ناطق الصحة: (44) شهيدا و(180) جريحا والعدد في تزايد

أكثر من 70يوما واليمن محاصر برا وبحرا وجوا والعدوان البربري يواصل غاراته بشكل عنيف على الأحياء السكنية..وقبل أيام دخل قائمة أهداف العدو حي القيادة في قلب العاصمة صنعاء الذي قصف بنحو ستة صواريخ لا تقل قوتها التدميرية عن تفجيري عطان ونقم..
إذ كانت الكثافة السكانية المحيطة بمقر القيادة العامة كبيرة مما أدى معه إلى سقوط ضحايا وصلوا حتى كتابة الاستطلاع الى (44) شهيداٍ وإصابة (180) جريحاٍ إضافة إلى أضرر كبيرة في المنازل والمحال التجارية ونزوح جماعي للأسر من المكان ..
وأيا كان الأمر.. أفراد من الجنود كانوا منتظمين في طابور بانتظار صرف رواتبهم..أو ضحايا من المدنيين الساكنين في محيط المكان..لايمكن فصل الموضوع عن مسلسل حرب إبادة جماعية أمعن العدو السعودي بالاستمرار فيها دونما مسوغات قانونية أو أخلاقية..
الثورة زارت المكان ..واستمعت إلى أحاديث الناس الذين عاشوا هول الكارثة ونجوا من المحرقة..نتابع:

لم تكتمل فرحة احمد علي الهادي بمسكنه الجديد الذي يقع في شارع القيادة بسبب القصف على مقر القيادة العامة الذي لا يبعد كثيرا عن منزله يقول والأسى بين عينية: إن أول انفجار أيقظه من نومه في الساعة الوحدة والنصف بعد منتصف الليل ولم يسلم هو ومن في المنزل من حالة الهلع والخوف فقد أغمي على زوجته وارتعب أطفاله .. وتدمر جزء من زاوية المنزل وتكسرت بعض زجاجات النوافذ .
ويضيف الهادي وهو يسرد مأساته : الانفجارات كانت شديدة جدا في الغارات الأولى أعقبها هدوء لفترة بسيطة ومن ثم عادت الغارات مجددا بضرب القيادة بصاروخ لم ينفجر ونحمد الله لعدم انفجاره لأن سيارات الإسعاف كانت قد تواجدت في مكان الانفجار وكذلك من المواطنين الذين تواجدوا للمساعدة في إسعاف المصابين لكن عاودت الطائرات القصف مجدداٍ مما أدى إلى انفجار كبير أسفر عن سقوط ضحايا جدد.
فاجعة كبرى
إبراهيم السباعي وهو أحد السكان المجاورين لمقر القيادة والناجين من المجزرة يقول: فزعنا من النوم بسبب الانفجار الأول الذي استهدف الجهة الشرقية من بوابة مقر القيادة وعند تفقدي لأفراد أسرتي شاهدت طفلتي الصغيرة تقفز في الهواء من شدة الضغط لكنها الحمدلله لم تصب بأذى لكن هذا المشهد جعلني لا أتردد في أخذ أسرتي إلى مكان آخر بعيداٍ عن شارع القيادة وعند عودتي فوجئت بأن جميع نوافذ البيت مع بعض الأبواب قد حطمت تماماٍ.
ويتابع السباعي رواية مشاهداته : طائرة العدو كانت تحلق في السماء من الساعة الحادية عشرة ليلتها حول مقر القيادة وبعدها بساعتين كان الصاروخ الأول الذي استهدف أفراد القيادة الذين ينتظرون استلام رواتبهم في الصباح, أما الصاروخ الثاني فقد استهدف من سارعوا لإسعاف من سقطوا من الضحايا أما الانفجار الثالث فقد سبب أضرارا في كثير من المحلات التجارية التي ْفتحت أبوابها نتيجة شدة الضغط مما جعل أصحاب المحلات يسارعون لتفقد محلاتهم وكان باستقبالهم الصاروخ الرابع ولكن لحسن الحظ لم ينفجر وما هي إلا لحظات حتى نسمع انفجارين متتاليين هزا المكان وهذا ما جعل الكثير من السكان يسارعون في النزوح إلى أماكن أخرى تحسباٍ لمعاودة القصف إضافة إلى خوف النساء وهلع الأطفال و كبار السن أيضاٍ.
وضع سيئ
المواطن أحمد يحيى أحد سكان الحي تضرر منزله ضمن كثير من المنازل التي تضررت بشكل بالغ.. وهو الآخر أصيب وأسرته بحالة من الهلع نتيجة الانفجارات المتتالية على المكان ومشاهدتهم أشلاء الضحايا والمنازل المهدمة في محيط الحي خاصة من جهة شارع الحرية والعدل والأوقاف.
أم سلمى خافت كثيرا من صوت الانفجارات والهزات الأرضية حد قولها إضافة إلى بكاء طفلتها التي لم تتجاوز السابعة من العمر…وبصعوبة شديدة تواصل الحديث معنا فقد انتابتها نوبة بكاء شديد وهي تتذكر تفاصيل الكارثة..
تقول أم سلمى: لا تزال طفلتي حتى اللحظة في حالة هلع وخوف وعند سماع صوت الطائرة تسارع الى الاختباء خوفا من الطائرة.
وتختم حديثها بالقول: دمروا بلادنا وأرهبوا أولادنا ويتموا أطفالنا واستباحوا دماءنا ولكن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل.
حالات إجهاض
احد الساكنين الذين حاولوا الهرب والنزوح من مكان الانفجارات وعرف نفسه للمحرر بالنزيلي مكتفيا باللقب يروي فاجعته بالقول : فقدت طفلي الذي كنت في انتظاره وبسبب الانفجارات العنيفة غادرنا المنزل وفي أثناء الخروج انزلقت قدم زوجتي في سلم الدرج وانتهى الأمر بإجهاض زوجتي .
خسائر مادية
معين البعداني صاحب مفروشات البيت السعيد قال : القصف أدى إلى تحطم زجاجات المعرض نتيجة شدة ضغط الانفجار كما أن العمال أصيبوا بحالة رعب ولسنا الوحيدين بل هناك متاجر أكثر منا سوءاٍ وضرراٍ فلم يترك العدوان بيتاٍ ولا شارعاٍ ولا مستشفى ولا منشآت حكومية أو خاصة ألا وترك فيها جرحاٍ بليغاٍ.
عبد الرحمن علي صاحب محل للالكترونيات لا يبعد كثيرا عن مقر القيادة لم يسلم محله ولا بضاعته من الضرر والدمار فقد تكسرت زجاجات المحل واختلع الباب وتضررت بعض البضاعة الموجودة داخل المحل .
وحسب قوله : العدوان سبب له خسارة كبيرة لاتقل عن أربعين في المائة من رأي المال ولا يستطيع تعويضها في هذه الأيام بسبب ما تمر به البلاد من عدوان همجي وغادر وسفك دماء الأبرياء في الأشهر الحرم.
إحصائيات قابلة للزيادة
 بعد ذلك زرنا وزارة الصحة العامة والسكان وهناك التقينا الدكتور تميم الشامي الناطق الرسمي باسم الوزارة الذي قال: إن الغارتين التي استهدفتا مقر القيادة العامة ابتداء بصواريخ من الجهة الشرقية والجهة الغربية أسفرت عن سقوط ( 44 ) شهيداٍ وأصابة ( 180 ) جريحاٍ حتى اللحظة.
ولفت الشامي الى أن العدوان تعدى جميع الخطوط الحمراء على الصعيد الإنساني كما تجردت السعودية من أخلاقيات الحرب ولم يعد لديها حرمة لأي شيء.
وتابع مختتما حديثه : العدوان لم يترك البيوت ولا المحلات التجارية ولا حتى المستشفيات من الدمار ومنها مستشفى تونس الذي يقع في المربع الأخير من الجهة الشرقية من سور القيادة والذي تكسرت زجاجاته كاملة مما أدى إلى حالة خوف وهلع شديد في المحيط بالكامل.

https://www.althawranews.net/pdf/2015/06/10/15.pdf

قد يعجبك ايضا