من حين لآخر تزداد معاناة المواطنين جراء العدوان الغاشم على اليمن وحصاره المفروض برا وبحرا وجوا وما آلت إليه أوضاع البلاد نتيجة ذلك من أزمات خانقة في المأكل والمشرب وفي كل ما يحرك الحياة العامة للمواطنين كحصار اقتصادي وإنهاك البنية التحتية للبلاد وانهاك المواطنين وتضررهم وإغلاق كافة الأبواب عليهم . في الاستطلاع التالي رصد لأوضاع المواطنين الاقتصادية المأساوية :
يلجأ كثير من المواطنين إلى تقليل الاستهلاك والاستخدام المفرط لكثير من الأشياء الأساسية وذلك لوقع الحرب والحصار المفروض علينا من قبل العدوان السعودي وحلفائه , ويلجأ المواطنون إلى تقليل استخدام المياه وذلك لانعدامها لفترة كبيرة تصل إلى ثلاثة أسابيع وأكثر نظراٍ لاحتياج مؤسسة المياه إلى مادة الديزل المعدمة حتى تستطيع ضخ المياه إلى الأحياء السكنية بشكل متواصل , المواطن محمد حمران أحد المواطنين الذين يقفون لساعات طويلة في الطوابير التي تصل إلى عدة أمتار على الشارع العام بالقرب من أحد المساجد وذلك للحصول على القليل من المياة للاستهلاك اليومي , ويرى أن هذا الروتين تعود عليه يوميا وأصبح لزاما عليه كونه يمتلك أسرة وليس لديه أولاد يقومون بهذا العمل والانتظار لحين يأتي دوره للحصول على الماء .
وايتات الماء ترتفع
ويشير الأخ محمد إلى أن كثيراٍ من الأشياء الضرورية والإلزامية باتت أسعارها مرتفعة كالمياه والمشتقات النفطية وغيرها , ويضيف إن ما يضطره للوقوف في الطوابير الطويلة انتظارا للماء هو ارتفاع أسعار الوايتات الماء إلى 7 آلاف ريال والبعض يبيعه بـ 8 آلاف ريال ويعتقد أنه ربما يرتفع اكثر في الأيام القادمة بفعل انعدام المشتقات وارتفاع أسعارها وكذلك تأخر وصول المياه من مراكز توزيع المياه التابعة لمؤسسة المياه وهذا بدورة سيرفع أسعار الوايتات الماء بأكثر من سعره الحالي .ويؤكد حمران على ضرورة الحد من ارتفاع الأسعار الذي يدفع بعض المواطنين إلى التخزين للمواد والسلع والطلب بشكل اكبر من المعتاد وهذا سيشكل عبئاٍ على بقية المواطنين وسيعمل على رفع الأسعار أكثر من اللازم , ويؤكد على ضرورة التكاتف مع بعض من اجل الوقوف ضد العدوان الذي يستهدف اليمنيين بمختلف فئاتهم وأعمارهم والمطلوب أيضا أن نقلل من الاستخدام والاستهلاك للمواد الغذائية والمياه وحتى المشتقات النفطية لكي نوفر للأيام القادمة التي ربما تكون اشد حالا من الآن في الحصار الغاشم على البلاد من قبل العدوان السعوامريكي .
انعدام للمشتقات النفطية
المشتقات النفطية بما فيها البترول والديزل تعاني الانعدام وتهاتف المواطنين عليها , حيث لوحظت كثير من السيارات والناقلات التي تعمل بالبترول والديزل واقفة عن العمل ومشكلة طوابير طويلة أمام المحطات منتظرة التعبئة وهذا ما أكد عليه أحد سائقي التاكسي وضاح مطهر حيث أشار إلى أن المواطنين بطبيعة حالهم قد مروا بأزمات كثيرة في المشتقات النفطية ولذلك تجدهم يقتسطون في استخدام البترول والديزل ويأخذون من المحطات ما يكفيهم فقط إلا البعض من سائقي السيارات أو الناقلات يشوه الصورة حيث يعمل على مخالفة الطوابير أمام المحطات وعرقلة الحركة في محاولة لأخذ الكمية الكبيرة من الديزل أو البترول وهذا يعد أسلوباٍ خاطئاٍ خصوصا ونحن نعيش أزمات متتابعة القت بظلالها على حياة الناس كافة وقلصت حجم الاستهلاك لديهم .
ويوضح السائق محمد أن أصحاب التاكسي هم اكثر ضررا من انعدام البترول ويعلل ذلك بسبب أن كثيراٍ من سائقي التاكسي يعولون أسرهم على ما يجنونه من أموال من التاكسي , مضيفاٍ إن استمرار هذه الأزمة سيعمل على إيقاف الكثير من سائقي التاكسي عن العمل ويلحق بهم الكثير من المعاناة وبالذات الذين ليست لديهم أعمال أخرى غير التاكسي .
أزمة غاز
ويشكل انعدام البترول والديزل السبب الآخر الذي أدى إلى أزمة مستفحلة في الغاز كون أكثر من كان يستخدم البترول أو الديزل في أعماله سواء للسيارات أو بعض الآليات والمعدات والمواطير لجا إلى استخدام الغاز مما ضاعف من أعداد مستهلكي الغاز في حين أن الغاز يعاني من أزمة كبيرة الأمر الذي خلق انعدام شبه كلي للغاز على أغلب المحافظات اليمنية .
ولوحظ في الفترة الأخيرة وبالذات هذه الأيام حسب قول عبدالله الحميدي أن هناك الكثير من السيارات التي تعمل بالغاز وتستهلك الكثير منه زادت بنسبة كبيرة مما ضاعف أعداد الطوابير للسيارات أمام المحطات تزاحما مع أعداد دبات الغاز المنزلي وشكل ذلك أزمة خانقة في العاصمة صنعاء وفي العديد من المحافظات. ويضيف عبدالله إن أسعار الغاز ارتفعت بشكل ملحوظ نظراٍ للطلب الكبير عليه من قبل المواطنين للاستخدام المنزلي وكذلك للسيارات والناقلات , وقد وصل أسعار العشرين لتراٍ من الغاز إلى 5آلاف ريال عند أصحاب العربيات المتنقلة ويقول عبدالله إنه يلجأ هذه الايام إلى شراء الغاز من أصحاب العربيات تهربا من الطوابير الطويلة أمام محطات تعبئة الغاز .
وقوف بعض الأعمال
وتشكل مادة الديزل عبئاٍ كبيراٍ على من يمتهنون الأعمال الحرفية ومن ضمنها النجارة والحديد والألمنيوم وذلك لانقطاع الكهرباء المستمر , ولجوء أصحاب هذه الأعمال إلى شراء المواطير والتي تعمل أغلبها بمادة الديزل الذي ينعدم في أغلب الأحيان وبشكل متكرر, ويرى نصر الشرعبي أن الديزل يشكل عائقاٍ على عملهم اليومي وعلى الدخل الشهري حيث يضيف ميزانية أخرى إلى جانب حق الإيجار والنظافة وغيرها من المصروفات الشهرية .
ويضيف الشرعبي إن غياب الديزل بشكل مستمر يعيق العمل داخل الورشة وأدى إلى خسارة الكثير من الزبائن حيث تتأخر بعض الأعمال نتيجة لغياب الديزل وانقطاع الكهرباء باستمرار .
أما الأخ رياض الشميري والذي يعمل في صالون حلاقة فضرره آخر , حيث يقول :إن الانطفاءات المتكررة تضطره إلى استخدام الماطور بكثرة وبالمقابل استهلاك كمية كبيرة من البترول الأمر الذي يجعل صاحب المحل يقلل من المصروف اليومي له ولبقية العمال .
ويعتبر الشميري أن هذا الأمر كارثة عليه كونه رب أسرة وله أربعة أولاد ويسكن في بيت إيجار بمبلغ 25 ألف ريال ويحتاج إلى مصاريف يوميه تصل على الأقل 3 آلاف وبعض الأحيان اكثر , وبحسب قوله فإنه لا يستطيع عمل أي شيء غير الاستمرار في عمله بصالون الحلاقة حتى تهدأ الأوضاع وتتحسن المعيشة لدى سائر الناس.