استهداف المساجد وإراقة دماء المصلين جريمة مزدوجة في حق الإسلام والإنسانية

* أدان أصحاب الفضيلة العلماء والدعاة التفجيرات الانتحارية الارهابية التي استهدفت أمس عددا من المساجد بأمانة العاصمة ومحافظة صعدة أثناء صلاة الجمعة وأسفرت عن استشهاد وجرح المئات من المصلين والعلماء الاجلاء.
ووصف العلماء والدعاة هذه التفجيرات بالاجرامية النكرة مؤكدين في تصريحات لـ(الثورة) أن استهداف بيوت الله بالتفجير والعدوان واراقة دماء المصلين فيها هو جريمة وحشية وبربرية مزدوجة تدينها كل الشرائع والأديان السماوية والقوانين والأعراف فضلا عن كونها انتهاكا سافرا للاخلاق والقيم الإنسانية.

جريمة مزدوجة
وأوضح فضيلة الشيخ يحيى النجار رئيس جمعية الارشاد الاجتماعية الخيرية وكيل وزارة الأوقاف الاسبق أن المساجد هي بيوت الله وينبغي أن تكون آمنة وبعيدة عن كل اعتداء كما أمر الله بها أن تكون حيث قال في محكم كتابه الكريم عن المساجد (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله).
وأضاف أن التفجيرات الارهابية الجبانة التي استهدفت مسجدي بدر والحشوش بأمانة العاصمة ومسجد الهادي بصعدة وبقدر ما فيها من سلوك إجرامي أدى إلى إراقة دماء المصلين الآمنين وبينهم علماء أجلاء في مقدمتهم الشهيد الدكتور المرتضى زيد المحطوري فهي تمثل انتهاكا لحرمة المسجد ومكانته العظيمة التي أكد عليها السلف الصالح رحمهم الله باعتبار بيت الله الآمن والملاذ لكل المسلمين في أي ملمة تحيق بهم.
ودعا النجار كافة العلماء والدعاة إلى القيام بدورهم في توعية الشباب بخطورة الارهاب وتجريمه كسلوك يتنافى ومبادئ الاسلام الحنيف دين الوسطية والرحمة والاعتدال والاخاء والتآزر وضرورة نبذ الافكار الضالة البعيدة عن سماحة الدين والتي ينتج عنها مثل هذه الجرائم الشنعاء.
حرمة بيوت الله
* أما العلامة إبراهيم العلفي فقد استهل حديثه بقول الله تعالى ( إنِمِا يِعúمْرْ مِسِاجدِ اللِه مِنú آمِنِ باللِه وِالúيِوúم الúآخر وِأِقِامِ الصِلِاةِ وِآتِى الزِكِاةِ وِلِمú يِخúشِ إلِا اللِهِ فِعِسِى? أْولِ?ئكِ أِنú يِكْونْوا منِ الúمْهúتِدينِ) وقوله تعالى ( وِمِنú أِظúلِمْ ممِن مِنِعِ مِسِاجدِ الله أِن يْذúكِرِ فيهِا اسúمْهْ وِسِعِى في خِرِابهِا أْوúلِـئكِ مِا كِانِ لِهْمú أِن يِدúخْلْوهِا إلاِ خِآئفينِ لهْمú في الدْنúيِا خزúيَ وِلِهْمú في الآخرِة عِذِابَ عِظيمَ وِلله الúمِشúرقْ وِالúمِغúربْ فِأِيúنِمِا تْوِلْواú فِثِمِ وِجúهْ الله إنِ اللهِ وِاسعَ عِليمَ )
وأضاف : أين نحن من حرمات المساجد وتعظيمها أين نحن من عمارة المسجد بكونه بيتا من بيوت الله ¿ كيف حدثت مجزرة مسجدي الحشوش وبدر بهذه الوحشية لتهدر تلك الدماء الطاهرة لعباد الرحمن وهم في بيت من بيوت الله آمنين , شبابا وشيوخا وأطفالا قتلوا بغير وجه حق  , أين نحن من حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقول للكعبة : ما أطيبك وأطيب ريحك ما اعظمك واعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن اعظم عند الله حرمة منك , ماله ودمه وان نظن به الا خيرا ).
 ومن هنا كانت حرمة بيوت الله من حرمة الكعبة وحرمة دم المسلم أعظم وأشد  ولهذا كان النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  ينهى قادة جيوشه عن الاعتداء على دور العبادة حتى في الحروب والمعارك ويحرم الاعتداء على من بداخل هذه الصوامع قال – صلى الله عليه وسلم في وصيته لأمراء غزوة مؤته «أوصيكم بتقوى الله وبمن معكم من المسلمين خيرا اغزوا باسم الله في سبيل الله من كفر بالله لا تغدروا ولا تغلوا ولا تقتلوا وليدا ولا امرأة ولا كبيرا فانيا ولا منعزلا بصومعة ولا تقربوا نخلا ولا تقطعوا شجرا ولا تهدموا بناء ) وقول  النبي صلى الله عليه وسلم ” من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق عليه داره فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن ) فأين هو الأمان يا من ترهبون عباد الله وتستبيحون دماءهم في مساجد الله !!
مأساة وفاجعة
* من جانبه يقول العلامة مصطفى الريمي : إن القلب ليحزن والعين لتدمع على تلك الدماء ورؤية تلك الأشلاء التي تم اغتيالها في بيت الله بغير وجه حق وتناسوا قوله صلى الله عليه وآله وسلم : (( لا يِحلْ دمْ امرىءُ مسلم إلا بإحدى ثلاث : كِفِرِ بعدِ إسلامه أو زِنِى بعد إحصانه أو قِتِلِ نفساٍ بغير نفس ) وأما اليوم فهم يقتلون بغير ذنب , فيا ويل من دنست يداه بالقتل والاعتداء والترويع لجمع هؤلاء المصلين  ( والذي نفس محمد بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا ) .
ويكفينا من ذلك قوله تعالى : ( وِمِنú يِقúتْلú مْؤúمناٍ مْتِعِمداٍ فِجِزِاؤْهْ جِهِنِمْ خِالداٍ فيهِا وِغِضبِ اللِهْ عِلِيúه وِلِعِنِهْ وِأِعِدِ لِهْ عِذِاباٍ عِظيماٍ ) وقول النبي الأعظم  : ( ثكلتúهْ أْمْه رجلَ قتلِ رجلاٍ متعمداٍ يجيء يومِ القيامة آخذاٍ قاتله بيمينه أو بيساره وآخذاٍ رأسه بيمينه أو شماله تشخبْ أوداجه دماٍ في قبل العرش يقول : يا رب سِلú عبدك فيم قتلني ¿ ) وقد حذرنا النبي من ذلك قائلا  ( ألا لا ترجعوا بعدي كفاراٍ يضرب بعضكم رقاب بعض ) .

قد يعجبك ايضا