الخيواني يدفع ضريبة المطالبة بالدولة المدنية

كان لاغتيال القامة الوطنية ورجل المواقف الاستاذ عبدالكريم الخيواني الأثر الكبير على المجتمع اليمني كونه من الشخصيات التي دافعت عن حرية الرأي والتعبير ودفع ثمن توجهه المدني حياته برصاص الغدر والخيانة.
“الثورة” أجرت استطلاعاٍ  مع بعض الشخصيات الاجتماعية والاكاديمية والسياسية حول جريمة الاغتيال التي طالت رجل بحجم الوطن فكانت الحصيلة التالية:

جرائم عقيمة
الدكتورة سامية الأغبري – جامعة صنعاء تقول : بأسف بالغ  تلقينا نبأ اغتيال الشهيد الثائر عبدالكريم الخيواني زميل المهنة وصاحب الكلمة فقد كان صحفياٍ وناشطاٍ سياسياٍ مخضرماٍ بأسلوب دل على مدى غدر وسفاهة وحماقة مرتكبي هذه الجريمة ومن يقفون وراءها في وضح النهار في محاولة لجر البلاد إلى حالة من العنف والفوضى وبؤر الصراع  عاصفة بالأمن المجتمعي والقومي لليمن وتنبؤ بمخاوف تعرقل العملية السياسية وتبوء بمخاوف شتى على أبناء هذا الوطن وشخصياته وقياداته .
ومضت تقول : على الجميع أن يدرك أن مسلسل الاغتيالات لم ولن يجدي نفعا بل الحوار والحوار هو المخرج والمحك الحقيقي للانصاف والعدل والمساواة لكون هذه الأعمال الإجرامية هي أعمال  عقيمة ويائسة تحركها بعض الأطراف لفخفخة الوضع  في اليمن.
حوادث ممنهجة
بينما يرى الدكتور أحمد عبد الملك حميد الدين أستاذ القضاء بأكاديمية الشرطة بأن هذه الاغتيالات  ليست حوادث جنائية بل تخفي وراءها أهداف ممنهجة منظمة ومرتبة منذ وقت سابق , معتبرا اغتيال عبد الكريم الخيواني ليس اغتيال فرد واحد بل جماعة وأمة واغتيال وطن بأكمله , بعد أن مثل الشهيد صوت الحق والكلمة الشجاعة في منبره الاعلامي والوطني شجاع  الموقف وشديداٍ في الحق ولا يخاف في ذلك لومة لائم .
متسائلا : أين دور الجهات الأمنية قبل وقوع الفاجعة . لماذا لا توجد هناك إجراءات وقائية لحماية مثل هذه الشخصيات الوطنية , لا الولولة بعد وقوع الحادثة بعد أن غدا الاغتيال حادثا بصورة متكررة في الشارع اليمني  بسبب غياب الدولة حتى تحولت من  حالات فردية إلى ظاهرة وانتشارها في عواصم المدن اليمنية و خاصة العاصمة صنعاء داعيا  إلى  تعزيز  الاصطفاف الوطني   لبناء الدولة اليمنية الجديدة   والعمل الجاد  من أجل تنفيذ بنود السلم والشراكة الوطنية ما لم فإن قوى التطرف هي المستفيدة من اختلاف القوى السياسية وهشاشة الوضع الأمني وضعف الدولة عن عدم قدرتها في التنفيذ .
وقال : رحيل الخيواني  خسارة وطنية فادحة واستمرار لتجريف أسس الدولة اليمنية الحديثة التي كان ينشدها الشهيد وأيضا استمراراٍ لتجريف القيم الأخلاقية والإنسانية للمجتمع اليمني وإستقواء القوى الرجعية وإضعاف لقوى الحداثة التي تنشد بناء دولة الحرية والعدل والمساواة على المجتمع اليمني حماية العقول التي تمتلك الرؤية السليمة لليمن الجديد فقد استهدف من قبله الشهيد الحمدي ومن بعده رائد الدولة المدنية الشهيد الدكتور محمد عبد الملك المتوكل ولن يتوقف مسلسل تصفية الشخصيات الفاعلة ما لم تتضافر قوى المجتمع وأن يضعوا مصلحة الوطن فوق كل المصالح الشخصية والحزبية والفئوية . ولكنه و بالرغم من التحديات وسلسلة الاغتيالات التي تطال  شخصيات عملاقة إلا إن اليمنيين أثبتوا للعالم أجمع ان مشروع بناء دولتهم  لن تسقطه هذه الأيدي المرتعشة بل زادتهم إصرارا لتأسيس دولتهم والالتفاف حول بنائها .
لا نامت أعين الجبناء
ممثل الحراك الجنوبي  السلمي الدكتور محمد حلبوب : نحن ندين وبأشد العبارات هذه الحادثة الوحشية والجريمة البشعة التي استهدفت الشهيد الخيواني ولا نامت أعين الجبناء , الذين تمرسوا على عمل إجرامهم بهذا الأسلوب المتآمر الدنيء الذي له أثره وأبعاده السياسية والاقتصادية والأمنية على حاضر ومستقبل البلاد .
داعيا الأجهزة الأمنية واللجان الشعبية لوضع حد لهذه الجرائم وكشف مرتكبيها وإنزالهم بأشد العقوبات حتى يكونوا عبرة لمن تسول له نفسه المساس بأمن الوطن وحياة المواطنين.
ظروف غامضة
الدكتور عباس زيد – عضو لجنة صياغة الدستور يرى أن اغتيال الشهيد الخيواني أحد أسبابه عدم فتح ملفات التحقيقات في اغتيال الدكتور جدبان وشرف الدين والمتوكل , وقال : من المسؤول عن الوضع الأمني اليوم في ظل هذا الصراع والنزاع على الشرعية أين دور الجهات الأمنية ¿ إلى متى سنظل نخسر قاماتنا الوطنية في ظل ظروف غامضة وجرائم  مجهول فاعلها !!
 رحمة الله تغشى كل شهداء الكلمة وشهداء الوطن جميعا  وكل شهداء الوطن الخيرين , حيث شكل اغتيالهم  فاجعة كبيرة .. وشكل مقتلهم  نهاية مشرفة لهم وفخرا لكل صاحب كلمة وطنية نظيفة ولقد حزن الوطن كله بكل أطيافه عليهم لكن مع ذلك أرى في هذه الكارثة بريق أمل بأن يصر الوطنيون على إكمال مسيرة التسوية التي دفعوا حياتهم ثمنا للدعوة إليها.. والحق أن يعمل الجميع على خروج البلاد من هذا المأزق ومهما كانت التضحيات فلن يتوقف الحق وسينتصر وسيرفع الله البلاء الذي أصابنا ويعود اليمن إلى حكمته وسلامته ..فموتهم  دافع قوي للإسراع ببناء الدولة التي كانوا ينشدونها ولن يوقف الموت الدعوة إلى الخير حتى يظهر الله الحق وتتمتع اليمن بدولة العدل والنظام والقانون الدولة التي تضمن حقوق المواطن اليمني بغض النظر عن انتمائه السياسي أو القبلي أو المذهبي ..
نهضة لا تنقطع
من جانبه يقول الدكتور عبد السلام الكبسي – رئيس بيت الشعر اليمني: ندين وبشدة جريمة اغتيال المثقف الإعلامي الكبير عبدالكريم الخيواني, ويدين بيت الشعر في الوقت نفسه الجريمة السياسية النكراء التي ارتكبها القتلة أعداء الحياة في حق المناضل الكبير عبدالكريم الخيواني ظهر أمس الأربعاء في الذكرى الرابعة لشهداء جمعة الكرامة أمام منزله بشارع هائل في العاصمة صنعاء بإطلاق النار عليه من قبل مسلحين أدى إلى استشهاده.
وبيت الشعر إذ يدين هذه الجريمة العنصرية القميئة بحق صحفي حر ناضل بالكلمة في سبيل الحرية , ومن أجل المستضعفين والفقراء وبصدد نهضة الأمة اليمنية جمعاء وتخلصها من الإستبداد المشين.
مسترجعا ما قدمه الشهيد الراحل على صعيد المشهد الإعلامي والسياسي والثقافي اليمني بوطنية واقتدار ومسؤولية في التنظير على الدوام لدولة تحقق العدالة والحرية والمساواة من موقعه كسياسي ومفكر ومثقف واعلامي فذ , ونضاله السلمي المستمر في سبيل ذلك فقد كان حاضراٍ في القلب من صنع التحولات السياسية التاريخية لليمن المعاصر , لعل آخرها مشاركته في الإعلان عن الدستور لثورة الشعب اليمني العظيم في 21 سبتمبر , علاوة على مساهمته كشاعر و مفكر ومثقف وإعلامي في تنمية المجتمع.
دعاة المدنية
عضو هيئة تحرير وكالة الأنباء اليمنية أمين الخرساني سبأ يقول: عبدالكريم الخيواني صحافي وسياسي مشاغب حتى وهو في المجلس السياسي لجماعة انصار الله .. طبعا كل القوى التقليدية والمتخلفة وإن قبلت به فهو قبول على مضض لكن السؤال هو لماذا اختاروا هذا التوقيت لاغتياله وهو الــ18 من مارس ذكرى مجزرة الكرامة هل لإسكات الناس في الحديث عن الذكرى أم ليكون عبد الكريم مكملا لقائمة شهداء مجزرة جمعة الكرامة وبالرغم من ذلك فدمه لن يذهب هدرا والخزي والعار لقتلته والمجد والانتصار لقوى الحرية والتقدم ولدعاة الدولة المدنية الحديثة.
إغتيال مروع
الحسين بن أحمد السراجي -المدير التنفيذي لمنظمة دار السلام- يقول: بعد حادثة الإغتيال المروعة التي استهدفت الدكتور الشهيد عبدالكريم جدبان وهو خارج من باب جامع الشوكاني بعد أدائه صلاة العشاء بالقرب من مبنى القيادة العسكرية العامة تحدِثنا عن التقصير في الحماية التي كان يفترض أن يحصل عليها شخص بحجمه.
وأضاف السراجي: لم نستفق بعد من هول الفاجعة لنتفاجأ بحادثةُ أشد بشاعة وإجراماٍ لم تكن في الليل بل في وِضِح النهار ووسط العاصمة وعلى مقربة من موقع اغتيال الدكتور جدبان حين اتضح الخبر عن تعرض الأستاذ الدكتور والفقيه الدستوري والعملاق العربي أحمد شرف الدين أثناء توجْهه لفندق موفنبيك للمشاركة في جلسات الحوار .. هول المأساة جعلني أْلقي باللائمة على التقصير في حماية عقل عربي وإسلامي بحجم الدكتور شرف الدين .
وقال السراجي: لم يكن أنصار الله يومها قد وصلوا صنعاء لكنهم كانوا أصحاب تواجد وقوة وحضور وتأثير على المشهدين السياسي والشعبي .. ولم يتم إعفاؤهم من التقصير مؤملين استفادتهم مما حدث بتغطية جانب الحماية وأخذ الحذر والتزام الحيطة .
وتابع السراجي حديثه: بعد سبتمبر 2014م تغيِر الوضع فصار الأنصار أصحاب القرار وبالتالي كبرت المسؤولية بكبر الرقعة الجغرافية وتعاظمت المخاطر بعظم التحديات والتآمر مما يستدعي الإستنفار الأمني الرسمي والشعبي الداعم له .. لكن المجتمع اليمني تفاجأ  بحادث إجرامي خبيث أودى بحياة الدكتور المدني والفيلسوف العربي محمد عبدالملك المتوكل وهو يمشي بقدميه في شارع الزراعة .. ما يمثله الشهيد من قيمة وطنية وعلمية فقد مِثِلِ خبر استشهاده صدمة وصاعقة على المجتمع اليمني أدمت قلوبه قبل عقوله .. حوادث إجرامية تآمرية ثلاثة هدفت لإفراغ اليمن من عقوله ومفكريه لم تتضح معالمها ولم تتكشف خيوطها حتى الآن .
وقال: إستفاد أنصار الله من تكشْف جوانب الخلل ولاقصور التي يستثمرها الإجرام فبذلوا جهوداٍ كبيرة لا تْنكر وخصوصاٍ في الجانب الأمني الذي بدوره تحسِن بنسبة كبيرة غير معهودة منذ سنوات وخلال الأشهر الماضية كادت صنعاء تكون بلا اغتيالات لولا ما حدث اليوم !!
وأضاف: نبأَ إجراميَ كارثيَ جديد يعلن اغتيال القامة الثورية الباسقة والحر اليمني المتفرد , صوت الثورة وصرخة الحرية الأستاذ عبدالكريم بن محمد الخيواني أثناء خروجه من منزله بشارع الرقاص وبوسيلة القتل المعهودة (مسلحون يستقلون دراجة نارية)!!.. ذهولي من الخبر يتجاوز بي الحديث عما يمثله الشهيد من قيمة وطنية ورصيد نضالي وثوري فريد ومتميز على المستوى الوطني الحديث للتساؤل أين الحماية المفترضة والمكلفة بحماية الشهيد¿ ثم .. رجلَ بحجم الشهيد الخيواني كيف يْترك بلا حماية¿.. ولئن كان هناك حماية – ولا أعتقدها موجودة – فماذا فِعِلِت¿ وكم من النيران أطلقت باتجاه القتلة¿ وكم أصابت منهم¿ وهل لها استشراف بالحس الأمني¿.. ولأنها ربما غير موجودة وهو الراجح يتوجه السؤال المحوري: إلى متى التساهل والتفريط .. حتى يستكملوكم ويستفرغوكم من الكوادر الثورية المؤثرة¿.

 

https://www.althawranews.net/pdf/2015/03/19/07.pdf

قد يعجبك ايضا