القصف السعودي للمطارات يعيق إيصال المساعدات

العمل الإنساني يعاني من عدم مقدرة الطواقم الطبية وشاحنات نقل الأدوية على التحرك في اليمن
المستشفيات مهددة بالإغلاق لانعدام وقود تشغيلها .. والتهاب اللوزتين يودي بالحياة

● أكدت رئيسة بعثة أطباء بلا حدود في اليمن ماري إليزابيث إنغريس, أن العمل الإنساني والطبي بشكل عام في اليمن تعترضه العديد من المشاكل ومنها عدم مقدرة الطواقم الطبية وشاحنات نقل الأدوية على التحرك في بعض المناطق بسبب إيقاف واحتجاز الشاحنات وانعدام المشتقات النفطية.
وأكدت لـ “الثورة” في هذا اللقاء أن المنظمة تواجه مشكلة إدخال المساعدات الإنسانية بعد قصف مدرج مطار صنعاء ومطار الحديدة من قبل الطيران السعودي الذي اعتبرته يعيق إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن.. إلى التفاصيل :
● بداية.. ما دور منظمة أطباء بلا حدود في اليمن هذه الأيام¿
– بدأت منظمة أطباء بلا حدود عملها في اليمن سنة 1986م وتعمل في البلاد بشكل مستمر منذ عام 2007م, حيث قدمت المنظمة وتقدم خدماتها الطبية مجاناٍ للسكان المتضررين من العنف وأولئك الذين لا يستطيعون الحصول على الرعاية الصحية وفقاٍ للأخلاقيات الطبية وبنزاهة بغض النظر عن انتماءات المرضى السياسية أو الدينية أو المذهبية أو العرقية.
خمس محافظات مستهدفة
وتعمل المنظمة حالياٍ في اليمن بشكل دائم في محافظات عمران وصنعاء وعدن والضالع  وحجة ويعمل لدى المنظمة فريق طوارئ يقدم المساعدات الطبية على هيئة تبرعات أدوية ومستلزمات طبية وتقديم التدريب الخاص بأوقات الطوارئ لمحافظات أخرى متضررة بحسب الحاجة والإمكانيات. وشمل تدخل أطباء بلا حدود في عام 2014 و2015م المحافظات التي ذكرتها لك بالإضافة إلى محافظات البيضاء ولحج وأبين وصعدة والحديدة وإب وذمار وتعز وحضرموت.
 * ما هي الخدمات الصحية للمنظمة.. ما حجمها¿
–  تختلف الخدمات الصحية التي تقدمها المنظمة بحسب الاحتياجات لكل منطقة وغالباٍ ما تعمل المنظمة على سد هذه الاحتياجات بحسب إمكانياتها. فعلى سبيل المثال محافظة عمران التي يقطن فيها حوالي مليون شخص هي من المحافظات اليمنية التي لا تتوفر فيها مستشفيات خاصة بجانب المستشفيات الحكومية لذلك يتركز كل الضغط على المستشفى العام في مركز محافظة عمران ومستشفى السلام في مديرية خمر ويزداد الضغط على هذين المرفقين الصحيين عند وجود أعداد كبيرة من النازحين من المحافظات المجاورة لذلك فإن أطباء بلا حدود ارتأت تقديم الدعم في هذه المحافظة نظراٍ للاحتياجات الكبيرة التي لا تغطيها أي مرافق صحية موجودة في المحافظة باستثناء بعض المراكز الصحية التي لا تغطي احتياجات السكان بالكامل. تعمل أطباء بلا حدود في مستشفى السلام التابع لوزارة الصحة وتدير أقسام الطوارئ والعلاج الطبيعي ووحدة العناية المركزة والعمليات الجراحية وقسم طب الأطفال والرقود الداخلي والحضانة وغرفة الولادة وغرفة رعاية الحوامل وبنك الدم وغرفة المجارحة كما تقدم المنظمة خدمات تكميلية مثل التخلص من نفايات المستشفى وخدمات النظافة العامة للمستشفى, أما في محافظات أخرى كمحافظة عدن على سبيل المثال ونظراٍ لوجود مستشفيات خاصة بجانب المستشفيات الحكومية ووفقاٍ للأوضاع التي تعيشها المحافظة فإن أكثر الاحتياجات التي التمسناها هناك هي ضرورة وجود مرفق صحي يقدم الرعاية الصحية لضحايا العنف مجاناٍ. وبنفس الطريقة نعمل في المحافظات الأخرى حيث تدعم المنظمة مستشفى النصر في الضالع ومركز قعطبة الصحي وتقوم بالعمل مع البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز في صنعاء و الحديدة.
100 طن مساعدات
* ماذا عن الخدمات الإنسانية والطبية التي تقدمها المنظمة في ظل العدوان على اليمن¿
– حالياٍ ازداد نشاط المنظمة الطبي في المناطق التي تعمل فيها وذلك لسببين الأول هو استقبالنا للضحايا بشكل أكبر من السابق. فمنذ التاسع عشر من مارس استقبلت المنظمة في محافظات عمران وحجة وعدن والضالع أكثر من 1300 جريح سواء بسبب الضربات الجوية أو بسبب الاشتباكات على الأرض. السبب الثاني هو أن المنظمة تعمل على توسيع تدخلاتها الإنسانية في مناطق أخرى متضررة بسبب الوضع مثل محافظتي صعدة وتعز, كما أرسلت أطباء بلا حدود زورقين يحملان 17 طناٍ من المساعدات الطبية الطارئة إلى عدن حيث تدير المنظمة بشكل مستقل مستشفى للحالات الطارئة وتقوم حالياٍ بدعم مركز صحي في مديرية كريتر يستقبل الجرحى. وأرسلت المنظمة أيضاٍ طائرتين تحملان 83 طناٍ من المساعدات الإنسانية للمحافظات الأخرى التي تعمل فيها المنظمة وتدعمها. وبجانب النشاط العملي على الأرض فإن أطباء بلا حدود تناشد وتطالب كل الأطراف بالسماح لسيارات الإسعاف بنقل المصابين إلى المستشفيات وعدم اعتراض الطواقم الطبية.
* كيف تقيمون العمل الإنساني للمنظمات العاملة في اليمن سيما وأن الوضع يوحي بأزمة في عدد من المدن اليمنية¿
– نحن الآن نعيش الأزمة من عدة نواحي. فنحن من ناحية نعاني من مشكلة انعدام مشتقات البترول التي لو استمرت فإن المستشفيات مهددة بالإغلاق لعدم توفر الوقود لتشغيلها. ويعاني المواطنون أيضاٍ من صعوبة التحرك والذهاب للمستشفيات إما بسبب عدم وجود المواصلات أو بسبب انعدام الجانب الأمني بشكل تام في بعض المناطق وبشكل جزئي في مناطق أخرى. هذا بالإضافة إلى أزمة المياه التي سببها عدم توفر المشتقات النفطية الضرورية لتشغيل شاحنات نقل الماء حيث يضطر الناس لشرب مياه غير مأمونة وضارة بالصحة ويموت الأطفال لأسباب من الممكن الوقاية منها.
* ما هي معايير تقديم المنظمة خدماتها¿
– تقدم المنظمة خدماتها مجاناٍ بدون أي تحيز لأي طرف وبغض النظر عن خلفيات المرضى السياسية أو الدينية أو المذهبية أو العرقية  وأطباء بلا حدود هي منظمة دولية  طبية مستقلة وحيادية, أي أن طواقمنا الطبية المحلية والأجنبية تعمل وتلتزم بعدم التعبير عن أي آراء سياسية أو دينية أو أيدلوجية.
  شاهد على الأحداث
* كيف تكون المنظمة شاهداٍ على الأحداث التي تتدخل فيها سواء في الحروب أو الكوارث¿
– أطباء بلا حدود لا تنقل إلا ما  تلمسه على أرض الواقع وكل البيانات الصحفية التي نقوم بها تعبر عما نتعرض له ويتعرض له العاملون الصحيون خلال تأديتهم للعمل. وقد أصدرنا بيانات صحفية تدين الاعتداء على سيارات الإسعاف وعلى الطواقم الطبية وعلى عرقلة العمل الطبي. ومؤخراٍ أصدرنا بياناٍ صحفياٍ مع لجنة الصليب الأحمر الدولية نعرب فيه عن قلقنا بعد قصف قوات التحالف (العدوان السعودي على اليمن) لمطاري صنعاء والحديدة. ومن أجل الشفافية فإننا نشارك الإعلام  بشكل مستمر بآخر المستجدات التي تمر بها طواقمنا المحلية والأجنبية. تلك القصص والشهادات متوفرة على صفحتنا على الفيسبوك وتويتر. هناك أيضاٍ الكثير من الصعوبات التي تعترض المواطنين في هذه الظروف الصعبة. هناك مثلاٍ مرضى لا يستطيعون الوصول إلى المستشفى لعدم توفر المواصلات من مناطقهم إلى مستشفياتنا. نحن قلقون على الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن والضحايا الذين لا يستطيعون الوصول إلى المستشفى أو يصلون متأخراٍ. يؤدي هذا إلى حصول مضاعفات صحية بالنسبة إليهم قد لا يستطيع العاملون الصحيون تداركها. أذكر لك مثلاٍ أنه جاء طفل عمره أربعة أعوام يعاني من التهاب اللوزتين حيث أنه لم يتلق أي معاينة طبية خلال فترة الالتهاب. للأسف تم نقله للمستشفى بعد أسبوعين من بدء الالتهاب الذي كان قد وصل إلى مرحلة متقدمة جداٍ حتى توفي الطفل بينما كان من الممكن جداٍ إنقاذه لو تم إسعافه في الوقت المناسب.
1300 جريح
* هل لدى المنظمة إحصائية بعدد القتلى والجرحى جراء الحرب على اليمن¿
– استقبلنا في مشاريعنا حتى الآن أكثر من 1300 من الضحايا في الضالع وعدن وحجة وعمران بالإضافة إلى المرضى الأخرين الذين يترددون على مستشفياتنا من الأطفال والنساء وكبار السن.
قصف المطارات
* ماذا عن الصعوبات والتحديات التي تواجهونها أثناء العمل في اليمن¿
– هناك مشكلة تعترض العمل الإنساني والطبي بشكل عام وهي عدم مقدرة الطواقم الطبية وشاحنات نقل الأدوية على التحرك في بعض المناطق بسبب انعدام الجانب الأمني وبسبب إيقاف الشاحنات من قبل المسلحين. لذلك تضطر للانتظار أوقاتا كثيرة حتى تهدأ الأمور ويْسمح لها بالتحرك وهذا يؤثر سلباٍ على سير العمل الطبي وعلى المرضى. ازدادت الأمور تعقيداٍ بالنسبة إلينا بعد أن تم قصف مدرج مطار صنعاء حيث كنا نعتمد عليه في إرسال المساعدات الطبية من الخارج إلى اليمن.
* كلمة أخيرة تودون إيصالها¿
– أحيانا يتم تداول معلومات خاطئة عن المنظمة وهذا من شأنه عرقلة عملنا في المناطق التي نعمل فيها وقد يؤثر على وصول الرعاية الصحية الى من يحتاج إليها. لذلك نأمل من كل وسائل الإعلام التواصل معنا بشكل مستمر عبر صفحتنا على الفيسبوك والتويتر أو البريد الإلكتروني لتحري الأخبار التي يتم تداولها عن منظمة أطباء بلا حدود.

قد يعجبك ايضا