تفجير المساجد زاد من لحمة أبناء اليمن

مواطنون: التفجيرات الإرهابية في المساجد أخافتنا لكنها لم تمنعنا من الصلاة نحن وأطفالنا

¶استهداف المساجد لا ينتج عنه سوى تشويه صورة الإسلام

مشائخ وعلماء:
التفجيرات في بيوت الله تأجيج للفتنة لكن الله سيطفئها
* لم يتصور أكبر المتشائمين أن يشاهد الجثث تملأ المساجد وباحاتها وأن يتحول بيت الله من مكان للعبادة والسكينة النفسية إلى هدف مستباح من قبل ثلة إجرامية تدعي مناصرتها للإسلام وتهدد أمن واستقرار الوطن بطرق تنافي تعاليم  دين السلام وهذا ما تسبب بتصاعد موجات الغضب والاحتجاج داخل المجتمع اليمني.. الاستطلاع التالي بين آراء المواطنين حول تلك الجرائم البشعة ودور الفرد والأسرة والمجتمع في مواجهة تلك الجرائم: فإلى التفاصيل:

بات البعض من المواطنين في العاصمة صنعاء يخافون الذهاب إلى الصلاة في المسجد بسبب ازدياد معدل التفجيرات التي تستهدف المساجد وهذا الخوف لم يقتصر على الرجال فقط فالنساء والأطفال أيضاٍ خائفون من حدوث مثل تلك الأعمال الإجرامية مجدداٍ ولكنهم مصرون بنفس الوقت على مواجهتها.
الطفل عبدالله قائد لم يخف خوفه من الذهاب للصلاة في المسجد خاصة بعد أن فقد أصدقاءه بتفجير جامع بدر وقال : كنت أذهب مع أبي للصلاة في المسجد كل جمعة ولكن بعد أن مات صديقي أخبرت أبي بأني لا أريد الذهاب للمسجد معه مرة أخرى حتى لا أموت مثل صديقي حاول أبي أن يقنعني للذهاب معه وأن ما حدث لن يتكرر ولكني رفضت ومنذ ذلك اليوم لم أذهب معه ووعدته بأني سأذهب للصلاة بعد أن تنتهي الحرب.
لم يكن قائد الطفل الوحيد الذي يخاف من الموت والتفجير وفضل الصلاة في البيت بدلاٍ عن الذهاب للمسجد فكذلك الطفل محمد عبدالواسع يشاركه هذا الشعور خاصة بعد أن منعه والده من الذهاب  لتحفيظ القرآن الكريم بسبب التفجيرات وأكد عبدالواسع أنه حزين من عدم الذهاب للمسجد ولكنه يخاف من الانفجارات التي قد تقتله أو تقطع يده ورجله كما قال لي.
مغالطات
* من ناحيته سخر يوسف البحري محاسب في إحدى الشركات مما أسماه المغالطات التي يتبعها أعداء الدين كما وصفهم وقال : لا أدري ماذا يقول أولئك المجرمون لمن يقوم بتنفيذ العمليات الانتحارية في المساجد وكيف وافقهم على ذلك وكيف استطاعوا إقناع الآلاف من السذج الذين يتبعونهم أن مثل تلك الأعمال هي نصرة لدين الله فمتى كان قتل المسلم لأخيه المسلم نصرة للدين ..¿
لم يختلف معه المواطن ياسر الغزال وأكد على أن من يقوم بالتفجير في بيوت الله لغرض نصرة دين الله هو واهم وما يخدع سوى نفسه فنصرة الدين تكمن باحترام مقدساته وتجنيبها  الأفكار المتسخة التي يتبناها كل من أضر بيوت الله بأي شكل من الأشكال.
تشويه الإسلام
* لم تحصد تلك الانفجارات بالسيارات المفخخة وغيرها من الوسائل التي اتبعها أولئك المجرمون سوى تشويه الصورة العامة للإسلام سواء عند الغرب أو في مخيلة أطفالنا التي ترتسم في أذهانهم صورة عظيمة للمساجد هذا ما قاله المعلم إدريس الهتار واتفقت معه سارة عبدالقدوس أخصائية اجتماعية التي أكدت على أن تبعات التفجيرات الإرهابية على الأطفال خطيرة خاصة وأن المساجد تعتبر من أهم أماكن التنشئة الاجتماعية ومكاناٍ مثالياٍ لترقية قيم الدين الإسلامي السمح في نفوس الأطفال وهذا قد يزول خاصة إذا شاهد الطفل تلك الأشلاء المقطعة والدماء التي تملأ المساجد بأم عينه وبتحول بيت الله في نظره لمكان خطر ومخيف.
خوف وقلق
* أجبرتني التفجيرات المتتالية من قبل الإرهابيين والتي تستهدف بيوت الله للبحث عن مكان آخر للسكن هذا ما قاله سليم القدسي وعلل ذلك بالقول : أسمع بين فترة وأخرى  عن خبر مقتل بعض المواطنين والمارة بسبب عمليات إجرامية تستهدف بيوت الله وبيتي يقع بالقرب من أحد المساجد ولا يفصل بيتي عن بوابة المسجد سوى بضعة أمتار وفي حالة وقوع حادثة تفجير لا قدر الله فإن الشظايا ستدخل من نافذة منزلي أو قد تصيب أحد أطفالي أثناء لعبه أمام البيت لذا قررت أن أبحث عن مكان آخر للسكن حتى أستطيع الجلوس في منزلي مطمئناٍ بدون خوف وقلق.
ثقة بالله
* ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ) هكذا استهل الحاج محمد حديثه بعد سؤالي له عن رأيه حول الأعمال الإرهابية التي تستهدف المساجد وأضاف : الخوف من الانفجارات أمر طبيعي لكن هذا لا يعني أن نبقى في بيوتنا وأن نصلي فيها خشية ذلك وأنا لا أتفق مع من يقوم بذلك فإذا كان يخاف على أطفاله الصغار فلا بأس من عدم اصطحابهم معه للصلاة خاصة في يوم الجمعة حتى تنتهي الأحداث الراهنة ولكن يجب على كل شخص يثق بالله أن يتوكل عليه والله لن يخيب أمله هذا ما أكد عليه الحاج محمد وأيده آخرون بأن مثل تلك الأعمال الجبانة لن تمنعهم من الذهاب لبيت الله مهما كانت الأخطار المحتملة.

فتنة مذهبية
* تفجير المساجد خدمة مكتملة الأركان لأعداء الإسلام هكذا عبر المهندس عبدالناصر سفيان عن رأيه حول التفجيرات المستحدثة على المساجد في اليمن وأضاف قائلاٍ: وقت تنفيذ هذه العمليات القذرة واختيارها لم ساجد بعينها دون سواها هو أمر يثير الشك والريبة بنفس الوقت ويبعدها تماماٍ من الأهداف التي يزعمها من يتبناها أن الهدف خلفها هو نصرة الدين الإسلامي ومن وجهة نظري أن تلك التفجيرات لا تسعى سوى لإشعال فتيل الاقتتال المذهبي.
وهذا الرأي شاركه فيه ياسر الشدادي, موظف علاقات عامة الذي أكد بدوره أن مثل تلك الأعمال لا تهدف سوى إشعال فتيل الصراع بين المذاهب الدينية في اليمن مؤكداٍ أن من يقوم بمثل تلك العمليات (تنظيم القاعدة) هو عدو كل اليمنيين بكافة مذاهبهم وهم جميعاٍ يرفضون وجوده وقد قاموا بقتاله.
مسجد واحد
* منذ متى كانت المساجد في العاصمة تتبع مذهباٍ معيناٍ ولا يسمح لأصحاب المذاهب الأخرى الصلاة فيها وقراءة القرآن وحضور المحاضرات الدينية فجميع المساجد تفتح أبوابها للجميع ونحن نصلي في أقرب مسجد عند سماع الأذان دون أن نسأل هذا المسجد يتبنى فكر كذا ومازلنا على هذا الحال هذا ما أفاد به الداعية / محمد صالح : وأضاف عندما تقتل بعض الجماعات المصلين بحجة محاربة طائفة أخرى ولم تضع في الحسبان أن داخل المسجد يوجد أبناء بلده من كل المذاهب وأنه بتلك الأعمال يقتل المسلمين جميعاٍ دون استثناء وهذا يسمى اجراماٍ  وكل هذا لا يخفى عليهم وفي نفس الوقت يؤكد أن تلك الأعمال لا تهدف سوى لزرع روح الاقتتال بين أبناء الإسلام  داخل بلادنا ولكن هيهات لهم أن يحصلوا على مرادهم فأبناء اليمن باتوا مدركين لما يسعون إليه وبإذن الله لن تمنع تلك التفجيرات المصلين من الذهاب للمساجد ولن ينصاعوا لمخططاتهم الخبيثة.
لم تنجح الجماعات الإرهابية بعد العمليات الإجرامية التي استهدفت المساجد في تحقيق مآربها الشيطانية فأبناء الشعب اليمني لم ينجروا خلفها وقابلوها بكل وعي وتكاتف وقرروا مواجهة خوفهم من الضرر جراء تلك العمليات بتوكيل أمرهم لله الناصر والمعين.

قد يعجبك ايضا