رغم المعاناة..إصرار الطلبة على النجاح يهزم غياب الكهرباء

■ حتى المذاكرة على ضوء الشموع أصبحت مكلفة ماديا
■ طلاب لجأوا إلى بدائل مؤقتة..وآخرون اكتفوا بالقليل

دقت ساعة الجد والحصاد لطلبة الشهادة العامة والأساسية, متغلبين على كل العوائق والتحديات لإكمال مشوارهم ومسارهم التعليمي نحو مستقبلهم المشهود إلا أن معضلة الانقطاع الطويلة والمتكررة للكهرباء مثلت صعوبة أعيت من يداويها..
وبالتالي فإن أجواء الامتحانات الجيدة بكل تأكيد غير مكتملة في ظل غياب الكهرباء لساعات طويلة خاصة في الليل وهي المشكلة التي لا يجد الطلبة حلا لها سوى الاستذكار على وهج الشموع والتي تحتاج هي الأخرى إلى ميزانية مستقلة في ظل غلاء اسعارها الفاحش وهو ما يفوق قدرات غالبية الطلبة المادية إضافة, إلى ما قد تسببه لهم من تداعيات صحية.. نتابع..

الطالبة غدير الربوعي ـ مدرسة السمح بن مالك بأمانة العاصمة تقول عن معاناتها مع الكهرباء: في الحقيقة كم هي الأوقات التي تهدر جراء الانقطاعات الدائمة للكهرباء, فكثير منا يعتبر الليل وقتا أساسيا للاستذكار والمراجعة خاصة أيام الامتحانات ولكننا نعجز عن ذلك فقد ضعف نظرنا جراء سهرنا على الشمع فنضطر إلى إغلاق الكتاب والخلود للنوم حتى يكرمنا الله بنوره صباحا قبل الساعات الأولى للامتحانات وليتها تكفي!!
وأضافت الربوعي : ما كنا ننهيه في يومين يأخذ منا أكثر من أسبوع جراء غياب الكهرباء فمن المسؤول وإلى من نشتكي, ولهذا نتمنى مراعاتنا في هذا الجانب ووضع أسئلة تتسم بالمرونة والوضوح متنوعة الطرح مابين الاختياري والمباشر تقديرا لظروفنا .

أجواء صعبة
من جهته يقول أ.الغدري(اسم مستعار) – مدرسة الرواد : لا ندري نشقى على الشموع أم شحن البطاريات من هنا وهناك أم نظل نذاكر في منازلنا, فغياب وانقطاع الكهرباء في هذه الظروف الزمنية الحالية أثر على نفسياتنا لأننا متعودون أن نخزن ونسهر نحن والزملاء للمذاكرة وحل التمارين الرياضية والفيزيائية والمراجعة في ما بيننا لكون الليل أنسب وقت.
وتابع : لكن للأسف معاناتنا كبيرة مع الكهرباء ونتمنى أن تحل المشكلة قريبا خاصة ونحن طلبة لأن وسائل الإضاءة الأخرى تحتاج منا مبالغ مالية ونحن لازلنا طلبة ..ونتمنى أن تلتفت الوزارة إلى معاناتنا هذه وتضعها في الحسبان عند إعداد الأسئلة والتصحيح .

مصاريف الإنارة
أما عبدالرحمن الطوقي – مدرسة الكبسي فقد وجد هو وزملاؤه طريقة تخرجهم من جنح الظلمة إلى النور للمراجعة والمذاكرة في ما بينهم حيث يسهرون على إنارة أحد المجمعات التجارية (الشرق الأوسط )طيلة ليالي المذاكرة حيث يختارون زاوية من المجمع على الرصيف يجتمعون ويذاكرون دروسهم !!
يقول عبدالرحمن : وجدنا الوقت يمر من بين أيدينا والامتحانات على الأبواب , والكهرباء ما من يوم إلا وتنقطع ويستمر انقطاعها لأيام وإن عادت لا تعود إلا ساعة, لذا فكرنا بهذا الحل المؤقت في ليالي الجد والاجتهاد حتى تمن علينا الكهرباء بنورها .

لكل مجتهد نصيب
ليل الحسني تقول هي الأخرى عن معاناتها مع الكهرباء : لا سامح الله من كان السبب , قطعوا علينا الكهرباء فاشترينا ماطورا فمنعوا البنزين والديزل , هذا العدوان الغاشم لا يرحم ولا يريد رحمة الله أن تنزل , والحمد لله أن منزلنا قريب من أحد المستشفيات الخاصة, فقد قمنا بتوصيل قنديل إنارة منه حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا”.
وختمت الحسني حديثها بالقول: إنها معاناة نتحملها نحن الطلبة في ظل عام دراسي مؤلم بكل ما تعنيه الكلمة من معنى , ولكننا ورغم كل تلك المعوقات والصعوبات لن نرضخ ولن نستسلم وسنذهب إلى الامتحان ولكل مجتهد نصيب .

بدائل مكلفة
محمد عبد الله هو الآخر ثالث ثانوي.. استعان ببطارية سيارة والده التي لم تعد تتحرك بسب أزمة المشتقات النفطية يقول:أقوم بتعبئتها بتشغيل السيارة واقفة لدقائق لشحنها والاستفادة منها ليلا في الإضاءة.
كثير من أقران محمد لجأوا إلى وسائل بديلة للإنارة ليلا وإن كانت أكثر كلفة لكنها الضرورة القصوى كما يقولون حتى يكملوا الامتحانات بنجاح.

قد يعجبك ايضا