مؤتمر جنيف .. سيناريوهات المقاطعة خذلان سياسي

من المقرر أن تستضيف جنيف يوم الـ28  من مايو الجاري ولمدة خمسة ايام  مؤتمرا للحوار  والحل السياسي للأزمة اليمنية دعا له الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون..
ورغم قبول أطراف مهمة للدعوة ذهبت جماعة الرياض إلى خلط الأوراق في خطوة تتناغم مع موقف السعودية التي تعطل الحل السياسي وتمعن في عدوانها على اليمن رغم الدعوات العربية والدولية لوقف العدوان والذهاب إلى حوار يمني يمني ..
(الثورة) استطلعت آراء عدد من المراقبين والسياسيين وتساءلت عن مدى نجاح المؤتمر في ظل تعقيدات المشهد الداخلي وقفز الأجندات الإقليمية التي تحاول إعاقة المؤتمر إلى سطح المشهد  ..نتابع:

البداية مع الدكتور محمد عبدالله الحميري والذي أوضح بالقول: نتوقع من مؤتمر جنيف أن ينقذ اليمن من العدوان لكن هذا يعتمد على مشاركة جميع الأطراف اليمنية الفاعلة وخاصة التي تملك القوة على الأرض وهي المتمثلة بأنصار الله والمؤتمر وهاتان القوتان الفاعلتان قد اشترطتا أن لا تذهبا لمؤتمر جنيف إلا إذا توقف العدوان الغاشم على اليمن تماما كأهم شرط لموافقتهما على الذهاب لجنيف والتحاور مع القوى اليمنية التي فقدت جزءا كبيرا من رصيدها على الأرض بعد أن اصطفت في صف العدوان.
ويضيف الحميري : ولسنا هنا لنتحدث عن مدى خيانة ووطنية هذا الطرف أو ذاك.. لكنني أتوقع فعلا أن مؤتمر جنيف إن كتبت له فرصة أن يبدأ فإن انعقاده هو في حد ذاته أهم مؤشر على امكانية أن يتوقف العدوان ويْنظر في أسباب وشروط عدم تكراره.
حشد الإمكانيات
من جهته يقول الدكتور محمد الشدادي: لا شك أن أي حوار يمني -يمني وتحت مظلة الأمم المتحدة سيكون عندها اليمن خطى خطوة إلى الأمام .. وبخصوص وصول اليمن الى الكارثة الإنسانية بسبب العدوان السعودي الغاشم والغير مبرر.. لابد أن  يعطى للمندوب الاممي ولد الشيخ التحرك لحشد كل الامكانيات لما من شأنه انجاح حوار جنيف ..وليس مؤتمر جنيف.. تحت مظلة الوحدة اليمنية .. وتحدث عن أهمية إيجاد بيئة للعودة للحياة السياسية والطبيعية وصولا لانتخابات يمنية رئاسية وبرلمانية مبكرة.. هذا بعد وصول المساعدات الإنسانية والعلاجية .. والتزام السعودية بإعادة الإعمار والتكفير  عن  جرمهم تجاه الشعب اليمني الصامد.. والعناية بأهل الضحايا والأيتام.. والتزام كل الأطراف  جميعاٍ بتلك القرارات التي صدرت دوليا .. وإدانة السعودية على هذا  العدوان من قبل الأمم المتحدة .
القوى المشاركة
من جانبه يقول الدكتور ناصر العرجلي– مستشار محافظة عمران ورئيس حزب رابطة أبناء اليمن: إن المشكلة لا تكمن في المكان وإنما من يريد أن يفرض إرادته على اليمنيين بإجبارهم على الحوار بمكان محدد بعد أن تحرر شعبنا من سطوته وسلطته وإن كنا نفضل أن يعقدالحوار باليمن وبأوساط شعب اليمن ولكن لابأس أن يتفق اليمنيون وبمحض إرادتهم بدون تدخلات خارجية لأنه وبوجود التدخلات الخارجية سيفشل كل شيء والدليل على ذلك ماحدث بصنعاء في موفنبيك بشهادة المبعوث الأممي جمال بن عمر..
ويرى أن الشعب اليمني  صاحب القرار الفصل في أي تسوية أو حلول وهو لايراهن كثيرا على مثل هذه المؤتمرات التي تدار بأدوات خارجية لذلك فقد رأى الشعب اليمني بان الصمود في مواجهة العدوان وأذنابه بكل الوسائل المتاحة هو السبيل الأمثل للانتصار للوطن وتطلعات أبنائه في الحرية والكرامة دون تدخلات أو وصايات خارجية ولا يمنع ذلك من إفساح المجال لأي مساعُ أو جهود أممية أو إقليمية للتوصل الى تسويات سياسية شريطة أن تضمن تلك الحلول حق اليمنيين في تقرير مصيرهم دون أية مؤثرات خارجية.
نقاط رئيسية
 مدير مكتب الحقوق والحريات بمجلس النواب البرلماني كهلان صوفان قال إن مؤتمر جنيف سيكون رسالة قوية موجهة من المجتمع الدولي للنظام السعودي بأنه إلى هنا وكفاية فقد تم التواطؤ معه فرصة كافية جداٍ تقدر بالشهرين لتغيير المعادلة على الأرض اليمنية وفشل..وأن الاستمرار في الخيار العسكري سيكون له نتائج كارثية على البلدين والشعبين والمنطقة برمتها.
وتابع : وبالتالي لو فهم النظام السعودي النازي تلك الرسالة فربما سيتحول مؤتمر جنيف إلى طوق نجاة للنظام السعودي لإنقاذه من الانهيار الوشيك الصائر إليه نتيجة السياسات الفاشلة في إدارة الملف اليمني من قبل شباب متهور عديم الخبرة وسيكون طوق نجاة لإخراجهم من الرمال المتحركة اليمنية والحفاظ على ما تبقى من ماء وجه النظام السعودي ومحاولة لتبرئته من التبعات القانونية والأخلاقية للجرائم التي ارتكبها وحلفاؤه في العدوان الذي نفذه على اليمن.
واضاف :وليس ذلك فحسب فربما سيكون المؤتمر بمثابة مؤامرة ولعبة دولية أكثر إحكاما من تلك التي تورط فيها النظام السعودي من منطلق أن ماعجزت القوة عن تحقيقه سيتحقق بالسياسة وخاصة أن حركة أنصار الله أقل خبرة ودراية بدهاليز السياسة القذرة.
وواصل حديثه: إن اليمن لم يعد في موقف المتلقي للضربات العسكرية ليتم إنقاذه بمؤتمر جنيف.. فقد نقل المعركة إلى أراضي الخصم بعد ما يقارب الشهرين من تلقي الضربات والعدوان الهمجي الذي طال المدنيين والأطفال والبنى التحتية وحصار شامل على الشعب اليمني كاد أن  يؤدي لإبادة جماعية لشعب بأكمله لولا عناية الله سبحانه وتعالى وكل ذلك تم تحت سمع وبصر العالم الذي ظل في موقف المتفرج بل والمساند لذلك العدوان ضاربا عرض الحائط بكل المواثيق والمعاهدات الدولية و حقوق الإنسان وحرياته تجاه شعب ودولة ذات سيادة تتمتع بكامل العضوية في منظمة الأمم المتحدة في أضخم عملية غير شرعية في التاريخ  لشراء المواقف والذمم الإقليمية والدولية على حساب القانون الإنساني.
لكنه يرى في المقابل  أن مؤتمر جنيف قد يمثل فرصة أخيرة للأطراف السياسية التي فرطت في السيادة الوطنية وفي شعبها لمراجعة نفسها وترك تبعيتها للخارج وفتح صفحة جديدة لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من بقايا وطن والخروج به إلى أفق المستقبل عبر خارطة طريق مزمنة للوصول لصناديق الاقتراع لإعادة السلطةv المغتصبة لمصدر السلطات بعيدا عن المصالح الضيقة والارتهان للخارج بحيث يظل الملف اليمني السعودي مفتوحاٍ لتسويات قادمة.
حوار يمني يمني
فيما قدم  الدكتور عبدالباسط الحكيمي من  جامعة تعز رؤيته الخاصة حول مؤتمر جنيف بالقول: إن مؤتمر جنيف لن ينقذ اليمن بل سيعمق الأزمة اليمنية لأن هناك أطرافاٍ داخلية وخارجية سوف تعمل على عرقلة نجاح المؤتمر ومن ثم سيكون تكرارا للتجربة السورية إن لم يكن أسوأ منها.
وأكد أن  الحل هو في  حوار يمني -يمني في دولة محايدة مثل الجزائر ودون تدخل الدول الأخرى وشرط نجاح الحوار هو اعتراف كل طرف بحقوق الطرف الآخر وعلى قدم المساواة والاتفاق على بناء دولة مدنية تحقق العدل والمساواة وسيادة القانون وإشاعة الحرية والشفافية والتوزيع العادل للسلطة والثروة.
وتابع : هذا هو الحل في رأيي أما غيره فهو مجرد مسكنات لا تلبث أن يزول إثرها ثم يعود الوضع إلى أسوأ مما كان.

قد يعجبك ايضا