85 – 90 % من طلاب الشهادتين الأساسية والثانوية اجتازوا الامتحانات بنجاح

وسط أزيز الطائرات والصواريخ المعادية ورْعب انفجارات قذائفها في مختلف محافظات الجمهورية وعلى رأسها أمانة العاصمة أجرت وزارة التربية والتعليم امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية محققة إنجازاٍ استثنائياٍ في هذه الظرف الصعبة والقسريـة.. فكيف صارت مجريات الامتحانات.¿ وكيف تغلبت الوزارة على التحديات في ظل حروب داخلية ونزوح أسري كبير من كثير من المحافظات..¿ وماذا يعني إنجازها للعملية التربوية بعد أن تأخرت ما يقرب الثلاثة الأشهر من موسمها..¿ وماذا يعني امتناع بعض المحافظات عن مواكبة الامتحانات..¿ وكيف سيتم التعاطي معها في هذه الفترة الزمنية الحرجة باقتراب بداية العام الدراسي الجديد.. ¿
هذه الأسئلة وأخرى تتصل بواقع العملية التعليمة والتربوية في ظل الحروب الداخلية والعدوان الخارجي كانت أهم ما ناقشته صحيفة الثورة مع نائب وزير التربية التعليم- رئيس اللجنة العليا للامتحانات الدكتور عبدالله الحامدي الذي أعرب عن أسفه الشديد لما طال البنية التحتية للتربية والتعليم من تدمير شامل استهدف ما بين 3000-2000 منشأة تعليمية من مدارس ومكاتب إدارية ومرفقات ما يصل خسائره إلى أرقام خرافية تراكمت خلال خمسين عاما من البناء والتغلب على شحة مصادر التمويل.. متطرقاٍ لمْجúمِل القضايا والمشكلات المتصلة بالتعليم وجهود وزارة التربية والتعليم في استكمال الامتحانات في بقية المحافظات وغيرها من القضايا.. إلى التفاصيل :

بداية دكتور عبدالله ضعنا أمام إطار تقييمي واضح لمسار العملية الامتحانية بشقيها الأساسي والثانوي..¿!
– الحقيقة التي تراها وقد عايشت الامتحانات وتابعتها.. هي أننا نقف اليوم على مشارف امتحانات الشهادة الثانوية إذ لم يتبق سوى مادة واحدة سيخوضها أبناؤنا الطلبة والطالبات غد الاثنين أما طلبة الشهادة الأساسية فقد أنهوا امتحاناتهم الخميس الماضي في تاريخ 9 سبتمبر 2015م.. وبهذا الإنجاز نكون قد تجاوزنا – بتوفيق من الله سبحانه وتعالي-عقبة الامتحانات بكل ما يحيط بها من ظروف بكل سكينة وهدوء ليس فقط على مستوى أمانة العاصمة وانما أيضاٍ على مستوى المحافظات الأخرى التي خاضت الإمتحانات.. وهي المحافظات والتي لم تقم فيها مراكز لظروف الحرب والعدوان اختبر كثيراٍ من أبنائها الطلاب والطالبات في مراكز أخرى كنازحين..
قبل الخوض في تفاصيل مجريات الامتحانات والمشكلات التي ترافقها كل عام وآليات النزوح.. هناك توقف لعميلة الاختبارات في بعض المحافظات.. هل هذا التوقف كامل أم نسبي خصوصاٍ في تعز وصعدة وحجة والضالع وعدن وغيرها..¿
– لا.. ليس كاملاٍ كما روجت له بعض المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي.. فأكثر فـ 17 مديرية في تعز- مثلاٍ- تم الامتحان فيها من أصل 23 مديرية وبنسبة تصل إلى %75 من الطلاب وفي حجة أيضاٍ هناك خمس مديريات –فقط-لم تشهد مراكز امتحانية وكذلك صعدة والضالع ولحج وعدن وشبوة ومارب المدينة لم تشهد مراكز امتحانية وهذا لا يعني أن جميع طلابها لم يمتحنوا فمعطى النزوح الذي تم معالجته في إطار حرص الوزارة على مصلحة أبنائها الطلاب وآلية استقبالهم في أي مراكز امتحانية في محافظات الجمهورية كان هذا عاملا عزز من فرص اتساع خارطة نجاح العملية الامتحانية حيث خاض امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية ما بين %90-85 من الطلاب…
مقاطعاٍ- هل أسباب هذا التوقف ناتجة عن ظروف الحرب فقط أم أن هناك دوافع سياسية ناتجة عن الانقسامات التي تشهدها البلاد..¿
– هناك محافظات ومديريات تأجلت الامتحانات فيها نظراٍ لظروف الحرب الداخلية والعدوان الخارجي وهناك مديريات ومحافظات دخلت قيادتها التربوية في دوامة السياسة فكان دافع توقفها سياسية بحتة وكان هذا القرار للأسف الشديد محاولة لإقحام التربية والتعليم في الصراعات السياسية في الوقت الذي كنا جميعنا في قيادة وزارة التربية والتعليم وفي المؤسسات والمكاتب التابعة رفعنا راية تجنيب العملية التعليمية الصراع السياسي مهما كانت الأسباب وواصلنا عملنا وفق هذه الشعارات والمبادئ التي لا نحيد عنها ولا يفترض بأي طرف التخلي عنها أو اتخاذها ورقة كسب سياسي ومن هذه المحافظات والمديريات محافظة مارب المدينة –فقط- أما بعض المديريات ومحافظة الجوف وبعض مديريات شبوة حضرموت الوادي والساحل وسقطرى والمهرة فقد امتحنت بالكامل.. خلاصة القول أن 7 محافظات لم تختبر بعض منها لغرض سياسي وهذا مرفوض..
هل تم مخاطبة السلطات التربوية مع هذه المحافظات من قبلكم كسلطة عليا في ديوان وزارة التربية والتعليم..¿ وكيف سيتم التعامل مع هذه المحافظات..¿
– بكل تأكيد فالوزارة واللجنة العليا للامتحانات على تواصل وتنسيق إداري متواصل.. والكل يدرك مدى فداحة تأخير أو إيقاف الامتحانات على أبنائنا الطلاب.. وللحقيقة أن هذا الإدراك تجلى في أن بعض المحافظات بدأت تتواصل معنا بحثا عن كيفية استكمال الاختبارات..
أما كيف ستتعامل الوزارة معها المحافظات فكما ذكرت لك آنفاٍ أنه لا مجال لدينا وكل القيادات في ديوان وزارة التربية والتعليم -أي كانت توجهاتها – للتعاطي السياسي مع قضية تنموية وإنسانية وتنويرية في المقام الأول كالتربية والتعليم فمهمتنا الأخلاقية والإنسانية والوطنية تقتضي علينا مهمة التربية والتعليم فقط وانطلاقا من هذه المبادئ تعمل الوزارة كل ما في وسعها بمرونة كبيرة لتجهيز الامتحانات لأبنائنا وبناتنا الطلاب في هذه المحافظات والمديريات في أقرب وقت مناسب وبما يوائم ظروف أسرهم المعيشية والأمنية وسيتم في وقت واحد لكل مديريات هذه المحافظات حتى لا تتشتت الجهود والأموال المحدودة..
بالعودة إلى وضع الطلاب النازحين.. كيف تم التعاطي معهم خصوصاٍ والحرب أجبرت معظمهم على النزوح بلا وثائق..¿ وما حجم الطلاب النازحين الذي دخلوا مراكز الامتحانات.. ¿
– كل طالب نازح وصل أي مركز اختباري تم التعامل معه بشكل ميسر وسريع.. سواء كان عنده رقم جلوس أم لم يكن عنده.. فقد صْممِت له استمارة خاصة يتم تعبئتها ولصق صورته وتكون في مظروف خاص ومن ثم يدخل الامتحان وبهذا سهلنا لأبنائنا الطلاب النازحين عملية الامتحانات.. أما مسألة غياب الوثائق فقد شكلنا لجنة تعمل بآلية دقيقة لمطابقة ومقارنة الوثائق أعمال هذه اللجنة ترتبط بنظام التربية والتعليم الآلي الذي سيتمكن من كشف أي مغالطات وهذه سيتم التعاطي معها وفقاٍ للوائح التربية والتعليم والامتحانات.. أما حجم النزوح هناك نزوح كبير لا نستطيع تقييمه حتى اللحظة بالأرقام لم ترفع اللجان تقاريرها النهائية للتقييم العام والنتائج حيث سيتم الإعلان عن الأرقام التفصيلية المتصلة بالاختبارات..
في ظل هذه الظروف الاستثنائية أمنياٍ واجتماعياٍ عاش الطلاب أوضاعاٍ نفسية ووجدانية قلقة عكست نفسها على مدى تحصيلهم العلمي خلال هذا العام الدراسي وعلى مدى مراجعة دروسهم.. فكيف تم مراعاة هذه الظروف في نموذج الامتحان وفي المقرر الدراسي خصوصاٍ وأنت معني بهذا كونكم رئيساٍ للجنة العليا للامتحانات.. ¿
– نستطيع القول لكم وللمجتمع ولأبنائنا الطلاب والطالبات أننا بذلنا جهداٍ كبيراٍ لدراسة هذه الظروف ووجهنا لجان الامتحانات بتخصصاتها المختلفة بضرورة مراعاة كل الأوضاع والظروف التي ذكرت.. وبناء على ذلك تم وضع نماذج دقيقة لم تراع فقط المقررات بل راعت بعضها أيضاٍ تقارير التوجيه التربوي, في ما تم انجازه من المقررات نفسها حسب كل منطقة تعليمية خصوصاٍ تلك التي شهدت صراعات ومواجهات خلال فترات مختلفة من العام الدراسي وبناء على تلك المحددات تم وضع امتحانات تراعي كل مستويات الطلاب بمن فيهم متوسطي ومحدودي الذكاء فلم تكن بالصعبة التعجيزية التي توضع في أوقات السلام والهدف منها اكتشاف المواهب ومرتفعي الذكاء.. هذا من ناحية.. ومن ناحية أخرى شكلنا لجان تقييم لكل مادة امتحانية لدراسة إن كانت في هذه المادة مثلا أقحمت أسئلة من خارج المقرر أو في أجزاء قليلة من المقررات لم تؤخذ نظرا للحروب والصراعات في هذه المنطقة التعليمية أو تلك وإن كانت الأسئلة لم تْبúن بناءٍ صحيحاٍ وستعمل هذه اللجان على رفع تقاريرها للجنة العليا للامتحانات.. وسنأخذ هذه العوامل كلها في الاعتبار أثناء وضع النتائج فنحن ندرك أن أبناءنا الطلاب عاشوا ظروفاٍ صعبة لا كهرباء إذ عاشت البلد انطفاء دائما على مدى فترة الامتحانات انقطاع المياه وذهاب بعض الطلاب لتخفيف معاناة أسرهم في هذه الظروف حتى في المدن الكبرى والرئيسة كما عاشوا مشاعر الأسى والأسف والحزن على من قضوا في بعض الحالات وعاشوا والقلق والرعب جراء القصف البربري الذي طال كل شيء.. وهذه الظروف والاعتبارات كلها أخذت بأبعادها المهنية والإنسانية في العملية الامتحانية حرصاٍ على أن تضيع سنة من أعمار أبنائنا الطلاب..
كيف تعاملتم مع المراكز التي كانت قريبة من القصف والذي بلغ ضراوته أثناء الامتحانات خصوصاٍ في الأمانة..¿!
– حقيقة كانت بعض المراكز خصوصا في المناطق القريبة من القصف عرضة للتأثر بضراوة القصف ناهيك عن أن هناك تعمدا لإلقاء الصواريخ جوار بعض المراكز فكنا نشعر  أن هذا نوع من إرهاب الطلاب وإحداث حالة من الفوضى لحمل الطلاب على ترك مراكز امتحاناتهم.. ومع هذا وجدنا طلابا وطالبات رافضين ترك مراكزهم أو حتى فكرة تأجيل الامتحانات واختاروا الصمود والإصرار على استكمال امتحاناتهم وهو ما عزز من جهودنا وعزمنا على إنجاح هذه الامتحانات وتلبية لرغبة طلابنا الذين لا يريدون أن يضيعوا عاما من أعمارهم الدراسية وواصلوا اختباراتهم رغم القصـف.. أيضاٍ هذا التمسك دفع الوزارة إلى تحمل مسؤولية نقل المراكز من المناطق الخطرة إلى الأكثر أمناٍ بالذات في أمانة العاصمة منطقة الوحدة القريبة من أحياء حدة المستهدفة.. وفي المديريات التي حصلت فيها المواجهات أجلنا الامتحانات من يوم لآخر مسايرة مع الظروف للحفاظ على سلامة أبنائنا الطلاب والطالبات..
كتربويين.. كيف تنظرون لمثل هذا العدوان الذي استهدف العملية التربوية والتعليمية.. ¿!
– كل الحقوقيين والتربويين وكل شرائح المجتمع في العالم يعتبر هذه الاستهداف جرائم حرب وقد رفعنا رسائل إلى الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية.. بأن تتحمل مسؤوليتها تجاه ردع العدوان السعودي الظالم وفق المواثيق الحقوقية الدولية التي تحرم استهداف المؤسسات التعليمية والتربوية كما تجرم استهداف المدنيين وارتكاب المجازر البشرية كهذه التي تحصل في اليمن على يد أشقائنا في الخليج..
مقاطعاٍ- وسائل الإعلام الخارجية خصوصاٍ التابعة للعدوان قالت أن الامتحانات كانت عذر لاتخاذ الطلاب كدروع بشرية.. كيف تعلقون على مثل الأكاذيب قياساٍ بزمن الاختبارات التي تأجلت نحو ثلاثة أشهرها على موعدها المعروف في كل عام دراسي..¿!
– كل العالم يدرك أن هذه شائعات كيدية وصلت أدنى مستويات الحقارة والفجور ولا غرض منها سوى تغطية وتبرير جرائم العدوان على الشعب  اليمني والذي للأسف الشديد ترددها وسائل الإعلام المتواطئة مع العدوان.. فهل يتوقع العدوان أن العالم سيصدقه لأنك تجري امتحانات اعتيادية ككل عام في مدارسنا والجميع يدرك أن الامتحانات تأخرت نحو ثلاثة أشهر بسبب هذا العدوان الظالم الذي لا يميز بين مدرسة ومعسكر ومستشفى وهدف عسكري.. فمع اقتراب العام الدراسي لا مجال أمامنا كوزارة تربية وتعليم إلا اجتياز الامتحان فأجرينا الاختبارات لأبنائنا في كل البلاد بلا استثناء وأجرينا الاختبارات لأبنائنا حتى داخل الدول التي تعتدي علينا في جدة في الرياض في القاهرة  فلدينا هناك أبناء المهاجرين أتوا وسجلوا أولادهم في البلد ولدينا أيضاٍ نازحون في هذه الدول وأبناؤهم طلاب نزحوا معهم فنحن ليس لدينا حسابات سياسية مع أي طرف حتى العدوان لهذا أعددنا الاختبارات وبعثناها مع المختصين لإجرائها في الرياض في جدة في عمان في القاهرة في أكثر من 12 دولة شقيقة وصديقة فيها طلاب يمنيون مهاجرون أو نازحون.. وعملنا اختبارات مواكبة ومميزة ونماذج مختلفة حتى لا يتم تسريبها فتمت الامتحانات في عمان والقاهرة متزامنةٍ مع الامتحان داخل الوطن أما البقية فتأخرت يوما أو يومين نظراٍ لظروف الطيران وصعوبة إخراج الفيز والتأشيرات.. نحن أعلنا من البداية اننا في التربية والتعليم نعمل في منأى عن كل الصراعات السياسية مؤمنين أن وزارة التربية والتعليم منوط بها تنوير وبناء الأجيال وفق عمل توحيدي فالتربية والتعليم منارة للعلم والسلام والتكافل والوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي والإنساني كأبرز مرتكزات القيم المجتمعية لأي عملية تنموية تتصل بالتربية والتعليم في أي بلد من بلدان العالم وليس تكريس التشرذم والانقسامات السياسية التي تمثلها أطراف الصراعات السلطوية والمصلحية الضيقة..
ماذا عن مؤشر المشكلات التي ترافق الامتحانات كل عام كالغش وتسريب نماذج الامتحانات… ¿
– رغم الظروف المحيطة بالبلد هذا العام إلا أن المشكلات والمعضلات التي ترافق الامتحانات كل عام ندرت جداٍ بل اختفت مظاهر الفوضى كاقتحام المراكز وإطلاق النار على بعضها هذا العام أقل عام في مؤشر المشكلات.. أما التسرب فلم لم يحدث أي تسرب لأي مادة في هذا العام.. ومضت الاختبارات بطريقة سلسة وناجحة وحققت انطباعا ايجابيا.. بل إن الامتحانات حركت معها الحياة في البلد فعندما تجد 150 ألف مشارك في العملية التعليمة الامتحانية مابين ملاحظين ومراقبين ولجان إشرافية وسلطة محلية فمعنى هذا أن السوق تتحرك وتتحرك معها المواصلات وكل مناشط الحياة كلها فاتحة أبواب التفاؤل والصمود أمام هذه الظروف الاستثنائية..
مع تسارع عامل الزمن والعام الدراسي الجديد على الأبواب..¿ ما هي دعوتكم للمحافظات والمديريات التي تأخرت فيها الاختبارات.. ¿
– انطلاقاٍ من حرصنا على عدم قطع مسار العملية التعليمية نحن نسعى بخطى حثيثة وضغط عملي, فقد بدأنا عملية تقدير الدرجات والنتائج ومجريات اعلان النتائج  كي نواكب عامل الزمن واستكمال الامتحانات في كل المديريات والمحافظات وهنا ندعو الإخوة في المحافظات والمديريات التي أجلت الامتحانات لغرض سياسي أو ظروف الحرب عليهم أن يدركوا أن لا عام دراسي جديد بدون امتحانات وأن غياب عام دراسي جديد يعني إلقاء أبنائنا الطلاب إلى الشارع وإضاعة عام من أعمارهم خصوصا طلاب التاسع (الشهادة الأساسية).. فهم اليوم يعيشون حالة من الارتباك والمفترض اليوم أنهم اجتازوا قناة العبور إلى المرحلة الثانوية فلا وقت معهم أما طلاب الثالث الثانوي فلديهم متسع من الوقت.. وعلى الذين حاولوا جر العملية التعليمية إلى مربع الصراع السياسي ان يبادروا فالوزارة ستبذل كل ما في وسعها للتنسيق مع تلك المحافظات لإجراء الاختبارات.. قبيل إعلان بداية العام الدراسي الجديد..
صحيح أن الكثير من هؤلاء شعروا بالخطأ حيث بدأت السلطات التربوية التي انجرت في ظلال السياسة في تلك المحافظات وتتواصل معنا متسائلين إن كان ثمة إمكانية لإجراء الامتحانات.. فقلنا لهم: إبعثوا لنا رسائل حددوا فيها وضعكم التعليمي والتربوي والأماكن المناسبة كمراكز للامتحانات والوزارة جاهزة لذلك.
مع هذا القصف الهمجي الذي تزامن مع العملية الامتحانية بشكل مكثف هل هناك ضحايا من الطلاب..¿! وماذا عن الضحايا الذين سقطوا من السلك التربوي خلال ستة أشهر من القصف..¿
– لم تتعرض المراكز للقصف أثناء الامتحانات رغم المخاطر التي تحيط بها ولكن هناك طلاب غيبهم الموت حيث قضوا في القصف ولا تحضرنا أرقام أو قصص بعينها غير قصة طالبة الصف التاسع سناء البدوي, التي كانت قد اختبرت أسبوعها الأول وتم قصف منزلها واستشهدت في القصف وكانت متفائلة بالامتحانات لكنها كانت خائفة حسب رسائلها لزميلاتها.. فكانت قصتها مؤلمة أدمت قلوبنا وسيدمي الله قلوب من قتلها ومن قتل أطفال ونساء وكهول اليمن وهذه الحالة ليست الوحيدة فهناك حالات وضحايا بالعشرات من الأطفال والطلاب والنساء وكل شرائح المجتمع..
أما الضحايا من السلك التربوي كادراٍ وموظفاٍ وحرس منشآت وغيرهم فهي كثيرة لم تصلنا نتائج الحصر والتوصيف بعد لكن على سبيل المثال ماذا سيحصل بعد أن تقصف اللجنة الفرعية للامتحانات بعمران وهي مجتمعة لمناقشة الاستعدادات الخاصة بالامتحانات ويذهب أكثر من 20 شهيداٍ  و20 جريحاٍ وهم يؤدون واجبهم التربوي والتعليمي هذه جريمة حرب كبرى.. فإذا أرادت الناس أن تقاتل بشرف ونبل.. فأن تقصف المنازل فوق رؤوس ساكنيها وتقصف المدارس والمستشفيات والمصانع والطرقات وحتى الشاحنات المحملة بمواد غذائية وصوامع الغلال هذه ليست حربا هذا اسمه جنون وخروج عن عرف الآدمية وتكريس لشريعة الغاب وإعادة المنطقة والعروبة إلى ما قبل فجر التاريخ..
إلى أي مدى تضررت البنية التحتية لقطاعات التربية والتعليم في الأمانة والمحافظات الأخرى.. ¿!
– هناك ضرر كبير وخسائر لم يتمكن المتخصصون من استكمال حصرها حتى الآن وما وصل إلينا هو 1200 مدرسة بالنسبة للمدارس وتتوقع لجان الحصر أن تصل أضرار القصف والجرائم التي يرتكبها العدوان إلى أكثر من (3000) منشأة تربوية وتعليمية ما بين مدرسة ومكاتب تربية في المحافظات ومرافق سكنية وغيرها.. وهناك لجنة حصر شكلتها الوزارة وهي ترصد وتقدم المعلومات على مدار اليوم من كل مكان في اليمن وقد قامت اللجنة بالرصد والتصوير والحصر للأضرار وهناك مناطق ومواقع لم تصل اللجنة إليها بعد ولهذا النتيجة النهائية لم تتضح بعد..
ماذا عن تكلفة الخسائر التقديرية حتى اليوم.. ¿!
– من الصعوبة بمكان تقييم أو حتى تقدير الخسائر والأضرار المادية حتى الآن فلا نجازف بأرقام تقريبية, فمثلا 1200 مدرسة دمرت فماذا يعني هذا..¿ هذا يعني لي أني لست الآن بحاجة لإعادة بنائها فقط بل بحاجة وقت ومال وجهد لإعادة بنائها وتأثيثها وتجهيزها فإذا عندي ثلاثة آلاف مدرسة ومنشأة مدمرة فكم احتاج لها بكل تأكيد أرقام خرافية تراكمت خلال خمسين عاما من عمر الثورة السبتمبرية ولا أستطيع إنجاز إعادة البناء بهذه السهولة.. خصوصاٍ في ظل ظروف صعبة ومصادر تمويل معدومة وقد كنا اليوم في اجتماع مع اليونيسف نبحث عن تمويلات في الوقت الذي يعيش البلد حصارا خانقا بريا وبحريا وجويا أضف إلى ذلك أين سأذهب بالطلاب الذين كان يتعلمون في هذه المدارس وأين سيكملون تعليمهم.. لذلك نحن لا بد أن نقاوم وأن نستمر في الدراسة فغير ذلك يعني إضافة أمية جديدة بالآلاف وتسرْب طلاب وطالبات وانحراف حقيقي عن المسار التعليمي والجميع يدرك ما لهذا الانحراف من خطر على مستقبل اليمن ومستقبل التنمية ومستقبل السلم المحلي والإقليمي والعالمي لأنه سينتج عن هؤلاء جماعات إرهابية متطرفة.. ولهذا حرصنا على إنجاح الامتحانات واستمرار التعليم وهو حرص على أن تظل اليمن ضمن دورها الطبيعي في منظومة السلام الإقليمي والدولي..
أخيــراٍ
ما هي دعواتكم لكل من: المنظمات الحقوقية بمن فيها الأمم المتحدة- دول العدوان العربي بقيادة المملكة العربية السعودية- القوى السياسية اليمنية في الداخل والخارج..¿
– على المنظمات الحقوقية وعلى رأسها الأمم المتحدة أن تتحمل مسؤولياتها الأخلاقية وأن تتعامل بمكيال واحد مع الشعوب فالشعب اليمني فقير عزيز نفس لم يعتد على أحد بل اعتدي عليه..
وعلى القوى السياسية اليمنية في الداخل والخارج أن تقتدي بوزارة التربية التي استطاعت أن تعمل بكل مكوناتها السياسية الإصلاحي المؤتمري والاشتراكي الناصري الحوثي (أنصار الله) كفريق واحد فكل واحد له انتماؤه السياسي لكن داخل الوزارة والمؤسسة التربوية لا مجال للانتماءات. ولو أن القوى السياسية انتهجت هذا النهج.. لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه..
كما أن على أشقائنا المعتدين أن يدركوا أن هذه اللحظة التي يعتدون على اليمن فيها تشهد أسوأ تصرفات الصلف الصهيوني في تدنيس وتهويد المسجد الأقصى ولو أن أشقاءنا المعتدين وجهوا هذا الحشد والسلاح إلى إسرائيل لكان خيرا لهم وللأمة العربية والإسلامية..

قد يعجبك ايضا