صنعاء وشبام حضرموت .. تراث يمني إنساني مهدد

* وضع المدينتين في قائمة التراث المهدد دليل اهتمام العالم

* أكاديميون يقرعون جرس المخاطر ويطالبون بتحرك دولي يتجاوز البيانات

تعد الآثار اليمنية من أقدم الآثار العالمية وهي ذات طابع يمني خالص.. كما تتميز بالتنوع والكم الهائل في كل قرية ومدينة… ولعل أبرز هذه الآثار مدينتي صنعاء وشبام حضرموت حيث تعدان من المدن الأزلية.. كما أنهما تحتويان على أول مباني ناطحات سحاب في العالم… وهذا ما جعل منظمات عالمية تهتم بهاتين المدينتين.. ولعل أبرز هذه المنظمات هي منظمة اليونسكو حيث أدرجت اسم هاتين المدينتين ضمن لائحة التراث العالمي غير أن العدوان السعودي المستمر على اليمن منذ نهاية مارس الماضي قد حاول طمس هوية هذا التراث باستهدافه له ..ما حدا بالمنظمات الدولية المهتمة إطلاق تحذير يضع صنعاء وشبام حضرموت ضمن قائمة التراث المهدد..وهنا نناقش أبعاد هذا التهديد على مستقبل التراث اليمني ..وماهي الحلول العاجلة للخروج من هذا المأزق ..¿..نتابع:

بداية التقينا مهند السياني رئيس الهيئة العامة للآثار وسألناه عن قرار منظمة اليونسكو والصادر مؤخرا والذي يضع مدينة صنعاء القديمة وشبام حضرموت ضمن لائحة التراث العالمي المهدد ¿
وأجاب : يعتبر هذا من أهم القرارات التي خرجنا بها من مؤتمر لجنة التراث العالمي الدورة الــ 39 المعادة في مدينة ألمانيا وهاتين المدينتين قد أصيبتا بأضرار نتيجة العدوان المباشر على حي القاسمي وجبل نقم وحى القيادة والضرب على وزارة الدفاع ( العرضي) إضافة إلى التهديد الآخر من قبل عدوان القاعدة في حضرموت وهذا كله جعل اللجنة الدولية تضع هاتين المدينتين ضمن لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر بالرغم من أن البعض أراد تأجيله للعام القادم للتأكد ولكن محبي التراث وبالأخص محبي مدينتي صنعاء وشبام جعلوا الأمر لا يؤجل .
و أضاف السياني: إن القرار من اللجنة جاء خوفاٍ على التراث وحماية المدينتين التاريخيتين من أي قصف ..وبسبب ما يحصل في بلادنا من العدوان الذي يستهدف تراثنا خصوصاٍ وان مدينة شبام مهددة بعدوان من الأرض كالقاعدة وغيرهم ..وصنعاء مهددة من الجو بضربات طائرات العدوان وتفجيرات الإرهابيين من الأرض.
مما عجل باتخاذ اللجنة قرار وضع المدينتين في التراث المهدد خوفاٍ من الانتقال إلى مدن أخرى.
وأردف السياني : أن وضع أي معلم أو مدينة تاريخية أثرية مسجلة ضمن لائحة التراث العالمي المهدد يعني الطلب من كل محبي التراث وأصدقائه أن يكونوا عوناٍ في الحفاظ عليه ومن أجل أن نصون التراث وإعادته إلى وضعه الطبيعي لذا يجب التعاون من أجل إعادة المدن إلى ما كانت عليه سابقاٍ وعدم تعرضها للقصف والعدوان .
محبو التراث
وحول دور المنظمات المهتمة بالتراث ومنظمة اليونسكو بالتحديد قال رئيس الهيئة العامة للآثار : مهمتها إيقاظ ضمائر محبي التراث من أجل الحفاظ على هذه الآثار ولكن يمكن لليمن كدولة أن تتخذ إجراءات قانونية ضد من يعتدي عليها وسوف يتم إعلام مجلس التراث وهو أهم المراجع عند الترافع القضائي ضد العدوان.
أكثر من مدينة
على طاولة الأكاديميين الصورة أكثر تشخيصا للأبعاد والتداعيات حيث يقول الدكتور / عبد الغني الشرعبي أستاذ الآثار في جامعة صنعاء أن قرار اللجنة العالمية للآثار في وضع مدينة صنعاء وشبام ضمن التراث المهدد خطوة إيجابية ..
ولكنه يرى أن القرار وحده لا يكفي بل لابد من الفعل وسرعة اتخاذ اللازم ضد ما تسبب به العدوان الغادر من دمار في اليمن.
ويلفت الشرعبي الى أن أكثر من مدينة تراثية استهدفها العدوان مثل مدينة زبيد وبيت الفقيه وتسبب فيها بدمار كبير و القرار هو حماية للآثار ولكن من يحمي المؤسسات والهيئات وغيرها التي دمرها العدوان الصهيو أمريكي سعودي ¿
وتابع : على جميع اليمنيين والمنظمات حماية ما تبقى من معالم آثرية و آثار في بلادنا الحبيبة متمنيا انتهاء الحرب في اليمن في أقرب وقت.
تدمير الماضي والحاضر
بينما يصف الدكتور محمد السلامي رئيس قسم الآثار في جامعة صنعاء استهداف العدوان للتراث اليمني استهدافا مباشرا عملية تخريبية وممنهجة .
وقال : لكن منظمة اليونسكو تْذكر بوضع أهم مدينتين أثريتين ضمن التراث العالمي المهدد لتقرع جرس المخاطر التي تتهدد هذا التراث العظيم وكي تحذر دول العدوان من مغبة الاستمرار في استهداف هذه المدن
وفي الوقت ذاته طالب الدكتور السلامي بالحفاظ على التراث اليمني ووضع حد للعدوان .
حقد دفين
من جانبه قال الدكتور محمد النود :التحالف الذي يقوده آل سعود للعدوان على اليمن وتراثه دليل على الحقد الدفين تجاه اليمن وحضارتها بل هو اعتداء على تاريخ اليمن وما يمتلكه من تراث.
وبين النود بالاستناد إلى المصادر التاريخية أن المدينتين كانتا عاصمتين للدولة الحميرية و دولة سبأ وتعتبران متحفاٍ إسلامياٍ حياٍ.
وزاد موضحا :مدينة شبام حضرموت مدينة أثرية يطلق عليها (مانهاتن الصحراء ) لأنها في وسط الصحراء..
ووضع المدينتين في لائحة التراث العالمي المهدد هو تنبيه لوقوع خطر على التراث التاريخي .
وتساءل الدكتور النود :ما هي الإجراءات التي قامت بها منظمة اليونسكو ¿ وهل سوف توجه رسائل إلى منظمة الأمم المتحدة أو مجلس الأمن لإنذار العدوان من عدم الاقتراب من المواقع الأثرية التاريخية ¿
وطالب بسرعة اتخاذ اللازم والتحرك دون الاكتفاء بالبيانات بل لابد أن تتضمن البيانات خطوات صارمة.
الآثار تتهاوى
يشاركهم الرأي الأكاديمي ذاته الباحث في الآثار أحمد الآنسي الذي يرى أن دخول مدينتي صنعاء وشبام ضمن التراث العالمي المهدد لدى منظمة اليونسكو تأكيد على أهمية هاتين المدينتين من جهة وأيضا للمعلومات التي وصلت إلى المنظمة حول الأضرار التي تعرضت لها المدن الأثرية اليمنية.
وقال : السعودية تحديدا تفتقر إلى هذه العراقة وهذا التراث الأثري المتنوع لهذا تقود منذ عقود حرب ضروس على كل ما هو يمني إما بإتلافه أو تدميره أو شرائه أو محاولة نسبه إليهم ولعل المهتمين بالآثار اليمنية على اطلاع كامل بهذه التحركات الخليجية عامة والسعودية خاصة تجاه كل ماهو يمني عريق .
وأضاف: إن هاتين المدينتين بمنازلهما وأسواقهما ودكاكينهما ومساجدهما لاتزال مزدحمة بالسكان الذين يفضلون الموت على أن يتركوها… لكن التهديد قادم من الذين لا يمتلكون التاريخ والحضارة كما تمتلكه اليمن… وليس أدل على ذلك مما قامت به الإمارات من تشييد مدينة مطابقة لبعض أحياء مدينة صنعاء القديمة لعلمها بمدى عراقتها وأناقتها وجمالها.
وحذر من كارثة حقيقية تتهدد هاتين المدينتين المعرضتين للقصف المباشر من دول العدوان الهمجي الذي يستهدف كل ما يظهر عراقة الإنسان اليمني.
وختم حديثه بالقول :كل التراث اليمني مهدد وقد تابعنا قصف المساجد التاريخية والأضرحة والقلاع.. دون تحرك أي قوى محلية أو عالمية تطالب بوقف هذا العدوان الغاشم.

قد يعجبك ايضا