الحوار السياسي سينهي الأزمة ويعصف بالعدوان

ما يسمى” عاصفة الحزم” رغم إعلان انتهائها رسمياٍ من قبل العدوان السعودي الأمريكي مساء الأربعاء الماضي وإعلان بدء ما يمكن تسميته “عاصفة الأمل” إلا أن الغارات الجوية وقصف واستهداف الأحياء السكنية والبنى التحتية المدنية والعسكرية اليمنية ما يزال مستمراٍ, تحت مبرر (إيقاف أي تحركات للجيش واللجان الشعبية التابعة لمكون “أنصار الله”).
 وفي كلا العاصفتين “اليمن مستهدف أرضاٍ وشعباٍ” بداية من الانتهاك لسيادة الوطن والمواطن وانتهاءٍ بقتل المدنيين بمن فيهم براءة المجتمع والحياة “الأطفال” وكذا تدمير الاقتصاد وكل ما هو جميل في اليمن.. ما يتطلب من القوى السياسية الداخلية الشريفة الالتحام والتوحد في الكلمة والصف لإيجاد حل سياسي ينتشل البلاد مما هي ذاهبة إليه ويقطع كل الخطوط والطرق أمام العدوان والأعداء..
قبل أن أبدأ في طرح آراء من تواصلنا بهم.. أود التأكيد على أن الحروب مهما كانت دوافعها وأسبابها وأطرافها.. لا يمكن أن تأتي بحل أو تنتصر لأي وطن.. كما أنه ليس هناك أي منتصر من كل أطراف الحروب.. الجميع خاسرون.. والوطن والمواطن أول المتضررين من كل ما هو حاصل.. المواطن يبحث الآن, سواءٍ في “صنعاء أو عدن” وغيرها من المحافظات, عن أبسط مقومات وأساسيات العيش, إذ الجميع يعاني لا ماء ولا كهرباء ولا مشتقات نفطية ولا مواد غذائية.
عموماٍ.. لا يمكن حل مشاكلنا بالحروب وبقوة السلاح.. لا سيما والعدوان يحلق في سمائنا ويضرب مقدراتنا وثرواتنا ويقتل أطفالنا وإخواننا وأخواتنا وآباءنا وأمهاتنا وأصدقاءنا وأقاربنا.. بالتنازل لبعضنا وبالحب في ما بيننا وبتوحدنا.. تحل مشاكلنا ويبنى وطننا ويحل السلام علينا وينتهي التدخل الخارجي ويغيب العميل الداخلي من يمننا.
الأمين العام المساعد للتنظيم الوحدوي الناصري سابقاٍ, وكيل محافظة صنعاء حالياٍ, الأستاذ حميد عاصم يرى عدم وجود أي حلول قد ترضى وتتفق عليها كل الأطراف السياسية إذ قال “لا اعتقد أن هناك حلولا ترضي أو تقبل بها كل الأطراف حاليا بسبب الشحن الموجود وبسبب فقدان الثقة وبسبب العدوان التي تشنه طائرات التحالف على الوطن اليمني بالإضافة إلى ضعف الأداء السياسي”.
واعتبر عاصم وقف العدوان الذي تشنه السعودية وحلفاؤها بشكل نهائي, على الوطن وكذا انسحاب الحوثين من المحافظات التي سيطروا عليها ووضع هدنة عامة في كل جبهات القتال  لفترة محددة  وبدء حوار جاد في مكان محايد  من أبرز الحلول لحل الأزمة والخلاف القائم خلال هذه الفترة.
وشدد عاصم على ضرورة أن تستشعر المكونات السياسية بمسؤوليتها تجاه الوطن وتقديم التنازلات وتغليب مصالح الوطن على المصالح الضيقة.. موجهاٍ إلى كل الأطراف والمكونات رسالة مفادها “التاريخ لن يرحم وسيحاكم كل من قصر تجاه الوطن أو فرط فيه”.
أمين عام المجلس المحلي بمحافظة حجة الشيخ أمين القدمي أكد  على أن الحل لمشكلة اليمن يكمن في الحوار الجاد والصادق لكل الأطراف السياسية  وليس الفرقاء المختلفين في صنعاء بالإضافة إلى عدم التفريط بالشرعية ولو في حدودها الدنيا مهما كانت, حد قوله, سلبية.. مشيراٍ إلى أن إيقاف جميع العمليات الحربية في المحافظات الوسطى والجنوبية وعودة الجيش إلى معسكراتهم السابقة وتسليم جميع الأطراف المسلحة غير الرسمية جميع الأسلحة والعتاد إلى الجيش.
 وأضاف القدمي في رؤيته لحل الأزمة: تسليم كافة الأسلحة التي أخذت من المعسكرات بعد سبتمبر الماضي من جميع الجهات  للجيش مع عودة الحكومة لممارسة كافة أعمالها وأن يتولى الأخ نائب رئيس الجمهورية المهندس خالد بحاح المهام الداخلية والإدارية بالوطن مع العودة لاستكمال الحوار من على أساس ما اقر وتم التوصل إليه في الحوار السابق حول السلطة التشريعية الذي يعتبر ملزماٍ وكذا تحديد فترة زمنية للرئاسة والحكومة لإنهاء الفترة الانتقالية مع إقالة جميع القادة العسكريين المشاركين في الحرب مع أي طرف كان وتكليف قادة من الشباب العسكريين الذين كان موقفهم وطنياٍ واضحاٍ من هذه الحرب بالإضافة إلى خروج صالح من المشهد السياسي نهائيا بما تحقق له من الحصانة وتشكيل مكون سياسي لأنصار الله يمارسون نشاطهم من خلاله مع تتولي الحكومة والدول الخليجية نزع جميع الأسلحة من كافة المكونات قبل الدخول في انتخابات وإعادة ترتيب الجيش ونقله خارج المدن وبدء مرحلة الإعمار وتأهيل الاقتصاد اليمني وهذا الأهم ومسؤولية دول الخليج الرقابة المطلقة على كافة القنوات الفضائية التابعة لها.
وبحسب القدمي ,فإن عودة الوضع الإداري في الوطن إلى ما كان عليه قبل سبتمبر الماضي وإلغاء كافة الإجراءات التي تمت خلال هذه الفترة أثناء أعمال اللجان الثورية وكل ما ترتب عليها وخروجها من كل المرافق الحكومية وكذلك كل فعل ثوري لكل المكونات مع وقف العمليات العسكرية الداخلية والانسحاب إلى المعسكرات وخروج المليشيات واللجان الأهلية ووضع خطة أمنية من الحكومة لمرحلة ما بعد الانسحاب ويتم ضمان عدم الاعتداء على القوات المنسحبة لا من قوى داخلية ولا خارجية, يمكن أن يوقف حمام الدم في اليمن.
سياسيون وعسكريون وأمنيون يؤكدون أن الأزمة اليمنية لا يمكن حلحلتها دون طاولة الحوار وتقديم التنازلات لبعضهم من أجل الوطن, وأمنه واستقراره والحفاظ على ما تبقى من مقدراته.. 

قد يعجبك ايضا