وجهت في يومها العالمي نداء لجميع المكونات السياسية إلى تحمل مسؤوليتهم تجاه الوطن المرأة اليمنية .. واقع لا يسر ومعاناة لا تنتهي

تحتفي  المرأة اليمنية  اليوم باليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن من مارس كل عام  ويأتي احتفالها هذا العام في ظل ظروف استثنائية  صعبة ومعقدة تعيشها بلادنا ألقت بظلالها على مختلف مفاصل الحياة وخصوصا في الجوانب المعيشية والاقتصادية والأمنية فراغ كلي تعيشه البلاد ..وأوضاع لا تسر أحداٍ وتدفع ثمنها ونتائجها المرأة بالدرجة الاساسية التي دائما ما تتحمل التبعات وتكون  الضحية .. وهي رغم ذلك لا تتمنى شيئاٍ سوى العيش في ظروف آمنه ويعترف بوجودها كشريك أساسي بالنظر الى ما قدمته ولا تزال تقدمه من انجازات  في مختلف المجالات كان أبرزها حضورها القوي واللافت في  مؤتمر الحوار الوطني والتي خرجت بنصوص  ضمنت للمرأة اليمنية مشاركتها الفاعلة في سلطات الدولة الثلاث وكافة مؤسسات الدولة فقد ناضلت وكافحت من أجل تحقيق هذه المكاسب سنوات طويلة
وتخشى كثير من القياديات والناشطات اليمنيات أن تذهب هذه الانجازات والمكاسب التي حصلن عليها أدراج الرياح وتضيع سنوات نضالاتهن وتصبح في خبر كان في حال استمرار الأزمة الراهنة وانسداد الأفق أمام أي  حل سياسي ……….
وتوجه المرة اليمنية في هذا اليوم نداء لجميع الاحزاب والمكونات السياسية والاجتماعية وللمتحاورين الذين بيدهم الحل أن يتقوا الله في هذا الوطن وان لا يجروه نحو مزيد من الفوضى والانزلاق به نحو التشظي والصراعات والحروب التي تكون النساء  والاطفال  في مقدمة ضحاياها وتناشدهم  ان يتركوا  خلافاتهم او يتناسوها  من أجل هذا الوطن ..
معوقات كثيرة
ورغم النجاح الذي حققته المرأة طوال سنوات نضالها الا انه مازال محدودا.. فهناك  تحديات وعوائق كثيرة  تقف في طريقها أبرزها التسرب الكبير للفتيات من التعليم وتفاقم حجم الامية في اوساط النساء اليمنيات وتزايد نسبة زواج القاصرات والعنف المجتمعي وقضايا الاغتصاب والنظرة القاصرة لها من قبل المجتمع  اضافة الى ظروفها الاقتصادية والمعيشية  الصعبة  وغيرها من التحديات التي تواجهها المرأة اليمنية اليوم بشكل أكبر من الماضي
ولعل ما يميز الاحتفال بهذا اليوم هو ابراز كفاح المرأة والمعاناة التي خاضتها في سبيل اثبات ذاتها وتأكيد حضورها كما انه يمثل محطة لاستقراء جهودها في  كافة المجالات  وتزايد الدعوات لتحريرها من كل اشكال العنف والظلم الذي تعانيه وينتصر لمطالبها وحقوقها الاجتماعية والسياسية وغيرها .. لكن يوما واحدا لا يكفي للوقوف على معاناة المرأة وخصوصا تلك المرأة التي لاتزال تعاني كافة أنواع العنف والاضطهاد والتهميش من قبل الاسرة والمجتمع وليس هناك من ينظر الى معاناتها وينتصر لحقها  هن كادحات مازلن  يعملن خارج حقل العمل الرسمي  ويقبعن في المنازل لتربية أجيال المستقبل ولا يعرفن أن هناك يوماٍ يطلق عليه «يوم المرأة العالمي» فهن لا يشاركن المرأة المتعلمة والمثقفة الاحتفال بهذا اليوم ليقتصر يوم المرأة العالمي على عدد محدود من النساء فقط .. ولم تفكر منظمة نسائية أو أي جهة حكومية بتكريم امرأة عاملة خلف الكواليس كانت ريفية أو عاملة في مصنع أو مؤسسة وغيرها بعيدا عن المرأة المعروفة والتي ذاع صيتها في أوساط المجتمع ونالت  حقها من التكريم فمثل تلك النساء يعملن بصمت دون مقابل  فهذا اليوم يشكل  لهن العكس  لأنهن لم يحصلن على حقهن من التقدير والعرفان ..
صور من المعاناة
وكما أشرنا فإنه ليس من الإنصاف تذكر المرأة ومعاناتها اللامتناهية في أوقات محددة يوم فقط نتذكرها بينما لا تزال في مناطق كثيرة تعيش في معاناة لا تنتهي . ولا ننسى أن الإسلام كرم المرأة وفرض تكريمها واحترامها طوال أيام العام 
.. منظمة أوكسفام قدمت صورة سوداوية لحجم المعاناة التي تعيشها المرأة اليمنية حقائق مؤلمة  وممارسات فاضحة تنتهك إنسانيتها .. فقر مدقع انعدام للأمن الغذائي مضاف إليه عنف جسدي ومنزلي. فالمرأة اليمنية تعمل طوال ساعات النهار أعمال شاقة لا تمت لأنوثتها وضعفها بصلة… واقع مؤلم يزيده ألما التعامل غير المسؤول من شقيقها الرجل الذي يعتبرها الحلقة الاضعف في المعادلة المجتمعية ..
 رئيسة بعثة الاتحاد الاوروبي في اليمن /بتينا موشاي.. من جانبها أشارت إلى أن هناك تحديات كثيرة  لاتزال تواجه النساء اليمنيات تتمثل في  الحصول على الخدمات  الاساسية كالتعليم  والجوانب الصحية والاجتماعية والمشاركة الكاملة في الحياة المهنية والعامة وفي ضمان وقوفهن على قدم المساواة أمام القانون. وعلى مدى سنوات كثيرة أتت اليمن في ذيل المؤشر العالمي للمساواة بين الجنسين .ولكنها ترى  ..بان  مخرجات مؤتمر الحوار الوطني حملت في طياتها انتصارا لقضايا المرأة  اليمنية وحقوقها  التي تحققت حتى الآن.  وقالت : لأول مرة منحت النساء اليمنيات دورا بارزا في عملية سياسية شاملة لم يشهدها أي مكان آخر في المنطقة. وتمكنت من الخروج بتوصيات طموحة من شأنها – إن طبقت بفاعلية – أن تؤدي إلى تحسن جذري في أوضاع المرأة والفتيات في اليمن. وابرزها الإقرار بتساوي كافة المواطنين والاعتراف بالحاجة إلى حماية حقوق المرأة. وتجريم العنف ضدها  وتحديد السن الأدنى للزواج عند سن 18 وضمان حصة (كوتا) بنسبة 30% لتمثيل المرأة في مختلف النواحي السياسية.
مخاض عسير
ورغم كل تلك المعاناة التي تعيشها المرأة اليمنية إلا أن ثمة تحول يعاني مخاضاٍ عسيراٍ تحاول المرأة اليمنية صياغته لنفسها من خلال انخراطها في العمل الطوعي والأنشطة الاجتماعية والتوعوية والذي من المؤكد سيخلق واقعاٍ جديداٍ للمرأة اليمنية ربما سيضع حداٍ للمعاناة التي تكبدتها خلال السنوات والعقود الماضية.
وبالعودة الى ما حققته المرأة اليمنية من انجازات بمجهودها وتفوقها في الكثير من المجالات الا ان وجودها في بعض المراكز المهنية يعتبر  نوع من ديكور للديمقراطية في مجتمعنا المغلق المنفتح رغم أنها أثبتت نجاحها في الكثير من  المجالات  إلا أن مجتمعنا الذكوري مازال يرفض تقبلها في مناصب ومستويات قياديه عليا
وعلى صعيد متصل تؤكد منظمات دولية مختصة بقضايا وشؤون المرأة أن حال النساء في العالم بأجمعه تتساوى فيه البلاد المتطورة والنامية في عدم وجود مساواة للمرأة مع الرجل وضياع حقوقها كإنسانة واعتبارها مواطنة من الدرجة الثانية.
مؤشرات
ويشير تقرير دولي إلى أنه يعيش على الكرة الأرضية ستة مليارات كائن حي أكثر من نصفهم من النساء والفتيات وتشكل النساء والفتيات ثلثي أميي العالم البالغ عددهم 876 مليوناٍ و70 % من الفقراء وتؤدي النساء والفتيات ثلثي الأعمال في العالم وتحرم النساء والفتيات في كل مناطق العالم وفي كل شريحة من المجتمع في البلدان المتطورة والنامية في آن معاٍ من فرص التمتع بحقوقهن الإنسانية ..
التحية للمرأة اليمنية التي تقاسي أعباء الحياة في زمنُ لا يرحم, التحية للمرأة اليمنية التي ملأت ميادين وساحات الحرية والتغيير .
والتحية للمرأة اليمنية والعربية والعالمية  بيومها العالمي التحية لها  في الريف والحضر .. في مخيمات النزوح ومدن الحصار, وتحت الركام, وخلف الجدار
نبذه عن يوم 8 مارس
بدأ الاحتفال بالثامن من مارس كيوم عالمي للمرأة الأمريكية تخليداٍ لخروج مظاهرات نيويورك سنة 1908 وساهمن  في دفع الدول الأوروبية إلى تخصيص يوم الثامن من مارس كيوم عالمي للمرأة وذلك في مؤتمر كوبنهاجن بالدانمارك غير أن تخصيص يوم الثامن من مارس كعيد عالمي للمرأة لم يتم إلا بعد سنوات طويلة بعد موافقة منظمة الأمم المتحدة على تبني تلك المناسبة سنة 1977م عندما أصدرت المنظمة الدولية قراراٍ يدعو العالم إلى اعتماد أي يوم من أيام السنة يختارونه للاحتفال بالمرأة فقررت غالبية الدول اختيار الثامن من مارس.
وتحول ذلك اليوم إلى رمز لنضال المرأة تخرج فيه النساء عبر العالم في مظاهرات للمطالبة بحقوقهن وتذكير الضمير العالمي بالحيف الذي مازالت تعاني منه ملايين النساء على مستوى العالم.

قد يعجبك ايضا