القرآن الكريم والتربية الإسلامية.. فاتحة خير

في ظروف استثنائية نظرا للأوضاع التي تمر بها بلادنا توجه طلاب الشهادة الثانوية العامة إلى المراكز الامتحانية لأداء الامتحانات مثِلت هذا العام تحديا كبيرا سواء للطلاب أو لوزارة التربية والتعليم ومكاتبها بالمحافظات نتيجة للعدوان والحصار المفروض على بلادنا والذي انعكست آثاره بشكل كبير على جميع اليمنيين وكان قطاع التعليم هو الأكثر تضررا إلا أن وزارة التربية والتعليم وكذا الطلاب كانوا على قدر هذا التحدي بحيث اختاروا الإصرار على إجراء الامتحانات واستدراك ما كادت تسبب الأوضاع في فقدانه.

القسم العلمي..
سهولة في الأسئلة وارتياح عام

القسم العلمي ..في أول يوم من أيام الامتحانات توجه الطلاب إلى مراكزهم التي كانت مْعدِة لاستقبالهم وبحسب الجدول الامتحاني كانت مادة القرآن الكريم والتربية الإسلامية هي المادة الأولى وقد كانت (الثورة) على الموعد حيث حاولت استطلاع ورصد سير العملية الامتحانية للقسمين العلمي والأدبي في أول يوم فإلى التفاصيل..
في مركز عمر بن عبد العزيز الامتحاني والذي خصص كأحد المراكز في أمانة العاصمة التي استقبلت طلاب القسم العلمي كان لنا لقاء مع عدد من الطلاب والذين بدا عليهم الحماس والحالة المعنوية الإيجابية قبل الدخول إلى الامتحان حيث أكد جميع من التقيناهم على قبولهم لهذا التحدي المتمثل في خوض الامتحانات في مثل هذا التوقيت وهذه الظروف كما أبدوا أملهم في أن تكون الأسئلة بمستوى مناسب يراعي أوضاع الطلاب وحالتهم النفسية.. وقد كان الأمر كما تمنوه فعلا فبعد الانتهاء من الفترة الأولى كان الرضى مرتسما على وجوه الطلاب وقد بدو مستبشرين نظرا لسهولة الأسئلة ووضوحها..
الطالب ضيف الله مجاهد السنفي من مدرسة الألفية الحديثة والذي أكد أن الاختبار لم يشتمل على أية صعوبة ولم يكتنف أسئلته أي غموض يقول ضيف الله كنا جاهزين لأي اختبار يوضع لنا إلا أننا توقعنا في مراعاة الظروف الحالية التي تمر بها البلاد وهو ما حصل بالفعل والحمد لله فالأسئلة كانت واضحة والوقت كافُ والأجواء الامتحانية مهيأة..
ويضيف ضيف الله صحيح أن الحالة النفسية ليست كما يجب نتيجة لما تمر به البلاد إلا أنني كطالب وأنصح زملائي أنه يجب علينا كطلاب أن ننتبه لما يمثل المستقبل لنا وهو الدراسة وأن نحاول تجاوز انعكاسات الوضع علينا وذلك من خلال التركيز على المذاكرة والاستعداد الجيد لكل مادة.
ويوافقه في الرأي الطالب شايف أحمد علي عامر من مدرسة بير زاهر والذي يؤكد أن الاختبار كان سهلا والأسئلة واضحة ولا تشكل أي إرباك للطالب بل على العكس فإنها مناسبة للطالب الذكي ومتوسط الذكاء ومن هو دون ذلك.
الطالب رعد دحان فاضل من مدرسة 27 أبريل هو الآخر بدا متفائلا وراضيا عن أدائه في الامتحان فقد أكد لنا هو الآخر أن الأسئلة كانت بسيطة لدرجة كبيرة حيث كانت التوقعات بسهولتها إلا أنها جاءت سهلة بما يفوق التوقعات يقول رعد: دخلت الامتحان وكنت متوقعاٍ أن يكون مستوى الأسئلة أصعب مما هو عليه إلا أنها كانت بسيطة ونستطيع القول سطحية.
بأسى بالغ يضيف رعد: بالنسبة للظروف فإننا رغم الصعوبات التي نواجهها في الحياة العامة كنا قد استعددنا للامتحانات وإن كان من حديث عن مراعاة ظروفنا كطلاب فإننا نتوجه به إلى قوى العدوان التي تقصف بالطائرات ليلا ونهاراٍ ونقول لهم تذكروا أن لديكم ابناء واستشعروا حالتهم أيام الامتحانات.
يكاد جميع من التقيناهم من طلاب القسم العملي يجمعون على بساطة أسئلة مادة القرآن الكريم والتربية الإسلامية فها هو الطالب بليغ فاضل من مدرسة 27 أبريل كمن سبقه من زملائه يؤكد لنا ذلك أيضا حيث يقول: الاختبار كان بسيطا وواضحا ولم نواجه أي صعوبة أو إشكالية والحمد لله ونأمل أن تكون الأسئلة في كل المواد على هذا المستوى من البساطة والوضوح.
انطباع عام ببساطة الاختبار ومناسبة الأسئلة لمستوى الطلاب وظروفهم وارتياح كبير لدى غالبيتهم إلا أن ثمة من الطلاب من يرجع أي إشكالية خاصة بالنسبة له في عدم الاستعداد الجيد للامتحان إلى الظروف الحالية وما تسببه من قلق نفسي للطالب فها هو الطالب مبارك المسعودي من طلاب مدرسة العْلا الأهلية والذي يسكن في منطقة عطان حيث يقول الأسئلة كما يؤكد الزملاء سهلة وواضحة إلا أن مشكلتي هي أني تأثرت بالأوضاع وحالة الحرب التي نعيشها فأنا أسكن في عطان ولعلكم جميعا تعرفون ما معنى أن تسكن في عطان فقد عشنا حالة من الرعب والفزع الحقيقي كان آخرها البارحة حيث كان القصف من طيران العدوان متركزا على منطقتنا والمناطق المجاورة لها كالخمسين والنهدين وغيرها.. لذا لم أكن مستعدا لخوض الاختبار ولم أذاكر جيدا فقد عشنا حالة من عدم الاستقرار وكنا ولا نزال ننزح إلى منطقة أخرى بين الحين والآخر كلما اشتد القصف.
يختتم مبارك بالقول: حسبنا الله ونعم الوكيل ونسأل الله أن يجازي من كان السبب في ما نحن فيه.

القسم الأدبي..
اختبار مناسب أجواء هادئة والجزء الأول من المنهج هو الأكثر حضورا

طلاب الشهادة الثانوية العامة القسم الأدبي هم الآخرون لم يكن وضعهم مع أول يوم من أيام الاختبارات مختلفا عن حال طلاب القسم العلمي بالنسبة لبساطة الأسئلة ووضوحها بل إنهم أكدوا أن الاختبار كان على درجة كبيرة من البساطة وبدوا راضين عن أدائهم في الإجابة على الأسئلة كما أبدواٍ تفاؤلا كبيرا حيال العملية الامتحانية هذا العام وأنهم يأملون أن تكون الأسئلة في بقية المواد بنفس المستوى من البساطة والوضوح باعتبار ذلك من باب المراعاة لما يمر به الطلاب من ظروف نتيجة العدوان وحالة الحرب التي تعيشها البلاد.. باعتبار الطالب أحد أبناء هذا الشعب إلا أن مأساته أكبر وخاصة في أيام الاختبارات فالحالة النفسية غير مستقرة نتيجة للغارات الجوية وكذا انعدام الكهرباء وغيرها الخدمات ومتطلبات الحياة.
كانت بداية لقاءاتنا في مركز الطبري الامتحاني مع الطالب ناجي المنتصر من مدرسة هائل سعيد أنعم والذي بدا مستبشرا بمستوى الأسئلة وإجابته عليها.. يقول ناجي لله الحمد والشكر الاختبار كان بسيطا والأسئلة واضحة ولا أتخيل أن طالبا استعد للاختبار حسب المتاح له سيواجه أي مشكلة في الاختبار فالأسئلة كانت مناسبة للطلاب ومراعية للفروق الفردية بينهم بحيث لن يكون الأمر صعبا إلا على الطالب الذي لم يذاكر مطلقا ولم يستعد للامتحان.
وبالنسبة لتركيز أسئلة الاختبار في مادة القرآن الكريم والتربية الإسلامية على موضوعات معينة من المنهج يضيف ناجي المنتصر كانت أغلب الأسئلة من الجزء الأول من المنهج والذي درسناه في الفصل الأول من العام الدراسي ولم يأت من المنهج التعويضي أو التكميلي إلا سؤال أو سؤالان وهذا أعتبره من باب التبسيط للطالب ومراعاة ظروفه وحالته النفسية.
ويتفق مع المنتصر في الرأي زميله الطالب يوسف عبد السلام المكردي من طلاب مدرسة ابن ماجد حيث يقول: الاختبار بمجمله كان سهلا ولم ينطو على أي صعوبة مما يؤكد مراعاة وزارة التربية والتعليم لظروف الطلاب وخصوصية المرحلة وأستطيع أن أؤكد أن الطالب المذاكر والمستعد للاختبار لن يواجه أي صعوبة في الاختبار وبإمكانك أن تلاحظ ذلك بنفسك من خلال انطباعات الطلاب.
وبالنسبة لأجواء الامتحان يؤكد يوسف المكردي أن الأجواء كانت هادئة ومطمئنة كما يخفي الأمل في أن تسير اختبارات بقية المواد بنفس الصورة وأن تكون الأسئلة بنفس المستوى من الوضوح فطبيعة الأسئلة لمادة القرآن الكريم والتربية الإسلامية قد أعطت أملا في أن تكون أسئلة بقية المواد بنفس المستوى.
الطالب محمد خالد الصاحب من مدرسة 30 نوفمبر هو الآخر أكد أن الاختبار كان فاتحة خير يقول محمد خالد: بالنسبة لي كالكثير من الطلاب كانت حالتي النفسية سيئة كما كنت متخوفا من خوض الامتحانات في مثل هذه الظروف إلا أنني والحمد لله ما إن أتتني ورقة الأسئلة حتى استبشرت خيرا فقد كانت الأسئلة بسيطو وواضحة وبعيدة على أي غموض أو إرباك ولذلك اعتبرتها فاتحة خير.
وعندما أتت الفترة الثانية يضيف محمد الصاحب كانت الأسئلة أيضا بسيطة حيث عززت الشعور عندي بأن الأسئلة ستكون في بقية المواد بنفس المستوى كما أن ذلك أعطاني حافزا وأبعدني عن حالة الإرباك التي كنت أعيشها كما قضى على التخوف الذي كان يمثله لي الاختبار في ظل هذه الأوضاع.
الطلاب النازحون كان لهم حضورهم في أمانة العاصمة فها هو الطالب على الجرادي من مدرسة 26 سبتمبر في محافظة تعز يصر على خوض الامتحان في أمانة العاصمة بعد أن نزح مع أسرته من مدينة تعز إلى صنعاء نتيجة الأحداث المؤسفة التي تشهدها مدينته ولعل الطالب علي الجرادي هو وغيره من النازحين من مناطق مختلفة في الجمهورية يمثلون حالة إنسانية يجب التوقف عندها ولنا أن نتخيل كيف ستكون الحالة النفسية والمعنوية لطالب أجبرته الحرب هو وأسرته على ترك منزله ومدرسته وزملائه والنزوح إلى منطقة أخرى ومع ذلك لا يزال مصرا على خوض الامتحانات مهما تكن النتائج..
يقول علي الجرادي: الأسئلة رغم وضوحها وسهولتها إلا أنها لن تكون كذلك بالنسبة لنازح مثلي فأنا من خلال مشاهدتي للأسئلة فقد كانت واضحة فعلا إلا أن وضعي كنازح أثر عليِ كثيرا سواء من حيث استغلال وقت المذاكرة أو من حيث الاستقرار والحالة النفسية فما نعانيه في وضعنا كنازحين كفيل بأن يمثل عائقا كبيرا أمامنا كطلاب على أبواب اختبارات..
ويختتم الجرادي بالقول: نتمنى من الله التوفيق لنا كما أنني سأستمر في الامتحان وبذل المزيد من الجهد في سبيل النجاح إن شاء الله كما أن أملنا بعد الله في أن تقدر الوزارة أوضاع الطلاب النازحين جميعا.

قد يعجبك ايضا