الاصطفاف الوطني..فرض على كل يمني

تعتبر الجبهة الوطنية الداخلية أهم الجبهات أثناء الحروب, ويعطيها الغازي والمدافع على حد سواء أولوية قصوى في خططه الحربية, فالمعتدي يعمل على اختراقها كي يحقق نصرا سهلاٍ والمدافع يعمل على تماسكها كي يتفرغ لبقية الجبهات كما أنها ذخيرته في حالة المواجهة الطويلة, ومع تعاظم صلابتها يسهل تفتيت ووأد كل المخططات, وهزيمة أعتى الجيوش .. في هذا الاستطلاع..نناقش  أهمية الاصطفاف والتوحد الداخلي في ظل تحول خطير تشهده اليمن والمتمثل بالعدوان السعودي الأمريكي الذي سحب نفسه على كل شيء في اليمن وامتد أثره إلى المنطقة بشكل عام ..
وتتعاظم أهمية الاصطفاف الوطني الذي نتمنى أن نرى وثيقته جاهزة للتوقيع عليها من قبل كل القوى الوطنية اليوم عندما نرى المحاولات المستميتة الأخيرة التي استخدم العدوان فيها كل الأوراق التي يمتلكها بغية تحقيق ولو جزء من الأهداف التي أعلنها لحملته, والتي لاشك تصطدم بجبهة وطنية صلبة.

منذ اليوم الأول  للعدوان كان الشعب اليمني عند مستوى التحدي ومثل التفاعل الشعبي اليمني بشتى صوره وأشكاله صمام أمان للوطن وجبهته الوطنية في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي الهمجي.
القائم بأعمال أمين عام حزب الحق – محمد المنصور يقول : الوعي الوطني كان عاليا , وواضحاٍ في القضية الوطنية ومع الغالبية من اليمنيين والدليل صبرهم على العدوان والحصار والتأزم في مختلف جوانب الحياة ومقابلة الشعب لكل ذلك بمزيد من التصميم والعزم على الانتصار على تحالف العدوان السعودي الأمريكي العربي المتصهين, وإسقاط أهدافه المشبوهة.
ويرى أن الاندفاع إلى جبهات المواجهة وتقديم العون والمساعدة المادية للجبهات والنازحين وتعزيز حالة التكافل الاجتماعي والتضامن في هذه المرحلة يؤكد عظمة وأصالة الشعب اليمني وقدرته على كسب المعركة وإسقاط المؤامرة التي يراد منها تفتيه وشرذمته وإنهاكه وإجباره على العودة لمربع الوصاية والارتهان للسعودية وأمريكا وهو ما لن يتحقق بإذن الله.
واستغرب المنصور من مواقف بعض القوى السياسية من العدوان وقال :إنها تتناقض مع أدبياتها وبرامجها وشعاراتها ومع مواقف قواعدها وأنصارها وقطاعات شعبية مختلفة لحسابات لم تكن وطنية بأي حال وسيثبت الواقع اليمني الشعبي والثوري خطأ تلك الحسابات المناطقية والإيديولوجية, والرهانات على الخارج الذي استطاع توظيف تلك المواقف لإطالة أمد العدوان والحصار وإفشال الحلول السياسية .
وتابع بالقول :إن قدر اليمنيين أن يتعايشوا ويقبل كل منهم بالآخر وعليهم أن يسعوا لتعزيز وحدتهم وتلاحمهم وأن يمضوا سوياٍ لبناء دولتهم المدنية التي رسمت ملامحها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني والذي جاء العدوان السعودي للحيلولة دون تنفيذها.
كما أن على اليمنيين أن يعيدوا النظر في طبيعة العدوان السعودي الأمريكي الهمجي على بلادهم واستهدافه لليمنيين جميعا وللبنى التحتية في كل المناطق لكي يزدادوا يقينا بأنهم إنما يخوضون معركة الاستقلال والتحرر والكرامة ولا خيار أمامهم سوى التوحد والانتصار .
الحسابات الصغيرة
المحلل السياسي حميد رزق تحدث عن أهمية رفد الجبهات في مختلف مجالاتها وجوانبها .. والإدراك بأن التساهل مع العدو ليس حلا وأن التراخي وانتظار المتضررين للأقدار غير مجد.
وقال :علينا مغادرة الحسابات الصغيرة والحساسيات الجانبية, فالعدوان يستهدف اليمن كل اليمن ومن يعتقد غير ذلك وأهم فهذا العراق كان العدو يقول انه يريد له الديمقراطية والحرية وفي النهاية يرى الجميع كيف كانت النتيجة.. وبالنسبة لنا دائما كان موقفنا هو الدعوة إلى وقف الاقتتال والحرب.
  رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي -مصطفى نصر يقول : الوطن يتسع للجميع وهناك مخرجات للحوار الوطني توافق عليها الجميع توفر الحد الأدنى من متطلبات بناء الدولة اليمنية وعلى الجميع العودة إليها.
يجب أن تتوقف الحروب ويتم بناء جيش وطني بعيدا عن الولاءات والانتماءات للأشخاص والأحزاب والجماعات.
وزاد بالقول :على الجميع أن يحكموا العقل لتلافي ما تبقى لليمن كنا نقول هذا قبل الأزمة الأخيرة وما زلنا نقولها اليوم وللأسف بعد أن خسر البلد الكثير, ومع ذلك ما يزال اليمن في أمس الحاجة إلى السلام والتعايش وبدونه لن يحصد اليمنيون سوى الدمار الذي يتضرر منه جميع اليمنيين.
تفنيد الأكاذيب
عدنان الوزير – ناشط ثقافي يقول: سد الفراغ المؤسسي ومحاولة تأمين المواطنين بما فيهم قواعد الخصوم السياسيين وتوفير الخدمات ومعاقبة المتلاعبين بها في العلن هذا سينتج جبهة داخلية قوية تصد أي عدوان.
وأضاف إلى ذلك: العمل على إزالة شكوك وقلق قواعد الخصوم وتكذيب وتفنيد أكاذيب وافتراءات إعلام الأعداء ومحاولته إيغار الصدور وبث الفرقة والخصام والأحقاد وتغذية الخلافات المذهبية والمناطقية والسلالية والعنصرية كأسلحة تدمر الوحدة الداخلية.
نشر لغة التسامح
صادق الجعوري .. ضابط في الجيش ينظر لمسألة الاصطفاف من زاوية الأداء الشعبي الحالي ويقول : أرى أن الأداء الشعبي لمواجهة العدوان سلبي للغاية وهذا يخدم العدو ويعزز فرصه في تحقيق أهدافه.
ويعيد الأسباب إلى انقسام الإخوة في المؤتمر الشعبي العام وكذلك انشغال الإخوة في أنصار الله بالمواجهة مع العدو الخارجي والعملاء في الداخل, كما أن ابتعاد قيادات المؤتمر وأنصار الله عن هموم وتطلعات الناس جعلهم يعتمدون علي مصادر تبث الإشاعات الكاذبة, هذا جعل الناس في متاهة لا يعرفون ما هو الواقع نهائيا .
وكمعالجات يقترح الجعوري توحيد خطبة الجمعة بأوامر من وزارة الأوقاف حتى ولو خطبة واحدة في الشهر لأن هناك من سخر المنبر للحزبية والمناطقية, وهنا صار لزاماٍ التدخل وفرض الخطاب الوطني الذي يحث على الأخوة وتوحيد الصف بين الناس.
إضافة إلى تكثيف الجهد في الجانب الأمني,  تفعيل دور المشايخ والعقال والواجهات المجتمعية, وحثهم على نشر لغة الوحدة والتسامح وحب الوطن وتقديم مصلحته على مصالح أحزابهم خاصة في مثل هذه الظروف.
وختم بالقول: مثل هذه الأمور تعطي طمأنينة لمن في الجبهات بأنهم محصنين من الطعن في (الظهر) كما أن هذه الإجراءات تحد من الأثر السلبي للإشاعات, ما يعزز الثقة بالنصر لدى المجتمع ويقوي عرى الأخوة بين أفراده.
الخطاب الوطني
الإعلامي – أحمد الحسني أكد على ضرورة تفعيل مؤسسات الدولة وأجهزتها القضائية والأمنية والإدارة المحلية على وجه الخصوص في إدارة المجتمع و القضايا المعيشية اليومية للمواطنين وترشيد إن لم يكن التخلي عن الخطابات الجهوية لصالح الخطاب الوطني العام وعدم الاستجابة للاستفزازات, سواء المتعمد منها أو العرضية.
وبالمقابل الاستعداد العالي على مدار الساعة لتأمين سلامة الجمهور والدفاع عنهم في أي موقع والحرص الشديد على إطفاء أي فتيل مواجهات بحكمة وأناة.. اعتقد أيضاٍ أن من الضرورة بمكان الالتزام بموضوعية الخطاب الإعلامي والاكتفاء في مواجهة شائعات ترسانة العدوان الإعلامية بالحقائق وليس بإطلاق العنان لخيال الجمهور الموتور في مضمار الأوهام ومن ثم عدم الانكسار عند أي إخفاق.
مهم جدا أن يدرك الناس أن خيارنا في هذه المرحلة هو صمود الجبهة الداخلية وان علينا في ظل استمرار غارات طائرات العدوان أن نوطن أنفسنا على حرب عصابات مفتوحة بوسائلنا المحدودة حتى تتوقف الغارات التي يستحيل استمرارها.
معركتنا الإعلامية هي أن يشعر كل مواطن من موقعه انه جزء أصيل و لا يقل فاعلية عن غيره في معركتنا مع العدوان.

قد يعجبك ايضا