أزمة غاز تجتاح المنازل والسيارات تستحوذ على نصيب الأسد!!

¶  68ألف سيارة تعمل بالغاز في صنعاء و25 ألفاٍ في الحديدة
¶ سائقون:  لجأنا للغاز لأنه أرخص
¶ محطات التعبئة  :شحة الغاز وارتفاع أسعاره بسبب زيادة أجور النقل
¶ الشركة اليمنية للغاز: مهمتنا توفير الغاز المنزلي ودخول مستخدمين جدداٍ أربك الوضع

تشهد اليمن أزمة خانقة في  المشتقات النفطية بسبب الحصار الظالم الذي تفرضه دول العدوان وعلى رأسها السعودية ..وهذا الحصار فتح الباب على مصراعيه لبدائل بعضها قد يخلق مشكلة جديدة .
ومن بين تلك البدائل لجوء أصحاب سيارات الأجرة بالتحديد إلى استخدام مادة الغاز المنزلي كبديل للبترول ومثلهم أصحاب الدراجات النارية والمولدات الكهربائية ..مما أدى إلى تزايد نسبة الطلب على الغاز المنزلي ..لنجد أنفسنا أمام مشكلة جديدة وهي شحة وانعدام الغاز المنزلي ..والشاهد شكاوى المواطنين من انعدام الغاز المنزلي مؤخرا بعد اتساع دائرة استخدامه.

الخطوة الأولى تبدأ من هنا يقول جميل جمعان- سائق: لقد أخذت سيارتي الخصوصي إلى شركة الأحمر المتخصصة بتحويل سيارات البترول إلى غاز وقد كلفني ذلك مبلغ مائة وعشرين ألف ريال ولكن هذا المبلغ أهون من سعر استهلاك البترول الذي قفز إلى أسعار خيالية وهو غير موجود أصلا . 
وتزداد أهمية استخدام الغاز لدى أصحاب باصات الأجرة وهنا يقول  عبد الحكيم عبدالله  صاحب باص يعمل بالغاز إن السبب الرئيسي وراء استخدام الغاز بدلا عن البترول لمالكي وسائل المواصلات  الأجرة هو ارتفاع سعر البترول حيث أن دبة البترول لا تكفي  للعمل طوال اليوم الواحد .
وأضاف :كما أن انعدام  البترول بشكل مستمر خلال هذه الأيام سبب لنا مشكلة وجعلنا نلجأ إلى الغاز الذي يتواجد أحيانا في بعض المحطات  ..أيضا وجود سوق سوداء للبترول والديزل جعلنا نفكر بشكل جدي في تحويل سياراتنا إلى غاز.
ويتفق معه طارق الذماري صاحب سيارة – نقل – قام بتحويل سيارته من بترول إلى غاز على أن سعر الغاز أرحم  بكثير من سعر المشتقات الأخرى..كما أنه يذهب إلى أماكن بعيدة والغاز تكلفته أقل ويناسبه تماما مقارنة بالبترول المنعدم أصلا والغالي جدا في حال الحصول عليه من السوق السوداء  .
فيما يرى محمد صلاح-  سائق تاكسي- أن استخدام الغاز المنزلي من قبل أصحاب السيارات سيؤثر على سوق الغاز المنزلي وشحته في المنازل وهو أصلا مخصص لهذا الغرض.
ويدرك صلاح هذه المشكلة لكنه يقول إنه مضطر كبقية السائقين خاصة وأن سعر الدبة البترول الواحدة في السوق السوداء وصل إلى 20 ألف ريال وهذا المبلغ لا يستطيع الحصول عليه خلال اليوم الواحد  .
وزاد بالقول :هذا الأمر جعلني لا أتردد في تحويل نظام عمل سيارتي من بترول إلى غاز كما استطيع استخدام النظامين ( غاز – بترول ) بواسطة زر التحويل إذا ما توفر البترول مجددا.
                             ازدحام وفوضى
لكن ماذا يقول أصحاب محطات الغاز ¿ وكيف يبررون استمرار بيعهم الغاز لأصحاب السيارات على حساب اسطوانات الغاز المنزلي المطلوب بكثرة خلال الأزمة الحالية التي تسبب بها العدوان¿
من جهته  يقول عبد السلام العابد مالك محطة لتعبئة الغاز: الغاز متوفر ومتواجد ولكن بسبب الأزمة في المشتقات النفطية من بترول وديزل تستقبل المحطة العديد من الناس لتعبئة اسطوانات الغاز المنزلي إلى جانب  السيارات التي تم تحويلها إلى غاز في ظل غياب شبه تام للبيع في معارض شركة الغاز للغاز المنزلي  وأضاف :لهذا السبب زادت  حالة الإقبال على الغاز في المحطات بشكل كبير وملحوظ خاصة من قبل أصحاب السيارات بأنواعها المختلفة أجرة وخصوصي ونقل عام.
وأعاد العابد سبب مشكلة شحة الغاز مجددا إلى مشكلة غياب الديزل التي تعتبر السبب الأول في عدم وصول قاطرات الغاز إلى جميع المحافظات.
وبين المشكلة بالقول : ارتفاع أجور نقل القاطرات  وصل إلى أسعار خيالية بسبب عدم توفر مادة الديزل حيث قام أصحاب قاطرات النقل برفع تكلفة النقل  إلى مليوني ريال بينما كانت التكاليف قبل العدوان ستمائة  ألف ريال..
وقال: يحدث هذا في الوقت الذي يطلب منا  بيع الغاز بالسعر المحدد الذي يتراوح مابين ألف ومائتين إلى ألف وخمسمائة ريال وبالتالي نضطر إلى  توفير الغاز من قبل شركة الغاز اليمنية  حتى نتمكن من بيعه للجمهور بالأسعار المحددة .
لكن العابد لا يغفل مشكلات تحدث حين يتواجد الغاز  في محطته يقول :نشهد ازدحاماٍ شديداٍ وفوضى قد تنتهي  بإطلاق الرصاص وهذا  ما يجعلنا نقوم بإيقاف العمل وإغلاق المحطة تفاديا للمشاكل.
وناشد عبد السلام العابد الجهات المعنية في الدولة  تأمين خطوط النقل للقاطرات  من مأرب إلى صنعاء وباقي المحافظات وتوفير مادة الديزل لقاطرات النقل حتى لا ترفع أجورها عند ذلك سيصل الغاز إلى كل منزل في اليمن .
ربيع الحاشدي – مواطن – يرى أن أزمة المشتقات النفطية جعلت الكثير من الناس يقومون بتحويل سياراتهم من بترول إلى غاز وكذلك أصحاب  الدراجات النارية وهذا شكل ضغطاٍ كبيراٍ على مادة الغاز المنزلي .
وقال : نعاني في منازلنا من غياب الغاز بعد أن كان متوفرا حتى وقت قريب .
وتمنى أن يدرك الناس خطر هذا الأمر لأن ذلك حسب رأيه قد يتسبب بمجاعة في حال توقف إعداد الطعام في المنزل بسبب غياب الغاز المنزلي.
شركة الغاز ..ماذا قالت ¿
طرحنا الموضوع على طاولة شركة الغاز والتقينا   بمدير عام دائرة التموين بالشركة اليمنية للغاز محمد القديمي الذي قال : إن دخول الغاز المنزلي في الاستخدام بدلا عن المشتقات النفطية من ديزل وبنزين أدى الى  ضغط كبير وعبء على شركة الغاز حيث أن الشركة اليمنية للغاز من مهامها توفير الغاز المنزلي( الاسطوانات ) فقط .
وكشف القديمي  أنه بسبب تحويل السيارات من بنزين إلى غاز  وصل عدد  السيارات التي تعمل بالغاز إلى 68 ألف سيارة بأمانة العاصمة  وحدها و 25 ألف سيارة تقريبا في محافظة الحديدة إلى جانب  استخدام الغاز من قبل أصحاب  المولدات الكهربائية ومضخات المياه والمصانع وأصحاب الدراجات النارية وهذا كله أدى إلى  انخفاض إنتاج شركة الغاز بنسبة 35% مما سبب شحة في توفير الغاز المنزلي.
وأكد أن الشركة أرسلت لوزارة المالية خطابا تطالب بمعاينة أسعار النفط والديزل ومعالجة  أسعار الغاز ولكن لم تقم الوزارة بمعالجة الأسعار حتى الآن حيث أن السعر الرسمي للاسطوانة ألف ومائتي ريال ولكن  نتيجة للعدوان السعودي  والظروف التي تمر بها البلد تحول البيع إلى ما يسمى  نظام الشراء .
مؤكدا أن انعدام الغاز يعود إلى  توقف إنتاج الغاز في شركة بلحاف Y.N.G  شركة الغاز الطبيعي المسال في شبوة وأيضا توقف شركة صافر  في مأرب .
كما لفت إلى أن عدم قيام شركة النفط اليمنية بتوفير مادة الديزل للقاطرات في مأرب التي تقوم بنقل الغاز إلى جميع محافظات الجمهورية جعل أصحاب القاطرات يقومون بشراء مادة الديزل من السوق السوداء مما ضاعف أجور النقل  ونتيجة لذلك يقوم أصحاب المحطات والمعارض برفع سعر الغاز عن السعر الرسمي المقر من الشركة .
وأشار القديمي إلى أن شركة صافر وعدت خلال الأسابيع القادمة برفع الإنتاج إلى ما كان عليه سابقا وهذا سيحد من المشكلة حسب رأيه.

قد يعجبك ايضا