“عاصفة الحزم”..إعادة إنتاج للقوى الفاسدة التي أزاحتها الثورة

أكد مراقبون وسياسيون أن العدوان السافر الذي راح ضحيته العشرات من القتلى أغلبهم من النساء والأطفال وعدد من الجرحى في ليل مظلم جبان نفذته آلة الغدر السعودية تعد صارخ للقانون الدولي والمواثيق الدولية وضرب للحمة العربية في الصميم بعد أن تحولت تلك الأدوات العربية الساقطة في وحل العمالة إلى دمى بيد الصهاينة والأمريكيين لتنفيذ مشروعهم في المنطقة..
واعتبروا العدوان محاولة يائسة لإعادة إنتاج منظومة القوى الفاسدة التي أزاحتها الثورة اليمنية في 21سبتمبر من العام الماضي.
وعبروا في أحاديث لـ”الثورة” عن استنكارهم للعدوان ,معتبرين ذلك التصرف الأهوج صلفاٍ غير مسبوق يطال دولة عربية تعد منبع العروبة الأول وخدمة للمشروع الاستعماري..

* يقف الدكتور عبد الباسط الحكيمي أستاذ القانون الجنائي بجامعة صنعاء ضد أي عدوان وضد التدخل في الشؤون الداخلية للدول مهما كان مصدره ومهما كانت مبرراته ويقول: نحن يمنيون نختلف فيما بيننا ولا نستدعي الأجنبي لأن من يستدعي الأجنبي ضد بلده خائن وعميل بصرف النظر عن موقفنا من الحوثيين أو النظام السابق.
وطالب الحكيمي الوقوف في وجه هذا العدوان وإدانته وعدم الإستسلام للعدوان الجبان فاليمن وأهله لن يستسلموا لجرمهم غير المبرر.
 وتابع :مازلنا نكرر.. لا للعدوان الأجنبي الغاشم على بلدنا الحبيب وننصح من يؤيد ذلك بالرجوع عن غيهم لأن عاقبتهم ستكون بيد الشعب  الحر الأبي.
انتقام
* الدكتور خالد القيداني أستاذ السياسة المساعد بجامعة صنعاء يقول: لا يمكن لأي قوة في العالم كبر شأنها أن تحل قضايا داخلية لأي دولة مهما صغر شأنها …لكن يجب على الفاعلين السياسيين في اليمن بمختلف توجهاتهم العمل على حل قضاياهم بالسبل السياسية فقد أثبتت الأحداث التاريخية أن الحلول التي تفرض بالقوة ليست ذي قواعد صلبة وان الاستقرار الذي تفرضه هش وضعيف لايلبث أن يتزعزع أمام أضعف هزة اجتماعية أو سياسية.
ويرى القيداني أن مسؤولية تفويت الفرصة على المتربصين بأمن اليمن من الأطراف الخارجية والداخلية على حد سواء هي بيد من يمتلكون القرار السياسي والعسكري ولا نحتاج هنا إلى أي إشارة لأطراف بعينها فالمعروف لا يعرف.
  وذكر كافة الأطراف في اليمن بالقول:إن الانتقام السياسي والعسكري دوامة لن تنفك منها هذه القوى ولن تنتهي إذا ما بدأت ويجب على كافة الأطراف أن تعي مثل هذه الحقيقة التي لاتقبل الجدل .
فشلوا في إثارة الحرب الأهلية
* العقيد الركن محمد باعلوي من مكتب قائد قوات الاحتياط يقول: بالنسبة لي والسواد الأعظم من اليمنيين لم تكن الاعتداءات الغادرة لآل سعود مفاجئة … فنحن نتوقع من جانبهم ما هو أشد حقدا .. لكن مساعيهم المحمومة في إشعال نار الحرب الأهلية فشلت ما دفعهم وبأعلى درجة من الخبث إلى إرسال طائراتهم محملة بصواريخ الموت والدمار ليحصدوا بنيرانها براءة أطفالنا وهم على فراش النوم عند منتصف الليل!
وأضاف باعلوي :لقد عمل آل سعود ولأكثر من نصف قرن مضى على جعل اليمن بلدا غارقا في التخلف والفقر والجهل واستخدموا لتحقيق ذلك كل الوسائل دون وازع من دين أو رادع من ضمير ..
وقال :لم تكتف هذه الأسرة بإثارة الفتن بمختلف صنوفها وألوانها ولم يشف غليلها ما ألحقته باليمن من دمار للتنمية والتعليم والزراعة والصناعة وغيرها من مقومات الحياة الكريمة … بل زادت على ذلك أن أرسلت لنا جيوشا من القتلة لتقضي بهم على بارقة الأمل التي لا زالت تضيء في وجداننا ولتجهز بتلك العناصر على علمائنا ومفكرينا وقادتنا وكوادرنا .. ظناٍ منها أن هذه الاعمال سوف تغلق في وجوهنا ووجوه أبنائنا أبواب المستقبل وستحولنا إلى رعايا لا حول لنا ولا قوة ومع أن عدوان آل سعود قد أغلق في وجوهنا كل رجاء أن يدعونا وشأننا ..
وواصل حديثه بالقول :وما ينبغي قوله في مثل هكذا ظروف … أقول لكل إخواني أبناء اليمن : لقد فعل آل سعود ما فعلوه بنا طيلة العقود الماضية .. لكنهم كانوا يستخدمون المال لتحقيق مآربهم الحاقدة … أما اليوم فقد تغيرت الأساليب وتطورت الوسائل .. فأصبح آل سعود يقصفون بيوتنا ومدارسنا ومنشآتنا المختلفة بالسلاح الفتاك … فمع هذا العدوان يجب علينا أن نرص صفوفنا وأن نوحد عزمنا وعزيمتنا .. والكلام هنا لكل اليمنيين وفي مقدمة الجميع الأحزاب والمكونات السياسية بكل أطيافها وألوانها واتجاهاتها … فاليمن بلد الجميع وعلى الجميع حماية أمنه واستقراره وحدوده ومياهه وسمائه … لأن نتائج أي عدوان على الوطن سيدفع ثمنها كل اليمنيين دون استثناء .
انتهاك السيادة
. ويعتبر الناشط الحقوقي علي ناصر الجلعي موقف الدول العشر غادر وجبان وخارج عن الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة والجامعة العربية كونه تدخلا سافراٍ في الشأن اليمني وانتهاكاٍ لسيادته الوطنية وتهديد أمنه واستقلاله .
وقال: ما تقوله السعودية انه تحرك يأتي وفقا لميثاق الجامعة العربية والأمم المتحدة نقول لهم  عليهم أن يقرأوا ميثاق الأمم المتحدة والجامعة العربية الذي لا يجيز أي تدخل في شأن أي دولة من الدول كون كل دولة عضو لها سيادتها واستقلالها ولايجوز التدخل في شؤونها الداخلية وموقفي موقف أي مواطن يمني ينتمي للوطن يرفض هذا العدوان.
كما تابع :نندد ونستنكر استهداف الأطفال والنساء وقتلهم بطريقة وحشية دون رحمة واستهدافهم للأحياء السكنية المأهولة بالسكان وكوني ناشطا حقوقيا مدنياٍ لا احمل السلاح إلا أني سأحمل السلاح من أجل وطني ومن اجل الأطفال والنساء وإذا لم أدافع عن هؤلاء المستضعفين فأني كاذب إن ادعيت إني أدافع عن حقوق الإنسان .
ونوه بأن ما تقوم به هذه الدول الاستكبارية ضد الشعب اليمني الأعزل بمختلف الأسلحة المتطورة والثقيلة يعد من الجرائم ضد الإنسانية ومن جرائم الإبادة الجماعية وسنوثق ذلك مع زملائي ونقدمها كملف لمحكمة الجنايات الدولية.
وختم الجلعي بالقول :نعلم أن ميثاق الأمم المتحدة لا يجيز التدخل بجميع انواعه في الشؤون الداخلية للدول وهذا ما  اعتمد ونشر على الملأ بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 36/ 103والمؤرخ في 9ديسمبر1981م والذي يجرم التدخل في الشؤون الداخلية خاصة المادة الأولى والثانية والفقرة أ و ب من نفس المواد.

قد يعجبك ايضا