التخفيضات ..”فخ” المستهلك في رمضان

مع دخول شهر رمضان الكريم تهل التخفيضات من كل حدب وصوب في المولات الكبيرة  خصوصا في المواد الغذائية.. غير أن هذا الموسم استثنائي لأن حالة الحرب فتحت شهية أصحاب النفوس الضعيفة من التجار الجشعين الى زيادة المعروض من البضائع المقربة على الانتهاء وبعضها منتهُ أصلا مالم يتنبه المستهلك الذي ينصرف بعد عينه البؤري الى السعر وليس الى تاريخ الصلاحية ..
هكذا هو حال الفقراء مع التخفيضات الذين يقعون في فخاخ هذه المصيدة دونما رقيب أو حسيب من الجهات المعنية..

كما يقال الاعتراف سيد الأدلة وهذا  سعيد عثمان يقولها علنا :  اعلم أن هناك كثيراٍ من المواد التي قمت بشرائها قريبة الانتهاء ولكن ليس باستطاعتي شراء غيرها لأنها غالية الثمن خاصة بعد أن أصبحت كل المواد الغذائية مرتفعة الأسعار وبشكل مهول في ظل ما تتعرض له اليمن من حصار خانق بفعل العدوان السعودي .
مسئولية مشتركة
فيما ترى أفراح العزي أن هناك كثيراٍ من المواد الغذائية التي نقوم بشرائها فاسدة ومنتهية بسبب النقل والتخزين الخاطئ لها ولكن لا نعلم بأنها فاسدة إلا عندما يتم فتحها.
وتضيف والاكتئاب بين عينيها:  هناك كثير من المحلات التجارية تقوم ببيع مواد قريبة الانتهاء وهذا الاستغلال يتم في كثير من المحلات والمولات التجارية في رمضان تحديدا لكن لا يتحرك أحد من المعنيين.
سامي رائد صاحب محلات تجارة الجملة جملة ينكر بيع أي مواد منتهية تخرج من محله ويقول إذا كانت هناك مواد منتهية فإن ذلك بسبب النقل قبل التخزين للمواد وهذا لا نتحمل عبئه نحن التجار بل يتحمل الجميع مسئوليته بداءٍ بوزارة الصناعة وحماية المستهلك ومرورا بهيئة المواصفات والمقاييس  التي تقصر في عملية التحري عند  دخول أي مواد غذائية وفحصها الفحص الدقيق.
ابتزاز المواطن
 المعنيون يبررون وعلى لسان عبد الفتاح الكميم نائب وزير الصناعة والتجارة “مع دخول اليمن في الحرب الغاشمة تم إيقاف كل مستحقات ونفقات النزول الميداني لضبط المخالفين والذين يقومون ببيع البضائع الفاسدة والمنتهية والمزورة والمهربة مما أدى إلى توقف اللجان الرقابية من النزول إلي الميدان .
ليس هذا فحسب بل يزيد الكميم : أيضاٍ عدم فاعلية الجهات المعنية في حماية الموظف في حال النزول للضبط ويرجع هذه المخالفات الى استمرار العدوان السعودي وما  تمر به البلد وهو ما جعل بعض اصحاب المحلات والمولات التجارية يكدسون المواد الغذائية المنتهية تحت لافتة تخفيضات وهذا قصور مشترك من جميع الجهات المسؤولة .
وينصح نائب وزير الصناعة والتجارة  المواطن أن يقرأ بيانات السلع التي يشتريها حتى لا يتعرض لابتزاز بسبب التخفيضات التي تملأ أرجاء المحلات والمولات التجارية.
استغلال الوضع المعيشي
وعن دور حماية المستهلك في كل ما هو موجود من غش في المواد الغذائية يقول فضل منصور رئيس جمعية حماية المستهلك: إن المواد الغذائية منتهية الصلاحية تؤثر تأثير مباشر على صحة وسلامة المستهلك , فالأغذية المنتهية الصلاحية أو قريبة الانتهاء منتشرة بشكل كبير جداٍ في البقالات والدكاكين , وفي المولات والأسواق الشعبية ومع الباعة المتجولين , وتشهد إقبالاٍ من المواطنين على شرائها حيث تباع بسعر أقل من سعرها الطبيعي أو أقل من كلفتها الحقيقية .
وأكد وجود  استغلال واضح للوضع الاقتصادي الذي تمر به البلد من قبل التجار, وأيضاٍ لارتفاع الطلب من قبل المواطن  على اقتناء هذه السلع لإشباع حاجته دون إدراك الضرر الذي يلحق به وبأسرته نتيجة تناول وأكل مثل هذه السلع المنتهية الصلاحية.
ولفت منصور الى أن هناك حالات كثيرة جدا تصل المستشفيات مصابة بالتسمم الغذائي, بسبب الغذاء المنتهي الصلاحية, إلا أن الإحصائيات الدقيقة يصعب توفرها بشكل كامل من المستشفيات والتي نعتبرها بالجمعية عاملاٍ مساعداٍ لنا للمساهمة في توعية المستهلكين بالأضرار الناتجة عن تناولهم سلع منتهية الصلاحية أو قريبة الانتهاء بالتاريخ لكن هي منتهية فعلا لتعرضها للتغيرات البيئية الناتجة عن سوء التخزين والعرض.
دروس في المنهج
وأكد رئيس جمعية حماية المستهلك أن هذه السلع مع الأسف الشديد تباع أمام أعين أجهزة الرقابة ولا تحرك ساكنا تجاه من يمارسون مثل هذه الأعمال.
مبينا أن  الأمر لا يقتصر  على المدن الرئيسية فالأرياف والأسواق الأسبوعية مليئة بمثل هذه السلع, في ظل غياب تام لدور السلطة المحلية والأجهزة الرقابية, المعنية ورقابة الضمير لدى من يمارسون مثل هذه السلوكيات الانتهازية وغير الأخلاقية والذين يقصدون من ورائها تحقيق الربح السريع والكبير على حساب صحة وسلامة المجتمع .
مشيرا إلى أن الجمعية تلقت عددا من الشكاوى حول سلع غذائية منتهية خاصة في أمانة العاصمة تحت لافتات تخفيضات ووصلت عدد الشكاوى إلى حوالي خمسين شكوى, تم إحالتها إلى الجهات المختصة المعنية بإنفاذ القوانين كما عملت الجمعية على تطوير وتحديث درس المستهلك في مادة التربية الوطنية للصف السابع من التعليم الأساسي, الذي تم تحديثه مع الصور بهدف توعية هذه الشريحة الهامة في المجتمع.
موضحا  أن الدرس يتناول تنبيه الطالب  لقراءة البيانات على السلع وعدم شراء السلع المنتهية, ومجهولة المصدر حفاظا على صحته وأسرته بالإضافة إلى العديد من الإرشادات المبينة بالصور التوضيحية والتي نأمل أن يكون لها دور مؤثر لتعزيز ثقافة المستهلك.

قد يعجبك ايضا