المعادلة كرد على هذا العدوان الهمجي الذي لا مبرر له ستستمر وقد يصعد الرد إذا لم يتوقف العدوان وإذا لم يعترف المعتدي بعدوانه ويتحمل المسؤولية الجنائية والقانونية والأخلاقية والسياسية عن عدوانه فإن الرد سيتصاعد ويتصاعد وأؤكد لك أنه إذا لم يتوقف العدوان فإن أول أهداف هذا الرد هو سقوط مملكة الشر وعائلته السعودية.
لا قيمة له
• كثيرون وصفوا قرار هادي وحكومته بعدم المشاركة في حوار مسقط بأنه رغبة سعودية وبأن جماعة الرياض مجرد أدوات, على ماذا بني هذا الاستنتاج¿
– أولاٍ الخائن لشعبه المجرم عبدربه منصور هادي لا قيمة له لا داخل اليمن ولا خارجه وأصبح كرتاٍ محروقاٍ لدى من يستخدمونه لتنفيذ رغباتهم وتسويق مآربهم وبالتالي لا قيمة لهذا الشخص ولا اعتبار له.
التنازل عنه خيانة
• لنعد إلى الشأن الداخلي .. إلى أين وصلتم مع من تسمونهم شركاء العمل الوطني في موضوع تشكيل الحكومة واختيار أعضاء المجلس الرئاسي واستعادة بقية مؤسسات الدولة¿
– كانت الآمال أن يتم تشكيل حكومة مؤقتة لإدارة الشأن اليومي حتى يتم التوافق بين القوى السياسية على تنفيذ الإعلان الدستور والنقاش حوله.. المؤتمر الشعبي العام المتبقي في الداخل طبعاٍ كانت لهم نقاشات واعتراضات على الإعلان الدستوري وما إلى ذلك, وانأ أقول للجميع بكل صراحة ووضوح التنازل عن الإعلان الدستوري خيانة لدماء اليمنيين وسيعطي للعدوان الخارجي صك براءة لاعتداءاتهم, وفقط بأنهم كانوا مجرد مدافعين عن شرعية وأن الشعب اليمني لم يكن له أي دور ووجود في ما جرى وان ما يسوقه وقام به الخائن لشعبه عبدربه منصور هادي وأتباعه وشركاؤه في الخيانة من تبرير وتوفير غطاء للعدوان على بلادنا كان أمرا مشروعاٍ, وبالتالي من يسعى إلى إلغاء الإعلان الدستوري سواءٍ بوعي أو بدون وعي فإنه يتحمل مسؤولية كبيرة جداٍ وأنا أؤكد أنه لا يجوز النقاش في موضوع إلغاء الإعلان الدستوري, لكن كيف ينفذ بحيث يراعي التوازن بين القوى السياسية هذا موضوع آخر.
الإعلان المكمل ممكن
• من هذا المنطلق .. الإعلان الدستوري قد تعقبه إعلانات أخرى أو إعلانات مكملة .. لماذا لا يتم معالجة واحتواء وجهات النظر الأخرى المناسبة للشعب اليمني والوطن والوضع الحالي¿
– الإعلانات المكملة ممكنة وبموجب الإعلان الدستوري بالإمكان حتى أن يصدر إعلان مكمل يتضمن كل الملاحظات والاعتبارات, ولكن أن يأتي من يشترط إلغاء الإعلان الدستوري فكأنه أتى من قبل العدوان ليقول أعطونا صك براءة, وبالتالي لا مجال للنقاش في إلغاء الإعلان الدستوري على الإطلاق.
التواصل مستمر
• هل يعني هذا بأنه لم يتم التشاور أو التواصل لتشكيل لجنة مشتركة من الفريقين لدراسة ما يمكن عمله¿
– اللجان تعمل والناس على تواصل مستمر ولكن الأولوية الآن كلها لمواجهة العدوان المسلح والغزو وهذا الملف هو محل نقاش مستمر.
سيعودون إلى حياتهم الطبيعية
• إلى متى ستظل اللجان الشعبية تمارس عملها بلا كيان مؤسسي واضح يوصفها ويراقبها وينظم ويحدد مهامها¿
– توجد لجان شعبية ولجان ثورية إذا كان سؤالك عن اللجان الشعبية فهي لجان شعبية متطوعة تطوعت لحماية المؤسسات عندما تقاعست المؤسسة الأمنية عن واجبها في المرحلة السابقة نتيجة الإيعاز إليها من قبل الرئيس الخائن عبدربه منصور هادي ومسؤوليه بأن يتخلوا عن حماية المؤسسات, هذه اللجان متى ما قامت مرافق الدولة بواجباتها سيعودون إلى أعمالهم وحياتهم اليومية الطبيعية.
بالنسبة للجان الثورية معظمهم موظفون في الجهاز الحكومي والمقتدرين منهم قد يتحولون إلى الإدارات الرقابية في هذه المؤسسات والبقية يعود إلى ممارسة عمله كموظف يمارس عمله الطبيعي, ولكن ونتيجة انفلات زمام البلد بسبب تركها مفتوحة للنهب والسلب ولعصابات الإجرام والفيد احتاجت القوى المشاركة في الثورة لمن يقوم بهذا الواجب فتم تشكيل اللجان الثورية والشعبية, وعندما يعود الوضع الطبيعي فإنهم سيعودون إلى أعمالها الطبيعية.
لا نريد مؤسستها
• بالتحديد السؤال عن اللجان الشعبية ليس كوجود ولكن ككيان منظم له إطار ومهام واختصاصات¿
– مقاطعاٍ.. لا نريد مأسستها نريد أن يعود هؤلاء الناس إلى حياتهم وننتظر اللحظة التي يعودوا فيها إلى أعمالهم وحياتهم الطبيعية, وعندما نستنزف من أوقاتنا في ترتيب هذه الأمور قد نشغل هؤلاء عن واجباتهم, اللجان الثورية والشعبية الآن في ميادين الشهادة والبطولة يقدون أروع البطولات وبدلا من أن نشغلهم بالكشوفات والترتيبات وما إلى ذلك نتركهم يركزون أذهانهم على ما نذروا أنفسهم من أجله وهو الدفاع عن الشعب اليمني وعلى أمل أن المسألة ستنقضي سريعاٍ ويعود كل فرد إلى وضعه الطبيعي.
كروت محروقة
• كثيرون فسروا قرار هادي بعدم المشاركة في المباحثات ناتج عن قرار آخر اتخذته الأطراف الأخرى (التحالف) وهذا القرار يقضي برفع وتيرة التصعيد العسكري على الأرض.. من وجهة نظرك .. هل لعودة بحاح إلى عدن علاقة بهذا القرار¿
بالنسبة لي اعتبر هؤلاء كروت محروقة ولا قيمة لهم وهم جزء من العدوان, وعودة بحاح كدخول أي جاسوس وما دام أن هناك احتلالاٍ لعدن وما حولها فهو جزء من الاحتلال ودخوله إلى عدن مثله مثل دخول أي جاسوس ومخبر ومحتل وأداة من أدوات الاحتلال, وبالنسبة للمدعو عبدربه منصور هادي وكونه يشارك أو لا يشارك فلا يحق له المشاركة في حوار وهذا الرجل مجرم ويجب أن يجلب إلى ميدان العدالة.
احد مطالبنا ولكن..
• الثورة.. وفق حساباتكم .. ماذا يعني لكم تنفيذ القرار (2216) ¿
– هذا القرار منح لدول العدوان وفق فاتورة دفعت للمتنفذين الدوليين والمهيمنين على القرارات الدولية وأعطوهم هذا القرار مقابل أموال, ومع ذلك إذا كان القرار يتضمن انسحاب المجاميع الشعبية والميليشيات من مختلف المدن وبأن تحل المؤسسات الرسمية بدلاٍ عنها فهذا هو بالأصل ما ندعو إليه وهو احد مطالبنا, هناك عصابات القاعدة ميليشيات التجمع اليمني للإصلاح ومجاميع ميليشيات الخائن عبدربه منصور هادي ومختلف المجاميع المسلحة التي دمرت الجنوب وارتكبت أفظع الجرائم في تعز وعدن ولحج من سحل وقتل وتعذيب وإعدامات واغتيالات يومية وما إلى ذلك هؤلاء مطلوب أن ينسحبوا وبالنسبة للجان الشعبية والمجاميع التابعة لأنصار الله أيضا ينسحبوا وكل الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة التي نهبت وأخذت من مخازن الدولة في الجنوب وما هو تحت تصرف اللجان الشعبية يعود إلى مؤسسات الدولة وإلى معسكرات الجيش وتعود الحياة إلى وضعها الطبيعي, هذا شيء ايجابي ولسنا مختلفين عليه, ولكن مع من ومن هي القوى, الخارج يسوق لهادي كشخص له قيمة مع أن الواقع يقول إن الموجود على الأرض ميليشيات الإصلاح وعصابات القاعدة وداعش, الآن داعش مسيطر على لحج بالكامل وأجزاء واسعة من عدن وأبين وتفرض سيطرتها بأسلحة الدول الخليجية وسياراتهم وأجهزة اتصالاتهم وبأموالهم وبغطائهم الجوي.
ليس أمامهم إلا الرفض
• ما الذي تتوقعونه كنتيجة لقبولكم المبدئي بتنفيذ القرار ألأممي والتزامكم بخطة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ورفض هادي وحكومته لهذه الخطة ¿
– هؤلاء يرفضون لأنه ليس بأيديهم أي شيء وبالتالي ليس أمامهم إلا الرفض .. العدوان يسوق له على أنه دولة وشرعية وهو يعرف أن ليس لديه لا جيش ولا أمن ولا دولة ولا شيء مجرد مجرم حرب لا قيمة له وحتى لو قلنا له تعال استلم السلطة فإنه لن يجرؤ أن يعود لمعرفته بأن ليس له وجود ولا شعبية وبأن أي مواطن يمني سيسعى للاقتصاص منه ولو افترضنا أننا قلنا لهم تعالوا أعيدوا المجرم الخائن عبدربه منصور هادي إلى القصر الجمهوري في صنعاء وأعيدوا كل أدواته إلى صنعاء فإنهم لن يجرؤوا على العودة.
لا أثر..
• وماذا عن الأثر الذي تتوقعونه على مستوى القرار الدولي كنتيجة لرفض الطرف الآخر لخطة ولد الشيخ وقبولكم بها ¿
– الأثر الحقيقي لأبطال شعبنا في الميدان وحسب وأي شيء آخر لا اثر ولا قيمة له ولولا البطولة والصمود الذي صنعة الشعب اليمني في الميدان لكانت الجثث تسحب في شوارع صنعاء والجثث تحرق والنساء تباع في الأسواق كما بيعت في العراق لولا هذا الصمود والاستبسال الأسطوري لكانت اليمن قد تحولت إلى حريقة ولكانت المشانق قد نصبت في كل شارع وزقاق.
الشعب اليمني
• من يحكم الشعب اليمني اليوم¿
– الشعب اليمني يحكم نفسه وهو من يدير نفسه وهذا الصمود لأن الشعب هو من يدير نفسه.
من تبقى لأداء واجبهم
• عنينا من يدير مؤسسات ومقدرات اليمن¿
– مقدرات الشعب اليمني قد سلبت وإنما الحكومة يتولى إدارة أمورها الوزراء الذين تبقوا لأداء واجبهم الوطني ومن يقوم مقامهم هذا هو الحاصل في تصريف الأداء الحكومي والشعب هو من يحكم نفسه ويدير حياته اليومية بجهده ووعيه بما لديه من تجربة ورصيد حضاري.
أنصار الله وشركاؤهم
• هل يعني هذا أننا لا نستطيع أن نسمي أو نحمل جهة بعينها المسؤولية¿
– حركة أنصار الله هي من في الواجهة وتتحمل المسؤولية الأولى وشركاء الثورة بجانبهم, ولكن كإدارة إذا سألت من يحكم الشعب أقول لك أن الشعب اليمني هو من يحكم نفسه بنفسه ووجود اللجان الشعبية دليل على هذا.
الشعب اليمني أصيل
• كلمة تودون توجيهها – للشعب اليمني – أفراد الجيش الوطني – اللجان الشعبية – شركاء العمل السياسي في الداخل¿
– الشعب اليمني له أعطر وأزكى التحيات فقد اثبت بأنه أعظم شعب على وجه الأرض ببطولته وصموده ورغم التخريب الممنهج لقيمه والتي انفق عليها الأموال الطائلة والخطط الاستخبارية الخبيثة إلا أن الشعب اليمني اثبت أنه أصيل وأنه الشعب الذي قال الله فيهم (يحبهم ويحبونه) فلهم أجزل وأعطر التحيات ..
نلتم أعلى الأوسمة
– أفراد المؤسستين العسكرية والأمنية واللجان الشعبية .. هؤلاء جميعاٍ وكل من قام بواجبه وتحمل الصعوبات في سبيل ذلك لهم منا جميعاٍ ومن شعبهم أعطر التحيات وأزكاها ولهم الشكر والفخر والعز ولشهدائنا الأبرار المجد والخلود ونسأل الله لهم الرحمة والغفران ولجرحانا الأبطال نسأل الله لهم عاجل الشفاء وتمام العافية ونقول لهم لقد حملتم أعلى الأوسمة واسماها وأعظمها على الإطلاق وهي الجراح التي على أبدانكم والإعاقات والإصابات التي تحملتموها في سبيل عزة مجتمعكم وفي سبيل مستقبل أبنائنا من الأجيال القادمة..
ادعوهم لفهم معنى الشراكة
– شركاء العمل السياسي أولاٍ شركاء الثورة نقول للأخوة في أنصار الله يجب أن تتفهموا ما معنى الشراكة في العمل السياسي والوطني, يجب أن تتفهموا بأن الشراكة ليست فقط في دفع الأضرار وتحملها ولكنها تتعدى ذلك إلى الرأي والمشورة وتوزيع الأدوار والشراكة في اتخاذ القرار وفي صناعته وفي أداء الواجب .
نعم للشراكة .. لا للمحاصصة
الإخوة في المؤتمر الشعبي العام وبقية القوى السياسية التي هي خارج نطاق الشراكة الثورية نقول لهم يجب أن تهيئون أنفسكم ليس للمحاصصة ولكن للشراكة وأدعو الجميع أن يتحملوا مسؤولية تأهيل أحزابنا وقوانا السياسية للشراكة وليس للمحاصصة الممقوتة التي تؤدي إلى خلل مستمر بينما الشراكة تؤدي إلى تحمل مسؤوليات وإلى تعاون في تحملها.
يجب أن يساهم الجميع
• سؤال توقعته ولم اطرحه¿
– أشكرك الأسئلة استوعبت كل جوانب الوضع الراهن وأود هنا أن اشدد على واجبنا نحو اسر الشهداء والجرحى والضعفاء من أبناء المجتمع .. الواجب من جميعا وفي المقدمة المؤسسات الرسمية وقيادة الثورة ثم التجار وأصحاب الثروة والأموال الذين جمعوا في أيام فرص جمع المال ثروات هائلة جداٍ المسؤولية على الجميع بأن يساهموا مساهمة كبيرة أولاٍ في تكريم الشهداء وأسرهم وهذا اقل ما يجب عليهم.
– الجرحى يجب أن يحضوا بالرعاية والاهتمام الكبير بداية من توفير العلاج والرعاية وتأهيل من يحتاج إلى إعادة تأهيل وتوفير وظائف وأعمال لهم وضمان اجتماعي لمن أصبحوا غير قادرين على العمل.
– وبالنسبة للفقراء وقد ازدادت أعدادهم نتيجة الحصار والعدوان والمهجرين من المناطق الجنوبية ومن عدن ولحج وصعدة وحجة وتعز وأكثر من مكان من تلك المناطق التي تعرضت لعدوان بشع فحرض مثلاٍ تكاد أن تكون منطقة محروقة ومدمرة وكذلك معظم مناطق صعدة .. يجب أن يلتفت إلى هؤلاء ليس فقط من جانب المؤسسات المعنية وإنما أيضاٍ من جانب التجار والأثرياء والغرف التجارية والميسورين عليهم أن يتكفلوا بإعداد من هؤلاء حتى يفك الله هذه المحنة عن الشعب وهؤلاء سيستغنون كما يستغني غيرهم إذا أحسن إدارة مقدرات الشعب اليمني.

 

– aldahry1@hotmail.com

قد يعجبك ايضا