بعض الإعلام العربي والدولي باع حياديته للنظام السعودي وزيف الحقائق لطمس جرائم الإبادة بحق اليمنيين
دول العدوان لم تحترم قيم الإسلام وانتهكت حرمة شهر رمضان وعيد الفطر وأمعنت في قتل اليمنيين بدم بارد في ظل صمت دولي
تستمر مجازر العدوان السعو امريكي الهمجية.. ويستمر القصف الجوي بهجمات الطيران والقذائف الصاروخية الذي يطال المدنيين في أغلب المدن اليمنية مع تصعيد خطير في استهداف منازل مواطنين محددة تقع في تجمعات سكنية وتحيط بها منشآت خدمية عامة لا تشكل بأي حال من الأحوال أهدافا عسكرية بالإضافة إلى الاستمرار بالتمادي في استخدام الأسلحة المحرمة دولياٍ وبالتالي سقوط المزيد من القتلى المدنيين بينهم نساء وأطفال ..
كما أن الحصار لا يزال مستمراٍ وهو حصار غير قانوني يْخضع السكان في اليمن لحالة إنسانية صعبة وشاقة ويخلق معاناة شديدة عبر منع العدوان دخول المساعدات الإنسانية وبما يؤكد همجية العدوان وعدم اكتراثه لمخالفة المواثيق الدولية ومبادئ القانون الدولي الإنساني ويسانده في ذلك استمرار غياب الضمير العالمي وضعف مواقف المدافعين عن حقوق الإنسان والمعنيين بحمايتها وفي مقدمتهم منظمة الأمم المتحدة.. وبالتزامن مع بدء العدوان الغاشم في مارس الماضي رصد الائتلاف المدني لحصر ضحايا العدوان وعبر 14 تقريرا خسائر الوطن سواء على مستوى الضحايا المدنيين أو خسائر البنية التحتية كما تابعت التقارير تقارير المنظمات الدولية.. في هذا الحوار نناقش مع الأمين العام للائتلاف المدني علي الديلمي مستجدات العدوان وأداء الائتلاف خلال الفترة الماضية.. فإلى تفاصيل الحوار.
• بداية.. حدثنا عن الانطلاقة الأولى للائتلاف المدني لرصد ضحايا العدوان..¿
– جاء دور الائتلاف بعد العدوان السعودي الأمريكي وهو موقف طبيعي للمنظمات التي تعمل في مجال الحقوق والحريات فإذا كانت مسئولة عن الانتهاكات خارج اليمن فمن الأولى والطبيعي أن تسارع المنظمات لإنشاء تكتل للتحرك من خلاله ضد عدوان غاشم انتهك القوانين الدولية والمواثيق وانتهك الاتفاقيات الثنائية بين اليمن والسعودية ومارس جرائم عدوان وجرائم ضد البشرية وقام بعمليات إبادة جماعية بحق المواطنين اليمنيين.
• ماهي الطريقة التي تعتمدون عليها في الحصول على كل المعلومات من جميع المحافظات والمتعلقة بضحايا جرائم العدوان السعودي..¿
– بما أن المبادرة هي مبادرة منظمات مجتمع مدني وهو ائتلاف فلكل المنظمات فروعها في المحافظات وهذا سهل علينا العمل وعملنا على إنشاء لجنة للرصد والتوثيق وهي تقوم بدور جيد رغم الظروف والحرب والقصف في جميع المحافظات اليمنية كما أن المبادرات التي تقوم بها بعض المنظمات وبياناتها تقوم بتغطية بعض القصور هنا أو هناك ولاشك أننا نحتاج بعد انتهاء العدوان للعمل على مسح شامل لكافة الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها النظام السعودي الى جانب العمل والرصد الذي قمنا به في فترة العدوان وحتى هذه اللحظة.
• هل لديكم تنسيق مع منظمات دولية تعنى بحقوق الإنسان..¿ وماذا عن وصول تقارير الائتلاف إلى المجتمع الخارجي..¿
– التنسيق هو قائم منذ زمن طويل وخاصة أن هناك منظمات في الائتلاف لها علاقاتها بالمنظمات و الآليات المتبعة دوليا ولهذا لنا تواصل بالمنظمات العربية والمنظمات الدولية ونقوم بإيصال التقارير لها بشكل مستمر كما نعمل منذ فترة للإعلان عن التحالف الدولي للمنظمات ضد العدوان على اليمن لأن عملنا لا يقتصر فقط على فترة العدوان وإنما أيضا ما بعد العدوان وملاحقة مجرمي الحرب وحتى لا يفلت أحد منهم من العقاب وصحيح أن تفاعل المنظمات في بداية العدوان كان تفاعلاٍ ضعيفاٍ إلا أن صوت المنظمات الدولية ارتفع كثيراٍ مؤخراٍ كما أن المنظمات الدولية وخاصة في جانب الإغاثة تحتاج لتنسيق أكثر وخاصة أن هناك أصواتاٍ تتحدث عن الفساد في الجانب الإغاثي كذلك الظروف الصعبة جراء الحصار الظالم على اليمن وسكوت المجتمع الدولي على المخالفات الصارخة للقانون الدولي من قبل النظام السعودي.
• ما تقييمك لدور الإعلام اليمني في تسليط الضوء على جرائم العدوان. وكيف تصف الحرب الإعلامية على اليمن..¿
– الإعلام اليمني تعرض منذ بداية العدوان للحجب وخاصة القنوات الفضائية اليمنية بل وتعرضت لانتحال اسم القنوات وتزييف المعلومات وأيضا لإنشاء مواقع في المملكة مزيفة مثل موقع وكالة سبأ للأنباء اليمنية وبسبب الظروف الصعبة وأيضا غياب المشتقات النفطية اضطرت بعض الصحف للتوقف عن الإصدار والطباعة هذا من جانب ومن جانب آخر هناك دور متميز للصحف اليمنية ولإذاعة صنعاء وإذاعات أخرى وصحف حزبية وكذلك الصحف الرسمية مثل صحيفة الثورة وأيضا القنوات اليمنية ومواقع التواصل الاجتماعي تقوم بدور جيد.. لكن للأسف القنوات العربية تم شراء مواقفها تارة بالصمت وتارة بتزييف الوقائع وأيضا القنوات الدولية لكن مع طول جرائم العدوان أصبح الصوت يرتفع كثيراٍ وهناك قنوات عالمية بدأت بالنشر لجرائم السعودية وتحالفها وإن كان على استحياء .
• رغم أن العدوان مخالف لمواثيق الأمم المتحدة ولكل الأعراف الدولية. .مع ذلك نشاهد هذا الصمت الدولي خاصة الأمم المتحدة ومجلس الأمن.. تعليقك على هذا الأمر ¿
– الصمت الدولي هو صمت طبيعي لأن المؤسسات الدولية وخاصة التابعة للأمم المتحدة مقيدة بمواقف دولها وهي مؤسسة تكاد تكون رسمية تابعة للدول مع بعض الحرية لكن ليس في إطار اتخاذ قرار حاسم هناك مخالفات جسيمة جداٍ لميثاق الأمم المتحدة وهناك جرائم حرب وجرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية وجرائم عدوان وهي جرائم مفصلة في النظم الأساسية لنظام روما وتوجب تسليم ملف العدوان السعودي للمحكمة وتقديم مجرمي الحرب إليها لكن بسبب الآليات في المحكمة والإجراءات التي توجب إما عضوية الدول في المحكمة أو موافقة مجلس الأمن للإحالة أو تحرك النائب العام من تلقاء نفسه وكلها تحتاج للوقت (هم فقط يأخذون مزيداٍ من الوقت لكنهم في النهاية لن يستطيعوا حماية المجرمين والدول من الإفلات من العقاب والشواهد في التاريخ العالمي كثيرة ).
• أين تضع مواقف الدول العربية المؤيدة لدول العدوان أو تلك المتفرجة على ما يجري ..¿
– موقف الدول العربية والجامعة العربية ليس بالجديد وليس بالصدمة فلدينا قضية فلسطين منذ العام 48وحتى اليوم وهناك جرائم ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني فماذا عملوا هناك ما حدث في العراق وما يحدث في ليبيا وسوريا والدول العربية لا تقوم بواجبها تجاه شعوبها فكيف تظن أن تقوم بواجبها القومي تجاه إخوانها في العالم العربي.
• برأيك ما هو أفق العلاقات اليمنية الخليجية من جهة واليمنية المصرية من جهة ثانية مستقبلا ..بعد هذا التوحش في العدوان الغاشم ¿
– للأسف الشديد أن العلاقات اليمنية الخليجية لم تكن ندية ولم نقم بموقف رسمي عبر مختلف الحكومات المتعاقبة في بلادنا وسكتنا على ما يتعرض له المغتربون من انتهاكات صارخة وإهانات مستمرة ليس في السعودية وحسب وإنما في الإمارات أيضاٍ وقبل العدوان بفترة قصيرة وزعت الخارجية الإماراتية تعميماٍ بالسماح لمختلف الجنسيات في العالم بالمرور والدخول إلى مدنها في حالات الترانزيت باستثناء اليمنيين ..وبالتالي لم تكن هناك علاقات متكافئة من قبل وسيظل الوضع على ما هو عليه وأيضا علينا أن نعي أن دول العدوان لن تمر بعدوانها على اليمن مرور الكرام ولابد من أن تدفع ثمن عدوانها وقتلهم للمدنيين والأطفال والنساء.. وبخصوص العلاقات فيما بعد لكل حادث حديث المهم أن تكون اليمن قوية وترفض التدخل في شؤونها وإدارتها فليست اليمن محافظة تابعة لهم أو أننا حديقة خلفية للخليج.. اليمن دولة عريقة وهي أصل العرب لها مكانتها ويجب أن تعود .
• ما خلاصة صلف العدوان في العيد.. وما الذي وثقتموه في هذا الاتجاه .¿
– المجازر في العيد استهدفت الأطفال والنساء وخاصة في صعدة وتعز وصنعاء وحجة وعدن ولحج والجوف وتصل الحالات في الثلاث الأيام الأولى للعيد لأكثر من أربعين ضحية معظمهم من الأطفال والنساء ..ناهيك عن مجزرة مدينة كهرباء المخا التي ختموا بها جرائم العيد ..بالإضافة لضربهم الأسواق والمساجد والبيوت وبشكل ممنهج وإجرامي فهم لم يحترموا لا شهر رمضان ولا عيد الفطر ولم يحترموا القيم العربية والعادات والتقاليد ولم يحترموا الإسلام ولم يحترموا المواثيق الدولية.
• ماهي رسالتك للقوى السياسية الموجودة في الداخل والرافضة للعدوان.. وما تحليلك للدور الدبلوماسي الذي تقوم به خارجيا لمجابهة العدوان. .¿
– رسالتي للقوى الداخلية أن الموقف واضح وضوح الشمس وعليهم الاستمرار ورفع الصوت عاليا ضد العدوان وضد محاولات احتلال اليمن ويكفينا إذلالا ومعاناة سواء في الداخل أو حتى الذين يريدون السفر بغرض العلاج وقيام السعودية بتفتيشهم وضرورة مرور الطائرات على السعودية بهدف إذلال اليمنيين وإهانتهم والحصار على اليمن.. كما أن قتل اليمنيين جرائم إبادة بحق المدنيين وعليهم أن يقدروا هذه التضحيات وعليهم أن يحموا اليمن وسيادته من أجل استقلال القرار اليمني من أي طرف خارجي كما أن عليهم وعلى جميع القوى الوطنية العمل على تخفيف معاناة الناس والوقوف مع المواطن الذي أظهر صبراٍ وثباتاٍ واستبسالاٍ أمام هذا العدوان الهمجي الغاشم.
قد يعجبك ايضا