تحاول حجب الشمس تنفيذا لمؤامرة تدمير الوطن

الإعلام المأجور.. تسويق المنتجات الفاسدة لا يدرأ مرارة السقوط

¶ د.الحميري: التضليل وتبرير العدوان يأتي في إطار حرب نفسية موجهة لإضعاف مراكز قوة الشعب

¶ د.البكاري: المفترض على وسائل الإعلام المحلية تغليب مصلحة الوطن على المصالح الضيقة والأنانية

مكنة إعلامية هائلة لضخ معلومات زائفة تْحرف الحقائق وتضلل الرأي العام وتبرر للعدوان على الوطن.
حزمة من الأقلام المأجورة ارتضت لنفسها السقوط الأخلاقي والذهاب إلى أقصى مغبات الخيانة الوطنية والانحطاط الأخلاقي مقابل فتات المال المؤقت.. فلم تتوقف إزاء بريق المال الذي يشتري النفوس الضعيفة أمام حجم المعاناة وتداعيات الجريمة العدوانية وأنين الجرحى ودموع الأمهات الثكالى وأشلاء الأطفال الذين تبعثرهم طائرات العدو بلا شفقة.
لم يعد هناك إعلام هادف وإنما عصابات إعلامية تتبع مراكز قوى معينة الهدف منها تضليل حقائق ونشر أكاذيب مهولة واستقبال المرجفين على أنهم محللون سياسيون وهم لا يدركون من السياسة معناها .. هذا ما تحكيه بعض القنوات الإعلامية كالجزيرة والعربية وغيرها سواء محلية أو عربية..
عبد الرحمن القوسي – باحث ومفكر سياسي – يقول: من الطبيعي أن أي شخص يبرر العدوان سيجد لنفسه الأسباب والحجج للتبرير فكل شيء مرتبط في هذه السلوكيات نابع من تكريس ثقافة الزيف والهيمنة المتجبرة التي فرضت حقائق مشوهة لكل الأحداث وأصبغتها روايات صانعي الحدث وسوقتها كما تشاء لتثبتها كحقائق لا تحتمل أي لبس وتعتبر تلك آلية إعلامية مسنودة بقدرة مؤسساتها التقنية أن تبيع وتصنع الخبر وبحسب الدفع من المال لكن مع كل هذا ما زال هناك ضمائر وطنية وعقول مستنيرة لامتلاك المعلومات الدقيقة وبالمنطق وبلغة العقل وسيجد من يريد أن يكشف تلك التزييفات لعكس الحقائق مادة خصبة ليدحض أكاذيبهم ويكشف حقائقهم ويسلط الضوء على الحقيقة كما هي فما يحصل الآن باليمن كانت هناك مواجهات بين أطراف الصراع على السلطة وحراك شعبي وكادوا جميعاٍ أن يصنعوا موقفاٍ عبر الجلوس إلى طاولة الحوار ليحددوا مخارج ما يتوافقوا عليه إلا أن التجاذبات الإقليمية والدولية عصفت بكل شي وبدلاٍ من أن تساعد في الالتئام كانت العوامل الخارجية عنصر الهدم فأن تأتي دول وتضع من نفسها وصية وتعتدي على اليمن وتقصف منشآت اليمن العسكرية والتنموية والبنى التحتية وتقتل الشعب وتدعي أنها تحمي استقرار اليمن فإن ذلك قمة البجاحة والهمجية والاستخفاف بالعقل وأي تبرير لها هو نوع من التضليل المكشوف والرخيص.

إعلام مؤجر وحاقد
وعن أكاذيبهم ومحاولة إقناع الشعب اليمني بعدوانهم يقول القوسي: إن الشعب اليمني يدرك مصلحة وطنه ومن المستحيل أن يقتنع بذلك الكلام المخزي والذي لا يمت للحقيقة بصلة دوناٍ عن العملاء والمرتزقة منهم وأي إعلام هذا الذي يناور ويكذب ويسوق للعدوان على اليمن تحت هذه الحجة أو للوقوف مع شرعية سقطت وطنياٍ وأخلاقياٍ إن سماجة ومغالطة بعض القنوات الإعلامية ما هي إلا لتمرير مؤامرة تدمير على اليمن وكسر إرادته حتى حجة باب المندب الذي يعتبر ممراٍ دولياٍ لم تتحكم به أي دولة مطلة تؤثر على الملاحة الدولية كلها حجج لإعلام مأجور يزين لموت الشعب اليمني وتدمير لحمته وبنيته ودولته وتماسكه لكن لا تموت الشعوب بهذه البساطة واليمن عبر التاريخ قد مرت عليه مثل هكذا مؤامرات وظل اليمن وسيظل مهما طبل وزين الإعلام المأجور أو الحاقد أو المغرر به لما تقوم به دول العدوان الأمريكي السعودي وأذنابهم.

أقلام مستأجرة خسيسة
الدكتور محمد عبدالله الحميري -أكاديمي وخبير اقتصادي ومحلل سياسي- يشير إلى أن وسائل الإعلام التي تبرر للعدوان الإجرامي السعودي والدول المتحالفة معها ضد بلادنا ومكتسبات شعبنا ومنجزاته وكل عوامل قوته بلاشك أنها تمثل امتدادات تكتيكية خائرة لهذا العدوان حيث تعمل هذه الوسائل وأدواتها على تبرير وتزيين منطق المعتدين والظلمة وتوصيلها في إطار الحرب النفسية والإعلامية الشاملة المبرمجة والموجهة ضد الشعب لإضعاف مراكز قوته وتفكيك وحدة صفوفه وإضعاف كل قواه الخيرة والمدافعة عن شرف اليمن وحياض الوطن لكي تتمكن قوى التحالف المجرمة من أن تفت من عضدنا أو من إجبارنا على الاستسلام والتسليم بما يريده أعداء اليمن وعملاؤه الخاسرون لأنفسهم ولشعبهم ولدنياهم ولآخرتهم.
ووصف الحميري حال هذه القنوات الإعلامية بالمرضى وهو ذلك الوصف الذي يعكس درجة الخسة والخيانة والتأزم النفسي الذي يعيشه أصحاب تلك النفوس المريضة والأقلام المأجورة والوسائل التي يستخدمونها لتأكيد حالة العمالة والنذالة التي تحكم مشاعرهم وعواطفهم سواء أكانوا مالكين لهذه الوسائل الإعلامية الخيانية أو كانوا مجرد كتاباٍ مأجورين فيها ومستأجرين لها.

انحدار أخلاقي لشرف المهنة
وعن الأسباب المرجفة من التبريرات التي تقدمها الوسائل الخارجية المنضوية ضمن الماكينة الإعلامية الخبيثة والخطيرة التي يمتلكها المعتدون المتحالفون مع بني صهيون أصحاب أكبر الوسائل الإعلامية التدميرية العالمية يقول الحميري: “إن الأمر يبدو في إطاره الطبيعي المعروف لكل أحرار العالم عن أخلاقيات وتصرفات هؤلاء الأعداء المغرورين المتجبرين الذين يظنون أنهم بما يمتلكونه من تحالفات صهيونية ودولية وعربية وإقليمية وما هو مكدس لديهم من أسلحة التدمير العسكرية ومن تكنولوجيا وأذرع القوة الطويلة التي يستخدمونها وبما يصدرونه ويشنونه عبر وسائل إعلامهم المتنوعة والمتقدمة في الكذب وفي صناعته أيضاٍ من مثل تلك التبريرات والمغالطات والحرب النفسية الموجهة بكثافة ليل نهار لشعبنا الصامد المؤمن ولقواته المسلحة الباسلة ولأشقائنا العرب وأصدقائنا المتعاطفين مع مظلومية اليمن في العالم أجمع فإن الكل يعرف أن هؤلاء المطبلون إنما يظنون أنهم بتبريراتهم تلك سينتزعون النصر وسيدرأون عن أنفسهم مرارة السقوط والانحدار الأخلاقي والهزيمة النفسية التي تحاصرهم والتي يعيشونها ويتجرعون سمومها الزعاف التي تحكم أنفسهم وتحالفهم الإجرامي المعتدي وتوغر صدورهم.

أراجيف ومبررات إعلامية
وأضاف الدكتور محمد الحميري: “من المؤكد أنهم إنما يلجأون لمثل هذه التبريرات الهمجية ليستعيضوا بها وليتستروا خلفها في مواجهة ركائز الحق المبين التي تستند عليها بشائر نصر الله لنا وتقوم عليها مظلوميتنا وقضيتنا اليمنية العادلة على الأرض التي تمثل أقوى وأمضى أسلحة الشعب اليمني في مواجهة ذلك التحالف الصهيو سعودي أمريكي السافر والمعتدي وغير المبرر والذي مهما جمعوا له من الأسباب والمبررات والمغالطات والأراجيف والأكاذيب والافتراءات فإنهم سينهزمون عاجلاٍ أم آجلاٍ لأنهم إن تمكنوا لبعض الوقت من أن يضحكوا على الناس ويغالطونهم فإنهم لن يستطيعوا تغطية عين الشمس أو حجب الحقيقة ولن يتمكنوا من مغالطة الله الذي جعل كل أسباب النصر والتمكين بيده وحده (وما النصر إلا من عند الله) (والله متم نوره ولو كره الكافرون) والفاسقون والمعتدون والخونة والعملاء والمرجفون بإذن الله الواحد الأحد الذي بشرنا رسوله الكريم بأن فرجه للعالم أجمع سيأتي من اليمن وأن نِفِسْ الرحمن من هاهنــــا وإنني بناء على ذلك أرى نصر الله لأهل اليمن قادم وعاجل  وقد بات قاب قوسين أو أدنى إن شاء الله.

واقع إعلامي مزر
الدكتور محمود البكاري -أستاذ علم الاجتماع السياسي- يرى أن واقع الإعلام لا يسر في ظل الأوضاع الراهنة حيث لم نشهد إعلاماٍ عقلانياٍ متوازناٍ يحقق الغاية من وجوده كأداة ضبط وعقلنة السلوك السياسي وممارسة واعية لحرية الرأي والتعبير من خلال ألكلمه الصادقة والمسئولة فقد تأثر الإعلام سلباٍ بحالة الصراع السياسي على السلطة ولا يزال هذا التأثير قائماٍ ومستمراٍ ولذلك لايمكن التعويل على إعلام منقسم إزاء حرية الكلمة أن يقدم نموذجاٍ في الممارسة المهنية القائمة على المصداقية والموضوعية.

رواج إعلامي
ويعتقد البكاري أن ما يحدث خلال هذه الفترة من تبرير لأعمال العنف والعدوان ليس بجديد ولا مستغرب على بعض وسائل الإعلام سواء الداخلية أو الخارجية التي اتخذت من الإعلام آلية للربح وإذكاء الصراعات السياسية بل إن بعض وسائل الإعلام تجد فيما يحدث هذه الأيام سوقاٍ رائجاٍ لمنتجاتها ربما أكثر من أي وقت مضى وهنا تكمن الخطورة فيما ستؤول إليه الأوضاع من تصدع اجتماعي وتناحر سياسي ستظل وسائل الإعلام المحسوبة على الإعلام أداة رئيسية في تأجيجه وكما يقال فإن الحروب تبدأ بكلمة.
وعن وسائل الإعلام اليمنية يقول البكاري: كان من المفترض على وسائل الإعلام بمختلف وسائطها المرئي والمقروء والمسموع الرسمية والحزبية والأهلية أو الخاصة وبخاصة خلال هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها الوطن أن تقدم مصلحة الوطن على ما عداها من المصالح الضيقة والأنانية لا أن تبحث عن مزيد من المصالح الخاصة وعلى حساب مصلحة الوطن لكن يبدو أن هناك صعوبة في التفريق بين مصلحة الوطن والمصالح الخاصة.

قد يعجبك ايضا