د. الحضرمي: استهداف البنية التحتية محاولة بائسة لإضعاف اليمن اقتصاديا وتنمويا

أمعن العدوان السعودي الأمريكي الهمجي في استهداف البنية التحتية من منشآت حيوية خدمية واقتصادية ..في خطوة عن سابق إصرار وترصد تفضح زيف ادعاءات جلاوزة العدوان الذين يدعون أنهم يتدخلون من أجل استقرار اليمن .
مصانع ..مستشفيات ..محطات كهرباء وغاز..محطات وقود..أحياء سكنية ..مطارات..منشآت أمنية وعسكرية طالتها صواريخ العدوان دون توقف لينكشف بذلك سوء نوايا المعتدين والمتواطئين معهم من الداخل.
وأمام كل هذا الجنون الذي تمارسه آلة العدوان الهمجية..ماذا يقول المراقبون والسياسيون..وكيف يقرأون أبعاد استهداف مشاريع البنية التحتية بهذا الصلف¿

البداية مع وجهة نظر الكاتب والمفكر الدكتور يوسف الحاضري الذي يرى أن هدف العدوان ليس أنصار الله أو حتى هادي كفرد وإنما الشعب اليمني بكل مقدراته كي يبقى خاضعا منكسرا ذليلا مرتهنا للخارج في ضعف وفقر شديدين..
وقال إن من بين الأهداف استمرار حالة الوصاية السعودية الأمريكية على اليمن إنسانا وثروة لأنهم يدركون أن حالة الضعف والفقر ستمنعنا من النهوض واستخراج ثرواتنا وبناء الإنسان والتحكم بثرواتنا ومقدراتنا واستغلالها أحسن استغلال.
وأضاف: لقد شعرت هذه القوى المعادية لليمن أن ثورة 21 سبتمبر ..ستكون الانطلاقة للتخلص من الوصاية وبداية مرحلة جديدة من التطور والنهوض..فعمدت إلى العدوان وتدمير البنية التحتية بعد أن وضعت اليمن تحت إدارة ضعيفة كهادي أتاح لها تنفيذ مراميها الخبيثة تجاه اليمن ومقدراته وهذا ما يحصل اليوم .
دول هشة
أما الدكتور حزام الحضرمي أكاديمي في الاقتصاد والعلوم السياسية فقد بدأ حديثه باستحضار المثل الذي يقول : إذا عرف السبب بطل العجب . وتابع :لو أن كل يمني بل وكل عربي وكل مسلم فهم ما يجري في المنطقة فهما صحيحا وفطن ما وراء الفوضى في البلدان العربية وما حصل ويحصل من تدمير وخراب للبنى التحتية بداية من العراق ثم ليبيا وسوريا وحاليا في اليمن وفي مصر باعتبارها الهدف القادم للمؤامرة لكان بوعيه قد تجاوز الحيرة التي هو فيها واصطف في جبهة المواجهة والمقاومة لكل تلك المؤامرات ..
وقال :عبر التاريخ فإن اليمن والشام ومصر وبلاد الرافدين هي القوة العربية الفعلية ويسعى الأعداء إلى إضعافها أما بقية دول الخليج فهي دول هشة والقضاء عليها سهل للغاية كونها دول نشأت حديثا وليست ذات إرث حضاري وعمق استراتيجي للمنطقة العربية .
وطبقا لحديث الدكتور الحضرمي فإن استهداف البنية التحتية يأتي من أجل إضعاف هذه الدول مع خلق حالة من الفوضى والاقتتال الداخلي تمهيدا لتحقيق الحلم الصهيوني والحقيقة المرة أن العرب يعلمون ذلك ولكنهم لايفهمون أو لا يريدون أن يفهموا.
ويضرب مثلا اِخر بالقول : الشخص الضعيف والفقير عندما يكون لديه حق مغتصب لدى شخص قوي وغني فلن يستطيع الشخص الضعيف والفقير استرداده إلا إذا أصبح قويا ..والحال ينطبق على الحالة العربية وإسرائيل .
ادعاءات
وفي مقاربته للحالة اليمنية الراهنة وأبعاد العدوان الهمجي الغاشم يرى الدكتور فؤاد الصلاحي أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء أن السعودية لا تضرب الحوثيين فقط كما تدعي حد زعمها المتناهي فهم جماعات متنقلة وليست ذات مواقع ثابتة وهنا تستهدف السعودية ضرب الجيش اليمني بكل مؤسساته وكوادره ومعداته لأنها تخشى هذا الجيش من زمن بعيد واستهدافها للبنية التحتية لأنها لاتريد دولة يمنية قوية بمؤسساتها وجيشها وهنا ستكون الفرص سانحة لوكلائها وعملائها الخونة والمرتزقة من المشايخ والعسكر والأحزاب السيطرة على السلطة والدولة والانحراف بها وبقراراتها وفقا لمصالح السعودية.
استعراض عضلات
وفي توصيفه للعدوان السعودي الأمريكي يقول :العدوان أشبه بمناورات كبيرة جوا وبحرا ولأول مرة تتحرك القطع البحرية السعودية وربما تتحرك برا في أيام قادمة كما تقول وهذا ما هو إلا نوع من إظهار العضلات كرسالة لإيران مع أن هذه الأخيرة تمتلك مخزونا من الأسلحة التقليدية والحديثة يفوق ما تمتلكه السعودية وفي حال تحقق مشروعها النووي ستكون السعودية محل تهديد مستمر من إيران وستكون التوازنات قد مالت نهائيا لصالح إيران .
وبصيغة تشخيصية لما بعد العدوان حسب الدكتور الصلاحي فإن الترتيبات اللاحقة للعدوان على اليمن أي شكل الدولة ونظام الحكم وأسماء الحكومة هي أمور محل نظر أجهزة الأمن السعودية من الآن وهناك من يعد قوائم بهذا الخصوص وكل الترتيبات اللاحقة ستشمل أيضا وكلاء سابقين للسعودية مع وكلاء جدد من مختلف الأحزاب والمكونات ومن الجنوب خصوصا وقد لا نندهش إن اعتمدت السعودية على النظام السابق ضمن الترتيبات القادمة.
وحذر من الأخطر بقوله: الأخطر في هذه المواجهات أنها كشفت لنا عن تفاهة قادة حزبيين وعسكر وقبائل وجموع شعبية ومعهم رئيس وزراء يتفاخرون بهذا العدوان على بلادهم ومن جانب آخر تشبع هذه الحملة رغبة جامحة تاريخيا للجيران بانتصار ميداني وقهر معنوي لليمن هذا ما يحاولون فعله من ارتكابهم كل هذه المجازر تجاه اليمن ومقدراته .
الجيش اليمني
فيما يؤكد الدكتور محمد قحوان أستاذ مساعد بكلية التربية- جامعة عمران وناشط سياسي أن التحالف الشيطاني الذي تقوده مملكة الشر يستهدف بالدرجة الأولى الإنسان اليمني الذي يتمتع بشجاعة وعقلية مميزة وكذا التطور العسكري الذي وصلت إليه اليمن وكل هذا اقلق مملكة الشر لذا ينصب الهدف على تدمير الجيش اليمني بما يمتلكه من قدرات وعقيدة قتالية نادرة وتدمير الترسانة العسكرية القوية التي يمتلكها حيث صنف الجيش اليمني رابع جيش عربي يمتلك جهوزية عالية وهذا التصنيف المسرب جعل المملكة تحيك المؤامرات تجاهه وتفعل فعلتها الهمجية الغادرة في حق اليمن وأهلها ومؤسساتها وبنيتها التحتية.
كما أشار إلى مخاوف المملكة من بزوغ جيل واعُ ووطني يطالب باستعادة الأراضي اليمنية المحتلة كنجران وجيزان وعسير وكل هذا يدفعها اليوم إلى أن تسارع في القضاء على البنية التحتية للشعب اليمني والمتمثلة في المصانع التي توفر السلع الاستهلاكية يوميا مثل مصنع الزبادي في الحديدة وقاطرات القمح ومخازن المؤسسات التموينية وتدمير هذه المنشاِت يأتي في إطار إفقار الشعب وتجويعه وتركيعه لكن هذا من سابع المستحيلات لأن صمود الإنسان اليمني سيجعله ينتصر في النهاية.
استهداف القوى الحية
وحول استهداف مكون أنصارالله كقوة حية في المشهد اليمني قال قحوان: السعودية وأمريكا تحاول القضاء على مكون أنصار الله لأن هذا المكون يقف بصلابة أمام مشاريعهم التدميرية تجاه اليمن الهادفة إلى تجزئته وتحويله إلى طوائف متناحرة ولأنها مكون أزاح الرموز التقليدية التي كانت أوراقا رابحة للنظام السعودي تعمل على الدوام على إعاقة عجلة التطور في الداخل ..وتستدعي القوى التكفيرية لتحويل اليمن إلى ملعب صراع إقليمي يصب في صالح المشروع الصهيوني.

قد يعجبك ايضا