خوف واكتئاب وفقدان شهية بعض المعاناة

في ظل الأوضاع الراهنة يتعرض الكبار والصغار لأبشع أنواع الظروف الصادمة والضاغطة وإذا كان الكبار أقدر على تحمل الصدمات من الأطفال فإن الحرب وما يصاحبها من مصائب ونكبات يكون أثرها النفسي أكبر بكثير على الأطفال ويرجع ذلك لعدم اكتمال نضج الأطفال نفسيا واجتماعيا ومعرفيا ووجدانيا. هذا يترك الباب مفتوحا لكل الاحتمالات خاصة عن زلزلة قناعاتهم وتهدمها وتكون اتجاهات العدوان والانتقام وعدم ثقتهم بأي شيء حتى في أنفسهم وقد يقعون ضحية للخوف الشديد والكوابيس التي قد تحتوي صورا مما عاشوه.
 إن ما يشهده أطفالنا اليوم من ظروف مروعة سوف تترك صورا لا تنسى قد تؤثر على صحتهم النفسية وتتسبب في أزمات يصعب علاجها وقد تتحول إلى أزمات نفسية مزمنة. ومما يعيق الكشف عما يعيشه الأطفال هو عدم قدرتهم على التعبير عن مشاعرهم وحرصا منا في مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب على تقديم الدعم والمساندة إليهم بكافة الطرق والوسائل الممكنة فإننا سنتحدث في هذه المادة عن آثار وانعكاسات الكوارث والحروب والأزمات على الأطفال :-

أولا : الآثار النفسية والاجتماعية والمعرفية على الطفل:
القلق النفسي للطفل والذي يظهر من خلال الأعراض التالية
الحركة الزائدة عند الأطفال.
صعوبة في التركيز.
صعوبة في الاستغراق في النوم.
الأحلام المزعجة والكوابيس.
فقدان الشهية للطعام أو فرط الشهية.
اضطرابات النوم عند الأطفال وتظهر اضطرابات النوم من خلال مجموعة من الإعراض أهمها:
حالة من الخوف الشديد وعدم القدرة على النوم.
تكرار الاستيقاظ من النوم نتيجة للأحلام المفزعة.
خوف شديد واستثارة تلقائية .
رفض الطفل لمحاولات أفراد الأسرة لتهدئته عند الفزع.
خلل في علاقة الطفل الاجتماعية بالمحيطين.
الاكتئاب نتيجة مرور الأطفال بتجارب صادمة أو مشاهدتهم لهذه الأحداث الصادمة وقد لا تظهر هذه الأعراض مباشرة أثناء التعرض لصدمة وإنما تتضح بعد مرور وقت عليها ومن هذه الأعراض مايلي :
مزاج سيء ومكتئب للطفل ( الحزن الوحدة البكاء)
فقدان واضح للوزن نتيجة لفقدان الشهية للطعام.
حركة زائدة أو قلة حركة.
أرق في النوم أو نوم متقطع آو نوم لفترات طويلة.
فقدان القدرة على التركيز.
فقدان الثقة بالآخرين.
ثانيا: الآثار المعرفية الناجمة عن الصدمات على شخصية الطفل ومن أهمها:
ضعف التحصيل الدراسي للطفل وذلك بسبب انشغال الأطفال بالأحداث الصادمة رغما عن إرادتهم وبشكل تلقائي وهذا ينعكس على التحصيل العلمي للطفل.
عدم القدرة على التركيز وقلة الانتباه نتيجة لخطورة الأحداث التي يمر بها الطفل والمشاهدات لصور ومناظر مثيرة وصادمة بشكل مباشر وغير مباشر تشعرهم بعدم الأمان.
ثالثا: الآثار السلوكية للأحداث الصادمة على الطفل .وتظهر من خلال العديد من السلوكيات وهي:
السلوكيات العدوانية فمشاهد العنف تؤثر على الأطفال وتزيد من شعورهم بالخوف والقلق كما تزيد من إمكانية ممارستهم للعنف .
مص الإصبع وكضم الأظافر:
كل هذه المظاهر تعتبر استجابة طبيعية لأحداث مخيفة وخطيرة فبمساعدة الوالدين أو الأقارب ودعم الأصدقاء يمكن أن يتجاوزها خلال عدة أيام أو أسابيع ويشفى الطفل ويعود إلى سابق حالته الطبيعية أو يحتاج إلى التدخل من قبل الأطباء أو المختصين.

قد يعجبك ايضا