في تحليل دقيق لأخر المستجدات على مسرح الأحداث تناول الكاتب والمحلل السياسي الدكتور يوسف الحاضري مجمل قضايا الوضع الراهن.. مبديا تخوفه من استمرار الأحزاب والقوى السياسية في التخلي عن القيام بواجباتهم أمام المخاطر الكثيرة التي كادت أن تعصف بالبلد..
ودعا في حوار مع صحيفة (الثورة) إلى ضرورة أن تعلن القوى السياسية “التعبئة العامة لمواجهة الإرهاب وعملائه لأن بقاء الوطن سليما يعني بقاؤهم وبقاء مالهم وبقاء إعلامهم وأي كارثة ستجرفهم قبل غيرهم”.
. هل تتوقف مسؤولية الأحزاب والقوى السياسية مما حصل من عمل إرهابي – تفجير المساجد بالعاصمة صنعاء- عند الإدانة والتنديد.. أم ماذا¿
– غالبا الأحزاب السياسية سواء كانت في موقع السلطة أو المعارضة موقفها في مثل هذه الأحداث تتماها كل الحواجز السياسية وأي حواجز أخرى كالمذهبية أو المناطقية, لأنها تضرب الوطن أرضا وشعبا ككل دون تمييز لكوارثها أو استمرارها التي ستعصف بالجميع .. فالإرهاب لا رؤية له .. ويجب عليها أن تعلن التعبئة العامة لمواجهة الإرهاب وأن تسخر كل أدواتهم الممكنة خاصة الإعلامية والمالية والبشرية .. لأن بقاء الوطن سليما يعني بقاؤهم وبقاء مالهم وبقاء إعلامهم وأي كارثة ستجرفهم قبل غيرهم .. بيد أن في بلدنا تبايناٍ في هذه الإجراءات فهناك أحزاب تكتفي بالصيغة التنديدية المتعارف عليها في كل مصيبة مع تغيير تاريخ التنديد ونسخ وإرسال .. ومنها ما تتكسب من هذه الأحداث تكسباٍ سياسياٍ .. وأخرى تتعامل بلا مبالاة إعلامية من خلال المساواة بين الجلاد والضحية .. وللأسف هذه الثقافة أدت بنا إلى ما نحن عليه الآن ..
. ما هي مخاطر ومآلات استمرر التأزم السياسي¿
– استمرار الأزمة السياسية ومنها الفراغ السياسي يعطي مساحة واسعة لكثير من المخاطر نذكر أهمها استغلال الحالة النفسية الشعبية من قبل الكثير من المتآمرين على الوطن فيشحنون المواطن نفسيا شحنا سلبيا ينعكس بالسوء على أنفسهم ووطنهم .. عوضا عن تذليل الأرض لتوسع وانتشار القاعدة وأزلامها وأي عمل إرهابي ينعكس بالسلب على الثورة وليس على الفاعل .. وكذا تدهور الاقتصاد الوطني, وانعكاساتها الإنسانية على لقمة العيش للمواطنين .. ويفتح أبوابا كثيرة لتدخل الخارج سواء القريب أو البعيد, مستغلين سوء التصرف في تسيير شؤون البلد ..
. ما قراءتكم للمشهد الحالي¿
– رؤيتي للمشهد الحالي هي حالة مخاض شديدة يمر بها الوطن أرضا وإنسانا بعد مراحل مسبقة من ثورة مر به الوطن انتصر في كثير من مراحلها وأخفق في القليل .. ومن خلال تكاتف جميع أبناء الوطن حول قيادتهم الثورية وثقتهم الكلية فيها, والتعامل المسؤول مع ما يستجد وبصوره إيجابية بعيدا كل البعد عن السقوط في فخ التضليل والتوجيه الإعلامي الخاطئ .. وهذه أحرج مرحلة قد يمكن أن نمر بها وانتصارنا فيها يعني انتصارا دائما إن شاء الله وسنبدأ بعدها في ترتيب وضعنا الداخلي ثم الالتفاف للبناء والتنمية والاستقرار ..
. ما رسالتكم لطاولة الحوار التي طال الجلوس معها دون نتيجة¿
– طاولة موفمبيك يجب أن تقلب فوق رؤوس من يجلسون حولها لأنهم لا يمتلكون نية وإصراراٍ النجاح والحلول للخروج من أزمتنا السياسية الحالية .. فلا يوجد عندي لهم من رسالة إلا أن يرحلوا غير مأسوف عليهم لأن أي رسالة تحتاج لعقل وعاطفة لتستمع إليها وتتأثر وتتفاعل وهؤلاء لا يمتلكون إلا جيوباٍ خاصة يبحثون كيف يملأونها من معاناة الوطن والمواطنين…
. ما هي الآثار المترتبة من أحداث عدن ولحج الأخيرة¿
– أحداث عدن ولحج عبارة عن ترجمة واقعية لذلك العمى وعدم الاستيعاب لأبناء مناطق اليمن الجنوبية بخطورة بعض القيادات السياسية المتحالفة مع القاعدة .. لم يستجيبوا لداعي الثورة بأن يصطفوا جميعا حول قيادتها ضد كل من يسعى لتمزيق الوطن وتهيئة مناطقهم لتكون بيئة خصبة لداعش والقاعدة .. من منطلق عدم قدرة عقول الكثير منهم أن يتعلم من دروس الآخرين بل حتى من دروسهم الخاصة بل يسعون ليصبحوا دروسا يتعلم الآخرون منها .. جرائم القاعدة والتابعين لها في عدن ولحج هي إثبات واقعي وعملي تدين من يقف خلفها من أنه وراء كل الجرائم الإرهابية التي حصلت خلال المرحلة الانتقالية السابقة .. في السبعين والعرضي والسجن المركزي وسيئون والتحرير وغير ذلك وأنها قيادة عميلة للخارج في تمزيق اليمن وحشره في حرب أهلية لا تبقي ولا تذر .. ولكنني أجدها إن شاء الله نهاية النهاية .. نهاية قصة الاستعمار الخارجي لليمن وتركيع الشعب واستباحة دماء أبناءه وغير ذلك.
. كيف تنظرون لما يحصل في محافظة مارب¿
– ما يْحشد في مارب هو نفس المشروع الفاشل في حشود البيضاء من قبل ومن قبلهما في كتاف ودماج .. أن حشود الإرهابيين مرتكز على أموال الخارج بعيدا عن الوطن والوطنية فإنهم سيتلاشون… فحشودهم هي النفس الأخير قبل التلاشي..
. ما رسالتكم للإعلام المحلي والخارجي¿
– رسالتي للإعلام المحلي الوطني سواء حكومي أو حزبي أو مستقل أن يستشعر المسؤولية الحساسة الخطيرة الحرجة التي تمر بها اليمن وأن يأخذوا الأحداث والأوضاع بكثير من المسئولية والحساسية اللازمة دون التهاون في فكرة أو جملة أو رؤية … لأنهم محاسبون ومسؤولون ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا) … أما الإعلام الخارجي خاصة التابع للمنظومة التضليلية العالمية الصهيونية خاصة تلك المسمية نفسها مسميات عربية (كالجزيرة والعربية وغيرهما) نقول لهم الشعب اليمني ببساطة وعيه وفهمه وإدراكه لخطورة الإعلام أصبح يدرك أكاذيبكم وتزويركم وتحريفكم للأحداث ومحاولة توجيهكم للعقول والتلاعب به .. فنشراتكم وأخبارها لا تصل إلا لأسماع وعقول من يؤسس الأكاذيب والأخبار المضللة .. وما دونهم فلا يعنينا على الإطلاق…
. كلمة أخيرة تود أن تقولها ¿¿
أقول في الأخير … على جميع أبناء الوطن أن يستشعروا المسؤولية التامة في أنفسهم حفاظا على أنفسهم وأرضهم وألا يسقطوا في فخ تضليلهم وأكاذيبهم وبأن الأحداث التي مضت كفيلة لتوضح الحق حقا والباطل باطلاٍ .. فأرضنا مشتركة ومصيرنا سيكون مشتركاٍ أيضا … ولتكن لكم في ما يحدث في العراق وسوريا وليبيا دروسا لكل لبيب .. والله من وراء الجميع محيط …