العدوان.. المسؤول الأول عن أزمة الكهرباء

■  الكهرباء: عودة المحطة الغازية للعمل اليوم ما لم يحدث طارئ جديد

جميل حميد البالغ من  العمر ثمانية وأربعين عاما ورب أسرة لسبعة من الأبناء والبنات إضافة إلى الزوجة كان أحد ضحايا غياب التيار الكهربائي الذي طاله العدوان السعودي الأمريكي الهمجي بقصفه اليومي إذ فقد الرجل حياته ودفعها ثمنا لأهواء من أرادوا الفتك بحياة شعب لم يطلب سوى النجاة والحياة الكريمة وهم يفعلون ذلك لا لشيء سوى أنهم يستمتعون بتعذيب هذا الشعب المغلوب على أمره ..
كان حميد يعاني من فشل كلوي وقد قرر له الأطباء غسيلاٍ كلوياٍ كل خمسة أيام وقد عاش على هذا النسق منذ حوالي أربع سنوات حتى جاء أسبوع الموت الذي لم يكن ينتظره ليضع حدا لحياته المأساوية وذلك بعد أن دخل الشعب اليمني مأساة انقطاع التيار الكهربائي في الوقت الذي يعاني فيه من أزمة انعدام المشتقات النفطية التي كانت تعتبر البديل لتشغيل الأجهزة الطبية التي تعتمد كليا على الطاقة الكهربائية وبهذا يكون الرجل قد خلف أسرة يعتصرها الألم ويخنقها حقيقة الفراق التي لم يكونوا ينتظرونها على هذه الطريقة فهم اليوم يتمرغون في وحل المعاناة ومستنقعاتها ” تقول زوجة الرجل التي تقطن في إحدى قرى مديرية صبر بمحافظة تعز ” كان زوجي قد تمسك بأمل الحياة من خلال الجرعات العلاجية التي كان يتلقاها كل خمسة أيام بأحد مستشفيات تعز غير أن هذا الأمل انقطع في هذا الأسبوع حينما تواصل انقطاع التيار الكهربائي ولم يكن المستشفى يملك البنزين الذي سيشغل من خلاله الأجهزة الطبية لذا فقد رحل زوجي دون أن يلتفت إلي أحد ” .

عبدالله سعيد صاحب معمل لصناعة البلك يتحدث من جانبه عن المأساة التي سببتها الكهرباء بانقطاعها ومدى تأثر المعامل المصانع بذلك فيقول ” توقفت الحياة بالنسبة لنا منذ أن بدأت عاصفة الحزم عملياتها على اليمن إذ توقفت كامل مشاريع البناء والإنشاء ليتوقف بذلك إنتاجنا من البلك بنسبة كبيرة ولم نكن نتوقع أسوأ من هذا الوضع المعقد غير أن قوى الشر والقطيعة والتخريب تأبى ذلك ولا ترضى إلا بما هو أسوأ مما نحن فيه فيصر على قلب التوقعات ليوصل حياتنا إلى الدرك الأسفل من المعاناة فقطع أحد أهم مصادر استمرار الحياة في طننا الحبيب وذلك بقطع التيار الكهربائي في الوقت الذي عملت فيه تلك القوى على انعدام المشتقات النفطية لتزيد من أوجاع المواطنين ومن معاناتهم وها نحن نقضي الأسبوع الأول بدون كهرباء وهو الأمر الذي أد إلى شل الحركة تماماٍ عن كامل النشاطات التي كانت ماتزال تصارع من أجل البقاء وعلى رأس تلك النشاطات المعامل والمصانع التجارية والزراعة التي تعتمد على الكهرباء كمصدر رئيس لتشغيل المضخات المائية….

تسريح العمال
عامل في ورشة لصناعة الخشب كان له قصة ملؤها حزنا فيفصلها بقوله “كنت أعمل في مهنة البناء قبل حوالي شهر وعندما بدأت عاصفة الحزم وقف المشروع الذي كنت أعمل فيه وبالتالي فقدت العمل الذي كنت أعتمد عليه في تسيير شؤون الأسرة التي أعولها لكني لم أفقد الأمل بالله فضلت من حينها أن أبحث عن عمل بديل ولم يخيب الله ظني فوجدت فرصة عمل في هذه الورشة قبل حوالي عشرة أيام وكانت فرحتي بالحصول عليه لا توصف وخلال الخمس الأيام الأولى من العمل هنا وجدت استقرارا كبيرا في أسرتي غير أن هذا الاستقرار والأمل في الاسترزاق لم يستمر كثيرا فمجرد انقطاع التيار الكهربائي باستمرار عن جميع المحافظات اليمنية ولم يتمكن صاحب الورشة من شراء مادة الديزل لتشغيل الورشة فاضطر إلى وقف العمل بشكل كامل وتسريح العمال وها أنا أعود من جديد إلى مربع البطالة في ظل تزايد المطالب الأسرية التي فرضتها الأزمة الحالية “.
 عبدالعزيز الحمودي طالب دراسات عليا ويعكف حاليا على إنجاز رسالة الماجستير رغم المشكل المتوالية على الشعب اليمني إلا أنها لم تستطع ان تعرقل مهمة إنجاز مشروعه الدراسي فضل يعمل بكد ودون ملل حتى جاءت مصيبة انقطاع التيار الكهربائي المستمر منذ حوالي أسبوع لتوقف مشروعه تقعده في فراشه بلا حراك .. يقول: أصبحت الكهرباء من أساسيات الحياة ولا يستغني عنها أحد وكذا فإن إنجاز مشروع دراسة الماجستير يعتمد على الكهرباء بنسبة ” 90% بالمقابل فإن انقطاع التيار الكهربائي يعني العجز عن إنجاز مشروع رسالة الماجستير بذات النسبة 90% ” … لم يكن يفكر في إنجاز مشروعه بقدر  ما يفكر بخراج الوطن من المؤامرة الكبيرة التي يتعرض لها في الوقت الراهن ولذلك فهو مستعد ـ كما يقول ـ للتنازل عن كل ما هو غال بالنسبة له ليحيا الوطن في إشارة منه إلى أن عاصفة الحزم والأزمات التي خلقتها وماتزال تخلق غيرها لن تستطيع أن تركع اليمنيين نزولا عند رغباتها العبثية التي لا تريد إلا الدمار والهلاك للشعب اليمني العظيم  .

معاناة الطلاب
أشرف حمدي طالب في الثانوية العامة يقول ” مضى العام الدراسي ولم نجن من المحصلة العلمية المفترض تحقيقها سوى النذر اليسير بسبب المشاكل التي توالت علينا وها نحن مقبلون على الامتحانات النهائية ولم نستعد بعد لخوض غمارها وقد زادت مشكلة إنطفاء الكهرباء بشكل متواصل خلال الفترة الأخيرة من معاناتنا ويضيف .. بشيء من التفصيل ” تمر فترة النهار في الاعمال المساعدة لتلبية احتياجات الأسرة التي توسعت دائرتها مع توسع دائرة المشاكل التي خلفتها أزمة المشتقات النفطية وانقطاع التيار الكهربائي أما الليل فيمر بين الظلام المتواصل والملل الدائم خصوصا ونحن غير متعودين على المذاكرة على ضوء “الشمعة ” الخافت.
هذا وتعرضت خطوط نقل الكهرباء للقصف من قبل طيران العدوان السعودي خلال غاراته الأسبوع الماضي على معسكر فرضة نهم محافظة صنعاء التي تمر منها خطوط نقل الطاقة .
فيما تعرضت لاعتداء آخر في منطقة الجدعان محافظة مارب نتيجة الاشتباكات المسلحة.
وكان نتيجة ذلك  “أن خطوط نقل التيار الكهربائي بمارب تضررت لـ 32 قطعا على الدائرتين الأولى والثانية وبسبب احتدام المعارك لم تتمكن الفرق الهندسية من الدخول لأكثر من ستة أيام إلى منطقة الجدعان بمحافظة مارب وأوضح مصدر مسؤول لـ(الثورة) بأنه تم الاتفاق يوم السبت على هدنة لمدة ثلاث ساعات تمكنت الفرق الفنية من استغلالها لإصلاح الأضرار بنسبة 10 بالمائة.
وأشار المصدر إلى أن الفرق الفنية باشرت عملها منذ فجر أمس وما زالت حتى اللحظة تستكمل الإجراءات الفنية لإصلاح أضرار خطوط نقل التيار الكهربائي بمنطقة الجدعان معبرا عن أمله في أن تنتهي الفرق الفنية من إصلاح تلك الأضرار مساء.
وأكد المصدر أن الفرق الفنية إذا لم تتمكن من إصلاح بقية الأضرار الأحد فإنها ستباشر عملها في استكمال تلك الأضرار اليوم الاثنين ليتم عقبها إعادة التيار الكهربائي من محطة مارب الغازية بإذن الله تعالى “ما لم يحدث أي طارئ يعيق فرق العمل”.
وقد عبر العديد من المواطنين عن استيائهم الشديد لاستهداف الكهرباء معتبرين ذلك جريمة في حق الإنسانية وطالبوا المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بالتحرك لإنهاء هذا العدوان البربري.

قد يعجبك ايضا