أيها الأعراب لسنا أصحاب الفيل وسلمان ليس رب الكعبة

إن هذه الصور المحروقة لضحايا يمنيين وليست لإخوتنا الفلسطينيين كما عودنا اليهود الاسرائيليون في عدوانهم الغاشم الذي ينفذونه دون رادع غير انهم لاينفذون عدوانهم غدراٍ كما حدث لنا من جيراننا بتوجيه من يحسب نفسه خادم الحرمين الشريفين للأسف .

نعم إنهم ضحايا بؤساء من يمن الإيمان والحكمة الذي ينتظرون لقمة العيش الكريم والمساعدة الاقتصادية لتجاوز الأزمة التي يعيشها اليمن من اقصاه الى اقصاه ويدرك العالم أجمع ان مشكلة اليمن مشكلة اقتصادية بحتة غير أن ما جاء به الأشقاء وحلفهم الصوري هو صواريخ من طائرات تتباهى بحداثتها قنوات الخليجيين تتجاوز الـ250 طائرة حربية من احدث سلاح الجو لإنقاذ اليمنيين كما يدعي هؤلاء ومن يروج ويبرر لهم من الانهيار ولو حولت اجسادهم الطاهرة الى اشلاء متناثرة ومحروقة نتيجة سلاح طائراتها الفتاك .
فإننا نقول من هنا لأشقائنا العرب نحن لسنا ولا أطفالنا أصحاب الفيل ولا سلمان آل سعود رب الكعبة حتى يبعث لنا بطيرانه العدواني الغاشم متباهياٍ ومغروراٍ ومستكبراٍ ليقتل يمنيين يعيشون شبه حياة .
والمؤلم أكثر ان الدمار والعدوان على اليمنيين يتم بذرائع واهية يروج لها اعلام الأشقاء للأسف تتمثل في إزالة الخطر الإيراني عنهم الذي ليس موجوداٍ سوى في مخيلاتهم يقومون بذلك وكأنهم لايملكون خريطة تحدد لهم موقع إيران إن كانت عدوهم الفعلي وليس جيش ومقدرات اليمن الذي يعاني نتيجة سياساتهم الخفية بل وتناسوا الجزر الإماراتية التي يدعون انها محتلة من إيران ومعهم للأسف في هذا العدوان الإمارات المتحدة بـ30 مقاتلة للإسهام في إزاحة الخطر الإيراني المزعوم عن آل سعود فيما جزرها الأربع محتلة فعلياٍ من ايران وليست أوهاماٍ وتخمينات..
وبطبيعة الحال فمشاركة الإمارات وغيرها من الدول المأجورة أو المشاركة قسراٍ “ما لم سيقطع عنها الدعم السعودي” لا يعني بالنسبة لنا كيمنيين شيئاٍ فالمعتدي الأساسي على أرضنا وحرمة بلدنا التي أهلها أهل الإيمان والحكمة بشهادة خير خلق الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وسلم وليسوا حوثيين كما يزعم المعتدون فأنصار الله جزء من أبناء الشعب اليمني الذي يصل تعداد سكانه الى 30 مليون نسمة ومعلوم ان الحوثيين  مكون سياسي وطني مشارك في مؤتمر الحوار الوطني الشامل وليسوا غزاة من الفضاء او من دول اجنبية كالاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين حتى يهبوا بتباه وغرور منقطع النظير لنجدة هادي وشرعيته الذي منحه الشعب قبل هذه الأحداث المؤسفة ليزيل الخطر ويسهم في تقريب وجهات نظر الفرقاء السياسيين من أبناء الوطن وكان الجميع على وشك الوصول لحلول غير ان تهديد وحدة البلد بات المهدد الأبرز في الفترة الأخيرة وبمجرد وصول وحدات الجيش مصحوبة باللجان الشعبية من أنصار الله الى الجنوب جن جنون الحلفاء والمتآمرين على تقسيم البلد خصوصاٍ ان الدخول تم دون مواجهة بين رفقاء السلاح كون هدفهم واحداٍ يتمثل في حماية الوطن دون الاكتراث لما يدور في رؤوس الساسة وبذلك يكون الجيش حال دون تحقيق أمانيهم- التي هي سراب بإذن الله-  في تقسيم الوطن اليمني الواحد .
وأدلل على قولي هذا المتعلق برغبة بعض إخوتنا الجنوبيين للانفصال في هذه الفترة وبشكل جنوني وهستيري وهو معلوم للجميع بل نكران البعض منهم يمنيتهم أصلاٍ ولعل آخر تلك الدلائل المقابلة الصحفية في قناة العربية الحدث بعد العدوان الغاشم على مطار صنعاء وأحيائها السكنية مع عبدالرحمن الجفري وهو بذلك لم يأت بجديد بطبيعة الحال بل كشف عن ما تخفيه نفوس البعض وأجندات السياسيين والوسطاء ولو على حساب الوطن والمواطن اليمني البسيط الذي لايطمح سوى إلى عيش كريم تتوفر فيه أبسط مقومات الحياة التي لن تتأتى إلا بتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين كل أبناء الوطن شماله وجنوبه شرقه وغربه.
 من أجل ذلك هاجت حميتهم وتحركت عاصفتهم المجنونة التي سيمحقها الله ويكسر كبرياءها بضربات هستيرية دون وازع أخلاقي أو ديني بغتة دون سابق إنذار لتدمير ما أمكن من عاصمة اليمن ومقومات هذا البلد الفقير وتدمير جيشه بدعوى تثبيت شرعية هادي وإزالة الخطر الحوثي أو الإيراني ولن يؤدي ذلك إلا إلى التفاف أبناء الشعب اليمني حول بعضه لرفض العدوان الخارجي مهما كانت المبررات والأسباب ومهما كانت درجة الاختلاف مع هذا المكون أو ذاك من أبناء اليمن من منطلق أن الضرب في الميت حرام .
سيكون ذلك في اعتقادي كون معظم ابناء الشعب اليمني يعيشون شبه حياة وأي غزو أو تدخل عسكري أمر غير مرحب به في قناعات الشعب اليمني العربي الضارب بعراقته في جذور التاريخ ومؤكد أنه لن يقبل عاقل بتحويل اليمن الى النموذج السوري أو الليبي بل انها ستكون أسوأ فلن تكون سوى ساحة حرب وتصفية حسابات إيرانية خليجية – لا سمح الله-  ولو على حساب أطفالنا ونسائنا وحياتنا البسيطة وهو ما يرفضه كل أبناء الشعب اليمني قاطبة .
فقناعات الجميع باتت واضحة أن الخطر الإيراني – وأنا هنا لست في موقف الدفاع- ليس سوى أوهام وتكهنات ومعلومات استخبارية كلامية فيما مقاتلات الجيران التي يتباهون بعددها ويسعون لتوسيع الحلف العدواني على اليمن بها تنثر متفجرات فتاكة ومحرمة وهو واقع بتنا نعيشه ملومساٍ بل إن ذلك العدوان والتدخل تحت ذريعة تلبية دعوة هادي سلب منا الأمان الذي كنا نتصنعه وانتزع بارقة الأمل التي كان بسطاء الناس يعولونها على الأشقاء الأمر الذي يحتم على كل عاقل الوقوف ضد هذا العدوان مهما كانت التحفظات فالوطن أغلى وحرمة الوطن اشبه بحرمة العرض.. والله المستعان.

قد يعجبك ايضا