متبرعون: لابد أن تتمازج دماء اليمنيين لتجسيد وحدتنا وصمودنا

خِلف العدوان السعودي الأمريكي الغاشم الذي استمر طيلة 27 يوما ولايزال  جرائم بشعة وانتهاكات عدة بحق اليمنيين .
 و أعلنت وزارة الصحة أمس عن استشهاد 951 مواطنا بينهم 143 طفلا و 95 امرأة وإصابة 3943 آخرين منذ بدء العدوان يقبعون في المستشفيات , الأمر الذي خلف مآس إنسانية عجزت المستشفيات عن تقديم خدماتها  الصحية لهذا الكم الهائل من المتضررين .
 وأمام هذا الكم الهائل من الجرحى ناشدت الوزارة المواطنين بضرورة التبرع بالدم بصورة عاجلة لإنقاذ حياة الجرحى , وفي صورة إنسانية ووطنية عالية احتشدت أعداد كبيرة من اليمنيين المتبرعين أمام مختلف المراكز الطبية والمستشفيات للتبرع بدمهم انطلاقا من الواجب الديني والوطني وفي مشهد من مشاهد الثبات والصمود المقاوم للعدوان الهمجي ..

“الثورة” طافت في بعض المستشفيات بامانة العاصمة  والتقت بعدد من المواطنين المتبرعين بدمائهم , والذين ظهر عليهم الحماس وهم يقدمون دمهم لإنقاذ وإسعاف الجرحى من شبح الموت ..
 يقول  محمد علي الخلقي أنه قدم إلى مستشفى السبعين بصنعاء للتبرع بدمه لضحايا فج عطان الذين قدرهم بالمئات
وأضاف : بعد سماعنا لنداء وزارة الصحة عبر مختلف وسائل الإعلام بضرورة التوجه إلى المستشفيات الحكومية والخاصة لوجود عجز كبير بالدم .. قررنا أنا وأخي منير وابن أخي صادق سرعة التوجه للتبرع لأن هؤلاء هم شهداء وطن شهداء مظلومية وأخوة لنا في الدين والوطنية وهذا أقل شيء يمكننا تقديمه لهم  , وفيه إحياء لقيم التكافل الإنساني والمجتمعي الذي حث عليه الإسلام ودعت إليه مختلف الشرائع السماوية .
 
إنقاذ حياتهم
محمد عثمان القادري – موظف – هو الآخر كان من أوائل من لبوا نداء حاجة الجرحى للتبرع بالدم , ليقول لنا إثر ذلك : تعيش بلادنا مرحلة صعبة وحرجة إثر العدوان والحصار البري والبحري والجوي الذي فرضته علينا الهيمنة السعودية الأمريكية على المنطقة , وإن لم نتعاون  ونتكاتف فيما بيننا لكتبنا على أنفسنا الهزيمة والخسران ولتكبدنا خسائر فادحة أكثر من تلك الخسائر التي سيخلفها العدوان ..
وتابع : ولهذا انطلاقا من فضل إحياء نفس مسلمة جئنا إلى هنا – المستشفى العسكري – لعل قطرات الدماء التي سنتبرع بها تكون كفيلة بإنقاذ حياتهم , ويكفينا بذلك قول الله سبحانه وتعالى : ( ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا).
 
النساء يتبرعن
لم يكن الرجال وحدهم السباقين إلى هذا الواجب الوطني والإنساني بل كان للنساء دورهن المحوري وبصمتهن الوطنية في إنقاذ حياة الجرحى .
 أم عبد الكريم أبو طالب تقول من جهتها : كم آلمتنا تلك الصور الوحشية والمشاهد الدموية التي خلفتها غارات العدوان الغاشم على أبناء شعبنا العظيم , الصابر المرابط المسالم .. الذي لم يعتد على أية دولة ولم يخن حق الجوار , بل بصعوبة  يجد قوت يومه .
وتساءلت.. ما ذنبه حتى يجازيه الغادرون بهذا الجزاء الهمجي , الذي لا يرضي الله ولا رسوله , وأي حق يتيح لهؤلاء ضربه وتدميره وسفك دماء أبنائه الذين ضاقت بهم السبل !!
 ومضت تقول : ومن هنا جاء دورنا تجاه أبنائنا المظلومين والمنكوبين تحت الأنقاض لكي نساهم في  إنقاذ  حياتهم وألا نجعلهم رهن أسرة المرض والموت البطيء , واضافت :ومن صرحكم الإعلامي أناشد كل نساء اليمن وشبابه ورجاله أن يبادروا بالتبرع بدمائهم وليبتغوا الأجر عند الله , ولهم في ذلك أجر عظيم في الدنيا والآخرة .
دافع وطني
بينما يؤكد محمد الرداعي أن الذي دفعه للتبرع  بالدم هو حبه للوطن ومساهمة منه لدعم جرحى  ضحايا العدوان .. وكي تتمازج دماء اليمنيين في مواجهة العدوان ..كما عبر عن استنكاره الشديد للجرائم التي تقوم بها الطائرات السعودية بحق اليمنيين من قتل للأبرياء من المواطنين واعتداءات على الممتلكات الخاصة والعامة والمستشفيات والمساجد والمدارس والمراكز الصحية وقطع الطرقات وترويع الأمنيين.
 الثبات
فيما تقول إيمان الريمي –تربوية- : هؤلاء هم ضحايا عدوان غاشم , مواطنون عزل , أبرياء , لا يسعون لسلطة ولا حزبية ولا جاه , فجار عليهم العدوان بما جار من ظلم وعداء ووحشية , ولا حول لهم ولا قوة , وواجبنا تجاههم ما حث عليه الدين وأوجبته روح المسؤولية والوطنية والصمود والثبات بإنقاذ حياتهم بقطرات من دمائنا , ولا نامت أعين الجبناء .
وقاية
من جهته أوضح الدكتور أحمد العماد – اختصاصي أمراض القلب والشرايين أن الذين يتبرعون بدمهم هم أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب وانسداد الشرايين وذلك لأن التبرع بالدم يقلل من نسبة ارتفاع الحديد في الجسم المسبب لأمراض القلب المختلفة , كما أن التبرع بالدم يقيهم من خطر الإصابة بسرطان الدم ويزيد من نشاط النخاع العظمي في الجسم الذي أثبتت الدراسات أنه المسؤول عن تكوين خلايا الدم , حيث يتجدد دم الإنسان كل 120 يوما بينما يتجدد دم المتبرع كل 20 يوما أي أسرع بستة أضعاف , فضلا عن كون المتبرع يمتثل لأمر الله في كتابه الحكيم : ( ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) .
وأكد أن الحاجة ماسة للدم في المستشفيات في ظل هكذا  ظروف استثنائية وعلى الجميع تحمل واجبهم الوطني ومسؤوليتهم تجاه مايحدث من عدوان غاشم.

تصوير/ فؤاد الحرازي

قد يعجبك ايضا