مقاهي الإنترنت باتت مأوى للطلاب المتسربين .!¿

إذا ما قررت الدخول إلى مقهى للإنترنت بالقرب من إحدى المدارس في صباح يوم تعليمي فلا تستغرب رؤية مقاعده مليئة بطلاب المرحلة  الأساسية والثانوية وهم يرتدون الزي المدرسي ويضعون حقائبهم بجانب المقعد دون خجل أو خوف من أحد  وكأنهم في إحدى حصص تطبيق مادة الحاسوب فهذا المشهد بات معتادا عند صاحب المقهى وزبائن المحل وما أن يحين موعد أذان الظهر حتى تشاهدهم يتناوبون على الخروج  بعد أن انهوا دراستهم عبر الفضاء الإلكتروني .
قرار فردي اتخذه بعض الطلاب بنقل قاعات التعليم  إلى مقاهي الانترنت  فهي أريح وأمتع من وجهة نظرهم ولا توجد أي عقوبات أو التزامات دراسية من قبل المعلمين في تلك الأماكن التي تكتظ بالطلاب الفارين  بصورة شبه يومية حتى أن البعض منهم بات من أهم زبائن تلك المقاهي ويملك ميزات وتخفيضات عبر اشتراكات أسبوعية وأخرى شهرية وكأنهم اتخذوا القرار بالاستمرار حتى نهاية العام الدراسي ومن يدري لربما استمر الحال لبقية الأعوام القادمة .
المشكلة هنا أصبحت مشكلتين الأولى تكمن في تعود الطالب على الهروب من الحصص الدراسية وصعوبة عودته إليها إذا ما استمر تغيبه عنها أشهرا أو حتى  أسابيع حينها ستتراكم عليه الدروس وسيكون عرضة للعقوبات من قبل المعلمين في الصف أو من إدارة المدرسة بسبب الغياب غير المبرر وتراكم المواد المقررة عليه  وقتها سيعود إلى نقطة البداية, والثانية هي إصابة الطالب بالإدمان على دخول مقاهي الانترنت للحصول على الترفيه والمتعة التي يفتقدها في الصف وهذا ما يجعل من يسلك هذا الطريق يقع في شرك تلك المقاهي التي تعود على الجلوس فيها حتى انتهاء اليوم المدرسي إلا إذا  امتلك العزيمة للعودة لجادة الصواب وهذا صعب عند من فضل التراخي منذ بداية العام الدراسي.
أسئلة تطرح نفسها تخص هذه الظاهرة من أهمها: أين هم أولياء أمور الطلاب الفارين من مدارسهم صوب مقاهي الإنترنت ¿ ولماذا لم يتم إبلاغهم بغياب أبنائهم عن الدراسة من قبل الجهات المختصة في المدرسة¿! لم أجد سببا يفسر ذلك سوى الإهمال سواء من قبل ولي الأمر أو من قبل إدارة المدرسة فكلاهما يتحملان المسؤولية الكاملة تجاه ما يحصل من خروقات وأعمال لا يدرك خطورتها الطالب إلا بعد فوات الأوان فالطلاب بهذه المرحلة العمرية بأمس الحاجة للتوجيه والرقابة الغائبة والذي يتبادل أولياء الأمور وإدارات المدارس التهم بتحمل تبعاتها فالطرف الأول  يعلل عدم متابعة أبنائه وزيارتهم للمدارس بالعمل وبأن إدارة المدرسة ستتولى متابعة الأمر ويرجع الطرف الثاني السبب إلى إهمال أولياء الأمور وبأنهم غير مخولين بمتابعة كل الطلاب لكثرة أعدادهم وبأن أرباب الأسر هم المسئولون عن ذلك ليصبح الطالب في نهاية المطاف ضحية تقاعس كل طرف عن أداء عمله للحد من انتشار هذه الظاهرة التي يقف على عتباتها مستقبل الأجيال القادمة. 
تصوير /ناجي السماوي

قد يعجبك ايضا