طلبة المدارس يؤكدون: مستعدون للدراسة

¶ تربويون: توقف الدراسة أربك الخطة التعليمية

¶نفسيون: العدوان سيورث مشاعر سلبية لدى الطلبة إلى أمد بعيد

تتهيأ المدارس وبعض الجامعات مع مطلع مايو المقبل لاستئناف العملية التعليمية بعد توقف لأسابيع قسراٍ جراء العدوان السعودي الأمريكي الذي لم يستثني المدارس والتي سقط فيها شهداء من الطلبة .. واليوم من جديد يتجدد أمل الطلبة باستعادة سكة العملية التعليمية إلى طريقها .. فيما التربويون رغم إعلان وزارة التربية استئناف الدراسة يحذرون من مغبة استهداف المنشآت التعليمية من قبل تحالف العدوان ويناشدون المنظمات الدولية كاليونسكو والمنظمات المهتمة بالمجالات التعليمية الوقوف إلى جانب قرار استئناف العملية التعليمية وتجبنها الهجمات الصاروخية. الاستطلاع الصحفي التالي يسلط الضوء على مخاطر العدوان السعودي على الطلبة والمنشآت التعليمية.. نتابع:

الطالبة ندى الريمي – مدرسة شهداء الجوية بمنطقة المطار أمانة العاصمة- تقول : منذ بدء العدوان ونحن قابعون في منازلنا لا دراسة ولا تعليم .. ولا هم لنا سوى متى سيتوقف هذا القصف علينا , وما ذنبنا- نحن الطلاب – أن تستهدف وتقصف مدارسنا فلا سلاح عندنا سوى سلاح العلم , ويكفينا أننا نرقب الموت كل لحظة في منازلنا بعد أن كنا آمنين .
معاناة “ندى” تلخصها بالدعاء: حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم .
التربوية أماني حيدر – مدرسة أجيال السعيدة بمنطقة صرف هي الأخرى أبدت قلقها ومخاوفها من استمرار هذه الضربات التي يشنها التحالف على دور التعليم واستمرار تعليق العملية التعليمية والتربوية ..وقالت :أن تتحول المدارس إلى أهداف للعدوان فهذا يعني حقداٍ دفيناٍ على أبناء اليمن .
ومضت تقول : لا هم لنا اليوم سوى الأمان لنا ولأبنائنا الطلاب الذين لا ذنب لهم سوى أنهم من أبناء هذا الوطن الغالي .
استهداف متعمد
من جهته يقول الدكتور ناصر العرجلي – مستشار محافظة عمران : ما من شك أن قوى التحالف الشيطاني كما كان متوقعا منها لم تراع حرمة شيء فقد استهدفوا العمارات الآهلة بالسكان وكذلك بيوت الله والمدارس وبطريقة تعكس حالة الحقد والانتقام والاستهتار بهذا الشعب العريق صاحب الجذور الضاربة بأعماق التاريخ الإنساني , الشعب الذي ناصر رسول الهدي وانحاز للحق بكل المحطات التاريخية …
وأضاف بالقول:ومثلما نحن حريصون على تعليم فلذات أكبادنا والذين هم من نعول عليهم لرفعة وتقدم شعبنا نحن كذلك حريصون على حياتهم من هذا العدوان الإجرامي الذي لايستثني احدا لمن بإذن الله سيهزمون ويولون الأدبار في القريب العاجل وسينطلق شعبنا نحو ميادين البناء والتنمية فالطالب من مدرسته والمزارع من حقله والعامل من مصنعه لتحقيق كل تطلعات وطموحات شعبنا وسيداس القتلة والمجرمون تحت نعال شعبنا وستلاحقهم لعنات الاجيال ولن ينسي لهم شعبنا تلك الجرائم على مر التاريخ.
آثار سلبية
 الدكتور محمد عبد الله الحميري ذهب إلى القول : منذ أن بدأ القصف والدراسة معطلة بشكل مباشر في المدارس والجامعات التي تقع في المحافظات التي هي تحت القصف وهي معطلة بشكل غير مباشر في كل مدارس البلد لأن الناس بالهم مشغول بما يجري في البلاد من حرب يشنها التحالف الإجرامي الخارجي والداخلي على مقدرات البلاد والعباد ومكتسباتهم التنموية والشخصية.
 ويركز الدكتور الحميري في حديثه على التعليم بالقول :ما يهمنا هنا هو الحديث عن الأثر السلبي المترتب على القصف وتأثيره على الوضع الدراسي للطلبة في المدارس والجامعات وما يهمنا من هذا الوضع هو مستوى التحصيل المعرفي وقبل ذلك مستوى التمكين للطلبة من الدراسة وهذان الأمران معطلان تقريبا فحتى إذا استطاع الطلبة من الذهاب إلى المدرسة وعلى افتراض أن المدرسين يحضرون للمدرسة فإن التحصيل يكون معطلا بسبب ما يجري من القصف وبسبب الخوف الذي يستوطن أذهان الطلبة والمدرسين سواء الخوف على أنفسهم أو على وطنهم وبلدهم ومستقبله ومستقبلهم وبسبب انشغال الطلبة وأساتذتهم بنقاشات لا يبدو أن لها نهاية أبدا حول الحرب وأسباب القصف ومتى ستنتهي وكيف وغير ذلك من ما يشغل الذهن ويمنع التحصيل العلمي.
رعب وتدمير
فيما يرى الدكتور محمود البكاري – أستاذ العلوم السياسية بجامعة تعز-  أن ما يحدث زاد الطين بلة كما يقال في المثل الشائع حيث أن واقع التعليم في بلادنا لا يسر بأي حال من الأحوال وما تشهده بلادنا خلال هذه الفترة من أعمال عنف وقصف لاشك أنها ستفاقم من حجم المشكلة التي يعاني منها التعليم سواء من حيث انتظام سير العملية التعليمية أو من حيث الأثر النفسي لدى شريحة الطلاب في مختلف المستويات التعليمية عام وجامعي .
وتابع :سبق أن شهدت بلادنا خلال أزمة العام 2011م م توقفاٍ شبه كلي للدراسة تحت مسميات وشعارات سياسية ما كان يجب أن يْقحم الطلاب معها بمختلف مستوياتهم في حالة الصراع السياسي على السلطة بين القوى والأحزاب السياسية والآن يعاد تكرار نفس الماسأة لكن بأثر نفسي اكبر ففي الأحداث السابقة كان هناك من يعمل على رفع المعنويات والترويج لشعار التغيير نحو الأفضل أما اليوم فلا أحد يستطيع رفع هذا الشعار الناس يتحدثون عن دمار وتدمير فقط ما يعنى أن الجانب النفسي والمعنوي ليس فقط لدى الطلاب بل لدى جميع أفراد المجتمع في أسوأ حالاته فلا أحد يعلم إلى أين تسير الأمور وكيف سيكون حال الوطن والشعب في قادم الأيام .
ويواصل الدكتور البكاري حديثه : هناك حالة من التشاؤم لأن ما يجري مؤلم بحق اليمنيين فما يتم خسارته لن يتم تعويضه بسهولة وحتما ستكون هناك حاجه ماسة لإعادة بناء ما تم تدميره وبكلفة عالية تفوق قدرة الوطن على احتمالها ولكن التاريخ سيظهر من أوصل الأوضاع إلى هذا الحال من البؤس والتردي.
المنشآت المدنية هدف
من جانبه يقول القاضي عبدالوهاب محمد الصياد : أن ما قامت به السعودية وحلفاؤها من عدوان يعتبر عدواناٍ على الشعب اليمني بأكمله فقد أرعبوا الأطفال والنساء في المنازل وأْغلقت المدارس واستهدفوا المدنيين وسقط المئات من الشهداء أطفالاٍ ونساء وشردوا آلاف الأسر من منازلهم وقطعوا سبل الحياة والمعيشة في اليمن وضربوا المنشآت الحيوية والبنية التحتية في البلاد ودمروا القدرات الدفاعية للجيش اليمني وقطعوا الطرقات وحاصروا اليمن من جميع الجهات جوا وبرا وبحرا وأحكموا حصاره وانتهكوا سيادة البلاد وهناك الكثير من اليمنيين العالقين في المطارات في أنحاء العالم لم يجدوا وسيلة تعيدهم إلى بلادهم.
 ويؤكد :أجزم أن كل فرد في الشعب اليمني قد تضرر من هذا العدوان لذا نناشد منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية والدول الصديقة التي لم تشارك في العدوان العمل على وقف الغارات الجوية وتوثيق الجرائم التي تم اقترافها بحق المجتمع اليمني .
ويتفق معه فؤاد الصياد مضيفا إلى حديثه : أنا لست مؤيدا أن يستمر طلابنا بالذهاب إلى المدارس وبخاصة المحافظات التي تشهد حالات توتر ومواجهات عسكرية وأما بقية المحافظات التي لا تعاني من أي عدوان أو مخاطر تتهدد سلامة طلابها فليس هناك مانع بالنسبة لهذه المحافظات من استكمال وسير أعمال العام الدراسي حتى لا يتضرر الجميع.
ومضى يقول : إن توقف الدراسة تعرقل العملية التعليمية في البلد وتتسبب في إحداث بعض الإرباكات لدى الإدارة المدرسية بالنسبة للوزارة المعنية وتسبب نوعا من الخمول وحالات الإحباط لدى سائر الطلاب سواء الذين منهم في المدارس أو الجامعات وهذا ما يجعلهم يفقدون الكثير من الفهم والتركيز بشأن كل ما تلقوه من مناهج التدريس المقررة عليهم وهذا نتيجة لأعمال العنف والعدوان والفوضى التي تخلقها كل تلك الظروف.
التحصيل العلمي
الأكاديمي هاشم علوي – مدير إدارة البحث العلمي بجامعة إب تحدث من زاوية نفسية وقال : أن هذا الاعتداء الغاشم أثر على نفسيات الصغار من طلبة المدارس وهذا شيء مؤلم لدى الكبار وكل ذلك يؤثر على التحصيل العلمي لدى الطالب والمدرس وأولياء الأمور في ظل أجواء مشحونة بالحرب والعدوان السافر الذي سقط في أوحال الخزي والعار لقوى وتقوده قوى الرجعية العربية التي تهدف من عدوانها غير القانوني وغير الأخلاقي إلى كسر الإرادة اليمنية وتركيع الشعب اليمني الذي انعتق وتخلص من براثن الوصاية وتحرر قراره السياسي على ترابه الوطني .
وأضاف قائلا : وما العدوان إلا حلقة في سلسلة الحقد الدفين الذي ظلت تمارسه جارة السوء على الشعب اليمني العظيم لكن ذلك لن يزيده إلا وحدة وصلابة وعزة وكرامة وأن الأجيال الحالية والقادمة وذاكرة الطفولة ستظل تتذكر هذا العدوان الذي مزق الحقيبة المدرسية وأهان الإنسان والقلم والمصحف والعلم.
وهذا ما أكده الدكتور عبد القادر الخراز – جامعة صنعاء بالقول : هناك آثار كبيرة على الطلاب بسبب توقف الدراسة لكن الوضع النفسي الذي سيعانون منه بسبب الحرب أكثر بكثير .
ويرى الخراز أن يتم تحديد موعد للامتحانات النهائية لجميع المراحل ولا يتجاوز فترة أسبوع ويكتفي بما درسه الطلاب خلال الفترة الماضية.

طبيعة الأداء
الناشط الحقوقي مجاهد الحضراني يقول: هناك هلع وخوف بين أوساط الطلاب وتأثيرات نفسية واجتماعية وخاصة على الأطفال حيث يخشى الأهالي إرسال أبنائهم إلى المدارس لأن طيران العدو الأمريكي السعودي لا يفرق بين منشأة مدنية وعسكرية .
وحذر الحضراني من آثار العدوان على خطط العملية التعليمية المقرة منذ بداية العام وانعكاس ذلك على طبيعة الأداء ونوعية التعليم في مدارس الجمهورية والجامعات.

مرحلة جديدة
وعلى الصعيد ذاته يقول الدكتور حسان القديمي – جامعة إب : نأسف على الوضع السيئ الذي وصلت إليه اليمن والذي أوقف العملية التعليمية تماما في بلادنا حيث أن الأطفال الآن أصبحوا مرعوبين تماما ولا يقدرون على الخروج إلى مدارسهم وأعتقد أن هذا الكابوس سيظل في أذهان الأطفال لمدة طويلة وسيكون له مردود سلبي على مستوياتهم التعليمية.
ونفس الحال حسب حديثه يعيشه الشباب الجامعي الذين يحتاجون إلى وضع آمن من أجل إكمال مراحلهم الجامعية وهذا صعب جدا في ظل هذه الظروف العصيبة حيث المدارس والجامعات تْستهدف مما يجعل مستقبل الشباب الذي طالما حلموا به في ضياع .
 وختم بالقول: أي عملية تعليمية في أي بلد في العالم تحتاج إلى وضع آمن ومستقر من أجل استمرارها ونتمنى أن تزول هذه المرحلة وتستقر بلادنا وتعود الحياة إلى طبيعتها وتفتح المدارس والجامعات من أجل إخراج جيل جديد يخدم بلده ويتحمل مسؤولية المرحلة الجديدة ويكون قادرا على بناء ما دمرته الحروب.

قد يعجبك ايضا