أصوات الصواريخ والقذائف تطغى بتعمد واضح على مبادرات الحل المدنية

> جميع المبادرات تنطلق ابتداء من فرضية وقف العدوان أولا وتحقيق السلام

> منظمات المجتمع المدني الوطنية تحمل شعوراٍ صادقاٍ بالمسؤولية وتجابه العدوان

يتعرض اليمن لأبشع عدوان تزداد وحشيته كل يوم على شكل سيناريوهات تدميرية طالت الإنسان والاقتصاد ودمرت كل مقدرات اليمن ..
ومن هنا تزداد الحاجة إلى مبادرات وطنية وصمود استثنائي يجابه هذا العدوان السعودي الأمريكي الغاشم ..ولعل البوصلة تتجه إلى المجتمع المدني بأوعيته المختلفة الذي حمل بعضه على عاتقه مهمته الوطنية وتحلق حول مبادرات احتجاجية وأخرى داعمة تضغط على المجتمع الدولي لإيقاف العدوان على اليمن والسعي باتجاه فضح جرائم العدوان وحصاره الشامل الذي يستهدف جميع اليمنيين دون استثناء في مخالفة صارخة للقانون الدولي الإنساني ..
وفي هذا السياق انطلقت مبادرات كثيرة لمنظمات مجتمع مدني وطنية وفاعلة ..فماذا تحمل هذه المبادرات ¿وما أهمية ما تقوم به في توصيل صوت اليمنيين للمجتمع الدولي¿
نتابع حصيلة الاستطلاع التالي الذي ناقش مع مختصين عدد من مبادرات المجتمع المدني في سياق مجابهة العدوان:

المهمة شاقة ومعقدة بتعقيدات المشهد الوطني لان الصراع قد توقف عنده الكلام وأصبحت لغة المدافع والدبابات والصواريخ هي الصوت المسموع حتى بتنا في وضع يخيف الجميع وأصبح صوت الغالبية العظمى من الشعب صوت خافت لا يكاد يظهر إلى الفضاء العام بشكل واع
هكذا بدأ حديثه المهندس عبدالرحمن العلفي – المدير التنفيذي للمركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل ( منارات ) والذي يقول: إن المبادرات التي تقدمها منظمات المجتمع المدني أشرف وأنقى وأصفى وأجل مبادرات لكن لا تلقى طريقها إلى النور ذلك لان أي مبادرة تتطلب رافعة قوية إما في شكل قوة سياسية مؤثرة في المشهد السياسي أو في شكل دولة أو شكل منظمات دولية كما أن المتقاتلين لم يعودوا يجهلون كيف يمكن معالجة مشكلة البلد بل هم يعرفون جيدا أن لاسبيل سوى الحوار والتفاوض.
ويرى العلفي أن دور العقلاء والعلماء والمفكرين ومنظمات المجتمع المدني يختفي عندما تتحدث البنادق كما أنه في الوقت الحالي لن تجد هذه المبادرات تجاوب على أرض الواقع لأن صوت الرصاص أعلى بكثير من صوت الكلمة الحرة الصادقة الوفية مع الله والناس ومع حتى المتقاتلين .

وقف العدوان
ويضيف العلفي: هناك أكثر من عشر مبادرات قدمتها منظمات المجتمع المدني تحمل كل مبادرة رؤية وأفكار تناقشنا حولها وقد نتوافق وقد نختلف وتتباين فيها وجهات النظر.. لكننا جميعا نجمع أولا وآخرا على إيقاف الحرب وعدم استمرارها.
وقال العلفي : خلافاتنا في الداخل غير خلافتنا مع الخارج لان خلافاتنا في الداخل نستطيع أن نسويها بقدر من الصبر والتنازل ولكن خلافاتنا مع الخارج لابد أن نتوحد حولها خاصة عندما يريد الخارج أن يقتلنا جميعا ويذبحنا من الوريد إلى الوريد وفي هذه الحالة لابد من الصمود والتضحية ولابد من الصبر والاحتساب عند الله وأيضا إعداد العدة ..والمجتمعات والشعوب لا تقهر إلا إذا انكسر كبرياؤها ونحن لا نزال والحمد لله مرفوعي الرأس.

وحشية العدوان
ومن جانبه يقول الدكتور قاسم الطويل – رئيس التجمع المدني للسلم والعدل : كل مبادرات منظمات المجتمع المدني تنطلق من الشعور الصادق بالمسؤولية للوطن والتنديد بالعدوان ورسالتنا مفادها أن مبادرت التجمع المدني للسلم والعدل التي صيغت تحت شعار “ولاؤنا لله ثم للوطن وحبنا لكل اليمن ودعوتنا الإنسانية لإيقاف الحرب في اليمن” وهي دعوة تتميز عن دعوات المنظمات الأخرى بأنها ستعمل في إطار ثلاثة مراحل الأولى تتمثل في مخاطبة كل أنحاء العالم على مستوى الخارج وكل محبي السلم والعدل في العالم وكذلك للداخل لإيقاف الحرب على اليمن المتضرر بشكل كبير إلى جانب الوضع السيئ بسبب الحرب التي تزداد وحشية يوماٍ بعد آخر.

القناعة التامة بقضيتنا
وأشار الطويل إلى أن المرحلة الثانية ستكون بالمشاركة الفاعلة والعملية في إطار تعمير هذا البلد لأنها مسؤولية الجميع وكذلك دول العدوان التي عليها مسؤولية قانونية قبل أن تكون إنسانية وأخلاقية لبناء هذا البلد حيث سيتم عمل مؤتمر عام لهذا التجمع في المرحلة الثالثة لتعليم فن الحوار والاختلاف من أجل تقديم الأفضل لليمن وسيكون العدل والسلم ذو ديمومة واستمرارية في إطار هذا البلد وسيكون له هيكلته وترتيبه عندما يستقر وتنتهي هذه الحرب ..
وأضاف الطويل: لابد أن يكون لدينا قناعة وإيمان بقضيتنا لأنها قضية عادلة وقضية إنسان ووطن وبالتالي لابد أن تتوحد جهودنا لمواجهة العدوان الذي يدمر البلد ومقدراته وبنيته العسكرية بشكل خاص.

الحل الجذري
فريدة اليريمي – من نشطاء 11 فبراير تقول : إن كل منظمات المجتمع المدني تعمل باتجاه سبيل واحد هو إيقاف الحرب والعدوان وليس فقط العدوان الخارجي بل والداخلي لأن العدوان هو العدوان ونحن نرفضه وندينه بشدة لأنه لم يكن ليجرؤ الخارج على التدخل لولا الخلاف الداخلي وإذا كنا نبحث عن حل جذري للموضوع فلا يمكن فصل تواطؤ الداخل مع العدوان الخارجي..
وتضيف اليريمي: هناك مبادرة من عدة منظمات مجتمع مدني وأكاديميين وشباب ثورة تم البحث فيها عن حلول جذرية للخروج من هذه الأزمة وكلها تجمع على أن الحل يكمن في الداخل قبل الخارج ومتى ما توحد النسيج الداخلي لا يمكن أن يجرؤ أحد على الاعتداء .
ووفقا لليريمي فإن هذه المبادرات ستقدم أولا لدول التحالف التي تسببت بهذا الدمار وأيضاٍ للقوى السياسية التي تسببت بانهيار وتدهور الوضع في اليمن ليسير في هذا الاتجاه المظلم وأخيراٍ للشعب اليمني باعتباره الضحية وبالتالي لابد أن يسهم في الحل وان يكون له دور في ذلك فكل هؤلاء مسؤولون عما يحدث .
متمنية أن تجد هذه المبادرات صدى على الواقع وهو ما يتم السعي إليه بكل جهد مهما كانت العراقيل الماثلة أمام الحل.

مبادرات مع وقف التنفيذ
فيما يرى الدكتور حمود العودي أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء : أن هذه المبادرات لاتزال حبيسة أمام منطق القوة والعنف ومنطق الاستئثار والهمجية الذي يمارسه العدوان فلا يوجد تجاوب مع هذه المبادرات لأن المسافة بعيدة جداٍ بين كل ما يقال بمنطق العقل والعلم والواقع لان القوة هي مصدر الحسم الأول .
مؤكدا أنه تم تقديم مبادرات وتم معها حوار مع كل الأطراف ووثائقنا موجودة في كل لحظة أولا بأول ولكن يجب أن نوقف النزاع الداخلي لأنه السبب ونحن الذي قدمنا لأعدائنا التاريخيين فرصة على طبق من ذهب ان يهينوا ويذلوا ويدمروا بلدنا ونحن الذين خدمناهم ولم يخدمهم أحد مثلما خدمتهم الأطراف السياسية المختلفة فيما بينها.

وقف الحرب
“مبادرة إنقاذ وطن من الخراب والضياع في أتون الحروب والصراعات” التي قدمها مجلس عام تنسيق منظمات المجتمع المدني تنطلق من أن معالجة مشكلة اللحظة التي تمر بها البلد سواء النزاع الداخلي بين اليمنيين أنفسهم أو تدخل تحالف دول العدوان الذي يقف مع طرف ضد طرف, لابد أن تبدأ من وقف الحرب أولا وبعد ذلك ستأتي مبادرات ورؤى أخرى لمعالجة المشاكل الأخرى في ظروف مواتية بعد وقف الحرب والظروف الكارثية التي تأتي كنتيجة لهذا العدوان .

قد يعجبك ايضا