قصف حي نقم استهدف حياة البشر ومساكنهم

ارتكب العدوان السعودي الامريكي على اليمن جريمة أخرى تضاف إلى سلسلة جرائمه البشعة التي ارتكبها في حق الشعب اليمني تمثلت في قصف حي نقم السكني بأمانة العاصمة ما أدى إلى استشهاد وإصابة أكثر من 400 مواطن وتدمير المنازل السكنية في الحي.
وحسب تقرير اللجنة الوطنية لتوثيق جرائم العدوان وتنسيق جهود الإغاثة فإن العدوان السعودي – الأمريكي على الحي السكني بمنطقة نقم بأمانة العاصمة بعد عصر يوم الاثنين الماضي جدد همجيته في استهداف إنهاء حياة البشر ومساكنهم في تلك المنطقة وتدمير كل مقومات الحياة كما فعل في حي المراون السكني بمنطقة سعوان وحي فج عطان بأمانة العاصمة والكثير من المناطق في صعدة وعمران والحديدة وعدن ولحج وغيرها .
وبين التقرير الذي تلقت وكالة الأنباء اليمنية /سبأ/ نسخة منه ” أنه تحت قدمي جبل نقم تقع الكثير من الاحياء الشعبية التي عاش معظمها هول التفجيرات الوحشية التي وصل امتدادها الى معظم احياء العاصمة التي تبعد كثيرا عن حي نقم “.
وقال التقرير: إن فريقاٍ من اللجنة ظهيرة اليوم الثاني للتفجيرات العدوانية الى قلب الحي الشعبي الذي ترك الكثير من القصص بعضها لا يعلم عنها شيئاٍ لأنها اصبحت سراٍ من أسرار الجثث التي ترقد في ثلاجات الموتى وبعضها تتبعنا خيط الدماء التي تحكي عن الجرحى وعن الرعب الذي طال الساكنين مما ذكرنا برعب يماثله حصل مع انفجار عطان في ?? ابريل الماضي “.
وأضاف التقرير: ” الجبل الذي عاش في ظله ابناء حي نقم حارة السد كان رحيما بساكنيه فغطى عليهم من الحمم والشظايا والتي كانت تندفع بقوة هائلة الى مناطق أبعد كشارع الرقاص تونس وغيرها ..لكن الرعب الذي خلفته الاسلحة الفتاكة من صواريخ وقنابل ألقيت بحقد بالغ على تلك المنطقة ذلك الرعب لم يعشه احد كما فعل سكان نقم” .
ووصف التقرير حال الحي ففي السور المحاذي لحديقة برلين وباتجاه حارة السد . حيث يقول ساكنوها: أنها تضم ??? الى ??? بيت وأن أقل أسرة تتكون من تسعة افراد حيث وجد في تلك الحارة قصص الرعب التي لا زالت متناثرة كتناثر شظايا الزجاج في كل بيت حتى الابواب كأنها أصيبت بالرعب فانخلعت من شدة الفزع فكيف بالقلوب التي كانت كلها تبكي وتصرخ وتبحث عن طريقة للخروج من جهنم التي اشعلها العدوان بأسلحته التي تساقطت على رؤوسهم” .
وعن صورة الفجيعة التي عمت الحي وكيف امطرت السماء نيراناٍ وأحجاراٍ وشاركتها البيوت بنوافذها وابوابها وجدرانها بالسقوط يحكي علاء حسين الكامل كيف شاهد الصواريخ الاولى التي هزت الحي وكيف تناثرت وبدأ الناس يخرجون في خوف مشيرا إلى أن الطائرة كانت تطير على علو منخفض وتسقط سلاح لم يتمكن من وصفه حيث يقول فريق اللجنة من شدة ما وصفه علاء الكامل وما فهمناه منه أن ذلك السلاح كبير الحجم وأنه لم ير شيئاٍ يماثله من قبل.
ووفقا للتقرير لم يتحدث علاء عن نفسه كثيرا لكنه كان متوجعا على ما أصاب النساء والاطفال من رعب مستنكرا كيف يمكن لمن يحمل نفس الدين ونفس النبي ويكون مسلما أن يقتل بهذه القسوة ودون ذنب¿.
ويقول علاء :” لو أن الذي أطلق الصاروخ سمع بكاء النساء وصراخ الاطفال وخوف الشيوخ لو انه رأى زوجة العديني التي ارتفع لديها السكر وفارقت الحياة او احد رجال الحي الذي مات بارتفاع الضغط عنده لو رأى اولئك كلهم لربما رق قلبه وعاتبه دينه ومنعه قرآنه من أن يفعل بنا ما فعله “.
فيما تحدث المواطن ابراهيم محمد يحيى المفتي “انه كان خارج صنعاء وان زوجته واطفاله الثلاثة كانوا في المنزل حين سمعوا أول ضربة أهتزت لها الدنيا ولم يستوعبوا ما حصل حتى لحق الصاروخ الثاني وكانت الضربة أشد من الاولى وبدأت البيوت بالارتجاج والتساقط ولف الذعر الجميع وبدأوا بالخروج من بيوتهم بحثا عن النجاة لكن الغبار والنيران المشتعلة والركام والشظايا جعلت النزوح صعباٍ على كل سكان الحي كانت النيران تتقدم مسيرهم وكأنها هي الاخرى تريد أن تفر من الصواريخ والقنابل التي تنزل تباعا” .
الطالب في الصف الأول ثانوني ابراهيم ثابت يتحدث عن حالة الرعب والخوف التي حصلت وخاصة لأطفال اخيه فيصل الثلاثة ميلاف (?) سنوات محمد (?) سنوات جانيت (?) سنوات يقول: ” كنا نصرخ من الخوف انا وأخوتي وزوجة اخي والأطفال الصغار ومع الصاروخ الثاني بدأ كل شيء يطير من حولنا وشعرنا اننا سنصاب بالاذى” .
وأضاف:” هربنا الى منزل بيت جدتي وهناك حصل انفجار مدو على اثره دخل ضوء احمر مثل النار والتراب فهربنا مجدداٍ مع الاولاد الى خارج الحي وكان جميع سكان الحي يخرجون كما نخرج وكأننا جميعا نخرج من جهنم تاركين وراءنا النار والدخان والغبار ورائحة الحريق” .
فيما لخصت الصغيرة ميلاف مامرت به هي وأسرتها في كلمة أكبر من عمرها حين قالت: “مرعب ” .
ربما كانت ميلاف محظوظة رغم انها تحملت أضعاف ماينبغي لطفلة في عمرها فقد كبرت سنوات في يوم واحد لأن هناك طفلة في السابعة من عمرها في نفس الحي وفي نفس اليوم لم يستطع عقلها الصغير أن يتحمل كل هذا الجنون فغادرها .
ويحكي احمد جبير عن ابنته دون أن يسميها ويقول : إنها بسبب الرعب الذي عاشه الحي بسبب اليوم المرعب أصيبت بالجنون وانه قام بربطها خشية أن تفر .
ويقول فريق اللجنة انه أمام بوابة مدرسة غمدان كان علي محسن صالح الضالعي يردد هنا ابني لم نجد إلا بقايا دماء فاقتربنا نسأل العم علي عن الامر كان الرجل مغموراٍ بالحزن وهو يحدثنا عن عبدالرحمن الذي كان طالبا في الصف التاسع ولم يبلغ السادسة عشرة وهو هارب من البيت مع أمه واخوته بعد أن بدأت السماء تمطر نيران وقنابل أصيب بشظية في رجليه أمام بوابة المدرسة التي يدرس فيها لكن إصابته في رجله اليمنى كانت بالغه مما أدى الى بترها “.
وأضاف:” فيما أصيبت والدته بالشظايا في رجليها وذهبت بهم الى مستشفى الثورة ولم يتم قبولهم لان كثرة الحالات التي كانت تصل تباعا للضحايا تفجيرات حي نقم فاقت قدرة المستشفى الاستيعابية فذهبت بهم الى مستشفى خاص” .
وأشار التقرير إلى أن احد سكان الحي قال إنهم حين افاقوا لصلاة الفجر رأوا الشارع امام مدرسة غمدان مغطى بقطع صغيرة من اللحم وأجزاء من العظام وأن الكلاب قد تجمعت لتأكلها.
وقال التقرير: ” انه بعد الصاروخ الاول شهد مسجد الذكر نزوحا للنساء القريبات ظنا منهن انه مكان آمن ولا يمكن استهدافه لكن الصاروخ الثاني خيب ظن الجميع وأصاب المسجد بأضرار بالغة فتطايرات النساء هاربات من الشظايا وجبروت العدوان الذي لم يحترم هذا المسجد وكذلك فعل بمسجد الرحمة في نفس الحي” .
وأوضح التقرير أنه حسب إفادات التقارير الاولية أن أكثر من (?? ) شخصا قضوا نحبهم جراء التفجيرات التي استهدفت حي نقم وأن هناك أكثر من (???) جريح وبسبب الحصار الذي يفرضه العدوان برا وبحرا وجوا فإن عدداٍ كبيراٍ من هؤلاء الجرحى ممن لا يمكن إسعافهم بمايحتاجونه من الدواء المناسب مرشحون للرقود في ثلاجة الموتى كجرائم مركبة.
ولفت التقرير إلى أنه يوجد في ثلاجة الموتى في مستشفى الثورة ثمان جثث من ضحايا العدوان الذي استهدف الابرياء في نقم بعضهم مجهول الهوية وبعضهم تفحمت جثته وبعضهم تناثر دماغه والبعض مفصول الرأس” .
ونقل التقرير الوضع الإنساني في بعض اقسام مستشفى الثورة العام الذي تأثر معظمه جراء العدوان الهمجي لحي لنقم حيث وجد في العناية المركزة بقسم الجراحة في المستشفى حسبما قيل لفريق اللجنة أنه مراسل قناة السعيدة رضوان السماوي وهو ليس من سكان حي نقم ولم يكن مارا في ذلك الحي ساعة الانفجار . وانما داخل منزله في شقته في الدور الثالث في شارع الرقاص .
ولم يتوقع رضوان او يخطر بباله وهو يسمع أن بداية الانفجار في نقم انه هو وأمه وابنة اخته سيكونون من ضحايا ذلك الانفجار .
ويصف الطبيب عماد النجري حالة رضوان بالسيئة ويقول : المريض خضع لعملية بتر من أعلى قمة الرجل اليسرى كما انه يعاني من تهتك شبه كلي للذراع الايمن وإذا لم تستجب ذراعه للأدوية فسيتم بترها “.
وغير بعيد عن رضوان سمع الفريق الطفل محمد عصام ناصر الذي لا يتجاوز السادسة من عمره يئن حيث أصابته الشظايا في البطن مما أدت الى تلف في الطحال واجريت له عملية لاستئصالها .
ويقول تقرير اللجنة الوطنية لتوثيق جرائم العدوان وتنسيق جهود الإغاثة ما بين الطفل الذي بدون رأس والطفل الذي بدون طحال والطفلة التي جنت والأطفال المفقودين حتى اللحظة سجل طويل في قائمة انتهاكات بحق اطفال اليمن وانتهاكات أخرى بحق الانسان اليمني اينما كان” .
تصوير/ فؤاد الحرازي/محمد حويس

قد يعجبك ايضا