المنهج التكميلي.. أتى كطوق نجاة في اللحظات الأخيرة

عام المفاجآت.. هذا ما أطلقه الطلبة المقبلون على الامتحانات الوزارية هذا العام فقد توالت عليهم القرارات غير المتوقعة من قبل الجهات المختصة بوزارة التربية والتعليم بداية مع قرار تأجيل الامتحانات يليه قرار إعداد المنهج التكميلي لطلاب وطالبات المرحلتين الأساسية والثانوية.. الذي أفرح البعض منهم وأربك الآخر.. ماهية هذا المنهج وفائدته وكيفية رؤية الطلاب له وغير ذلك من التفاصيل تجدونها في سياق التحقيق التالي:
منذْ أول يوم دراسي ونحن نستعد لخوض امتحانات الثانوية العامة ولكن مع ظروف الحرب تغير كل شيء وأصبحنا لا نعرف معنى الاستقرار النفسي.. وبتْ خائفاٍ من تطورات الأحداث خاصة بعد إعلان الحرب على اليمن هذا ما قاله الطالب محمد منصور القباطي ثالث ثانوي علمي.. وأضاف: ما زاد خوفي أكثر هو قرار توقف الدراسة بعد منتصف العام ولكن الآن أجد نفسي قد استقررت نوعاٍ ما خاصة بعد أن باشرنا مراجعة الدروس التي تم أخذها مع معلمينا والله الموفق.
على العكس تماماٍ من القباطي فإن الطالب محمد المطري ـ ثالث ثانوي علمي يرى أن دراسة نصف ترم فقط أفضل وتعزز من نسبة النجاح والتفوق لأن الدروس في هذه الحالة أقل ولكن في نفس الوقت أشعر بالخوف من المنهج التكميلي المقرر من قبل الوزارة ولا أدري هل أعتمد عليه فقط أثناء المذاكرة أم أراجع الدروس التي في المنهج وأذاكرها كاملة.. لذا فأنا في حيرة من أمري فكل شيء وارد وأنا إلى هذه اللحظة لم أقرر ما سأفعله بالضبط.
قلق وتوتر
الطالبان سلطان الفقيه ويونس البدوي ـ ثالث ثانوي يؤكدان أنهما مستعدان للامتحانات تماماٍ لكنهما لا يخفيان خوفهما من الأوضاع القادمة وهل سوف تظل الأمور هادئة لحين الانتهاء من الامتحانات أم أن الوضع سوف يتغير وتقرر الوزارة مرة أخرى تأجيل الامتحانات.. وأضافا قائلين: بتنا لا نهتم بكيفية الامتحانات التي سوف نقدمها بقدر ما نهتم بالأوضاع الأمنية التي سوف نمتحن بها.
ويشاطرهما الرأي الطالب/ أسامة حبيب فهو أيضاٍ خائف من تفجير الأوضاع الأمنية مما سيؤدي لتأجيل الامتحانات مرة أخرى وهذا الأمر يقلقه كثيراٍ مما أدى إلى تعكير نفسيته وأفقده قدرته على المذاكرة.. وفي ما يخص البرنامج التكميلي فقد أكد حبيب أنه أتى بمثابة المراجعة لكافة الطلاب وأزال مخاوفهم وساعدهم على العودة للمذاكرة من جديد خاصة وأنه أتى كمراجعة للدروس السابقة.
ومن جانبهما الطالبان أكرم محمد عبدالباري وزميله محمد منير المخلافي يقولان: قمنا بمذاكرة الدروس التي أخذناها أولاٍ بأول ونحن مستعدان لخوض الامتحانات رغم المخاوف التي تلاحقنا والقرارات التي تأتي بها الوزارة من حين لآخر.. واعتمادنا على الله كبير ونرجو من وزارة التربية والتعليم أن تفي بوعودها لنا بمراعاتنا هذا العام كون الأوضاع التي سوف نمتحن بها مغايرة تماماٍ عن الأعوام السابقة.
استعداد تام
أما بالنسبة للطالبة عبير الحكمي- ثالث ثانوي علمي- فقد أبدت استعدادها التام لخوض الامتحانات الوزارية وتؤكد أن وزارة التربية والتعليم هذا العام خلاف الأعوام السابقة قامت بإعداد البرنامج الدراسي التعويضي لمساعدتنا على تلخيص كل الدروس التي تم أخذها في الترم الأول وشهر مارس وهذا الأمر جيد كما أوضحت كونها أصبحت مستعدة للامتحانات بصورة أفضل فالمراجعة التي تأخذها في المدرسة ساهمت في طمأنتها وزميلاتها كما تقول وجعلتهن يتوقعن كيفية الامتحانات التي سوف يخضنها هذا العام إلى جانب المعلومات العامة التي استفدن منها أثناء دراستهن للمنهج التكميلي.
الطالبة ندى السامعي / الصف التاسع تقول: هذا العام الدروس التي أخذناها قليلة جداٍ والمنهج التكميلي أتت فيه مراجعة بصورة جيدة لهذا فنحن مستعدون لخوض الامتحانات أنا وزميلاتي ولكنها لم تستطع إخفاء خوفها من الأوضاع الأمنية.
برنامج مميز
ترى المعلمة الهام الكميم/ مدرسة ابن خلدون أن الخطوة التي قامت بها الوزارة بتقديم البرنامج الدراسي التعويضي لطلاب الشهادتين أتى في مصلحة الطالب بالدرجة الأولى والأساسية بالذات كونه ساعد على مراجعة الدروس السابقة بالإضافة إلى المعلومات الجيدة والسهلة التي قدمها هذا المقرر من أجل الإسهام في نجاح الطالب وتمكينه من حصد أكبر جزء من المعلومات والتركيز على الدروس السابقة.
أما المعلم فواز الحداء معلم مادة القرآن الكريم فيؤكد أن الطلاب هذا العام يتقدمون للامتحانات وهم أكثر قلقاٍ ليس من أسئلة الامتحانات فحسب وإنما من الأوضاع التي تمر بها البلاد والمتمثلة بعدم توفير جانب الأمان والاستقرار النفسي لديهم خاصة الطلاب النازحين وفي ما يخص المنهج التكميلي أوضح الحداء أنه أتى بمثابة المعين لهم لدخول القاعات الامتحانية وهم على أتم الاستعداد خاصة وأنه يرتبط بمراجعة الدروس السابقة بصورة منظمة.
فيما ترى إيمان عبدالجليل -معلمة كيمياء علمي- أن الطلاب هذا العام مروا بظروف لا يحسدون عليها وكنت أتمنى لو أن الوزارة اكتفت بالتركيز على الترم الأول فقط في وضع أسئلة الامتحانات وتعتبر المنهج التكميلي أنه أتى في الوقت الضائع .
جهود حثيثة
بالنسبة لحالة الطلاب النفسية فهي بالتأكيد لا تخلو من القلق والتوتر من خوص الامتحانات في ظل الأوضاع الراهنة في البلاد ليس لدى الطلاب فحسب بل أولياء أمورهم أيضاٍ هكذا استهل الأستاذ صالح علي مزيد الفقيه وكيل مدرسة ابن خلدون حديثه وأفاد أن نسبة الحضور في مدرسة ابن خلدون بلغت 70% للطلاب الذين أتوا من أجل مراجعة الدروس السابقة إلى جانب احتواء المنهج التكميلي لبعض المعلومات العامة التي يجب على الطالب إدراكها في هذه المرحلة وهذا جهد تشكر عليه الوزارة والمعلمون بدورهم في إطار مدرستنا يقومون ببذل مزيد من الجهد لإيصال المعلومة للطلاب ومساعدتهم على الاستعداد التام لدخول قاعة الامتحانات بنفسية مطمئنة بعيدا عن أية مخاوف أو اضطرابات نفسية.
فرضها الواقع
وبدوره أوضح مدير عام الامتحانات شكري الحمامي أن هذا العام بالنسبة للوزارة يعتبر عاماٍ استثنائياٍ ومختلفاٍ تماماٍ عن الأعوام السابقة لهذا فالوزارة قامت بتقديم الكثير من التسهيلات للطلاب المتقدمين للامتحانات هذا العام سواء الثانوية العامة أو الأساسي وتخطت بدورها الكثير من العراقيل وقامت بإصدار المنهج التكميلي للطلاب كنوع من التسهيلات فمن خلاله يتم تقديم الدروس والمعلومات لأبنائنا الطلاب بصورة مراجعة على مستوى كل الوحدات المقررة داخل المنهج الدراسي إضافة إلى معلومات عامة يجب على الطالب إدراكها .
ولم ينس مدير عام الامتحانات قبل نهاية حديثه التأكيد على أن الامتحان لم يأت محصوراٍ على المنهج التكميلي فقط وإنما إلى جانب ذلك سوف تأتي الامتحانات من الدروس التي أخذها الطالب في الترم الأول وشهر مارس إلى جانب المعلومات المتواجدة في المنهج التكميلي تحت مسمى البرنامج الدراسي التعويضي لطلاب الشهادتين الأساسية والثانوية العامة .. ويمكن للطلاب الحصول عليه من خلال موقع وزارة التربية والتعليم الالكتروني.
ويضيف الحمامي: على الطلاب وأولياء الأمور الاطمئنان إلى أن أبناءهم المتقدمين للامتحانات هذا العام سوف يجدون منا كل الاهتمام وتوفير الجانب الأمني لهم ومراعاتهم أثناء وضع أسئلة الامتحانات.

قد يعجبك ايضا