الاعتداء على اليمن سيؤثر سلبا على العلاقات الاقتصادية والتجارية مع دول الخليج

أكد الخبير والمحلل الاقتصادي عبدالرحمن القوسي أن الاعتداء الغاشم من قبل المملكة العربية السعودية ودول الخليج وحلفائهم على مقدرات الجيش اليمني وبناه التحتية سيؤثر على العلاقات اليمنية-الخليجية-العربية خصوصا في المجال الاقتصادي والتجاري لما تحتله اليمن من مكانة جغرافية استراتيجية للحركة الاقتصادية الإقليمية والدولية.
وأضاف في حديث لـ”الثورة الاقتصادي” إن دلالة هذا العدوان تؤكد وترسخ نوايا الحلفاء تجاه اليمن واستهدافه واستهداف كل عوامل قوته الناشئة بكل ما هو كامن من قوة لم تتبلور بعد أو لم توظف بعد أو حتى لا تكون هذه العوامل قائمة تجعل من اليمن دولة محورية بما تمتلكه من هذه العوامل التي لم يشاء المتصارعون بخلق الاستقرار والتنمية التي تْهيئ لليمن النمو والنهوض.

* تشهد اليمن بشكل واضح اعتداء خليجي على البنى التحتية من مطارات ومعسكرات.. على ماذا يدل هذا الاعتداء¿
ما يحصل الآن من عدوان على اليمن تحت غطاء دعوة من الرئيس هادي المستقيل مستندا إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي للأسف هو وحكومة الوفاق هما من حملوا اليمن هذه العلة الدولية كسيف يسلط على رقاب اليمنيين وللتدخل في شؤون اليمن بسابقة لا مثيل لها في التاريخ أن تقوم قيادات لدول مستقلة بطلب المساس بسيادتها وعقابها وعقاب شعبها, حيث تحججِ بما آلت اليه الأوضاع في الأزمة السياسية وإشكالاتها المعقدة الذي هو شخصياِ طرف وجزء من هذه الإشكاليات, إشكاليات تفاقمت وتعقدت.. وإيا كانت قد وصلت من التعقيد فإن أبناء اليمن بكل قواه ومكوناته القائمة قادرة أن تفكك هذه التعقيدات وتقارب بين مسافات الخلاف متى ما حْكمت المصلحة العليا للوطن, متى ما تمسكت بمنطق العقل والضمير الوطني وبالآليات الحوارية والمدنية ,نعم هي قادرة أكثر وأكثر بقدر ما تبتعد وترتهن لتجاذبات والاستقطابات من خارج حدود جغرافية اليمن عربيا و إقليميا ودوليا .
ولكن للأسف أن ما كان يْبيت لليمن هو الوصول إلى هذه القشة التي قصمت ظهر البعير,ليْتخذ منها سبباِ للعدوان الغاشم الهمجي على اليمن من قبل المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي ومن ساندهم بهذا الحلف الذي ترعاه أمريكا,ليكون جسر الوصول إلى ضرب وتدمير البْنى التحتية والاستراتيجية للقوات المٍسلحة والأمن في كل مناطق الجمهورية دون استثناء,بل ولتنعكس هذه الآثار وتطال كثيراِ من المنشآت الاقتصادية والعامة وتؤثر على عجلة الحياة المعيشية والاقتصادية بحالتها المتواضعة والباهتة في ظل الأزمات التي تتالت من شهور ومن سنين مضت.
إنه عدوانَ غاشم استهدف الشعب اليمني ويستهدف اليمن سيادةَ وكرامة َ أياٍ كانت الحجج والتبريرات التي يسوقونها إلا أننا لن نتقبل أي عدوان خارجي كما هو الحال الآن ولن نجد له مبرراٍ.. إن دلالة هذا العدوان تؤكد وترسخ نوايا الحلفاء بقيادة أمريكا السيئة والخبيثة تجاه اليمن واستهدافه واستهداف كل عوامل قوتها الناشئة بكل ما هو كامن من قوة لم تتبلور بعد أو لم توظف بعد أو حتى لا تكون هذه العوامل قائمة تجعل من اليمن دولة محورية بما تمتلكه من هذه العوامل التي لم يشاء المتصارعون بخلق الاستقرار والتنمية التي تْهيئ لليمن النمو والنهوض.
اقتصادية ونفسية
* ما هي آثار هذا الاعتداء الذي تشارك فيه عشر دول خليجية وعربية على اليمن والمنطقة العربية¿
أن الأثر الذي سيتركها هذا العدوان لن يقتصر على الدمار فحسب والضحايا البشرية التي تتم أثناء القصف من مدنيين عْزل وأطفال ومن أبناء القوات المسلحة والأمن المرابطين في المواقع العسكرية المستهدفة,بل وسيكون لها اثر نفسي عميق في نفسيات كل أبناء الشعب اليمني مستقبلاْ تجاه من كانوا يحلمو منهم العون والسند في التكامل الاقتصادي ومد اليد في التعاون وتعميق الإخاء العربي وتقوية الأواصر ومواجهة الأخطار التي تصيبنا جميعا وعلى رأسها المشروع الصهيوامريكي والتي تمثل رأس حربته دولة الكيان الصهيوني في فلسطين العربية المحتلة.
للأسف لقد نزعوا من نفوس اليمنيين بهذا العدوان حق الأخوة والأمل في المصير العربي المشترك, بل وقد انعكس هذا العدوان سلبا في موقف الشعب اليمني لهذه الدول النفطية فحسب بل ومن دول عربية أخرى كمصر والأردن والسودان والمغرب الذي لم يستوعب بعد سر حماسهم والذي يؤشر أيضا على خطورة هذا التماهي ضد اليمن وغير اليمن تحت تلك الحجة الوهمية معاهدة الدفاع العربي المشترك الذي أْعدت لغرض مواجهة أي عدوان اجنبي على الأمة العربية وليس لمواجهة العرب ضد بعضهم البعض.
موقعها الجيبلوتكس
* هل العالم بعيد عن آثار هذا الاعتداء¿
العالم كله سيتأثر بما يجري في اليمن من عدوان قد يطول لأهمية موقع اليمن الجيبلوتكس (موقع جغرافية اليمن السياسية) التي تطل على أهم خطوط الملاحة الدولية والتي قد تجعل هذه المياه الإقليمية مسرحا للبوارج الحربية ولو من باب الحركة والمراقبة,فإنها ستخلق قلقاٍ شديدا على حركة الملاحة الدولية ونقل البضائع والوقود من وإلى وعبر أوربا وآسيا,وهذا سينعكس على الوضع الاقتصادي العالمي وعلى أسعار النفط ومشتقاته فليس اليمن بهذه السهولة عندما تستهدف بالفوضى وبالدمار وبالاستقرار وبالحروب.
إيقاف الاقتصاد
* ما هي الآثار المترتبة على الاقتصاد والاستثمار العربي في اليمن جراء هذا الاعتداء خصوصا على السعودية متزعمة الاعتداء ومصر التي أيدت الاعتداء وتشارك فيه¿
أما آثار هذا العدوان على الاقتصاد والاستثمار العربي في اليمن فبدون شك انهْ سيؤدي إلى إيقاف كل الفعاليات الاقتصادية الوافدة إلى اليمن وسيجمد كل الاستثمارات ليس في ظل العدوان والقصف المستمر بل وسيمتد ذلك إلى شهور وسنين تالية بعد وقف العمليات العسكرية على اليمن ولنا في السياحة أسوة..وبالذات فيما يتعلق بالتبادل التجاري البيني بين اليمن ومصر الذي توجد كثير من الاتفاقات والعلاقات الرسمية وبين القطاع الخاص والتي تْشكل تواجدها في السوق الاستهلاكي اليمنية والمنشآت الاستثمارية بين البلدين بين اليمن والسعودية ومصر .
هذه الاستثمارات بقدر ما ستتوقف كليا أثناء القصف لن تتعافى وتْستأنف إلا بعد حين من الزمن ناهيك عن الأثر المباشر الآن على الاقتصاد اليمني الذي لا نحسد عليه فسيزداد سوءاٍ فوق سوء وستنخفض معدلات الميزان التجاري بيننا وبين هذه البلدان إلى أن تصل إلى نقطة الصفر وسينعكس أيضا هذا على الأوضاع المعيشية القائمة في اليمن نتيجة لما سيترتب على ذلك من بطالة وانخفاض في سوق العرض للمنتجات الاستهلاكية التي معظمها وافدة من مصر ومن السعودية,ما يعني زيادة الطلب عليها وبالتالي زيادة أسعارها.
موقف ضاغط
* إذا استمر هذا العدوان واستهدف المنشآت الحيوية والمناطق المدنية.. ماذا ستكون العاقبة.. ومن يتحملها¿
في ظل استمرار هذا العدوان دون توقف وان لا سمح الله ولم تتوفر الإرادة عند كل مكونات الشعب اليمني في الالتفاف نحو الحوار ومعالجة مشاكلها وخلافاتها بالحوار وبعدم الإقصاء ورفض الآخر والاستقواء على الآخر باللجوء إلى القوة المسلحة والاستناد إلى الدعم الخارجي لليمن وتحكيم كل وسائل الحوار المدنية والتواصل المدني بما يشكل موقفاٍ ضاغطاٍ لهذا العدوان إذا ولا سمح الله لم تتوفر هذه الظروف فان اليمن سيتحول إلى ميدان مفتوح بلا دولة بلا مؤسسات بلا مكونات وستكون أرضاٍ محروقة للمتصارعين وستحرق بنارها دول الجوار ابتداء من السعودية وهلم جرا وحتى تعم الفوضى المنطقة العربية كاملة َ.
سلسلة اعتداءات
* كلمة أخيرة !
إن العراق كان حامل مشروع نهضوي علمي وتنمية شاملة اْريد له ان لا يكون كذلك فتم جره من حرب إلى حرب والى حصار والى ذلك العدوان الغاشم الذي لم يحصل مثله في التاريخ وما نشأ عنه من احتلال وتدمير وحروب تحت عناوين مختلفة في ظل الاحتلال حتى الآن..بأشراف أمريكا والسعودية ودول الخليج العربي وإيران,وهو ذات الأمر الذي يحصل في سوريا البلد العربي الذي وصل إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي من منتجاته ومن الحبوب ومن القمح بالذات البلد العربي الذي كاد ان تنعدم فيه البطالة الآن يْدمر تحت حجة وعنوان إسقاط النظام ومن نفس هذه الدول التي تعتدي على اليمن وتركيا وبإشراف أمريكا وحلف الناتو وهو ما حصل لليبيا من تدمير تحت ذات الحجة إسقاط النظام من الناتو ومشاركة دول خليجية عربية وما حصل سابقا للسودان بتقسيمها وبحروب دارفور وبإشراف أمريكيوأوربي وبمباركة دول عربية إن ما يحدث في اليمن ليس باستثناء عن هذه الإيقاعات والمسارات في العدوان على الأمة العربية.

قد يعجبك ايضا