إعلاميون يمنيون يصيغون استراتيجية إعلامية وطنية لمواجهة العدوان السعودي الأمريكي

تنتهج قناتا الجزيرة  والعربية – تحديدا -منذ اللحظة الأولى للعدوان السعودي-الأميركي على اليمن أسلوب الكذب و”صناعة الخبر” أكثر من مجرد “تناقله” وتناوله إخبارياٍ وهو أمرَ بدأت الفضائيتان بإرسائه منذ تغطيتهما الأولى للأحداث السورية: “اصنع الخبر وليحدث ما يحدث بعد ذلك”..
إذا نحن أمام إعلام يزور الحقائق وينشر الشائعات حتى وصل به الحال الى  تخيل أحداث من نسج الخيال ..وصاحب ذلك قيام آلة العدوان بإغلاق القنوات الرسمية اليمنية وضرب أعمدة إرسالات الإذاعة في جبل عيبان والتهديد الصريح بقصف باقي القنوات والوسائل الإعلامية اليمنية التي تفضح بشاعة العدوان ..
وأمام هذا الصلف تداعى الإعلام اليمني الحر من مختلف قنواته الثلاث  لوضع خطه مشتركه لمواجهة هذه الحرب  المعلنة على بلادنا .. وتفعيل دور وسائل الإعلام في التصدي لتلك الهجمات الإعلامية  وتوضيح حقائق الجرائم الإنسانية التي ترتكبها آلة العدوان الهمجي بحق اليمنيين وفضحها أمام الداخل والخارج  ..وقد جاء هذا التحرك في إطار ندوة نظمتها وزارة الإعلام مؤخرا في صنعاء بالتعاون مع كلية الإعلام بجامعة  صنعاء وحملت الندوة عنوان   “دور الإعلام في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي على اليمن”…الثورة أجرت لقاءات مع عدد من المشاركين..

بداية اللقاءات استهلها رئيس مجلس إدارة قناة اليمن اليوم محمد الردمي  الذي قال :” من المهم أن يعرف المعتدون أننا قادرون على العيش وبكرامة وقادرون على الصمود لكن هذا يحتاج إلى عمل إعلامي موحد لكل النوافذ الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة  الداخلية وهذا مانحن بصدده اليوم” .
وأضاف : ما نتعرض له في الوقت الحالي هو تبرير وتضليل مسعور للعدوان الهمجي على اليمن ومقدراته من قبل وسائل إعلام العدوان لذا فالدور الإعلامي لوسائل إعلامنا اليمني الحر مهم للغاية خاصة إذا ما استطاعت هذه الوسائل أن توصل صوت المواطن اليمني المتضرر  من هذا القصف والحصار للخارج بكل شفافية ومصداقية بعيداٍ عن تضليل وفبركات تلك الوسائل المعادية لليمن  .
ودعا الردمي كافة وسائل الإعلام إلى أن تتعاون مع بعضها البعض من أجل توفير المعلومة الصحيحة للداخل والخارج والحد من انتشار الشائعات وكذلك لمواجهة الصعوبات المتمثلة بالتهديدات الصريحة التي تتلقاها وسائل الإعلام اليمنية من قبل العدوان السعودي ونقص المشتقات النفطية التي تعيق حركة المراسلين .
مؤكدا أهمية تضافر الجهود الإعلامية اليمنية للوقوف صفاٍ واحداٍ ضد أي عدوان وأن لا تفرق بين أي عدوان سواء كان على المعسكرات والجيش أو على المنازل والمواطنين الأبرياء فكل تلك الهجمات البربرية تستهدف الأمن القومي اليمني. 
هجوم شرس
من جانبه يرى محمد عبد القدوس – نائب رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية سبأ أن ما يحدث حالياٍ  تجاه اليمن ليست حربا تقودها فوهة المدافع والطيران وغيرها من الأسلحة فقط وإنما حرب إعلامية مدروسة وشرسة يتعرض لها  الشعب اليمني لتصوره للعالم بأنه هو المعتدي وليس المعتدى عليه .
كما أكد عبد القدوس على أهمية العمل الإعلامي القوي والمدروس  في مواجهة العدوان الخارجي لأن الفائز في هذه الحرب قد يحسم كل شيء لصالحه سياسياٍ واقتصادياٍ وثقافياٍ لذا لابد للإعلام اليمني أن يوحد الرؤى والتحركات المشتركة بصورة استراتيجية تغرس حب الوطن في نفوس اليمنيين وتعرفهم بأطماع العدوان على بلادهم كما أنه من المهم أيضا أن تشرح لهم مواقف الدول الخارجية ودورها في الحرب الحالية إما بالسلب أو بالإيجاب ..
وزاد بالقول: كما يجب على وسائل الإعلام أيضا أن توعي الشعب بالأدوار البطولية التي تقوم بها قواتنا المسلحة واللجان الثورية وكذلك لابد لكل الوسائل أن توضح  للمواطنين أهمية وطرق  ترشيد الاستهلاك في المواد الغذائية وغيرها وأن تعمل على حظر مواقع الفتنة التي تنقل الأخبار الكاذبة والشائعات المغرضة التي من شأنها أن تهز الأمن القومي اليمني . 
 إعلام مواجهة
لم يخف  الدكتور عمر عبرين  نائب عميد كلية الإعلام استياءه الشديد من واقع وسائل الإعلام اليمني حاليا التي قال إنها  تتبادل التهم بشكل دائم في ما بينها بدل أن تركز مجهودها للوقوف ضد الإعلام الخارجي فالوقت كما وصفه  ليس وقتا للمناكفات السياسية وتبادل التهم في ما بينها وإنما وقت توحيد الصفوف الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة من أجل مجابهة الحرب الإعلامية على بلادنا وحتى تتمكن من نقل الأحداث الحالية للداخل والخارج بكل مصداقية .
ودعا  د. عبرين كافة وسائل الإعلام أن تبتعد عن تبعيتها لأحزاب معينة  فالوقت الراهن يتطلب التزام الجميع بالمسؤولية الوطنية وأن تبتعد في الوقت  الراهن عن إلقاء التهم والشتائم والبحث عن المتسبب عن ما وصلنا إليه.
 كما أكد على أهمية إيجاد إعلام يهتم بقضايا المواطن بدون اتباع سياسة معينة فالوسائل الإعلامية الحكومية والحزبية تتبع فكراٍ وتوجهاٍ سياسياٍ محدداٍ وكذلك الأهلية تتبع الجهات الممولة وتجسد سياساتها في المادة الإعلامية التي تقدمها وهذا لا يجب ان يكون في الوقت الحالي الذي تْنتهك فيه السيادة الوطنية والأمن القومي فهذا الوقت بحاجة لتوحيد المادة الإعلامية ووضع خطة استراتيجية ورؤية  مشتركة لجميع وسائل الإعلام الوطنية لمواجهة الحرب الإعلامية التي تواجه الوطن .
دور الشباب
دور الشباب ضروري ومهم في الوقت الحالي فهم الشعلة المتوقدة بالنشاط كما أن هذه الفئة تمتاز بالديناميكية والتحرر وتمتلك قدرة عالية على الاستجابة للمتغيرات الحالية مهما كان نوعها هكذا يرى الأمر الدكتور فتحي أحمد السقاف رئيس المركز اليمني للرقابة وتعزيز الشفافية والنزاهة ..ويركز  السقاف على دور الشباب في الأزمة الحالية وتفاعلهم في كل وسائل التواصل الإعلامي..
 واصفاٍ كل شاب بأنه  صحفي في الميدان قد يستفاد منه ومن حماسته العالية لصالح لوطن الذي يبنى بمجهودهم بشكل رئيسي .
وأوضح السقاف أهمية  دور الوسائل الإعلامية اليمنية المقروءة والمسموعة والمرئية في الوقت الراهن.. وقسم أهمية تلك الأدوار وفوائدها أي شقين الأول داخلي واعتبره مقتولاٍ بسبب كثرة انقطاع التيار الكهربائي لكنه مهم للغاية لرفع الروح المعنوية للجيش اليمني والشعب وإصدار التعليمات للمواطنين حول كيفية التعامل مع الأوضاع الحالية وتصحيح الأخبار المغلوطة التي يتلقونها من وسائل الإعلام المعادية لليمن ,والشق الثاني خارجي وهذا الشق مهم للغاية ويلزم توحد كافة الجهود الإعلامية الداخلية لنقل الصورة بكامل بشاعتها للخارج ليعرفوا مدى فداحة الجرم الذي ارتكبوه في حق الأطفال والنساء والشيوخ الآمنين وتكذيب تلك الصور المفبركة التي تبثها قنوات الدول المشاركة في العدوان والتي تؤيدها وهذا مهم  لأن نقل مظلومية القضية اليمنية لن يتم إلا بنقل الواقع بكل تفاصيله للخارج وإبطال مزاعم آل سعود وأعوانهم التي تدعي إنقاذ اليمن .
سقوط أخلاقي
الإعلام الخارجي للدول المعادية لليمن سقط سقوطاٍ أخلاقياٍ مدوياٍ  في اليمن لأنه كمم الأفواه وأغلق القنوات الرسمية وقام بقصف الإرسالات الإذاعية في جبل عيبان حتى لا تنقل هذه الوسائل الوطنية  الكلمة الصادقة والصورة الحقيقية للداخل والخارج ..وهذا ما ركز عليه الإعلامي /عبد الرحمن العابد – رئيس قطاع التلفزيون وأضاف : الوسائل الإعلامية الحرة تواجه حرباٍ إعلامية شرسة وقذرة لم يكتفوا فيها بالكذب والتدليس واختلاق الشائعات فقط بل وصلت بهم وقاحتهم لضرب وإيقاف  الإعلام اليمني الرسمي وتهديد باقي الوسائل الإعلامية بالمثل .
وبين العابد في حديثه  دور الإعلام في ظل استمرار العدوان بالقول : قناة اليمن لم توقف بثها وهي مستمرة في تقديم البرامج الجادة والجديدة التي تفضح جرائم آل سعود وتقوم بتزويد كافة الوسائل الإعلامية التي تطلب منها مواد إعلامية بصور وحقائق من الأرض كما أنها تقوم بنشر الكثير منها في الانترنت وفي كل مكان يستطيع المواطن الوصول إليه حتى يتعرف على الحقيقة بأم عينيه ..
كما لفت إلى أن قناة اليمن الفضائية ستبقى هي الرائدة وستعاود البث من جديد لا محالة وستستمر بأرشفة كل جرائم العدوان على اليمن حتى تفضحهم في المستقبل أمام العالم .
صراع إعلامي
تأتي هذه الهجمات الإعلامية الشرسة والمعادية  على اليمن لتغطي جرائمهم سواء في الداخل أو في الخارج هذا ما أكد عليه خالد حسين قيرمان – نائب مدير عام الدراسات والبحوث في وزارة الإعلام  الذي قال : إن هذه الهجمات أتت في وقت يشهد فيه الإعلام اليمني مماحكات بينية وهذا ما أضعفه في مواجهة تلك الوسائل الإعلامية المعادية لليمن وهذا لم يكن وليد الصدفة.. كما يوضح قيرمان بل  قال أنه يأتي من خلال عمل ممنهج عملت فيه تلك الدول المعادية بشكل حثيث لعرقلة العمل الإعلامي اليمني.
مشيرا إلى  أهمية أن تعمل  كل القنوات المحلية  برؤية مشتركة لمواجهة الحرب الإعلامية التي تواجه اليمن بشكل عام .
 وختم حديثه بشكر كل وسائل الإعلام الحرة  والأقلام التي مازالت وطنية ورفضت أن تْشترى كما فعل البعض خاصة في ظل هذه الأوضاع وأشاد بتضحياتهم وبمجهودهم المضاعف لتوصيل الكلمة مهما بلغت التحديات التي يعيشونها ورغم التهديدات التي وجهها لهم العدوان الظالم.

قد يعجبك ايضا