الناجون من “محرقة عطان”..كـيـف عـاشـوا هـول الـكـارثـة ¿

في مستشفى آزال يرقد الشاب  محمد في العناية المركزة وهو لايعلم بأن زوجته وابنه الوحيد قد رحلوا عن هذه الدنيا نتيجة لقصف العدوان السعودي الأمريكي لفج عطان ظهيرة يوم الاثنين الماضي..
 صديقه الذي يرافقه قال:ماحصل في تلك اللحظة أصابنا بالذهول فحجم الدمار يوحي بأن الصواريخ المستخدمة محرمة دوليا ومن نجا من نيران هذه الصواريخ لم يسلم من الغازات وشدة الانفجارات التي خلفتها هذه الصواريخ الملعونة.

علي خالد  استجاب لدعوات والديه بالعودة إلى شقتهم الواقعة بمنطقة فج عطان  بعد غياب استمر  قرابة عشرين يوما فعاد ومعه أسرته وفي ذلك اليوم المشؤوم هز انفجار شديد أرجاء العاصمة صنعاء كان لحظتها في مقر عمله بوزارة الإعلام ورده اتصال بعد دقائق معدودة لقد شعر بيديه ترتجفان ﻻيدري لماذا..¿!
تسلل الى أذنه صوت حزين على سماعة جواله ليخبره بأن والدته فارقت الحياة بعد ان تهدم على رأسها سطح أحد غرف المنزل  وللمأساة بقية  فزوجته وابنته والكثير من أبناء الحي تم إسعافهم إلى مستشفيات العاصمة لقد روى لنا هذه القصة من  المستشفى العسكري.
ايضا كان لنا حديث مع ابنته أماني التي لم تستطع التحدث إلا ببضع كلمات أهمها :لقد دمروا بيتنا.

أسر كاملة
   ولم يتوقع سكان العاصمة أن السماء المفتوحة ستستبيحها طائرات وصواريخ العدوان لتحول  فضاءها إلى سحاب اسود ليس هذا فحسب لقد جاءت وهي تحمل قنابل الموت لتضرب من قست عليهم الحياة فقتلت العشرات من المدنيين وكان من بين الضحايا أسر بأكملها .
مفيد حسن  كانت  أمه الأصغر من عداد الجرحى وابن عمه من الشهداء .. عاد الشاب مجددا إلى صنعاء وهذه المرة ليس للعمل أو لتحسين الوضع الاقتصادي لأسرته بل ليشارك أهله في مصابهم .
 حالة أخرى من ذات المجزرة غير أنها أشد مأساة من سابقتها حيث تصور هذه الحالة كل أنواع العذاب وتضعه في قالب واحد في قلب رجل واحد وكانت لمجموعة عددهم يتجاوز العشرين كانوا في إحدى محطات البنزين هم جزء من كم ينتظرون دورهم للحصول على دبة من البنزين أصيبوا بأكملهم رغم أنهم يبعدون عن موقع ارتطام الصاروخ  نحوميلين أو اكثر حسب تقدير شخصي لأحدهم  لقد أصبحت سياراتهم خردة وكومة من الحديد ومحطة الوقود كأنها مكان مهجور منذ آلاف السنين..
لقد جعلت شظايا الصاروخ المتطايرة من مباني أحياء مجاورة لفج عطان مدمرة فلم تسلم حتى الأبواب الحديدية للمحلات وهذا ناتج عن القوة التدميرية لهذه الأسلحة المحرمة.

في قلب المدينة
  الضربة العدوانية الأخيرة  للمدنين في فج عطان  لم تكن ببعيدة فقد نفذت في قلب العاصمة صنعاء بل وسط أحياء آهلة بالسكان وسقط في هذه العملية العديد من الشهداء والجرحى صادق العسمي  الذي كان أحد شهود العيان لهذه الجريمة كما أنه أحد الناجين منها يقول ” لم تتورع طائرات التحالف العدواني على اليمن من استهداف المدنيين فكل ما يهمها هو نفث غلها التي كانت تخفيه في صدورها الآثمة للشعب اليمني..
 العسمي  يصف لنا الحادثة بقوله : لم نكن على ثقة بأن طائرات التحالف لا تخطأ أهدافها التي قالت أنها عسكرية وبالتالي كان الخوف يداخلنا كلما سمعنا أصوات الطائرات وهي تحلق فوق سمائنا  ولم يخيب التحالف ظنوننا  ففي إحدى  هجماته كان لنا نصيب منها غير أنه في هذه المرة أدركنا يقينا على أن هذا صاروخ ارض ارض محرم دوليا فقد سقطت الشظايا على منازل المواطنين وهنا سقط عدد من الشهداء وبجانبهم عدد من الجرحى وبدورنا قمنا بإسعاف الضحايا إلى المستشفيات لعلهم يستردوا عافيتهم التي سلبتها همجية المعتدين.
مشاهد مخيفة
   إبراهيم الوجيه  كان على بعد عشرات الأمتار من مكان الضربة الملعونة  في منطقة عطان ولأن الضربة كانت قوية فلم ينج هو من آثارها إذ أصيب بشظية في رأسه أردته الأرض مغمى عليه ولم يصحو من غفوته القسرية إلا على سرير المستشفى وهو ذات المكان الذي أفصح فيه عن تفاصيل الجريمة السعودية بحق اليمنيين
يقول بصعوبة: لقد رأيت كمية من النار تتصاعد إلى السماء ودخان أسود يصل ارتفاعه إلى عشرات الأمتار وقد أصابني الذهول وبعد ثانية واحدة شعرت بأن سيارتي ترتفع إلى الأعلى لتتحول إلى حطام واخترقت الكثير من الأحجار  و الشظايا سقف السيارة وأصابتني إحداها في رأسي وكما ترون أنا في العناية المركزة ولا أصدق انني نجوت وبأعجوبة.
 إبراهيم  أحب أن يرسل رسالة للمعتدين مفادها :مهما عملتم ومهما قتلتم فلن تستطيعوا كسر عزيمة اليمنيين ولن تصلوا إلى أهدافكم أبدا فقتل اليمنيين وسفك دمائهم وانتهاك أراضيهم سيزيد من عزيمتهم وإرادتهم التي لاتلين  وزاد بالقول :   لن يمر هذا العدوان الظالم الغاشم على الشعب اليمني دون عقاب .

قد يعجبك ايضا