دوري القدم .. بداية مبكرة ونهاية غير متوقعة

لم يكن أحد يتوقع أن ينتهي دوري الدرجة الأولى لكرة القدم بالصورة التي شهدها هذا الموسم والتي شكلت صدمة كبيرة لكل المتابعين والشارع الرياضي الذين كانوا قد استبشروا خيرا بانطلاقة الدوري في موعد مبكر في 22 أغسطس 2014م والذي كان مؤشرا إيجابيا لتثبيت روزنامة النشاط الكروي بحيث يبدأ وينتهي الدوري بالتزامن مع البطولات المحلية الأخرى في المنطقة والعالم.
دوري النخبة إنطلق في موعد للمرة الأولى في تاريخ المسابقة بعدما كان يطلق عليه مسمى أطول دوري في العالم نظرا للفترة التي كانت تتخللها المسابقة والتي كانت تعترضها الكثير من محطات التأجيل المسببة وغير المسببة.
في هذا الموسم أبدت عدد من الأندية مخاوفها مطلع الموسم من خوض المسابقة بدون إعداد أو تجهيز فرقها الكروية لكن قبلت على مضض خوض الدوري رغم الكثير من المنغصات وهو ما انعكس على المستوى الفني للدوري الذي بدا متواضعا وباهتا من حيث أداء اللاعبين نظرا لعدم وصولهم للجاهزية المطلوبة التي تؤهلهم لتقديم الأداء المأمول.
واستمرت حالة التذبذب في المستوى حتى منتصف مرحلة ذهاب الدوري وتحديدا بعد الجولة السادسة حيث بدأ يطرأ على الفرق تطور ملموس بعد خوض سلسلة من المباريات التي كانت بمثابة محطة إعداد لتلك الفرق في الدوري مما أحدث حالة من التنافس والندية في الدوري حتى انتهاء الجولة الأخيرة من مرحلة ذهاب الدوري.
ومع انطلاق مرحلة الإياب والتي كانت تنبئ عن احتدام التنافس سواء بين فرق الصدارة التي تتطلع للتتويج أو المؤخرة الباحثة عن طوق النجاة والهروب من شبح الهبوط فقد حدثت المفاجأة غير المتوقعة حينما بدأ مسلسل التأجيل للمباريات ابتداء بتعذر إقامة مباراة شعب حضرموت وإتحاد إب والتي كانت مقررة في ملعب بارادم بالمكلا ضمن الجولة الرابعة عشرة والتي أعقبتها أحداث الشغب التي رافقت مباراة شعب حضرموت والصقر لتتصاعد تلك الظاهرة وصولا إلى امتناع عدد من فرق المحافظات الجنوبية عن خوض المباريات في الدوري وهو المؤشر الذي كان يتطلب اتخاذ خطوات حازمة من قبل إتحاد كرة القدم الذي اكتفى بالتأجيل دون تحديد الموعد أو المكان البديلين وهو ما حفز تلك الفرق على التمادي وتكرار حالة الرفض والامتناع عن المشاركة في الدوري الأمر الذي تسبب في توقف شامل للدوري بعدما أصبحت إقامة المباريات في بعض الأماكن تشكل خطرا كبيرا على سلامة اللاعبين وخاصة في مدينتي عدن والمكلا لا سيما بعد محاصرة لاعبي شعب إب في مقر الإقامة بمدينة عدن وخروجهم بصعوبة من المدينة أثناء تواجدهم لخوض المباراة المقررة أمام وحدة عدن ضمن الجولة الخامسة عشرة.
وبعد انتهاء الجولة السابعة عشرة في 17 يناير الماضي تم إقرار توقف الدوري بشكل كلي بسبب تصاعد أعداد المباريات المؤجلة والذي وصل إلى تسع مباريات خلال أربع جولات وهي من الرابعة عشرة وحتى السابعة عشرة وبعدما كان قد وصل إلى مرحلة متقدمة بإقامة (110) مباريات من إجمالي (182) مباراة وبنسبة تصل إلى (60%) وكان يتبقى (72) مباراة من الدوري بنسبة (40%).
ومع تزايد فترة التوقف بدأت الأصوات تطالب بإيجاد حلول سواء بالإلغاء أو إستكمال الدوري بطريقة التجمعات وبصورة مضغوطة بما يسهم في الانتهاء من الدوري إلا أن ذلك لم يتسن في ظل تدهور الأوضاع بسبب العدوان السعودي الغاشم الذي كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير والذي تسبب في إيجاد حالة من الجمود والتوقف الكلي للأنشطة الرياضية في الوطن وفي مقدمتها اللعبة الأكثر جماهيرية كرة القدم.

https://www.althawranews.net/pdf/2015/05/09/10.pdf

قد يعجبك ايضا