نساء اليمن يقاومن العدوان بالبذل والعطاء

¶   نساء: قدمنا أموالنا وأولادنا وحْلينا في سبيل الوطن

¶ أم شهيدين: أشعر بالرضا لأن ولدي في رحاب الشهداء الخالدين

رغم الأوضاع الاقتصادية المتردية التي يكابدها اليمنيون إلا أن  سلاحهم الصمود والثبات والإيثار .. وهذا يتبدى جليا في دور نصف المجتمع وشقائق الرجال   ..نعم  إنها المرأة اليمنية الحاضرة بقوة في مشهد اليوم الاستثنائي ..مشهد العدوان السعودي الأمريكي الغاشم الذي يستهدف اليمن الإنسان والبنية التحتية والحضارة ..
بين السطور قصص من البذل والعطاء والصمود تخطها نساء اليمن بروح وطنية وإيمانية وجهادية وثابة لا مثيل لها في آيات الكرم والإيثار دفاعاٍ عن تربة هذا الوطن الغالي وإعلاء لمبدأ المقاومة الثورية في وجه العدوان الغاشم الذي تتعرض له بلادنا وضد العملاء الذين يقفون إلى جانبه ..
قصص تروى لنضال نساء اليمن تفاصيل حكاياتهن مع دعم جبهات القتال ..أولادهن وأزواجهن الذين ساروا في قوافل الشهداء دفاعا عن الوطن ..وكلهن يجمعهن الحنق على ما ارتكبه العدوان السعودي الأمريكي بحق الأرض والعرض ويجدن بما يملكن إلى جانب الوجع والصلاة  والدعاء بالنصر .

سارة عز الدين – 22 عاماٍ – عروس لم تتجاوز الشهر ومنذ ليلة زفافها لم تعرف من “شهر العسل” سوى غارات العدوان وضحايا بالجملة إلا أنها لم تقف كالمتفرجة ولم يثبطها العدوان بين أسوار العجز والخوف والذعر والدمار بل زاد كل ذلك في إصرارها وعزيمتها وانتظمت  في قوافل الصمود والكرم حيث تقول وهي على ثقة بأن النصر قادم :  تمنيت لو أني  أملك مالاٍ كثيرا أو جاهاٍ أو أي مشروع أتبرع به للثوار فلم أجد غير البدلة الذهب الخاصة بعرسي  والتي تبلغ قيمتها 500 ألف ريال وهذه كانت مساهمة بسيطة مني للمجهود الحربي الجهادي لأن ما يقدمه أبطال اليمن في جبهات القتال أغلى من كل شيء.

الغالي والنفيس
المسؤولية الوطنية ذاتها استشعرتها أسرة آل حميد التي لم تبخل نساؤها وبناتها بما يمتلكن من الذهب وأثمن المجوهرات في سبيل الوطن .
داعيات نساء اليمن إلى المشاركة في مزاد البذل والعطاء والتضحية بالغالي والنفيس بالمال والولد والجاه والغذاء لحماة الوطن وجبهات الثوار.
عبارات الوفاء
التربوية إيمان الحمزي وجارتها زمزم قاسم يحيى – ربة بيت – في منطقة شعوب بصنعاء كان لهن بصمة ثورية وجهادية أخرى حيث سجلن رقماٍ مهما في قافلة الصمود التي انطلقت لدعم جبهات القتال من منطقتهن  .
لقد روين لمعدة الاستطلاع أنهن صنعن أطباقا من الحلوى والغذاء والكعك بمختلف أنواعه وكتبن عليه مختلف العبارات المشجعة والمثمنة لدور حماة الوطن والمعززة لمكانتهم الوطنية ودورهم التاريخي مصحوبة بدعوات النصر والتمكين.
 تقول زمزم وهي مملوءة بالرضا لما قامت به : قدمنا مانستطيع وسنقدم المزيد كلما سنحت لنا الظروف فداءٍ لوطننا الذي تكبد ويتكبد الآن كل صنوف المؤامرة والعدوان داخلياٍ وخارجياٍ.
وتابعت بحماس :في هذه المرحلة الحساسة يتبين من هم الوطنيون والأوفياء ومن هم الخونة والعملاء فمن يغار على وطنه يغار على عرضه وشرفه وقد أمرنا الله بالجهاد بالمال والنفس وقد قدم الجهاد بالمال لأهمية ذلك في تقوية معنويات الثوار ولهذا تعاظمت اليوم المسؤولية الوطنية لأبناء هذا الشعب برجاله ونسائه وشبابه في توحيد صفوف المقاومة والدعم الشعبي.

واجب ديني ووطني
أم عمار – من منطقة بني حشيش تقول بهذا الصدد: أساس هذا الدعم نابع من استشعار روح الانتماء الديني والوطني في سبيل خلاص البلاد من العدوان الراهن ودعماٍ لتلك الأعين الساهرة في ميادين البطولة والشرف.
وتضيف : وانطلاقا من ذلك اجتمعنا نحن نسوة بني حشيش لوضع بصمة خالدة للمرأة اليمنية وكفاحها ونضالها  إلى جانب أخيها الرجل لنبذل ما بوسعنا من ذهب ومال وغذاء سواء كمواد غذائية من معلبات أو أرز أو عصائر ومياه  معدنية خاصة من قبل نساء التجار ولله الحمد ..
وزادت بالقول :جمعنا كل ذلك وقدمناه للمعنيين في أول قافلة نصرة لجبهات الثوار ومازلنا على هذا المنوال حتى يكتب الله لنا ولبلادنا النصر والعزة والتمكين.

مشاهد مؤثرة

من جهتها تقول سامية الحيدري – موظفة: يظنون أنهم بقوتهم الوهمية وبقنابلهم وبطائراتهم وبعملائهم سيرعبوننا ويدمرون همتنا وعزيمتنا ووطننا وسيقضون على كرامتنا حتى نركع أو نموت من إرهابهم وبطشهم – لا والله – لم يزيدونا إلا إصرارا وتضحية وصموداٍ وعزة وإباء وها نحن نساء اليمن نعلنها للعالم أجمع أننا في سبيل تربة هذا الوطن سنقدم أبناءنا وكل ما نملك وكل شيء يهون من أجلك يا يمن.

ومضت تقول: عندما رأيت النساء في مختلف المناطق والقرى والمدن والأرياف يتبرعن بذهبهن وحليهن وأموالهن هز ذلك المشهد وجداني الوطني وقلت أنا لست أقل منهن وطنية وهي بلادنا جميعاٍ وبحكم أنني موظفة لا أملك سوى معاشي الذي دخلت بنصف المبلغ  منه جمعية وكان دوري قبض الجمعية نهاية شهر ثلاثة من هذا العام الجاري ومقدار المبلغ 250 الف ريال فأخذت 50 ألفاٍ منه لحاجتي الشخصية وتبرعت بالباقي كواجب ديني ووطني وعسى الله أن يكتب الأجر ويمدنا بالصبر العاجل.
ودعت الحيدري كل نساء اليمن إلى الفوز بهذه اللحظة التاريخية وتقديم كل ما يملكن احتساباٍ للأجر والنصرة.

أم الشهداء
أم محمد العيني قدمت أعظم ما تملكه الأم قدمت فلذتي كبدها  (محمد وعبدالرحمن) اللذين استشهدا وهما في واجب دحر عناصر الإجرام والتخريب وجدناها صابرة ومهللة ومستبشرة .. قائلة بروح من الرضا والتفاؤل والصمود:
والله لو كان معي غيرهما لدفعت بهم جميعاٍ إلى الجهاد.. واليوم سأنام قريرة العين وأنا أرى ولدي شهيدين عند ربهما يرزقان.
وختمت بالقول : لن أقول إلا ما يرضي ربنا: حسبنا الله ونعم الوكيل.

قد يعجبك ايضا