رغم أن وسائل الإعلام الأمريكية تنشر وتتحدث عن الوضع المأساوي في اليمن والتدمير الهائل والعدد الضخم من الضحايا الأبرياء والذي خلفه – ومازال – العدوان الإجرامي السعودي الخليجي.. إلا أن سياسة البيت الأبيض مازالت تدعم العدوان.. وبالمقابل الجمهورية الإيرانية تصرف كلاماٍ في كلام (وياما أسهل الكلام) وكذلك روسيا وغيرها.. إنها لعبة السياسة الدولية “القذرة”.. إنها لعبة المصالح و”اليمن” الضحية التي يتم ذبحها احتفالاٍ بميلاد نظام عالمي دموي جديد .. فهل فهمتوا يا أبناء بلادي وهل أيقظتكم القنابل المْدمرة من سباتكم وجهلكم بمصلحة اليمن..!!¿
> ” الحرب في اليمن سمحت للقاعدة بالتوسع “
كان هذا عنوان تقرير صحافي نشرته صحيفة نيويورك تايمز ( 16 إبريل )عن الغارات العسكرية الجوية التي يشنها تحالف السعودية ضد اليمن .. ومن ضمن ما ذكره التقرير أن المسؤولين الكبار بوزارة الدفاع الأمريكية لديهم معرفة تامة بأن هذه الغارات والمدعومة من أمريكا قد ساعدت تنظيم القاعدة في التوسع والسيطرة على مساحات ومرافق حيوية في جنوب اليمن وخصوصا حضرموت.. وفي هذا الصدد عبر آشتون كارتر وزير الدفاع الأمريكي في مؤتمر صحافي عن قلق أمريكا البالغ حيال ذلك .. وقال: إنه من الأفضل والأسهل أن تقوم أمريكا بعمليات مكافحة الإرهاب في ظل وجود حكومة ( يمنية ) مستقرة .. ويجب أن نحمي أنفسنا ضد القاعدة لأنهم خطرون .. كما أكد على التحالف الكبير بين أمريكا والسعودية وأن أمريكا تساعد السعودية على حماية نفسها وحدودها .
> كاميرا ” الحرة ” في صعدة ..خراب ودمار بعد عاصفة الحزم
• رغم أن الوضع الإنساني سيئ جداٍ في اليمن إلا أن العدالة الدولية في سبات – متعمد – عميق .
ارتفعت الأصوات في الأسابيع الأخيرة هنا في بلاد العم سام محذرة ومنددة بالوضع المأساوي في اليمن جراء عدوان التحالف السعودي .. وأقوى هذه الأصوات ما نشرته شبكة ال ” سي إن إن ” الاخبارية ( 4 مايو ) عن البيان المشترك لمنظمة أطباء بلاحدود واللجنة الدولية للصليب الأحمر..وقد تم نشر ملخص لهذا البيان هنا في ” الثورة ” الثلاثاء الماضي وأكتفي هنا بما قالته “ماري إليزابيث إينغرس” رئيسة بعثة منظمة أطباء بلا حدود في اليمن ” لقد تسبب النزاع الحالي بالفعل في معاناة شديدة للسكان في جميع أنحاء البلاد… وأن تدمير مدرج الإقلاع والهبوط في مطار صنعاء يعني أن آلاف الأرواح أصبحت الآن أكثر عرضة للخطر ولا يسعنا أن نقف مكتوفي الأيدي بينما يضطر الناس لشرب مياه غير مأمونة ومضرة بالصحة ويموت الأطفال لأسباب يمكن الوقاية منها.”
كما نشر موقع شبكة سي إن إن بالعربي مقالاٍ للكاتب الكبير فهمي هويدي (الثلاثاء ) تحت عنوان ” من يتجرع السْم لإنقاذ اليمن .!¿ ” وقال فيه : ” من الجنون أن يتم إنقاذ اليمن بتدميره ومن العار أن يشارك بعض العرب في ذلك… إن «حرب الضرورة» عالجت وضعاٍ سيئاٍ بما هو أنكى وأسوأ… ما خطر لي أن يصل الأمر إلى حد تدمير البلد وترويع وتشريد شعبه وإعادته إلى الوراء مائة عام على الأقل.. ما تخيلت أن نعالج أزمة بكارثة… وأن يفضي صد غارة الحوثيين إلى معاقبة 25 مليون يمني وتحويل حياتهم إلى جحيم…”
أيضاٍ شاهدت عدة فيديوهات مأساوية في موقع ” قناة الحرة ” أحدها بعنوان ” كاميرا الحرة في صعدة .. خراب ودمار بعد عاصفة الحزم .” وقد سلط التقرير الضوء على الدمار الهائل والوضع الإنساني المأساوي بالمحافظة وخصوصا تدمير المراكز الحيوية مثل محطة الكهرباء والثلاجات المركزية لتخزين وتسويق المحاصيل الزراعية ومحطة تعبئة الغاز المنزلي .. وقال التقرير: إن عاصفة الحزم دمرت المْنشآت المدنية بالمحافظة بالكامل .
> لهذا السبب وصل أغبى وأضعف سياسي إلى ” قصر النهدين ..!!!¿
من بين الدمار وألسنة اللهب والجْثث والرماد ترتفع لافتة في سماء اليمن مكتوب عليها ” إن القوى السياسية لم تعد قوية وأصبحت ممزقة وضعيفة سياسياٍ ومعنوياٍ ..” ..
والنتيجة المؤلمة والأكيدة أن الكل خسر .. و” الشيطان ” هو الفائز الوحيد.. أو بلغة الحرب ” العدو “.. وهناك اختلاف على ( من هو العدو ..!!!¿).. فالبعض يعتبره ” السعودية ” والبعض الآخر يعتبر إيران أكبر “عدو ” أما البعض الآخر فيقول إن ” أمريكا ” هي ” العدو الأكبر ” ..لاحظوا هنا تم استبعاد العدو الحقيقي ( اسرائيل ) التي أصبحت – عملياٍ – صديقة لبعض الدول العربية..الآن اسرائيل ترقص طرباٍ وتنعم بالأمن والأمان والاستقرار وفي ذروة ابتهاجها.. ولو فتحنا صْدور الصهاينة لوجدنا أن مؤشر السعادة في قلوبهم قد وصل إلى أعلى مستوياته. لقد اشعلوا وبذكاء نيران الحقد الطائفي في صدورنا ووفروا على أنفسهم أموالاٍ وأسلحة ضخمة .
أنا شخصياٍ اعتبر ” الجهل ” هو العدو الوحيد والأكبر لليمن منذ 26 سبتمبر 1962م وحتى كتابة هذه السطور.. فبالإضافة إلى الجهل ” العادي ( عدم القراءة والكتابة ) هناك الجهل الأكبر أبو ” بيادة وكرفتة ” الجهل الذي أوصل أغبى وأضعف سياسي في تاريخ اليمن إلى قصر النهدين ( دار الرئاسة ).. والمْضحك المؤلم أن كل القوى السياسية وافقت على عبدربه منصور هادي رئيساٍ لاعتقادها أنها ستتحكم به على مزاجها ولكنه خبطهم كلهم ببعض وكسر رؤوسهم ودمر البلاد وخلع ” يمنيته ” ولبس الزي العْماني وهرب إلى عند أسياده .
أعرف أن هناك الكثير من الوطنيين والشرفاء والمثقفين في البلاد.. ولكن- للأسف – لم تتح لهم الفرصة لبناء اليمن وحمايته .. ولهذا وصلنا إلى هذا الحال الكارثي ..!!¿
aljermozi@hotmail.com