المستشفيات تعلن العجز.. والتدهور بلغ حد الخطر

> الحصار شمل الامدادات الضرورية التي تحتاجها غرف العمليات

مع تفاقم انتهاكات العدوان السعودي الأمريكي بحق أبناء الشعب اليمني العزل تعيش مستشفياتنا الحكومية أوضاعاٍ صحية مأساوية عناوينها نقص في الإمكانيات والمعدات الطبية وتدهور في توفير الخدمات والإسعافات نتيجة لنقص المشتقات النفطية والاكسجين وافتقارها للدم مع تزايد أعداد ضحايا العدوان الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانية عجزت تلك المستشفيات عن تلافي تبعاتها واستيعاب الكم الهائل من المصابين والجرحى.

وللاطلاع عن كثب على الحال قمنا بزيارة بعض المستشفيات الحكومية التي تعيش أوضاعا صعبة..
تبدو الصورة مأساوية للغاية بسبب التطورات الأخيرة للعدوان التي وصلت حد استهداف وتدمير المستشفيات في انتهاك واضح وصريح للجوانب الانسانية مما أضطر العديد من الكوادر الطبية إلى ترك أعمالها بحجة فقدانهم الشعور بالأمن أضف إلى ذلك ما فرضه العدوان من سياسة منع دخول المساعدات الطبية لليمن وحظر السفر على الجرحى والمصابين إلى خارج البلاد .. وكل ذلك فاقم من الحال وأدى إلى وفاة العديد من الحالات.
محمد الرمادي أحد ضحايا تفجير جبل نقم أصيب بشظية في صدره بسبب التفجير نقل على إثر ذلك إلى مستشفى السبعين أملاٍ بسرعة العلاج والشفاء غير أن عدم قدرة المستشفى على توفير الدم جعله ينتقل الى مستشفى آخر.
محمد لقى معاناة كبيرة في مشوار بحثه عن العلاج ليقول لنا بعد ذلك: أغلب المستشفيات تعلق صرخات استغاثة للمواطنين للتبرع بالدم لأن جميعها تضج بالجرحى والمصابين والجثث التي تأتي من كل مكان وكأن الشعب كله قد توفي. كمل لفت الرمادي إلى أن الأسرة لم تعد كافية لاستقبال مزيد من جرحى العدوان مما اضطر البعض للذهاب إلى المستشفيات الخاصة التي استغلت الوضع مستثمرة معاناة المرضى وحاجتهم للعلاج في وقت لا يستطيع فيه الناس مواجهة ذلك بسبب الظروف .
ومضى يقول: ولهذا اتصلت بأخوتي للتبرع بالدم ونقلي إلى أحد المستشفيات الخاصة كبديل لا ثاني له.
الإمدادات الطبية
أمة الله عبدالجليل أصيبت اختها بإصابات بالغة في الجمجمة جراء الغارات التي استهدفت جولة آية مؤخراٍ في محافظة صنعاء تقول عن معاناتهم: اسعفنا اختي إلى المستشفى الجمهوري ووصفوا لها عدة أدوية وعلاجات بحثنا عن معظمها في مختلف الصيدليات ولم نجدها بحجة أن العدوان قطع الإمدادات الطبية لليمن إثر الحصار البري والبحري والجوي المفروض على بلادنا ولا نملك سوى الصمود والصبر حتى يفرجها الله علينا.
كارثة إنسانية
ومن جانبها تصف الدكتور أمنة علي عبدالله – رئيس قسم التمريض بمستشفى السبعين الوضع في المستشفيات الحكومية بالمأساة نتيجة لتجاوز العدوان الجوانب الإنسانية من خلال استهداف الضحايا الأبرياء واستهداف المشافي والمراكز الصحية وقطع الامدادات الطبية ومنعها من الوصول إلى اليمن.
وتابعت مستشفى السبعين أحد المستشفيات المتضررة من هذا العدوان الغاشم فقد عجزت إمكانياته عن استقبال المرضى وجرحى العدوان بل ويعاني العجز الكامل في الأدوية والمواد الطبية والدم .
واضافت : لقد أثر انعدام المشتقات النفطية على سير عمله والايفاء بمهامه مما أضطر عدد من كوادره الطبية إلى أخذ إجازة اضطرارية نتيجة الاستهداف المتكرر لمنطقة السبعين أو لكون منازلهم واقعة تحت دائرة ومناطق القصف.
ومضت تقول: لقد فاقم هذا العدوان من مرارة الكارثة الإنسانية سواءٍ للمرضى أو للجرحى والمصابين كما تأثر كثيراٍ اصحاب الأمراض المزمنة كالقلب والسرطان والفشل الكلوي والثلاسيميا ومات العديد منهم وبقي الآخرون تحت وطأة الألم ورحمة القدر.
واستغربت من اداء المنظمات الإنسانية ومنظمة الصحة العالمية وقالت : أين هو موقفها من العدوان .. ولماذا لم تحرك ساكناٍ أم أن هؤلاء المنكوبين ليسوا من البشر.¿
الجهات المعنية
الدكتور عبداللطيف أبو طالب – المدير العام المساعد لهيئة مستشفى الثورة العام قال بأن المستشفى بحاجة إلى الأدوية والمستلزمات الطبية وأن الحظر الذي فرضه العدوان تسبب بنقص كبير في الأدوية مما فاقم معاناة الجرحى ..
مناشداٍ الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية بسرعة التحرك من أجل إنقاذ حياة الجرحى وإنقاذ الوضع الصحي في اليمن حيث قد ينفذ المخزون الطبي وتنجر البلاد إلى كارثة أخرى من الصعب تفاديها وعلاجها.
ختاما
الحصار المفروض على اليمن يحكم بالموت على أكثر من 20 مليون يمني ..وطبقا لدراسات حديثة فإن نحو 80% يعانون نقصاٍ حاداٍ في امدادات مياه الشرب والأدوية كما أن عدداٍ من السفن التي تحمل مساعدات طبية لا يسمح لها بالوصول للموانئ اليمنية .
وكانت إحصائية رسمية صادرة من وزارة الصحة أكدت استهداف العشرات من المستشفيات والمراكز الصحية و مصنع الأوكسجين الوحيد في اليمن وقد اطلقت وزارة الصحة نداء استغاثة لإنقاذ عاجل للوضع الصحي من الانهيار الكامل والوشيك بسبب العجز الذي وصلت إليه المستشفيات والخدمات الصحية والإسعافية في جميع المحافظات نتيجة انقطاع التيار الكهربائي وانعدام الوقود ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية.

قد يعجبك ايضا