الثلج الملوث….يثير قلق الناس!

» المواصفات والمقاييس« تؤكد :لا يوجد مصنع واحد ملتزم بالمواصفات بشكل كامل

> مواطنون يشكون إصابتهم بالتسمم بمجرد تناول المياه المثلجة

> أطباء : أعداد المرضى في تزايد ..وهذه المياه غير نظيفة أصلا

دونما اكتراث لصحة المواطنين لجأ بعض تجار تصنيع وبيع الثلج إلى بيع قوالب الثلج التي يتم جلبها من مياه التحلية في الحديدة ولا تتوفر بها مواصفات المياه النظيفة وفوق ذلك تباع في أماكن غير نظيفة.. وبحسب الأطباء فإن هذه المياه ملوثة وغير صالحة للشرب وأن هناك الكثير من المرضى الذين أصيبوا بالتسمم الغذائي بعد شرب تلك المياه المثلجة خاصة وأن هذه المصانع لا تستخدم آلات تحلية حديثة كما أنها تضع هذه الثلوج في أماكن ملوثة إضافة إلى تعامل العاملين في هذه المعامل بطرق بدائية واستخدام أدوات وأوان غير نظيفة..كما أن وسائل النقل التي تنقل هذه القوالب وأماكن بيعها غير ملائمة صحيا.

أسرة بكاملها أصيبت بالتلوث بسبب قوالب الثلج تلك ويروي الحادثة رب الأسرة محمد غليس من محافظة صنعاء» قمت بشراء قطعة ثلج وذهبت بها إلى البيت وبعد ساعات قليلة أحسست بألم في بطني ومفاصلي بعدها ذهبت إلى المنزل لأجد أسرتي بالكامل أصيبت بنفس الأعراض بعد ذلك ذهبت إلى الدكتور وبعد الفحص سألنا ماذا شربنا فأخبرناه أننا شربنا من قوالب الثلج التي تباع في الشارع .
وأضاف غليس: الدكتور أخبرنا بأن الثلج الذي تناولناه ملوث ونصحنا بالابتعاد عن شربه مستقبلا.
وايتات المياه¿
في نفس السياق يقول يحيى إسماعيل: إن زوجته أصيبت بمغص شديد وقام بإسعافها إلى الطبيب وبعد استفسار الدكتور من زوجتي حول أسباب المغص أجابت بأنها أحست بالمغص بعد شرب الماء والذي كان بداخله قرص الثلج .
وقال إسماعيل :لقد شعرت زوجتي بأن طعم الماء أصبح متغيرا.
وأشار إسماعيل الى أن الدكتور حذر من شرب هذه الثلوج نظراٍ لأنها تأتي من مياه محلاة كما أن هناك تجار ثلج يقومون بشراء وايتات من الماء دون التأكد عن مصدرها ويقومون بتبريد تلك المياه ووضعها في أماكن ملوثة ويقومون ببيعها .
وتعتبر هذه المياه ملوثة ومسمومة وتؤثر على الجهاز الهضمي بشكل عام نظرا لمصدرها وأماكن تخزينها وبيعها.
عشرات المرضى يوميا
هناك ارتفاع ملحوظ في أعداد المرضى بالتسمم الغذائي بسبب تناول اقراص الثلج وتقدر الحالات المصابة بالعشرات يوميا بحسب دكتور الباطنية أحمد الكينعي الذي يؤكد أن أقراص الثلج سواء التي تأتي من مياه التحلية بالحديدة او عن طريق وايتات المياه من بقيه الأماكن الأخرى.
فهي تعد مياه غير صالحة للشرب وملوثة موضحاٍ أن أقراص الثلج التي تباع في الشوارع تصيب الإنسان بكثير من الأمراض مثل:
الإصابة بفيروسات الكبد والالتهابات في المفاصل والمسالك البولية كما أنها تصيب الإنسان بسموم قد تؤدي الى وفاته في حال الإهمال مع مرور الزمن.
وتابع بالقول: وإن لم يكن لهذه الثلوج تأثيرات خطيرة حاليا فإنه سوف يكون لها تأثيرات كثيرة مستقبلا.
داعياٍ هيئة المواصفات والمقاييس والجهات المختصة الى القيام بواجبها على اكمل وجه ومراقبة هذه المصانع وتجار الثلج وبائعيه واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم كي لا تكون حياة الآلاف من المواطنين في خطر.
كما دعا الكينعي المواطنين إلى الابتعاد عن شرب أقراص الثلج كونها ملوثة وتؤثر على الصحة.
ثلج على الرصيف
معد التحقيق زار أماكن بيع قوالب الثلج والتقى أحد الباعة في منطقة الجراف للتأكد من مصدر الثلج والأماكن التي يوضع فيها .
ولاحظ معد التحقيق البائع وهو يأخذ الثلج من مكان وضع الأحذية في الباص الذي يعتبر صاحبه موزعا للثلج من قبل صاحب ثلاجة كبيرة لبيع الثلج ويقوم بوضع بعضه في ثلاجة صغيرة والبعض الآخر على طربال في الشارع معرضاٍ للأتربة والرياح. وعند سؤال صاحب الثلج عن مصدر الثلج أجاب بأنه لا يعلم وأن الجواب عند وكيل الثلج الذي هو مصدر المادة.
ودوس بالأقدام..!
بعدها قام كاتب التحقيق بالتوجه الى وكيل الثلج في المنطقة(تحتفظ الصحيفة باسم علامته التجارية) …..للتأكد من مصدر المياه والأماكن التي توضع فيها قوالب الثلج ووجدنا مناظر تشمئز لها النفس حيث وجدنا العمال يعبرون من فوق قوالب الثلج بأقدامهم ويركلونها ..ليتم بعد ذلك توزيعها على دبابات وباصات ملوثة ومليئة بالتراب والبكتيريا كما وجدنا عمال المعمل يقومون بوضع الثلج على فراش وهم يقطعونه بدون استخدام أي أساليب وقائية عند تقطيع الثلج إضافة الى أنهم يرتدون أحذيتهم على الفرش الذي يوضع ويقطع فيه الثلج .
مصنع مياه الحديدة
في الاتجاه ذاته سألنا وكيل بيع الثلج …… عن مصدر هذه المياه المثلجة أجاب بأنهم يقومون بأخذها من مصنع مياه الكوثر بكيلو (16) بمحافظة الحديدة رافضاٍ أن يعطينا رقم أو أي مسؤول للمصنع للاستفسار منه.
وعن سبب ارتفاع أسعار قوالب الثلج أجاب بأن الأسعار مناسبة وأنهم يقومون ببيع القالب بثلاثة آلاف ريال لبائعي الثلج وأنهم هم من يرفعون الأسعار إضافة الى أن هناك إقبالاٍ شديداٍ من قبل المواطنين على شرائه .
وأرجع الإقبال الكبير على شراء قوالب الثلج الى انقطاع الكهرباء عن المدن مما ساهم كثيراٍ في خلق بيئة مناسبة لانتشار وبيع الثلج بشكل كبير جدا.
مؤكدا أن هناك طلباٍ كبيراٍ من بائعي الثلج لتوفير أكبر كمية لهم.
لافتا الى أن من بين أسباب ارتفاع أسعار الثلج ارتفاع أسعار المشتقات النفطية والتي نحتاجها في الذهاب والإياب من وإلى الحديدة يوميا مع العلم أن سيارة النقل تحمل حوالي 150 قالبا يوميا فقط.
مياه ومصانع ملوثة
ولتوضيح المزيد سألنا أحد سكان الحديدة القريبين من تلك المصانع (فضل عدم ذكر اسمه) عن مصدر المياه المثلجة بالمصانع وأماكن تخزينها وكيفية التعامل معها قائلا بأن هذه المصانع تقوم بأخذ المياه من البحر بعد التحلية ثم يقومون بتثليجها في أماكن ملوثة كما أن العاملين لا يهتمون بنظافتهم الشخصية ويتعاملون مع الثلج كما لو أنهم يعملون في ورش فترى العامل منهم يصعد فوق قطع الثلج بأحذيته ويحملها على جسمه وهو منزوع الملابس في نصفه الأعلى والبعض الآخر على ملابسه الملوثة ليضعها في أماكن ممتلئة بآثار أقدامهم المليئة بالتراب والأوساخ .
مشيراٍ إلى أنه لا توجد رقابة على هذه المصانع مما شجع أصحابها على التعامل بعبث شديد مع هذه المثلجات دون اكتراث أو مراعاة لصحة الناس.
زيارات أسبوعية..ولكن
«نقوم بزيارة مصانع مياه التحلية والثلوج مرة أسبوعياٍ ولا يوجد أي مصنع ملتزم بدرجة كاملة بمواصفات هيئه المواصفات والمقاييس»هذا عنوان نشر في صحيفة الثورة في مطلع إبريل الماضي على لسان أحد مسئولي هيئة المواصفات والمقاييس..لكن مايجري على الواقع يثير كثيراٍ من علامات الاستفهام.
وكالعادة تقول الهيئة انها تقوم بضبط وتوقيف مصانع الثلوج والمياه المخالفة وأن هذه المصانع تظل مغلقة حتى يأتي أصحابها ويوقعون تعهدات يلتزمون فيها بتطبيق الضوابط المتفق عليها.
وتنوه الهيئة الى أن بعض أصحاب مصانع مياه التحلية والثلوج قد يعودون مجددا لارتكاب المخالفات والأمر يتطلب جهوداٍ مكثفة.
الأطباء يحذرون
فيما يرى الأطباء بأنه يجب الاقلاع عن تناول هذه المثلجات بسبب مصدرها غير الصحي وأضرار المياه المحلاة على الصحة .
مشيرين الى أن هذه المثلجات تسبب الكثير من الأمراض بسبب تلوثها لأنها تتحول إلى سموم تضر الجهاز الهضمي بشكل خاص وجسم الإنسان بشكل عام.
مؤكدين بأن هذه المصانع تحتاج إلى أساليب حديثة لتحلية المياه تحت رقابة مختصين كما أننا بحاجة إلى رقابة على أماكن تخزين الثلوج و التعامل معها بأسلوب نظيف من قبل العمال.

قد يعجبك ايضا