تجارة تزدهر في ظل انقطاع التيار الكهربائي..وغياب تام للرقابة

¶ أصحاب البقالات لا يعرفون مصدره ..ونقله يتم بطرق غير صحية
¶ أطباء يؤكدون ضرره على الصحة إضافة إلى مخاطر المياه غير النظيفة التي يصنع منها
تجارة الثلج أصبحت اليوم مهنة لكثيرين ممن تقطعت بهم سبل العمل وهي مهنة سهلة لا تتطلب جهداٍ كبيراٍ إذ يمكن وضع الماء في ثلاجات صغيرة تحفظ برودته طوال اليوم كي يتم بيعه في الأسواق ومحلات خاصة وهذه الطريقة باتت الوسيلة الأوفر في ظل انقطاع التيار الكهربائي شبه المتواصل منذ بداية العدوان السعودي الأمريكي على اليمن ..وتزداد أهمية الثلج في المدن الساحلية مع ارتفاع درجة الحرارة.

لكن السؤال الذي يقفز إلى الرأس عند الحديث عن بيع الثلج هو ..هل الماء الذي يصنع منه الثلج صحي ..في ظل غياب الرقابة على هكذا تجارة طارئة.
تجارة الثلج انتشرت بشكل كبير جداٍ في المدن..ويقبل على شراء الثلج متناولو القات لنراهم حاملين ثلاجات حفظ الماء الصغيرة معهم أثناء الذهاب لمجالس القات بعد أن يضعوا كمية أخرى في البيت ليشرب منها الصغار قبل الكبار دون أن يتساءل أحد منهم عن ماهية الماء الذي يتم تجميده وبيعه وعن الجهة التي تصنع تلك القوالب خاصة وأنها تباع في البقالات وداخل أكياس بلاستيكية لا يْعرف مصدرها ..¿
أنا متعود على شرب الماء مع الثلج منذ سنوات ولا يمكنني التوقف عن ذلك وحين أشرب الماء دافئاٍ تؤلمني بطني هكذا استهل وضاح مهدي سائق تاكسي حديثه حينما سألته عن إذا ما كان متأكدا من نظافة المياه التي صْنعت منها قوالب الثلج التي في يده.
وأضاف : الكهرباء مقطوعة وإذا عادت تنقطع بسرعة لذا فأنا غير قادر على تثليج الماء في المنزل ولا يوجد حل آخر سوى المجازفة وشراء الثلج من البقالة القريبة من منزلي.
وختم حديثه بالقول : صحيح أنا لا أعلم إن كان الماء الذي يْصنع منه الثلج نظيفاٍ ولكني اشتري الثلج منذ أسبوع ولم يصيبن أي مكروه فلو كان غير نظيف لأصابني الضرر .
وعلى العكس تماماٍ يرى فارس حمزة مهندس حاسوب أن الوقاية خير من العلاج .ويؤكد على أنه كان يشتري مكعبات الثلج قبل أسبوع من اليوم ولكنه شاهد أحد موزعي الثلج يحمله فوق باص متوسط الحجم ويضعه في المكان الذي يضع الراكبين أرجلهم فيه حينما كان بالقرب من إحدى البقالات التي تبيع الثلج بعد أن ذاب القليل منه على أرضية الباص وظل الماء يسيل من على الباص والثلج موضوع بكيس اسود كبير خاص بالنفايات ومن وقتها وحمزة توقف عن شراء الثلج وعلل ذلك بالقول : إذا كان الثلج يوضع بمكان وضع الأقدام وفي أكياس خاصة بالنفايات فكيف سيكون الماء الذي يْصنع منه هذا الثلج ..بالتأكيد غير نظيف فمن لم يراع النظافة الخارجية لما يبيع فيكف يتعامل مع المادة نفسها أثناء تصنيعها..¿
شديد البرودة
تعودت أنا وأبنائي على شرب الماء البارد ومنذ اندلاع الحرب وانقطاع الكهرباء اضطررت لشراء الثلج من البقالة أسفل البيت ووضعها في ثلاجة صغيرة بعد أن أصب عليها القليل من الماء حتى أحصل على ماء بارد طيلة اليوم بدون كهرباء هذا ما قالته خولة ربة منزل وأضافت : فرحت وقتها بأني وجدت طريقة تمكنني أنا وأبنائي من شرب الماء بارداٍ وما هي إلا أيام حتى أصيب أصغر أبنائي بالتهاب حاد باللوزتين بسبب برودة الماء وتبعته ابنتي الكبرى لذا قررت التوقف عن شراء قوالب الثلج حتى لا يصاب أبنائي بالمرض .
لم يكن الأطفال فقط هم من أصيبوا بالمرض جراء شراء قوالب الثلج وشرب الماء الذائب منه فحتى الشباب أيضاٍ كان لهم نصيب من ذلك وهذا ما أكده وحيد عبد القدوس طالب جامعي حين قال: وجدت ثلاجة صغيرة من الماء مع صديقي الذي قال إن في داخلها ماء بارد حينها قمت بشرب كوبين من الماء شديد البرودة الذي بداخلها وبعد دقائق حتى شعرت بمغص شديد اعتصر بطني ليومين متتالين ومن وقتها وأنا إرفض شرب الماء الذائب من مكعبات الثلج .
من أين يأتي¿
لا يعرف غالبية من يشتري قوالب الثلج من أين مصدرها ¿وهذا أمر طبيعي كون تلك المكعبات الثلجية تباع بأكياس بلاستيكية مثل التي تباع بها كل المواد الغذائية وغيرها من السلع لذا قمت بالذهاب إلى صاحب بقالة التي تبيع الثلج للمواطنين وسألت الحاج عبدالله مالك البقالة وقلت له أين يتم تثليج الماء بهذا الشكل وفي أي مصنع …¿ فرد علي بالقول: (والله مالي علم الدباب يجيبه ونحن نشتريه للزبائن) وسألته مرة أخرى هل المياه الذي تصنع منه هذه القوالب الثلجية نظيفة فرد علي قائلاٍ : سواء كان نظيفاٍ أو غير ذلك فمن يقوم ببيعه لنا يتحمل الإثم .
أضرار صحية
شرب 8 أكواب من الماء يكون أكثر فاعلية ويساعد على خفض حرارة الجسم في يوم حار هذا ما أكد عليه الطبيب عبدالله الصلوي, ويضيف: على الرغم من عدم الحاجة للماء البارد لخفض حرارة الجسم والتقليل من العطش إلا أن البعض يفضلون أكل قوالب الثلج أو وضعها في ثلاجات حفظ الماء البارد لشربها خاصة مع دخول فصل الصيف ولا أنكر أن هذه الطريقة تعد أحد الطرق لترطيب الجسم بشكل رائع ولكن قد تسبب بعض الأمراض .
وأوضح الصلوي أنه يمكن لقوالب الثلج أن تتسبب بنزيف في اللثة ونزيف اللثة ليس خطراٍ جداٍ لكنه يمكن أن يسمح للبكتيريا أن تدخل الجسم عن طريق الجرح الذي تتسبب به تلك القوالب خاصة لمن هو مصاب بأمراض في اللثة بالإضافة إلا أنها تؤدي إلى آلام في مفصل الفك وتعرض الحشوات للخطر كما أنها تؤدي إلى التهاب الحلق (اللوزتين) وغيرها من الأمراض التي يتسبب بها الماء شديد البرودة خاصة على الأطفال هذا في حالة كان الماء الذي صنع منه قوالب الثلج معقماٍ ونظيفاٍ.
وحسب الصلوي إذا كان الماء المصنوع منه الثلج من المشروع العمومي أو مياه الوايتات فإن الخطر هنا يزداد فقد يتعرض من يتناول تلك المكعبات الثلجية أو من يشرب منها بعد ذوبانها للفشل الكلوي على المدى الطويل أو للملاريا والكوليرا والإسهال والأخير هو الأكثر رواجاٍ إضافة إلى أمراض أخرى.
مؤكدا أن اغلب المياه في بلادنا إما راكدة أو جوفية حتى أن المياه التي توزعها وزارة المياه والصرف الصحي للمنازل بواسطة الشبكة العمومية ملوثة كون الشبكة قديمة وتعرضت للتسريب والصدأ لذا لابد للمواطن أن يحذر من مثل تلك القوالب الثلجية خاصة إذا لم يكن يعرف مصدرها ونوع الماء الذي صنعت منه.
خيانة للأمانة
من جهته أوضح الداعية محمد صالح بأن من يقوم ببيع الماء المثلج للعامة ولم يراع نظافته وجودته يرتكب إثما كبيراٍ لأن الغش يعد من كبائر الذنوب فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من غشنا فليس منا), فالغش خديعة وخيانة وضياع للأمانة ..وفي نهاية المطاف يؤدي إلى فقدان الثقة بين الناس وخسارة صاحبه من خلال الإثم الذي يلحق به جراء ذلك خاصة وان الكسب الذي يحصل عليه غير حلال وهو كسب خبيث لا يزيد صاحبه إلا بعدا عن الله .
وختم حديثه بالقول: أتمنى من الله عز وجل أن يهدي كل مسلم لما فيه طريق الحق والصواب والبعد عن كل ما هو حرام وأدعو كل من يغش إخوانه ويلحق بهم الضرر أن يسارع للعودة إلى لله عز وجل فباب التوبة مفتوح وأن يكف عن إلحاق الأذى بمن حوله فالمؤمن من يحب لأخيه ما يحبه لنفسه.

قد يعجبك ايضا