فرحة العيد .. لا يزال مكانها شاغرا في قلوب اليمنيين

■ متسوقون للعيد:
العدوان لن يقتل الفرح بداخلنا

أهالي شهداء يتعالون على جراحهم ويؤكدون: سنفرح وسننتصر

أيام معدودة ويهل علينا عيد الفطر المبارك في ظل أوضاع وظروف متردية خلفها العدوان السعودي وحصاره البري والبحري والجوي الغاشم على اليمن..
إلا أن صمود اليمنيين يمثل عنوانا بارزا في مشهد فرحة العيد لم يكسره ذلك الصلف والجبروت..
فها هي الأسواق تمتلئ بزوارها والبيوت في حالة استعداد لمعانقة ضيوفها وربات البيوت قد أعددن صنوف حلوى وكعك العيد .. والأطفال كالعادة ينتظرون إطلالة عيد الفطر بترقب يملأه الشوق والفرح غير آبهين بغارات الأعداء والتدمير والقتل والتشريد.

كالعادة زرنا عددا من الأسواق الشعبية والمراكز التجارية ولاحظنا إقبالا لا يقل عن الأعوام السابقة وتحديا صلبا للواقع فأجواء العيد ترتسم على ملامح الناس في الأسواق والمحال التجارية استعدادا للإيفاء بتكاليف ومستلزمات العيد ..في إطار الممكن والمتاح من الإمكانيات .

احتياجات عيدية
محمد الذيفاني – موظف – يقول: جئت أنا وأسرتي إلى مركز العاصمة التجاري لشراء المستلزمات والاحتياجات العيدية رغم أن الفارق الاقتصادي في هذا العيد مقارنة بالأعوام السابقة كبير جدا إثر العدوان الذي تسبب بقطع أرزاق الكثير من الناس فالعام الماضي كان معنا إكرامية وحوافز ومستحقات عدة وهذا العيد لم يصرف لنا سوى المعاش ولهذا سنكتفي بشراء الحاجيات الضرورية من جعالة وملابس أطفال في حدود المتاح.

إرادة وصمود
محمود الجلال- أعمال حرة – هو الآخر لم يجعل من الوضع المتردي الذي فرضه العدوان مانعا أمام فرحة أطفاله وأهله يقول: العيد في الأول والأخير هو عيد العافية ورغم الإمكانيات الشحيحة هذا العام إلا أننا سنحتفل بالعيد لأن فرحة العيد هي فرحة للمؤمن.

لصومه وعافيته
وأضاف : بالرغم من أننا فقدنا هذا العام شقيقي في مجزرة فج عطان وعشنا أوضاعا إنسانية واقتصادية مأساوية صعبة للغاية ومع ذلك لم ولن ننكسر سنفرح ونعيöد ونلبس ونتزاور وسنذهب إلى مختلف المنتزهات والحدائق والأماكن السياحية وسنعيش العيد بمختلف جوانبه ومزاياه.

دخل محدود
الشعور ذاته عند أم يوسف نجيب التي هي الأخرى لم تستسلم للظروف رغم مرارتها – حد قولها – وتؤكد: رغم الأزمة الاقتصادية المفرطة التي خلفها العدوان والتي أثرت بشكل كبير على أوضاعنا المادية فلا كهرباء ولا غاز ولا بترول والدخل محدود ومع ذلك لم نفقد الأمل ولن نترك الفرحة تذهب بعيدا عنا بل سنعيشها وسنسعد ما استطعنا ..وبالتكافل سنجسد معنى الألفة والسرور وسنتبادل التهاني والتبريكات والزيارات.
وتضيف أم يوسف :إذا لم تمكنا ظروفنا المعيشية من شراء مستلزماتنا العيدية فإن أرواحنا البشوشة ستغطي على ذلك النقص وسنحمد الله بأن هذا العيد جاء وسط لمة شمل أسرتنا وسلامة أفراد عائلتنا من أي مكروه.

حسب المتاح
وتتفق معها إيمان شرف العزي – طالبة جامعية –التي تقول: صحيح كنا في ما مضى نجوب الأسواق ونشتري ما نريد من كساء وغذاء لأن الأوضاع كانت مستقرة أما اليوم في ظل العدوان والظروف المعيشية فسنذهب للتسوق في أسواق شعبية تلائم وضعنا المادي.

وتابعت : في الحقيقة العيد ليس في لبس الجديد فرغم الحصار وسياسة التجويع والحظر وقطع الإمدادات والمعونات عن بلادنا إلا أن الصمود والصبر سيكونان شعارنا ولن نركع ولن نخضع للعدوان ولغاراته وحصاره وسيكون هذا العيد مميزا بالحكمة اليمانية وتجلياتها في البشاشة والتآلف والتعاون والتكافل بين أبناء المجتمع وسيثبت اليمانيون أنهم الأقوى وأنهم هم المنتصرون ولا نامت أعين الجبناء.

قد يعجبك ايضا