سائلا ما قد يتساءل عن الحكمة من إسناد مهمة جمع وتصريف الزكاة إلى ولي أمر المسلمين ومن عدم ترك حرية توزيعها لمن وجبت عليهم تنفيذا لأمر الله تعالى في كتابة الحكيم قال تعالي : (خذ مöن أموالöهöم صدقة تطهöرهم وتزكöيهöم بöها وصلö عليهöم إöن صلاتك سكن لهم), صدق الله العظيم, وللإجابة على هذا التساؤل الهام نورد ما يلي :
1- ما من شك بأن كثيرا من الأفراد قد تموت ضمائرهم أو يصيبها السقم والهزال بسبب حب الدنيا أو حب الذات فلا ضمان للفقير إذا ترك حقه لمثل هؤلاء.
2- كلنا نجمع على أن أخذ الفقير حقه من الدولة لا من الشخص الغني حفظ لكرامته وصيانة لماء وجهه أن يراق بالسؤال ورعاية لمشاعره أن يجرها المن والأذى.
3- لا شك أن ترك هذا الأمر للأفراد يجعل التوزيع فوضى فقد يتنبه أكثر من غني لإعطاء فقير واحد على حين يغفلون عن أخر فلا يفطن له أحد وربما كان اشد فقرا.
4- يجب أن نعلم أن صرف الزكاة ليس مقصورا على الأفراد من الفقراء والمساكين وابن السبيل فمن الجهات التي تصرف فيها الزكاة مصالح عامة للمسلمين لا يقدرها الإفراد وإنما يقدرها أولو الأمر وأهل الشورى في الجماعة المسلمة مثل إعطاء المؤلفة قلوبهم وإعداد العدة للجهاد في سبيل الله الدعاة لإبلاغ رسالة الإسلام في العالمين.
5- إن الإسلام دين ودولة وقرآن وسلطان ولابد لهذا السلطان وتلك الدولة من مال تقيم به نظامها وتنفذ به مشروعاتها ولابد لهذا المال من موارد والزكاة مورد هام ودائم لخزانة الدولة أو لبيت المسلمين ولهذا كله اقتضت حكمة الله الذي يعلم مصالح عباده أن تستند مهمة جمع وتصريف الزكاة إلى الدولة.
* الإدارة العامة للواجبات الزكوية.