انقطاع الكهرباء ..حرب أخرى على المواطن

محال تجارية أوصدت أبوابها وعمال بلا عمل بسبب انقطاع الكهرباء
المواطنون أصبحوا لقمة سائغة للشائعات الكاذبة  لعدم مشاهدتهم قنوات الإعلام المحايد

يسعى المواطن اليمني البسيط جاهداٍ للتغلب على مشكلة انقطاع التيار الكهربائي والتأقلم مع واقع الحال ومواجهة الأزمات التي رمانا فيها الحصار الخانق منذ الأيام الأولى التي استهل فيها عربدته وجبروته  ..ومن يوم إلى آخر زادت معاناة الناس حيث خلف العدوان أوضاعاٍ متردية  تسببت بوقف غالبية الأعمال ودفع أصحاب المحال إلى غلق أبوابها بعد أن ضاق بهم الحال من استمرار هذا الحصار غير المبرر على كافة أبناء اليمن … معاناة المواطن جراء انقطاع التيار الكهربائي والخسائر التي يتكبدها البسطاء نتيجة ذلك وغيرها من التفاصيل تجدونها في الاستطلاع التالي .
انقطاع التيار الكهربائي ألحق الضرر بكثير من أبناء الشعب اليمني وفي مقدمتهم المواطن البسيط الذي يعتمد كل الاعتماد لتسيير عمله على الكهرباء فحول حياتهم إلا جحيم ناهيك عن الأزمات الأخرى التي تلاحقهم بسبب العدوان السعودي وحصاره اللاإنساني الذي طال كل فئات المجتمع.
كيف سنعمل بدون كهرباء ..¿  هكذا بدأ فارس عبد العزيز محاسب في إحدى الشركات الخاصة بسرد معاناته الشخصية جراء انقطاع التيار الكهربائي وأضاف :توقفت الشركة التي أعمل بها عن العمل بسبب انقطاع التيار الكهربائي وعدم قدرة صاحب الشركة على توفير البديل مع اشتداد أزمة الديزل وبالرغم من أننا  كنا لا نوفي بالتزاماتنا من طلبيات تجاه الزبائن  إلا أننا فوجئنا بقرار توقف الشركة عن العمل  وإعطائنا إجازة بدون راتب لحين عودة الكهرباء للعمل وهذا غير وارد حالياٍ بسبب تعنت القوى المعتدية على اليمن ورفضها فك الحصار ووقف الضربات على بلادنا .
وبأسى بالغ ينهي  عبد العزيز حديثه بالقول: أنا الآن بدون عمل ولا أدري كيف سأواجه التزاماتي  الشهرية تجاه أسرتي وأبنائي في حال استمر الحال على ما هو عليه ..¿ وكيف سيأكل أبنائي وزوجتي حين ينتهي ما ادخرته من مال ..¿.
تراكم الإيجارات
إبراهيم البكيلي صاحب محل للتصوير وتصميم الدعوات يؤكد بأن من يعمل في مجال التصميم والدعاية وما شابه من أعمال هم أكثر الفئات تضرراٍ بسبب انقطاع التيار الكهربائي ويعلل ذلك بالقول: غالبية الموظفين طْردوا من أعمالهم وعليهم الآن أن يبحثوا عن أعمال أخرى تسد رمقهم وأنا  وأصحاب محلات التصميم وغيرهم ممن يعتمدون على الكهرباء أغلقنا محلاتنا بالإضافة إلا أننا ملتزمون بسداد الإيجار الشهري للمحلات و تحمل  كلفة تراكمها إذا وافق المؤجر على ذلك وهذا يعني أن مشكلتنا باتت مشكلتين التوقف عن العمل وتراكم الإيجارات.
لم يختلف معه عمار الوادعي صاحب محل لصيانة الهواتف النقالة الذي يقول  إن المحلات التي تعتمد على التيار الكهربائي بصورة أساسية هي الأكثر تضرراٍ بهذا الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي وقال : أنا الآن لا أعمل وكيف سأعمل بدون كهرباء بالإضافة إلا أن المؤجر يطالبني بسداد الإيجار وهناك أقساط شهرية يتوجب سدادها للقرض الذي أخذته من احد البنوك ولا أستطيع التخلص من كل ذلك سوى عند العودة للعمل بعد أن تتوفر الكهرباء لذا أغلقت المحل الخاص بي وهربت من المنزل خوفاٍ من مطاردة المؤجر ومحصل الأقساط الشهرية  ولا أدري كيف سيكون القادم …¿
(شائعات )
يبدو أن الأضرار التي تسبب بها انقطاع التيار الكهربائي لا تقتصر على الجوانب المادية فقط بل وصل الأمر إلا ما هو أبعد من ذلك وهذا ما أوضحه مدرب التنمية البشرية خليل مصطفى الذي أفاد قائلاٍ: انقطاع التيار الكهربائي تسبب بكثير من الخوف والقلق لدى المواطنين خاصة وأن ضعاف النفوس زادوا من حجم الشائعات ونشر الخوف والتهويل بين العامة بأن الأحياء التي يسكنون بها ستتعرض للقصف في منتصف الليل وأن هناك مجموعات مسلحة ستدخل للأحياء لنهبها بالقوة وغير ذلك من الأخبار التي ترعب المواطن وتجعله في حالة ترقب وخوف شديد طيلة الليل مما اضطرهم لحمل أسلحتهم والسهر لحماية أسرهم وممتلكاتهم وكل ذلك عائد إلى انقطاع التيار الكهربائي عن المواطنين حتى يتلقوا الأخبار الحقيقية من مصادرها فهم في حالة عزلة عن ما يحدث وفريسة سهلة للشائعات التي تقلقهم .
القلق بسبب الشائعات التي يروجها الكثيرون في الأحياء السكنية بات هماٍ يؤرق المواطن البسيط وهذا ما أكده لي الحاج خالد بالقول : كل يوم نسمع من أهالي الحي أنهم سمعوا في القنوات بأن نقم ستقصف ليلا وآخر ينفي ذلك ويقول: إن هناك لصوصاِ يريدون منا إخلاء منازلنا حتى ينهبوها وقد شاهدنا  الأخبار التي تؤكد ذلك ولا ندري الآن كيف نفعل هل نخرج من بيوتنا..¿ لكننا نخاف أن نفعل ذلك ثم يأتي اللصوص لسرقة ما بنيناه طيلة سنوات  .
(صعوبة التواصل )
ابتسام السماوي معلمة تشعر بالقلق الشديد على إخوتها وكل من تعرفهم  خاصة إذا سمعت أن أحياءهم تعرضت للقصف لذا فهي كما تقول أنها تحاول الإتصال بهم للاطمئنان على حالهم لكنها تجد غالبية الهواتف الخاصة بهم مغلقة بسبب انقطاع التيار الكهربائي وعدم قدرتهم على شحن هواتفهم النقالة وهذا ما يزيد من قلقها الذي يستمر أحيانا كثيرة لليوم التالي .
 وضاح إسماعيل سائق تاكسي لم يختلف معها في الرأي ويقول :نسمع أصوات القصف ونسأل عن مكانه وأحيانا يكون بالقرب من منازل احد من أقاربنا أو أصدقائنا وحينما نحاول الاتصال بهم فإن هواتفهم تكون مغلقة أحيانا كثير وأحيانا ننتظر لنصف ساعة وأكثر حتى تعود الشبكة التي تنقطع بسبب انقطاع التيار الكهربائي وهذا أمر مقلق فالهواتف النقالة باتت الوسيلة الوحيدة للتأكد من صحة الأخبار والاطمئنان على كل أحبائنا في ظل هذا الوابل من الصواريخ التي أرعبت الجميع في كافة محافظات الجمهورية .
ويؤكد عبد الله الشراري الأمر ذاته  ويضيف :مشكلة الهواتف النقالة وانقطاع التغطية متعب جداٍ خاصة وأن الكهرباء لا تزورنا إلا فيما ندر وإذا قمنا بشحن جوالاتنا فإن الشحن الخاص بها يفرغ سريعاٍ حتى لو لم نستخدمه بسبب انقطاع الشبكه وقيام الهاتف بالبحث الأوتوماتيكي عن الشبكة وهذا يستهلك شحن الهاتف النقال.
(صعوبات )
الحاجة كاتبة تجد صعوبة كبيرة كما أكدت لي بسبب انقطاع التيار الكهربائي وتقول بأنها قد كبرت في السن ولا ترى بصورة جيدة فهي غير قادرة على النظر في الظلام  والحركة بصورة طبيعية مما يعرضها للإصابات وكذلك للتعب الشديد بسبب نزولها للدور الأول عند غياب زوجها من اجل إحضار الماء للطبخ ولدخول الحمام من الخزان أسفل البيت..
كما تقول إن الخزان الخاص بها في الأعلى طالته إصابة راجع  المضاد الجوي ولم تجد احداٍ  يأتي إليها ليقوم بتلحيمه  بسبب انقطاع التيار الكهربائي المتواصل كما برر لها  أصحاب محال إصلاح الخزانات.
مشقات كثيرة يتكبدها المواطن اليمني البسيط بسبب انقطاع التيار الكهربائي شبه المتواصل والذي خلفه العدوان الغاشم على بلادنا وما زاد الطين بلة هو الحصار الخانق الذي فرضه نفس المعتدي على أرضنا ليبقى المواطن اليمني المرهق يعاني من ويلات الأزمات وانقطاع التيار الكهربائي لأجل غير مسمى .

قد يعجبك ايضا